من الممكن أن يصبح تياغو ألكانتارا ثاني لاعب في تاريخ دوري أبطال أوروبا يفوز باللقب مع ثلاثة فرق مختلفة. مساهمة اللاعب في فوز فريقه على فياريال كان لها دور فعال في الحفاظ على تلك الآمال حية.
إعلان
ربما تكون الهجمة التي بدأت بتمريرة دقيقة من مسافة 60 ياردة بقدم محمد صلاح، لتنتهي من خلال أداء متقن لتياغو ألكانتارا في خط الوسط، هي ما أدى في النهاية إلى فتح أحد أكثر جبهات الفرق صعوبة في أوروبا.
ويتقدم يورغن كلوب وليفربول بخطوات واسعة وأداء قوي في نهائيات دوري أبطال أوروبا UEFA بعد الفوز 2-0 على فياريال. لكن بينما يطارد النادي اللقب القاري، لاتزال الفرصة سانحة أمام لاعب خط الوسط الإسباني المؤثر تياغو لتحقيق مجد شخصي.
حتى الآن، يحتل اسم كلارنس سيدورف مكانًا في كتاب غينيس للأرقام القياسية لكونه "فاز بدوري أبطال أوروبا ثلاث مرات مع ثلاثة أندية مختلفة: أياكس وريال مدريد وميلان".
وتوقع اللاعب الهولندي الشهير أن يحقق كريستيانو رونالدو رقمه القياسي، ولكن مع فوزه باللقب في 2010/11 (برشلونة) و 2019/20 (بايرن ميونيخ)، فإن تياغو على بعد مباراتين فقط من تحقيق الحلم.
قال تياغو بعد فوزه بجائزة أفضل لاعب في المباراة على ملعب أنفيليد: "لقد استمتعت بكل لحظة من مسيرتي".. "بالتأكيد استمتعت بوقتي في برشلونة، ووقتي في بايرن ميونيخ، لكنني بالتأكيد أيضاً أستمتع به بنسبة 100 في المائة هنا."
أستاذ فنون خط الوسط
ويقدر تياغو بشدة الفرصة التي أتيحت له للاحتكاك بأحد أعظم لاعبي العالم كارل هاينز رومينيغه من خلال لعبه في صفوف بايرن ميونيخ، والذي غادره في عام 2020 للبحث عن "تحديات جديدة".
أشار اللاعب البالغ من العمر 29 عاماً إلى هذا الخيار باعتباره "أصعب قرار في مسيرتي الرياضية"، وأشار إلى أنه ذرف الدموع بينما كان يناقش رومينيغه - الذي كان المدير التنفيذي لحامل اللقب الألماني في ذلك الوقت - عندما حدثه عن قراره بمغادرة النادي.
ومنذ رحيل تياغو، استمر بايرن في حصد الألقاب وأضاف إلى خزانته لقبين آخرين في الدوري الألماني رافعاً العدد إلى سبع بطولات، ساهم تياغو بالفعل في تحقيق بعضها خلال وجوده في صفوف النادي. في غضون ذلك، نجح اللاعب الإسباني مرة أخرى في التواجد بقوة وفعالية ضمن أحد أنجح الفرق في أوروبا.
يكاد يكون من الصعب على تياغو أن يفقد كرة حصل عليها، ويتمتع بلمسات يتحكم من خلالها بالكرة بأطراف أصابعه، ولكي تتمكن من الحكم عليه يجب عليك مراقبة أدائه على مدار 90 دقيقة عن كثب. كانت مباراة فريقه ليفربول ضد فياريال أحد الشواهد على مهاراته.
يقول تياغو: "أمام فريق مثل فياريال، كان علينا التحلي بالصبر. كان هذا أمراً أساسياً".. "لقد استمتعت حقًا بأداء الفريق، كان هذا أفضل شيء بالنسبة لي لأننا في النهاية نريد رفع مستوى أداءنا إلى أعلى حد ممكن وقد فعلنا ذلك اليوم."
وخلال 120 لمسة لتياغو نجح منها 96 في المائة تمكن من الحد من قدرات فياريال بشكل مؤثر. قدم الإسباني دروساً حول كيفية اللعب كمنسق للهجمات في خط وسط ليفربول.
تياغو دليل على تطور مسيرة كلوب
لم يكن كلوب هو الشخص نفسه خلال مسيرته دورتموند والتي انتهت بشكل غير جيد لايتوافق مع إرث الرجل. وإذا كان كلوب قد عجز عن حل المشكلات التي كان يتوقعها بالفعل مع ناديه القديم، إلا أنه مع دخوله الريدز كان لديه الموارد اللازمة لمواجة المشكلات.
