1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

هل وصلت "جمهوريات الخوف" العربية إلى نهايتها؟

٣ مارس ٢٠١١

أظهرت آخر الاحتجاجات الجارية في العالم العربي أن الخوف من العسكر لم يعد يرعب الناس أو يمنعهم من النزول إلى الشارع، لكن السؤال المطروح هو إلى متى ستتمكن الأنظمة المستبدة من الصمود في وجه شباب حيوي ومتواصل عالميا ؟.

"جمهورية الخوف" تنهار في ليبيا ..صورة من: dapd

يكافح الديكتاتور معمر القذافي من أجل الحفاظ على ما تبقى من نظامه الدموي، لكنه لم يعد قادرا عسكريا سوى الاعتماد على بعض الوحدات المسلحة التي يقودها أبناؤه وعلى مجموعات من المرتزقة. وكما حدث في تونس و مصر فإن قسما كبيرا من الجيش غير مستعد لإطلاق النار على شعبه بهدف قمع احتجاجاتهم.

ورغم سقوط ضحايا يوميا في صفوف المنتفضين يواصل هؤلاء المطالبة بنهاية النظام القائم. ويرى الدكتور في العلوم السياسية في الجامعة الأميركية في لبنان عماد سلامة إشارات واضحة لانتهاء عصر "جمهوريات الخوف" العربية كما عرفها المرء حتى اليوم. وأضاف أن الناس لم تعد تخاف من الموت من أجل حريتها وتعلموا تحطيم جدار الخوف القديم. ويرى أن ذلك يرجع إلى أن الناس يشعرون اليوم بأنهم جزء من المجتمع الدولي وليسوا أفرادا معزولين في بلدانهم غير قادرين على الاتصال بأحد في الخارج،في الوقت الذي تمارس فيه الأنظمة جرائمها. ووجد سلامة أنه سيكون من الصعب جدا على هذه الأنظمة مواصلة نهجها كما فعلت حتى اليوم.

باول سالم: "لم يعد العسكر يدعم الحكام"

.. وفي اليمن أيضاصورة من: picture alliance / dpa

وبقدر ما تستخدم الأنظمة الديكتاتورية العنف ضد المحتجين بقدر ما يرد هؤلاء عليهم بعزم أكبر. وهذه الطريقة التي كانت تحمي المستبدين لم تعد تنفع اليوم. والواقع أنه ليس الخوف وحده الذي زال في تونس ومصر وليبيا ودول عربية أخرى، بل أن أقساما كبرى من الجيش لم تعد تقبل بإسالة دماء شعبها. وهذا هو أحد أسباب عدم توجه المتظاهرين من الأساس ضد الجيش على حدّ ما ذكره بول سالم عن مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي.

وتُوجه الاحتجاجات ضد القادة السياسيين وحاشيتهم، ما يضع الجيش في موقع من يطلق النار على الشعب دفاعا عن زعمائه السياسيين لا عن نفسه. وقال سالم إن السبب الآخر يكمن في أن الجنود يعرفون تمام المعرفة إلى أي حد كان نظامهم فاسدا، وأن فئة صغيرة مختارة كانت المستفيدة منه، ومن هنا شعورهم بمشاركتهم آلام الشعب وقلقه.

دور الغرب ووسائل الإعلام

ولفت الباحث السياسي سلامة إلى أن للجيش مصلحة في الحفاظ على موقعه وسط وضع سياسي غير مستقر في البلد. وقال إن الجنود لا يريدون عزل أنفسهم لا داخل البلد ولا خارجه، وإلا لركبوا الأخطار. وأضاف أن رفض الغرب لاستخدام الجيش ضد المدنيين ظهر بجلاء في البحرين حيث حظرت بريطانيا وفرنسا المساعدات العسكرية للبلد بعدما أطلق جيشه النار على المتظاهرين. وأبلغت واشنطن حليفها الملك البحريني عدم قبولها بنهج قمع الاحتجاجات. ومنذ ذلك الحين سُمح للبحرينيين بالتظاهر سلميا للتعبير عن رأيهم.

والخوف انهار في مصر بعد تونسصورة من: AP

ويتسارع هذا التغيير في العالم العربي بفضل وسائل الإعلام الحديثة. والصور والأخبار عن فرار جنود أو عن احتفالات الهاربين من نيران حكامهم ترسل اليوم من أبعد المناطق العربية عن طريق الأقمار الصناعية، أو الانترنت، أو المواقع الاجتماعية مثل فيسبوك وتويتر. وهذا ما ساعد الناس في كل دول العالم على التواصل في ما بينه وهدم جدار الخوف.

وذهب الدكتور سالم خطوة أبعد للقول بأن ما حدث ليس فقط تساقطا لنموذج التخويف العسكري، وإنما هو هدم لمجمل أنظمة الاستبداد والدول البوليسية العربية. وأضاف أن لا شيء يستقيم حاليا، لا سياسيا ولا اقتصاديا، ولا في موضوع صراع الأجيال حيث تقف فئة سياسية متقادمة من الحكام في وجه فئة كبيرة من الشباب الحيوي.

بيرغيت كاسبار/اسكندر الديك

مراجعة: هبة الله إسماعيل

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد

تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW