هل يحدث الزلزال تحولاً بصراع حزب العمال الكردستاني مع تركيا؟
١٠ فبراير ٢٠٢٣
بعد الزلزال المدمر في منطقة الحدود التركية-السورية قرر حزب العمّال الكردستاني عدم تنفيذ عمليات "ما دام أنّ الدولة التركية لا تهاجمنا". فهل هناك تحول جذري لصراع قائم منذ أربعة عقود تسبب بموت عشرات آلاف المدنيين والأمنيين؟
إعلان
أعلن حزب العمال الكردستاني المحظور الجمعة (10 فبراير/ شباط 2023) تعليق "عملياته" موقتاً في تركيا بعد الزلزال المدمر الذي ضرب البلاد وسوريا، بحسب مسؤول عسكري من الحزب.
ونقلت وكالة فرات للأنباء المقربة من الحزب - الذي تعتبره أنقرة منظمة إرهابية - عن القيادي فيه جميل بايق قوله "ندعو جميع قواتنا المنخرطة في أعمال عسكرية: أوقفوا العمليات العسكرية في تركيا، في العواصم والمدن". وأضاف: " قررنا عدم تنفيذ أي عملية طالما لم تهاجمنا الدولة التركية".
ويشن الحزب منذ 1984 تمرداً ضد الدولة التركية أودى بعشرات آلاف المدنيين وعناصر الأمن. كما تسعى أنقرة إلى حظر حزب رئيسي للمعارضة مؤيد للأكراد، على خلفية صلات مفترضة له بالحزب.
لكن الزلزال الذي وقع الاثنين أعاد رسم المشهد السياسي. وضرب منطقة متعددة الأعراق شهدت عدداً من أعنف المعارك بين القوات الحكومية ومقاتلي الحزب.
وقال بايق إن تعليق القتال سيستمر "إلى أن يخف ألم أبناء شعبنا وتلتئم جروحهم". وأضاف "تسبب الزلزال بكارثة هائلة. آلاف من أبناء شعبنا تحت الأنقاض. على الجميع حشد كل إمكاناتهم". وتابع: "بالتأكيد، سيكون موقف الدولة التركية حاسماً في قرارنا".
ولم يعلّق المسؤولون الأتراك على تصريحات بايق، حتى وقت إعداد هذا الخبر.
"من السابق لأوانه معرفة النتيجة"
ومن جهته، قال المحلل البارز للشؤون التركية في مجموعة الأزمات الدولية بيركاي مانديراجي "ما زال من غير الواضح ما إذا كانت أنقرة ستستفيد من هذا الإعلان للضغط من أجل وقف التصعيد".
لكنه أضاف أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قد يستفيد من خفض للتصعيد العسكري وسط أزمة إنسانية. وأوضح مانديراجي لوكالة فرانس برس: "قد يمنح خفض للتصعيد في النزاع مع حزب العمال الكردستاني السلطات التي تعاني من أجل إيجاد الطريقة المناسبة للاستجابة لهذه الأزمة غير المسبوقة، شيئاً أقل لتقلق بشأنه". وتابع: "من السابق لأوانه معرفة ما إذا كان الزلزال سيؤدي لاحقاً إلى تحولات جذرية في صراع حزب العمال الكردستاني في تركيا".
وقال بايق من حزب العمال الكردستاني "على الجميع، لا سيما المؤسسات الديموقراطية، التحرّك" للمساعدة في تعافي المنطقة. وأضاف "على الجميع التحرك لانتشال شعبنا من الركام".
وفي كانون الأول/ ديسمبر أدى انفجار قنبلة استهدف عربة مدرعة للشرطة في جنوب شرق تركيا إلى جرح تسعة أشخاص. وبعد شهر قتل ستة أشخاص في تفجير في إسطنبول حملت أنقرة مسؤوليته لحزب العمال الكردستاني.
ع.ح/ص.ش (أ ف ب)
من إيران إلى المغرب.. تاريخ أسوأ الزلازل في المنطقة
زلازل كثيرة شهدتها منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا خلال العقود الماضية. لكن أكثر دولتين تعرّضتا للهزات المدمرة هما تركيا وإيران حيث عاش السكان رعبا حقيقيا خلالها.