تمكن كلوب من إضافة صفقات شديدة الأهمية للفريق عالجت في الوقت نفسه مشكلة الركود في الأداء بالإضافة إلى لعبه دور "حلال المشكلات" بشكل شديد الفعالية.
وبينما يجسد ديوغو يوتا - ومؤخراً لويس دياز - الطبيعة المفترسة لأداء وطريقة لعب كلوب، تم ضم تياغو إلى الفريق لتوفير قلب وسط هادئ وراسخ، ما مكن الفريق من اكتشاف المزيد من المساحات في منطقة الخصم وخصوصاً خلال المباريات التي لاتتوفر فيها تلك المساحات بسهولة حين يكون دفاع الفريق المنافس لليفربول أشبه بحائط صد منيع ومحصن.
بأداء من هذا النوع، يفترض أن يواجه الريدز منافسه فياريال الأسبوع المقبل والذي إن حقق الفوز سيقترب "المايسترو الإسباني" خطوة إضافية من موسوعة الأرقام القياسية.
جيمس ثورغود/ع.ح.
يورغن كلوب.. القلب النابض بسحر المستديرة
مرتين، خسر كلوب نهائي "الأبطال"، وكان الخروج أيضا وشيكا في نصف النهائي بعد هزيمة موجعة أمام برشلونة بثلاثية . لكن كلوب لا يستسلم، لينجح في إحراز لقب دوري الأبطال ويتوج موسمه الناجح بجائزة أفضل مدرب في العالم.
صورة من: Getty Images/C. Brunskill
أفضل مدرب لعام 2019
توج مدرب ليفربول يورغن كلوب موسمه الناجح بحصوله على جائزة أفضل مدرب في العالم لعام 2019. المدرب الألماني قاد ليفربول لإحراز لقب دوري أبطال أوروبا هذا الموسم واحتلال مركز الوصافة في الدوري الإنجليزي الممتاز.
صورة من: Getty Images/AFP/M. Bertorello
متوجا على عرش الكرة الأوروبية
بعد فشله عدة مرات في التتويج بدوري أبطال أوروبا، ابتسم الحظ أخيرا للساحر الألماني يورغن كلوب في رفع الكأس ذات الأذنين رفقة فريقه ليفربول واعتلاء عرش الكرة الأوروبية في موسم 2018/2019 . ليفربول فاز في النهائي على خصمه العنيد توتنهام بهدفين لصفر وأزاح قبله عمالقة أوروبا مثل برشلونة.
صورة من: picture-alliance/dpa/J. Woitas
"نثق بكلوب"
سرعان ما استحوذ المدرب الألماني يورغن كلوب على قلوب مشجعي ليفربول عندما قال في يومه الأول بالنادي: "علينا تحويل المشككين في النادي إلى مؤمنين بقوته وقدراته"، حتى أن البضاعة الأكثر رواجاً في متجر النادي باتت قميص كُتب عليه: "نثق بكلوب". ورغم شهرة كلوب الرياضية إلا أنه بدأ بعيداً عن ميادين الكرة.
صورة من: Getty Images/AFP/P. Ellis
صورة مع زيلر
ولد يورغن كلوب عام 1967 في مدينة شتوتغارت الألمانية، ولعب في صفوف شباب نادي توس إيرغينتسينغن حيث شارك في إحدى البطولات الرياضية في هامبورغ، كما تظهره هذه الصورة (الثاني على اليسار في الأعلى) مع أسطورة هامبورغ أوفه زيلر. حينها لم يعلم أحد أن حلم الكثيرين من عشاق الكرة سيصبح الحصول على صورة سيلفي مع كلوب.
صورة من: picture-alliance/dpa
أسلوب بسيط ومحبوب
لم يكن المهاجم كلوب ساحر المستديرة، فسرعان ما غُير مركزه من مهاجم إلى مدافع في صفوف نادي "أف أس في ماينز 05" في الدرجة الثانية، وبات معروفاً بأسلوبه البسيط والمباشر، وهو ما أحبه مشجعو النادي فيه. وكان اللاعب الوحيد في صفوف ماينز الذي ملك ناديه الخاص من المعجبين باسم "الكلوبيون".
صورة من: picture-alliance/dpa/K. Nietfeld
18 عاماً في صفوف ماينز
عام 2001 ترك كلوب اللعب ليباشره من مقعد المدربين. وبعد محاولتين فاشلين، نجح ماينز تحت قيادة كلوب عام 2004 في تحقيق انطلاقته التاريخية إلى دوري الدرجة الأولى من البوندسليغا. وبعد عودته إلى دوري الدرجة الثانية عام 2007 وفقدان فرصة الصعود في العام اللاحق ترك كلوب ماينز، بعد 18 عاماً في صفوفه كلاعب ومدرب.
