يخترق الذكاء الاصطناعي حياة البشر أكثر، حتى أنه صار من الممكن أن ينتقي حاجياتك من أكل ومواد نظافة شخصية عوضا عنك. بعض المتاجر تستعين به، فهل يقبل الألمان بذلك؟
بينما يقتحم الذكاء الاصطناعي حياة الإنسان في مختلف المجالات، أوضحت دراسة حديدة عزوفا عن استخدامه الذكاء في التسوق لدى الألمان.صورة من: Oliver Berg/dpa/picture alliance
إعلان
أظهر استطلاع حديث أن معظم المواطنين في ألمانيا لا يريدون أن يقوم الذكاء الاصطناعي بالتسوق نيابة عنهم، إذ قال 9% فقط من المشاركين إنهم يمكنهم تخيل استخدام وكيل تسوق يقوم بتحليل سلوكهم الشرائي، ويعيد طلب مواد البقالة أو مستلزمات النظافة الشخصية الضرورية بشكل تلقائي.
عزوف عن الاستعانة بالذكاء الاصطناعي
وكشفت نتائج الاستطلاع المعلن عنها اليوم السبت (11 أكتوبر/تشرين الأول 2025)، الذي أجراه معهد "يوغوف" لقياس مؤشرات الرأي بتكليف من وكالة الأنباء الألمانية (د ب أ)، العزوف عن استخدام الذكاء الاصطناعي في التسوق.
وبحسب الاستطلاع، قال 40% من المشاركين إنهم لن يسمحوا، بشكل قاطع، للذكاء الاصطناعي بالتسوق نيابة عنهم، وقال 28% إنهم "ربما لا يسمحون بذلك، و19% "قد يسمحون بذلك". ولم يقدم 4% من المشاركين إجابة.
وشمل الاستطلاع 2037 شخصا بلغوا 18 عاما، أو تجاوزوها، وتم خلال الفترة من 11 وحتى 14 يوليو/تموز الماضي.
إلى حدود الآن، لا تقدم سلاسل المتاجر الكبرى في ألمانيا خدمة التسوق الذاتي بالكامل التي تقوم بالطلب على نحو تلقائي. ورغم ذلك يتم استخدام الذكاء الاصطناعي بالفعل في مجالات أخرى وبطرق مختلفة. وفي التطبيقات الخاصة بسلسلة متاجر السوبر ماركت "ريفي وشركاه"، يتلقى العملاء اقتراحات وعروض منتجات مخصصة بناء على سلوكهم الشرائي السابق.
ابتكار ألماني يساعد على إخماد حرائق الغابات بالذكاء الاصطناعي
تزايد حرائق الغابات، بات يستدعي التصرف على وجه السرعة. لهذا يتم حاليا اختبار طائرات بدون طيار للكشف عن الحرائق وإخمادها في ولاية براندنبورغ الألمانية. فكيف تخمد تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي حرائق الغابات؟
صورة من: RALF HIRSCHBERGER/AFP
طائرات بدون طيار لمكافحة حرائق الغابات
تمثل حرائق الغابات مشكلة في براندنبورغ منذ سنوات بسبب ارتفاع درجات الحرارة وتغير المناخ. في المستقبل، تريد إحدى الشركات في برلين استخدام طائرات بدون طيار للمساعدة في اكتشاف الحرائق ومكافحتها. في 27 مارس/ آذار 2025، أقلعت طائرة بدون طيار من شركة "Dryad Networks GmbH" في رحلتها الأولى بالقرب من بلدة إبرسفيلده.
صورة من: RALF HIRSCHBERGER/AFP
الأمل الأخضر في وسط براندنبورغ
على شكل كرة غولف كبيرة الحجم، يعد هذا المجسم بمثابة عنبر للطائرة بدون طيار "Silvaguard" والتي يتم التحكم فيها عبر الذكاء الاصطناعي. يعد هذا أول نظام بدون طيار مستقل يعتمد على الذكاء الاصطناعي. ويأمل مطورها أن يتمكن يومًا ما من اكتشاف الحرائق الجديدة وإطفائها في غضون دقائق.
صورة من: RALF HIRSCHBERGER/AFP
تكنولوجيا استشعار الحرائق
بمجرد أن يكتشف جهاز الاستشعار حريقاً في الغابة، تنطلق الطائرة بدون طيار نحو جهاز الاستشعار بشكل مستقل بهدف تحليل الوضع، وفق متحدث باسم الشركة. وبفضل الصور المرسلة لحجم وموقع الحريق، يتمكن قسم الإطفاء من إرسال خدمات الطوارئ إلى هناك حسب الحاجة.
صورة من: RALF HIRSCHBERGER/AFP
طرق إخماد حرائق "لا يمكن إيقافها"
وقال ليندون برونتو، خبير مكافحة حرائق الغابات في معهد الغابات الأوروبي، إن حرائق الغابات وصلت إلى مرحلة "لا يمكن إيقافها بشكل أساسي". ولذلك، يجب اتخاذ تدابير جديدة، سواء في منع الحرائق أو مكافحتها.
صورة من: RALF HIRSCHBERGER/AFP
أهمية التدخل السريع
وقال كارستن برينكشولته، المدير الإداري لشركة Dryad الألمانية، خلال عرض التكنولوجيا لوكالة فرانس برس: "تنتشر الحرائق بشكل أسرع بكثير وبقوة أكبر مما كانت عليه في الماضي. وهذا يعني أيضاً أنه يتعين علينا التدخل بسرعة أكبر". يذكر أن نظام الطائرات بدون طيار المبتكر تم دعمه بأموال الاتحاد الأوروبي.
صورة من: RALF HIRSCHBERGER/AFP
إخماد النيران عبر الموجات الصوتية
وتأمل شركة Dryad ألا تكون طائرتها بدون طيار قادرة على اكتشاف الحرائق بفضل التكنولوجيا الجديدة فحسب، بل قادرة أيضاً على إخمادها. وبدلاً من استخدام الماء أو مسحوق الإطفاء، يجب إطفاء الحرائق المشتعلة بمدافع الصوت، وبالتالي تجنب الآثار السلبية لعوامل الإطفاء الكيميائية، بحسب الشركة. يصدر ما يسمى بـ "مدفع الصوت" موجات صوتية منخفضة التردد تعمل على "إخماد" النيران.
صورة من: RALF HIRSCHBERGER/AFP
أول استخدام خارج أوروبا
من المقرر أن يتم طرح الطائرة بدون طيار عام 2026 للبيع في الأسواق لاستخدامها لأول مرة خارج أوروبا. وقال برينكشولته: "لا تزال هناك حاجة إلى تهيئة ظروف الإطار القانوني للتشغيل التجاري". ومن المقرر انتشارها على مستوى أوروبا في السنوات المقبلة. وحتى ذلك الحين، هناك عدد من التحديات التقنية التي يتعين التغلب عليها.