هل يرحب سكان القرى الليتوانية بالمهاجرين من بيلاروسيا؟
٢٩ نوفمبر ٢٠٢١
فيما تركز معظم المهاجرين على حدود بولندا مع بيلاروسيا، واجهت ليتوانيا هي الأخرى زيادة غير مسبوق في أعداد المهاجرين واللاجئين على حدودها. فكيف يبدو الموقف الرسمي والشعبي تجاه المهاجرين؟
إعلان
من مزرعتها قرب الحدود البيلاروسية، تتذكر المتقاعدة الليتوانية يادفيغا ماكيفيتش اليوم الذي رأت فيه ثلاثة مهاجرين يخرجون من الغابة. وتستذكر المرأة البالغة 80 عاماً "بالكاد رأيتهم من خلال نافذتي. قبضت عليهم دورية تابعة لشرطة الحدود على الفور". وحالياً، وضعت الشرطة أسلاكاً شائكة على طول الجزء السفلي من حديقتها في قرية سيلياي الصغيرة التي تقع في منطقة تحوطها الحدود في شكل شبه كامل.
"لن نسمح للوكاشنكو بتحقيق هدفه"
وفيما تركزت معظم أزمة المهاجرين على حدود بولندا مع بيلاروسيا، واجهت ليتوانيا وهي عضو في الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي أيضاً، تدفقاً غير مسبوق للمهاجرين. وشهدت المنطقة المحيطة بسيلياي تدفق أعداد كبيرة من المهاجرين الذين يحاولون العبور.
ويتهم الاتحاد الأوروبي الرئيس البيلاروسي القوي ألكسندر لوكاشنكو بتنظيم تدفق المهاجرين كرد انتقامي على العقوبات التي فرضتها أوروبا على نظامه. وستكون هذه الأزمة موضوعاً رئيسياً في اجتماع هذا الأسبوع لوزراء خارجية حلف شمال الأطلسي ووزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن في لاتفيا المجاورة التي تشترك أيضاً في حدود مع بيلاروسيا.
هذا العام، استقبلت ليتوانيا التي يبلغ عدد سكانها 2,8 مليون نسمة أكثر من أربعة آلاف شخص، غالبيتهم العظمى من طالبي اللجوء. لكن منذ إقرار قانون يسمح لحرس الحدود بإعادة المهاجرين عبر الحدود، انخفضت الأعداد بشكل حاد.
لكن حرس الحدود يقولون إن مجموعات صغيرة من المهاجرين ما زالت تحاول بانتظام عبور أجزاء مختلفة من الحدود بين البلدين والتي تغطيها غابات. ويقول روستاماس ليوباييفاس قائد حرس الحدود الليتواني لوكالة فرانس برس "يبدو أننا لن نتمكن من العودة الى الحياة الطبيعية قريباً". ويوضح أنه "يشفق" على المهاجرين الذين يحاولون عبور الحدود لأن النظام البيلاروسي "خدعهم" لجعلهم يعتقدون أن دخول الاتحاد الأوروبي سيكون سهلاً. لكنه يشير إلى أن ليتوانيا لا يمكنها السماح بدخول الأشخاص لأن ذلك سيحقق هدف لوكاشنكو المتمثل في "زعزعة استقرار" البلاد.
حماية الحدود "واجب مقدس"
ويحظى الخط المتشدد للحكومة بدعم قوي في ليتوانيا. وفي زيارة لقاعدة عسكرية قرب الحدود هذا الأسبوع، قال الرئيس غيتاناس نوسيدا للقوات المسلحة إنه "ليس من السهل القيام بواجبكم ورفض المدنيين الذين يسعون إلى حياة أفضل". وأضاف "ومع ذلك، لديكم واجب مقدس لحراسة حدودنا".
لكن الجمعيات الخيرية التي يحظر دخولها المنطقة الحدودية المباشرة بموجب قوانين الطوارئ، قالت إنها قلقة بشأن ظروف المهاجرين الذين ما زالوا عالقين في ظل برد قارس. واوضحت غيدرا بلازيتي من منظمة "دايفرسيتي ديفيلوبمنت" غير الحكومية أنه يجب السماح لمجموعات إغاثة بالوصول إلى الحدود لمساعدة حرس الحدود في التعرف على الأشخاص الأكثر عرضة للخطر. وأضافت لوكالة فرانس برس "المهمة الرئيسية لحرس الحدود هي الدفاع عن حدود الدولة وليس الاهتمام بالناس. نتفهم ذلك ولهذا السبب نريد أن نكون موجودين هناك".