صورة من: picture-alliance/dpa/T. Mrotzkowski
صاحب أفضل نظارة عام 2008
وفي وسائل الإعلام الألمانية فإن طبيعة كلوب المنفتحة وخفيفة الظل أثارت إعجاب جمهور الكرة، حتى أنه بات ما يشبه "الموضة". وحتى نظاراته التي يضعها بات يُنظر إليها بشكل إيجابي في الرأي العام الألماني.، وهو ما دفع "جمعين صانعي النظرات" إلى تتويجه عام 2008 بلقب "أفضل صاحب نظارة في العام".
صورة من: KGS
صانع النجوم
منتصف 2008 أصبح كلوب مدرباً لبروسيا دورتموند. وكانت للمشاكل النادي المالية الحادة التي بدأت قبل ثلاثة أعوام من ذلك، أثرها الكبير في تراجع مستوى النادي كروياً. لكن كلوب وعد بإعادة الفريق إلى جادة الانتصارات. وكان شعاره: عدم شراء النجوم بل صنعهم. وهكذا وضع ماتس هوميلز ونيفن سوبوتيتش في قلب الدفاع رغم أنهما لم يتجاوزا الـ19 من العمر.
صورة من: picture alliance/dpa/B. Thissen
ثلاثة ألقاب في عامين
ونجحت وصفة يورغن كلوب هذه في إعادة بروسيا دورتموند إلى بريقه وتألقه، ففاز عام 2011 بدرع الدوري الألماني، وكان طعم هذا الانتصار مختلفاً حين احتفل كلوب مع الجماهير في ساحة بورسيشبلاتس. وفي 2012 فاز أسود ويستفاليا بقيادة كلوب بالثنائية.
صورة من: Picture-alliance/dpa/T. Silz
وللسقطات وقتها
على الرغم من كل الجاذبية والذكاء الذي يتمتع به كلوب، إلا أن حماسته توقعه في كثير من الأحيان في المشاكل، فمثلاً هنا عام 2010 حين تنازع مع الحكم الرابع شتيفان تراوتمان. بعد أن رأى كلوب هذه الصورة قال: "نفسي أنا شعرت بالخوف من هذا. لم يكن هذا من التصرفات اللائقة".
صورة من: picture-alliance/augenklick/firo Sportphoto
خسارة مريرة في ويمبلي
في 2013 كان كلوب على وشك الحصول على لقبه الدولي الأول في المباراة النهائية من منافسات دوري أبطال أوروبا التي جمعته بالمنافس اللدود بايرن ميونيخ على ملعب ويمبلي بلندن. لكن بروسيا دورتموند خسر بهدفين مقابل هدف واحد بعد أن سجل الهولندي أريين روبن هدف الفوز في الدقيقة قبل الأخيرة من المباراة.
صورة من: picture alliance/augenklick
وداعاً دورتموند!
منتصف 2014 حل دورتموند وصيفاً لبطل الدوري للمرة الثانية على التوالي، ثم بدأ التدهور. بعد 18 مباراة من الموسم اللاحق حل دورتموند في المركز الأخير من الترتيب. وبدا كلوب مرهقاً، لكنه تمكن من قيادة النادي للعب في الدوري الأوروبي ونهائي كأس ألمانيا 2015 أمام فولفسبورغ، الذي خسره دورتموند 1.3. حينها أعلن كلوب رحيله عن دورتموند.
صورة من: Reuters/Ina Fassbender
بدء الحقبة الإنجليزية
بعد راحة من هموم الفوز والخسارة امتدت لعام وخمسة أشهر، قُدم كلوب في أكتوبر/ تشرين الأول 2015 مدرباً جديداً لليفربول الإنجليزي. وتمكن في وقت قياسي من تطوير أداء الفريق وقاده لنهائي دوري الأبطال في الموسم الماضي قبل الخسارة أمام ريال مدريد (1-3). كما ينافس بشكل متقارب جداً على لقب الدوري الإنكليزي الممتاز هذا الموسم مع مانشستر سيتي.
صورة من: Getty Images/A. Livesey
معجزة "انفيلد"
أما وفي دوري الأبطال ففصل جديد من أسطورة ملعب "انفيلد" سطّره ليلة الثلاثاء (السابع من مايو/ أيار)، كلوب وفريقه. فقد نجحوا في تحقيق المعجزة المتمثلة بقلب تخلفهم صفر-3 ذهابا أمام برشلونة الإسباني ونجمه الأرجنتيني ليونيل ميسي، الى انتصار مدوٍ برباعية نظيفة إيابا ليبلغوا المباراة النهائية لمسابقة دوري أبطال اوروبا لكرة القدم للمرة الثانية تواليا.