هل يتحمل مسعود أوزيل فعلاً مسؤولية فشل المانشافت في روسيا؟
صلاح شرارة
٩ يوليو ٢٠١٨
منذ لقائه الرئيس أردوغان والحديث لا يتوقف حول مسعود أوزيل، فقد جاء اللقاء قبيل انطلاق كأس العالم بروسيا والانتخابات الرئاسية في تركيا. والآن حاول البعض تحميل أوزيل سبب الفشل في المونديال، لكنه وجد أيضا من يدافع عنه.
إعلان
ألقت مقابلة أوزيل مع أردوغان في لندن في مايو/ أيار الماضي بظلالها على استعدادات المانشافت الأخيرة لكأس العالم، ليجيء الأداء المخيب للآمال، خصوصا في المباراة الأولى والخسارة أمام المكسيك ثم الخروج من البطولة مبكرا، وتبحث أطراف عديدة عن كبش فداء ليقع الاختيار على مسعود أوزيل، صانع ألعاب المانشافت.
تشاحنت الجماهير مع اللاعب في روسيا ودافع عنه زملاؤه، ومنهم بواتينغ، لكن الملفت للأنظار هي التصريحات التي أطلقها أوليفر بيرهوف، المدير الإداري لمنتخب ألمانيا، لصحيفة "فيلت" وجاء فيها أن إدارة الفريق لم تنجح في إقناع مسعود أوزيل بشيء ما "ولذلك كان يجب علينا التفكير فيما إذا كنا سنتخلى عنه لأسباب فنية".
لم تعجب تصريحات بيرهوف الكثيرين في ألمانيا ووصفها البعض بأنها "تصريحات منافقة". ليتراجع النجم الفائز مع ألمانيا بأمم أوروبا 1996 عن كلامه، ويؤكد لصحيفة "بيلد" أنه على ما يبدو أخطأ في التعبير وأن كلامه تم تفسيره بشكل خاطئ وتابع بيرهوف: "قبيل كأس العالم وقفنا أمام سؤال عما إذا كان سيسافر معنا، من وجهة نظر فنية، وقررنا قصدا ضمه ونحن مسؤولون عن ذلك". وأكمل بيرهوف حديثه قائلا: "مسعود أوزيل أيضا سيتم مستقبلا تقييمه من الناحية الفنية مثل كل اللاعبين الآخرين".
رئيس الاتحاد الألماني لكرة القدم راينهارد غريندل من جانبه، قال إن من مصلحة أوزيل أن يوضح للرأي العام "قضية" لقائه مع أردوغان، وأضاف "لقد صدم الجماهير وهم ينتظرون إجابة عن حق". وتابع غريندل "إضافة إلى ذلك يجب أن ننتظر التحليل الفني ونرى هل سيواصل يوآخيم لوف ضمه للفريق أم لا".
"الكل فشل وليس أوزيل وحده"
ويتساءل "فين ريتين"، المحرر بمجلة "شتيرن" الألمانية: لماذا لم يخطر على بال الاتحادي الألماني لكرة القدم إلا الآن (مسألة توضيح أوزيل)؟" ويتابع "قبل البطولة كان كل المسؤولين يريدون التغطية على الموضوع، والآن أصبح أوزيل فجأة المذنب في كل شيء؟"
ويواصل المحرر بشتيرن حديثه "نعم، أوزيل لم يلعب جيداً في كأس العالم، لكن من هو اللاعب الألماني الذي لعب جيدا في البطولة؟" ويجيب ريتين "ربما مانويل نوير إلى حد بعيد، وفيما عدا ذلك فإن الاتحاد الألماني تقريبا فشل جماعيا في روسيا، لاعبو الفريق، وبالتأكيد المدرب والمسؤولون حوله". ويختم ريتين كلامه بالقول: "ألا يتوقف مستقبل توني كروز وتوماس مولر أو سامي خضيرة أيضا (مع الفريق) على التحليل الفني الذي سيقوم به لوف؟"
يذكر أن مسعود أوزيل لعب أولى مبارياته الدولية بقميص المانشافت عام 2009، ولعب معه حتى الآن 92 مباراة دولية وكان أكبر إنجازاته مع الفريق الفوز بمونديال البرازيل عام 2014.
صلاح شرارة
"المانشافت"- شريط مباريات بطعم الهزيمة
لم يكن خروج ألمانيا من مونديال 2018، في الدور الأول، في الحسبان. لكن نتيجة مباراة المانشافت وكوريا الجنوبية، خيبت الآمال وجرَت على الماكينات تاريخا أسودا من الهزائم. بالصور: أسوأ المباريات التي خاضها المنتخب الألماني.
صورة من: Reuters/H. Hanschke
هزائم بدأت من فرنسا!
من أشهر الهزائم التي سجلها المنتخب الألماني تلك التي ذاقها بفرنسا في 1938. المانشافت خرج من الدوري التأهيلي حينها، باعتبار أن المونديال كان يعتمد نظام التصفيات التأهيلية بين المنتخبات المشاركة ليتأهل الفائزون إلى دور الستة عشر. في هذه المباراة كان الفوز لصالح فريق سويسرا، الذي تمكن من الربح بفضل الركلات الترجيحية، وحسم النتيجة لصالحه في حين خسرت ألمانيا مباراة ماتزال الذاكرة الكروية تحتفظ بها.
صورة من: Imago
تعادل سبب خسارة
في عام 1967، ستخيب ظنون المشجعين للفريق الألماني مرة أخرى. تعادُل المانشافت السلبي مع منتخب ألبانيا، ضمن التصفيات المؤهلة لكأس أمم أوروبا، أقصى الماكينات من المشاركة في كأس أمم أوروبا 1968. تجدر الإشارة إلى أن البطولة كانت من نصيب الفريق الإيطالي، كما تم تنظيم الكأس في إيطاليا حينذاك.
