هل يدفع بنس بنظرية المؤامرة حول سليماني وهجمات 11 سبتمبر؟
٥ يناير ٢٠٢٠
انتقدت صحيفتان أميركيتان مواقف لنائب الرئيس الأمريكي مايك بنس اتّهم فيها قائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني، بأنه ساعد منفّذي هجمات 11 أيلول/ سبتمبر. فهل يدفع بنس بنظرية المؤامرة حول دور سليماني؟
إعلان
انتقدت صحيفتا "نيويورك تايمز" و"واشنطن بوست" قول نائب الرئيس الأمريكي مايك بنس بأن قاسم سليماني ساعد منفذي هجمات 11 سبتمبر / أيلول 2001 التي ضربت الولايات المتحدة. وجاء في تغريدة أطلقها بنس الجمعة أن سليماني "ساعد عشرة من الإرهابيين الاثني عشر الذين نفّذوا هجمات 11 أيلول/ سبتمبر في الولايات المتحدة على العبور سرا إلى أفغانستان".
وعندما رد نقّاد على تويتر بأن هجمات أيلول / سبتمبر 2001 نفّذها 19 شخصا وليس 12، أوضحت المتحدثة باسم نائب الرئيس كيتي والدمان أن بنس كان يقصد الأشخاص الاثني عشر الذين "عبروا إلى أفغانستان".
لكن صحيفة "نيويورك تايمز" شدّدت على أن اسم سليماني الذي كان حينها قائدا لفيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني لم يرد على الإطلاق في التقرير الذي أصدرته لجنة التحقيق في هجمات 11 أيلول / سبتمبر، والواقع في 585 صفحة.
وخلصت لجنة التحقيق التي ضمّت أعضاء في الحزبين الجمهوري والديموقراطي إلى وجود "دليل قوي على تسهيل إيران عبور أعضاء تنظيم القاعدة من وإلى أفغانستان قبل 11 أيلول / سبتمبر... لم نجد أي دليل على أن إيران أو حزب الله كانا على علم" بالهجمات التي وقعت لاحقا في 11 أيلول / سبتمبر 2001.
وأضاف التقرير أن "أعضاء القاعدة أنفسهم لم يكونوا على الأرجح في الوقت الذي عبروا فيه إيران، على علم بالتفاصيل المحددة لعمليتهم المستقبلية".
واعتبرت صحيفة "واشنطن بوست" أنه قد "يصح تقنيا القول إن إيران (ساعدت) في تنقّلهم" إلا أن ذلك لا يعني أن طهران، أو تحديدا سليماني "ساعد عن دراية في هجمات 11 أيلول / سبتمبر التي وقعت لاحقا".
كما أن خمسة عشر من الخاطفين التسعة عشر للطائرات التي استخدمت في هجمات العام 2001 كانوا من السعودية، العدو اللدود للجمهورية الإسلامية الإيرانية في المنطقة.
وتابع بنس في 12 تغريدة أطلقها الجمعة بشكل غير اعتيادي أورد فيها قائمة بـ"أفظع الأعمال الوحشية" المنسوبة لسليماني والتي نفّذت في أرجاء الشرق الأوسط.
ودافعت شخصيات أخرى في الإدارة الأميركية عن الضربة التي قُتل فيها سليماني. وجاء في تغريدة لوزارة الخارجية الأميركية أن "قاسم سليماني مسؤول عن قتل 603 جنود أميركيين والتسبب لآلاف بإعاقات في العراق". وقالت الوزارة إن فيلق القدس بقيادة سليماني قد يكون مسؤولا عمّا نِسبتهُ 17 بالمئة من القتلى الأميركيين في العراق بين عامي 2003 و2011.
ح.ز/ م.س (أ.ف.ب)
قاسم سليماني.. نهاية دموية لجنرال إيران النافذ بالمنطقة العربية
ساعد الجنرال قاسم سليماني، قائد فيلق القدس، في بسط نفوذ إيران في دول عربية عديدة، لكن نهايته جاءت مفزعة في ضربة جوية أمريكية بالعراق. كان يعتبر ثاني أقوى رجل في إيران، وفتح مقتله الباب لنتائج غير معلومة العواقب.
