1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

هل يتوافق الزواج مع العصر الحديث؟

كلاوس كرامر/ أخيم زيغيلو١٤ نوفمبر ٢٠١٣

منذ فترة تشهد ألمانيا جدلاحادا حتى داخل الكنيسة البروتستانتية بشأن نظام الزواج المتعارف عليه تقليديا. يأتي ذلك بعد قيام مجموعة من علماء اللاهوت البروتستانتيين عام 2009 بصياغة أفكار جديدة بهذا الشأن.

صورة من: Fotolia/Marco Scisetti

بالإضافة إلى الزواج التقليدي المتعارف عليه توجد في ألمانيا أيضا أشكال أخرى من الشراكة الزوجية. فهناك الشراكة الزيجية غير المسجلة رسميا وهناك أسر ينحدر أطفالها من شراكات زيجية سابقة، كما توجد شراكات بين أشخاص مثليين وبين سحاقيات. وهي شراكات معترف بها على الصعيد الحكومي ولها مكانتها داخل المجتمع. ويقوم هذا النظام على قانون الشراكة بين مثليي الجنس الذي تم إصداره عام 2001.

جدل حاد

في الصيف الماضي نشرت الكنيسة البروتستانتية في ألمانيا ورقة أفكار صاغت فيها مواقفها من الأشكال المختلفة في موضوع الأسرة والشراكة الزوجية. وأثارت مجموعة الأفكار هذه جدلا واسعا بين مؤيدي الحفاظ على القيم التقليدية الخاصة بالزواج والمطالبين بتعديلها. كما تطرقت وسائل الإعلام إلى هذا الجدل بالتفصيل. وأعرب العديد من الأساقفة الكاثوليك عن انتقادهم لتلك الأفكار التي أثارت نزاعا كنيسيا شديدا. ورغم مرور أربعة أشهر على نشر تلك الأفكار فلا زال المؤمنون البروتستانتيون منقسمين حتى الآن بشأنها.

الزواج بين الرجل والمرأة ليس إلا شكلا واحدا من الشراكات الأسرويةصورة من: picture alliance/dpa

المؤسسة الزوجية

منذ تطور المجتمع البورجوازي في أواخر القرن الثامن عشر وخلال القرن التاسع عشر ترسخت صورة الزواج والأسرة في ألمانيا بالمنظور التقليدي المتعارف عليه عامة. ومنذ ذلك الحين أصبحت الأسرة بمعناها الكلاسيكي التقليدي تتألف على الأقل من آب وأم وأطفال. في النصف الأول من القرن العشرين وخلال الفترة النازية تم اعتبار هذا النظام الأسروي مثلا أعلى يلزم الإقتداء به. الكنائس المسيحية تمسكت هي الأخرى بهذا النظام على مدى قرون طويلة، حيث إن مؤسس الدين المسيحي عيسى ولد أيضا في مثل هذه الأسرة.

أسرة ألمانية بالمفهوم المثالي التقليدي قرب شجرة التنور خلال احتفالات أعياد الميلاد المسيحية عام 1964..صورة من: picture-alliance/dpa

غير أن تلك الرؤيا تغيرت في منتصف السبعينات من القرن الماضي، كما تقول عالمة اللاهوت شتيفاني شاردين. وهي تعزو هذا التطور الحاصل إلى تراجع الكثيرين عن الارتباط بالمواقف الدينية المسيحية.

ورقة أفكار جديدة

تؤكد مجموعة الخبراء في الورقة الذي تضمنت الأفكار الجديدة على وجود أشكال أخرى من الشراكات بين الرجل والمرأة. كما تنطلق من ضرورة اعتراف الكنيسة البروتيتانتية بجميع أشكال الحياة العائلية والأسروية، بما فيها الشراكة المثلية أو الأسر التي ولد فيها أطفال فيها من زيجات مختلفة، إذ لا يمكن اعتبار الزواج التقليدي الأساس الوحيد للحياة الأسروية، حسب هؤلاء الخبراء.

بشكل خاص رحب ممثلون ليبراليون عن الكنيسة البروتستانتية بالورقة، وأشاروا إلى أن هذا التعديل في تعريف الأسرة يشكل نوعا من تكيف الكنيسة مع المجتمع الحديث. ومن بين هؤلاء عالمة اللاهوت شتيفاني شاردين التي أكدت ذلك في حديث مع DW. وجاء في رسالة مفتوحة وجهها 30 شخصية مدافعة عن مجموعة الأفكار هذه لرئيس مجلس الكنيسة البروتستانتية في ألمانيا نيكولاوس شنايدر في أيلول/سبتمبر الماضي أن "الورقة تعكس التنوعات لأسروية القائمة على أرض الواقع".

شتيفاني شاردين: باحثة في اللاهوت البروتستانتي شتيفاني شاردينصورة من: privat

مواقف رافضة

على عكس ذلك ترفض أوساط محافظة في الكنيسة البروتستانتية ما جاء في الورقة، وتشير إلى أن أنها تفتقر إلى الاعتراف الواضح بمؤسسة الزواج التقليدية والأسرة بالمفهوم المسيحي. وطالب مؤيدو مبادرة من مجموع ألمانيا مجلس الكنيسة البروتستانتية بضرورة سحب ورقة الأفكار هذه، منتقدين أن كُتّابها يريدون تقويض مفهوم الأسرة. غير أن ذلك لم يؤثرعلى رئيس مجلس الكنيسة البروتستانتية شنايدر.

وأكد سلف شنايدر، أسقف برلين السابق فولفغانغ هوبر أن "الزواج هو هبة من الله". ولذلك، فإنه يحظى بـ "أولية أخلاقية". وأشار هوبر إلى أن عيسى أكد بكل وضوح أنه لا يجوز حل الزواج. مشيرا إلى عدم تناول ذلك في ورقة الأفكار المعروضة.

الكنسية ترى في الزواج "هبة من الله"صورة من: AP

هل الزواج مؤسسة متقادمة؟

وحول هذا الموضوع دعت الكنيسة البروتستانتية أواخر أيلول/سبتمبر الماضي إلى ندوة علمية لمناقشة الجوانب اللاهوتية الأساسية بهذا الشأن. واعتبر أربعة علماء لاهوت أن كُتّاب الورقة لم يعرجوا على مثل هذه الجوانب. غير أن رئيس مجلس الكنيسة البروتستانتية شنايدر لاحظ أن الكتاب أكدوا على أن العائلة التقليدية ستبقى المثل الأعلى الملزم في المستقبل أيضا. كما أشاد بإنجازات الذين يقومون بتربية أطفالهم بمفردهم وبالأسر المختلطة أطفالها من زيجات سابقة. وعلى كل حال فلا زالت المناقشة قائمة ولا أحد يعرف نتائجها.

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد

تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW

المزيد من الموضوعات من DW