هل يخشى الأردن من عدوى الثورة السورية ؟
٤ أغسطس ٢٠١١يشير رئيس الوزراء الأردني الأسبق العين فايز الطروانة، في حوار مع دويتشه فيله، إلى العلاقات التاريخية التي تربط سوريا بالأردن بحكم الجوار والنسب وتداخل العشائر. لذلك تأثر الأردن بالإحداث الجارية في سوريا، خاصة على صعيد الحركة التجارية وسفر المواطنين بين البلدين، وقد أثر هذا سلبا على حركة السياحة في الأردن لأن "أي حركة عدم استقرار في المنطقة تؤثر على الأردن بسبب موقعه الجغرافي".
وفيما يتعلق بالأحداث في سوريا يصف الطراونة "الحرب التي يشنها النظام السوري على شعبه " بالأمر غير المقبول"، ويشير إلى أن "عملية استدراك المواقف أصبحت صعبة مع ازدياد عدد القتلى."
وينتقد الطراونة الصمت العربي ويجده "غير مبرر وغير مفهوم" حيث لم يصدر ولو حتى نداء للحكومة السورية بأن لا تلجأ إلى الحل الأمني المفرط بهذه الصورة، بينما كانت مواقف أوروبا وأمريكا على "مجزرة حماة الأخيرة " قوية. وعبر الطراونة أيضا عن تفاجئه بالصمت الشعبي في الأردن ويقول "أيام الجمع تشهد تحركات شعبية تطالب بإصلاحات، ولا أحد يتحدث عن سوريا".
"النظام في الأردن يخشى من اتساع الثورة السورية"
و يرى النائب الأردني جميل النمري أن ما يجري في سوريا هو "ثورة شعبية تؤكد ظاهرة الربيع العربي أكثر من غيرها، لأن شراسة النظام في سوريا أقسى من أي نظام عربي آخر" ويعتبر النمري في حوار مع دوتشه فيله، أن استعداد الناس للخروج والاستمرار في التظاهر رغم القتل اليومي المستمر يؤكد مدى تحول الشعوب وأن الشعب السوري لم يعد يقبل بالواقع وليس مستعدا للتراجع.
صمت ساسة الأردن حيال الأحداث السورية.
ويرى النمري أن "النظام في الأردن يخشى من اتساع الثورة السورية ومن أن يقدم الناس على عمل الشيء نفسه". ويشير إلى "وجود قلق مزدوج؛ من الثورة الشعبية، ومن أداء النظام السوري في الوقت نفسه". فالأردن، على حد تعبيره، يجد نفسه الآن في وضع صعب، فهو لا يريد أن يظهر وكأنه يتدخل في الشأن الداخلي السوري، لذلك يمتنع عن مناقشة النظام والضغط عليه لإجراء تغيير ديمقراطي، ومن جهة أخرى لا يستطيع دعم النظام السوري في مواجهة الانتفاضة الشعبية، لذلك يأخذ المسؤولون في الأردن موقف الصمت التام.
لكن عضو ما يسمى بـ "لجنة المتابعة للهيئة الشعبية الأردنية لمساندة سورية ضد المؤامرة والتدخل الأجنبي" جورج حدادين فيقول "إن سوريا تتعرض لهجمة امبريالية شرسة وأن الإعلان الواضح للإدارة الأمريكية عن مشروع الشرق الأوسط الجديد الكبير، كفيل بإيقاظ الحالمين بالحرية والديمقراطية من حلمهم".
"الحراك الشعبي يعبر عن أمل الشارع الأردني بالتغيير"
أما الروائية الأردنية فيروز التميمي فتصف في حوار مع دويتشه فيله أن ما يجري في سوريا والوطن العربي بأكمله هو انهيار لحاجز الخوف واليأس لدى المواطن العربي وأن "درعا أزاحت صخرة الرعب من حلوق السوريين" وصار المواطن قادراً على التفكير بالهتاف ضد الحاكم الذي وصفته "بالمجرم الفاسد" وأنظمته المخابراتية وضد "الرعب والقمع الذي زرعه في نفوس البشر ثم كرّت المسبحة، لأن القمع هو ذاته في كل أنحاء سوريا."
وحول التحفظ الأردني على التعليق على ما يجري في سوريا تقول التميمي إن الأنظمة العربية جميعها بكامل أجهزتها الرسمية والإعلامية مرعوبة من الأحداث الجارية في كل مكان في الوطن العربي، وأن التحفظ الرسمي هو نوع من اللعب على الحبال جميعها، بهدف امتصاص ما وصفته "بثورة الأردنيين ضد ما رشح من أخبار الفساد وبهدف امتصاص أمل الأردنيين في التغيير الحقيقي."
وتعتبر التميمي أن الحراك الشعبي الأردني ضد ما يجري في سوريا هو تعبير إنساني صادق عن رفض القهر والظلم وسفك الدماء، وعن أمل الشارع الأردني نفسه بالتغيير ولو بأشكال مختلفة وتشير إلى وجود حراك معاكس يساند النظام السوري الذي تصفه بالمجرم ويفتقر "للإنسانية والحرية الفعلية في التعبير عن الموقف دون حسابات."
محمد العناسوة – عمان
مراجعة: منى صالح