صورة من: Imago
"عار قرطبة"
شاركت ألمانيا في كأس عالم 1978 بالأرجنتين، لكن المنتخب الألماني لم يقدر على مجاراة فريق النمسا الذي هزمه "شر هزيمة" في 21 يونيو/ حزيران من نفس العام. ثلاثة أهداف ضمن بها المنتخب النمساوي نجاحه، ولم يكن لهدفي المانشافت دورا في قلب موازين الربح لصالحه. صحيفة ألمانية وصفت خسارة الفريق بـ"عار قرطبة"، ولم تتمكن الماكينات بعد المباراة من اجتياز الدور الثاني من نهائيات هذا المونديال.
صورة من: STAFF/AFP/Getty Images
على يد الجزائر
تكرر سيناريو الهزيمة عند المنتخب الألماني عام 1982. كأس العالم الذي نُظم في اسبانيا، شهد مفاجئات عديدة، وكان أبرزها تغلب المنتخب الجزائري على نظيره الألماني بهدفين مقابل هدف واحد. وبتوقيع كل من رابح ماجر و لخضر بلومي، استطاع المنتخب الجزائري أن يسحب البساط من تحت الماكينات ويبعدها عن حلم الظفر بالكأس.
صورة من: AP
خروج لم يكن في الحسبان!
الخسارة هذه المرة جاءت على يد منتخب كرواتيا. لم يكن أحد يتوقع لهذا الفريق الذي يشارك للمرة الأولى في المونديال أن يتفوق على الماكينات. لكن كرواتيا فاجأت الجميع في مونديال فرنسا 1998، وسجلت 3 أهداف نظيفة حسمت من خلالها النتيجة وأقصت ألمانيا من من الدور ربع النهائي.
صورة من: AP
واحدة من أسوأ المباريات
رباعية نظيفة أدخلها راقصو السامبا في شباك المانشافت. عام 1999، لعب الفريق الألماني واحدة من أسوأ مبارياته، إذ لم يقدر على منافسة منتخب البرازيل في المباراة التي جمعتهما ضمن كأس القارات. في هذه البطولة التي نُظمت في المكسيك، كانت أول مشاركة للمنتخب الألماني في بطولة كأس القارات.
صورة من: AP
"الكارثة"
لا يمكن لذاكرة عشاق الساحرة المستديرة الألمان أن ينسوا هذه الليلة التاريخية. ففي بطولة أمم أوروبا عام 2000، خسرت ألمانيا أمام الفريق البرتغالي. 3 أهداف نظيفة سجلها لاعبو المنتخب البرتغالي في شباك الماكينات ضمن دور المجموعات.
صورة من: picture-alliance/dpa
ميونيخ شاهدة على الفداحة!
في عام 2001، انتصرت انجلترا على ألمانيا بخمس أهداف مقابل هدف يتيم سجله المانشافت. الصحف الألمانية حينذاك تحدثت عن الفزع واليأس الذي تسبب فيه الفريق الانجليزي ضمن تصفيات كأس العالم في كوريا واليابان، وقيل حينها أيضا أن هذه الهزيمة هي الأسوأ في تاريخ المنتخب الألماني، خاصة وأنها سُجلت على الأراضي الألمانية.
صورة من: picture-alliance / dpa
تعادل سلبي
عام 2004، كانت البرتغال شاهدا على هزيمة ألمانيا مرة أخرى. تعادلت لاتفيا مع ألمانيا في مباراة افتتاح الجولة الثانية من منافسات المجموعة الرابعة ضمن بطولة أمم أوروبا 2004 لكرة القدم. وكان خروج المانشافت على يد منتخب التشيك الذي طرح المنتخب الألماني خارج اليورو.
صورة من: AP
صفعة إيطالية
مرات كثيرة هزمت فيها إيطاليا الفريق الألماني. وكان عام 2006، من بين السنوات التي خسر في الماكينات مباراة جمعته بفريق إيطاليا على أرضهم وبالضبط في مدينة فلورانسا. المباراة الودية أُجريت قبل استضافة ألمانيا لكأس العالم، وسجل فيها الفريق المضيف 4 أهداف مقابل تسجيل واحد للمانشافت. ووصف البعض النتيجة بـ"الصفعة".
صورة من: picture-alliance/dpa
نتيجة حزينة
لم يمر عقد واحد حتى تكرر سيناريو الخسارة الألمانية والفوز الإيطالي. عام 2012، وفي مثل هذا اليوم 28 يونيو/ حزيران، خسرت ألمانيا أمام منتخب إيطاليا بهدفين لواحد. ولم يستطع المانشافت اللعب بعد مباراة نصف نهائي اليورو عام 2012. ماريو بالوتيلي قاد فريقه نحو الفوز حين سجل هدفيه في الدقيقة 20 و36، وتسبب في خسارة الماكينات رغم تسجيلها لهدف وحيد.
صورة من: picture-alliance/dpa
السقوط المفاجئ!
آخر الهزائم التي ذاقها المنتخب الألماني، هي هزيمة الأربعاء (27 يونيو/ حزيران 2018) التي أخرجته من الدور الأول لكأس العالم بروسيا 2018. لم يتوقع مشجعو "المانشافت" الخسارة في المباراة الافتتاحية أمام المكسيك وكانوا يأملون في الفوز بمباراة أمس، لكن آمالهم تبخرت بعد نهاية المباراة. كوريا الجنوبية دكت شباك الماكينات بهدفين دون أن تستقبل أي رد، وأخرجت ألمانيا من المونديال في وقت مبكر. إعداد: مريم مرغيش