صورة من: Getty Images/AFP/A. Al-Rubaye
نهاية مفاجأة
في ساعة مبكرة من صباح الجمعة (الثالث من يناير/ كانون الثاني 2020) أعلنت الولايات المتحدة أنها نفذت ضربة جوية على مطار بغداد الدولي، أدت لمقتل عدد من الأشخاص على رأسهم الجنرال قاسم سليماني، قائد فيلق القدس، التابع للحرس الثوري الإيراني، ما يمثل نهاية مفاجأة لشخص كان لاعبا كبيرا في الجزء الشرقي من العالم العربي.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/Office of the Iranian Supreme Leader
احتراق مركبته مع قادة بالحشد الشعبي
نُفذت الضربة ليلة الجمعة وقتل فيها معه أبومهدي المهندس، نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي العراقي. وكان الحشد قد أعلن فجر الجمعة عن مقتل خمسة من أعضائه بقصف استهدف مطار بغداد، وذكرت مصادر الحشد أن بينهم محمد رضا الجابري مسؤول التشريفات. أما خلية الاعلام الأمني التابعة لرئاسة الوزراء العراقية فقالت: "ثلاثة صواريخ سقطت على مطار بغداد.. قرب صالة الشحن الجوي، ما أدى إلى احتراق مركبتين اثنتين.."
صورة من: AFP/Iraqi Military
عقود في خدمة التمدد الإيراني بالمنطقة
عين المرشد الأعلى للثورة الإيرانية على خامنئي الجنرال سليماني قائدا لفيلق القدس في عام 1998، وهو منصب ظل فيه خلف الكواليس لسنوات بينما كان يعزز روابط إيران بحزب الله في لبنان وحكومة الأسد والفصائل الشيعية في العراق.
وبفضل نجاحات فيلق القدس، أصبح سليماني شخصية محورية في التمدد المطرد لنفوذ إيران في الشرق الأوسط، وهو ما صعّب على الولايات المتحدة وحلفائها في المنطقة كبح جماحه.
صورة من: FARS
محاربة الثوار في سوريا وداعش في العراق
مسؤول عراقي كبير سابق طلب عدم نشر اسمه قال في مقابلة عام 2014 "سليماني لم يكن رجلا يجلس على مكتب. كان يذهب إلى الجبهات لتفقد الجنود ويشهد المعارك". وحشد فيلق القدس الدعم للرئيس السوري الأسد عندما بدا على وشك الهزيمة في الحرب الأهلية المستعرة منذ عام 2011 كما ساعد الفصائل المسلحة على هزيمة تنظيم الدولة الإسلامية في العراق. وفي الصورة هنا سلمياني يتحدث إلى جنود سوريين في شمال سوريا، في خريف 2015.
صورة من: khabaronline.ir
الجنرال ذو الشعر المصفف واللحية المشذبة
كان سليماني يخلط استراتيجيات الحرب بالسياسة، وكان حاضراً في نشاط إيران "الثوري" بالمنطقة، وخاصة العراق وسوريا ولبنان. وعلى مدى السنوات القليلة الماضية، زادت شهرته في الوقت الذي كان المقاتلون والقياديون في العراق وسوريا ينشرون صورا له في الميدان وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، يظهر فيها دوما بلحية مشذبة وشعر مصفف بعناية.
صورة من: Mehrnews
خامنئي- "انتقام عنيف ينتظر من قتلوه" !
قلّده خامنئي وسام ذو الفقار، وهو أعلى تكريم عسكري في إيران. وكانت هذه المرة الأولى التي يحصل فيها قائد عسكري على هذا الوسام منذ تأسيس الجمهورية الإسلامية في عام 1979. وفي بيان بعد مقتل سليماني، قال خامنئي إن انتقاما عنيفا ينتظر "المجرمين" الذين قتلوه. وأضاف أنه رغم أن مقتل سليماني "يشعرنا بالمرارة" فإنه سيضاعف الحافز لمقاومة الولايات المتحدة وإسرائيل.
صورة من: Khamenei.ir
الرجل الثاني بعد المرشد ويتحدى ترامب
وقال المسؤول العراقي المذكور إنه "لا يسبقه في تسلسل القيادة سوى الزعيم الأعلى. عندما كان يحتاج الأموال كان يحصل عليها وعندما كان يحتاج الذخيرة كان يحصل عليها وعندما كان يحتاج العتاد كان يحصل عليه".
وتحدى سليماني الرئيس الأمريكي علنا. وقال في مقطع فيديو نشر بالإنترنت "أقول لك يا سيد ترامب المقامر... اعلم أننا قريبون منك في مكان لا يخطر لك أننا فيه". وأضاف "ستبدأ أنت الحرب لكن نحن من سينهيها".
صورة من: Fararu
"عواقب لا يمكن التكهن بها"
عبّر نواب جمهوريون عن دعمهم لترامب الذي أمر بتنفيذ العملية، فيما حذّر آخرون من تداعياتها. وقال النائب الجمهوري البارز كيفن ماكارثي: "ضربنا قائد هؤلاء الذين يهاجمون أراضينا الأميركية ذات السيادة". في إشارة على ما يبدو لإحراق السفارة الأمريكية في بغداد. لكن الديمقراطي إليوت إنغل رئيس لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب قال إنها "تشكل "تصعيدا خطيرا لنزاعنا مع إيران مع عواقب لا يمكن التكهن بها".