صورة من: BULENT KILIC/AFP
زلزال أرزينجان- تركيا
عام 1939 شهدت تركيا زلزالا مدمرا ضرب محافظة أرزينجان شرق البلاد يوم 27 ديسمبر/كانون الأول. يعد هذا الزلزال هو أعنف زلزال يضرب تركيا على مدار حوالي أربعة قرون. بلغت قوته 7.8 على مقياس ريختر وتسبب بمقتل حوالي 33 ألف شخص وقع هذا الزلزال المدمر في الواحدة صباحا وأدى إلى هدم المدينة القديمة بالكامل.
صورة من: AP Photo/picture alliance
زلزال الأصنام- الجزائر
وقع في شهر أكتوبر 1980 في مدينة الأصنام (الشلف حاليا) في شمال الجزائر. يعد الزلزال الأسوأ في الجزائر خلال القرن الماضي. بلغت قوته 7.3 درجة. خلف ما يزيد عن 10 آلاف قتيل ومئات الآلاف الجرحى. وقع في الواحدة ظهرا ويعد الأقوى في زلازل المنطقة الجنوبية من البحر المتوسط على مدار قرنين.
صورة من: Tim Graham/robertharding/picture alliance
زلزال رودبار/منجيل- إيران
ضرب محافظة رودبار شمالي البلاد صيف 1990، وتحديدا مدينتي رودبار ومنجيل. بلغت قوته 7.4 درجة. رقم القتلى كان هائلا ويقدر ما بين 35 و 50 ألفا، فضلا عن عشرات الآلاف الجرحى والمشردين. وقع بعد منتصف الليل بقليل وخلف دمارا كبيرا للغاية ويعد أكثر الزلزال دموية في تاريخ إيران خلال القرن الماضي.
صورة من: AFP/picture-alliance/dpa
زلزال إزميد- تركيا
وقع عام 1999 في مدينة أزميد عاصمة محافظة قوجه ايلي شمال غرب البلاد. يعرف كذلك بزلزال مرمرة. تسبب بمقتل حوالي 18 ألف شخص بينما تقول مصادر أخرى إن الرقم أعلى. حدث الزلزال في الثالثة صباحاً وبلغت درجته 7.6 درجة. أدى إلى نشوب حريق واسع في المصفاة النفطية ما أدى إلى طلب المساعدة الدولية وإلى تأثير كبير على الاقتصاد التركي.
صورة من: picture-alliance / dpa
زلزال بومرداس - الجزائر
وقع في أقصى شمال الجزائر شهر مايو 2003، في ولاية بومرداس وولاية الجزائر. بلغت قوته 6.8 درجة وخلف ما بين 2000 إلى 3000 آلاف قتيل فضلاً عن مئات الجرحى. وقع في السابعة مساءً. وصلت تداعيات الزلزال إلى العاصمة الجزائر وأدى إلى تهدم آلاف المباني بالكامل، ما دفع السلطات الجزائرية إلى تغيير قوانين البناء في عدة مناطق.
صورة من: Mohamed Messara/picture-alliance/dpa
زلزال بم - إيران
عانت إيران من زلازل كثيرة في العقود الماضية، وصل عدد الخطيرة منها إلى سبعة. من أخطرها زلزال مدينة بم في جنوب إيران شهر ديسمبر عام 2003. بلغت قوته 6.6 درجة، عدد القتلى وصل إلى 34 ألفا، كثير منهم من الأطفال. وقع في الخامسة صباحا وتسبب بدمار هائل في البنى التحتية وعلى رأسها المدارس والمستشفيات.
صورة من: Nasrallah/EPA/picture alliance/dpa
زلزال الحسيمة - المغرب
وقع في فبراير 2004 عند الساعة الثانية صباحا. تسبب بمقتل حوالي 630 شخص ومئات الجرحى فضلا عن تدمير عدة ممتلكات. توجد مدينة الحسيمة في شمال المغرب، ووصل الضرر إلى قرى وبلدات صغيرة. بلغت قوته 6.3 درجة.
صورة من: Karim Selmaoui/picture-alliance/dpa
زلزال كهرمان مرعش- تركيا وسوريا
ضرب جنوب تركيا وشمال سوريا ليلة السادس من فبراير 2023 في الرابعة صباحا. خلّف لحد الآن أكثر من 17 ألف قتيل. وقد حدث تحديدا في غرب غازي عنتاب التركية. زاد من حجم المأساة تداعيات الحرب الأهلية السورية ما صعّب إيصال المساعدات وفرق الإنقاذ خصوصا إلى مناطق المعارضة. بلغت درجته 7.8 درجة ما جعل سكان دول مجاورة يحسون به.