وحتى بعدما شهدت ليتوانيا أول تساقط للثلوج هذا الأسبوع، حذر قائد حرس الحدود الليتواني ليوباييفاس أنه من غير المرجح أن يتوقف المهاجرون عن محاولات العبور. وقال "هذه ليست هجرة طبيعية. هذه هجرة لوكاشنكو المنظمة، لذلك لن يكون للطقس أي تأثير".
في قرية كراكوناي الواقعة أيضاً على الحدود، أعرب أحد السكان عن دعمه لخط الحكومة المتشدد على الحدود وقال إنه لا يريد المهاجرين. وقال "لا أعرف كيف سينتهي هذا الامر. أتمنى أن يعودوا إلى بلدانهم. لا أحد يريدهم هنا. إنهم من بلد مختلف، إنهم أشخاص مختلفون ويعيشون بشكل مختلف"
مهاجر نيوز 2021 - .خ.س (أ ف ب)
من القرن الإفريقي إلى اليمن.. طريق الهجرة المزدحم بالاغتصاب والتعذيب
رغم الحرب الطاحنة الضروس فيه، يصل عشرات الآلاف من المهاجرين من شرق إفريقيا إلى اليمن، أملاً في الوصول إلى السعودية والحصول على عمل فيها.. تعرف في هذه الجولة المصورة على أخطر طرق الهجرة في العالم!
صورة من: picture-alliance/AP Images/N. El-Mofty
المحطة الأولى: جيبوتي
يفصل مضيق باب المندب الذي يبلغ عرضه 30 كم بين اليمن وجيبوتي، لهذا السبب تعد جيبوتي بلد العبور الأول لكثير من المهاجرين الذين يحاولون الوصول إلى المملكة العربية السعودية عبر اليمن. ينحدر معظمهم من إثيوبيا والصومال. الصورة تظهر 3 فيتات أثيوبيات بعد وصولهن إلى جيبوتي.
صورة من: picture-alliance/AP Images/N. El-Mofty
المهاجرون القصر
الرحلة عبر اليمن من القرن الإفريقي إلى السعودية واحدة من أسرع طرق الهجرة نمواً في العالم - على الرغم من اندلاع حرب ضارية في اليمن، ووصفت الأمم المتحدة الوضع في اليمن أكثر من مرة بأنه "أسوأ أزمة إنسانية في العالم". أغلب المهاجرين الذين يغادرون بلدان مثل إثيوبيا والصومال هم فتية. مثل هذا الصبي، الذي يبلغ من العمر 13 عاماً فقط، يغطّي عينيه لحمايتها من عاصفة رملية، بعد عبوره إلى جيبوتي من إثيوبيا.
صورة من: picture-alliance/AP Images/N. El-Mofty
عبور المحيط في قوارب متهالكة
الوصول إلى اليمن عبر القرن الإفريقي يرتب على المهاجرين عبور المحيط. وغالباً ما يتم نقلهم في قوارب متهالكة وصغيرة جداً ما يعرض حياتهم للخطر. في كانون الأول/يناير 2019، ووفقاً للمنظمة الدولية للهجرة، توفي ما لا يقل عن 52 شخصاً قبالة شواطئ جيبوتي. في هذه الصورة يظهر المهاجرون بعد وصولهم إلى وصلوا إلى شواطئ رأس العارة في منطقة لحج باليمن في أواخر تموز/يوليو من هذا العام.
صورة من: picture-alliance/AP Images/N. El-Mofty
انتهاك صارخ للحريات
ما أن تنتهي الساعات الطويلة التي يقضيها المهاجرون على متن القوارب الخشبية المزدحمة والمتهالكة حتى يتم نقلهم في شاحنات بواسطة المهربين إلى مجمعات في الصحراء. ويمارس هؤلاء المهربين أبشع طرق التعذيب على المهاجرين والذي يعد انتهاكاً صارخاً يمس حريتهم.
صورة من: picture-alliance/AP Images/N. El-Mofty
ابتزاز عائلات المهاجرين
يقوم المهربون بسجن المهاجرين في سجون سرية، ثم يبتزون عائلاتهم في دفع ثمن إطلاق سراحهم. السلطات اليمنية لا تبذل أي جهد في سبيل وقف مثل هذه الأنشطة الإجرامية. يتعرض معظم المهاجرين إلى تعذيب يومي بالضرب أو التجويع، بينما تتعرض نساء وفتيات للاغتصاب على أيدي مختطفيهن، وفقاً لتقارير وكالة أسوشيتد برس.
صورة من: picture-alliance/AP Images/N. El-Mofty
تعذيب مروع
عبد الرحمن مهاجر إثيوبي عمره 17 عاماً. بعد وصوله إلى رأس العارة، قام المهربون بحبسه وطلبوا أرقام هواتف الأشخاص الذين يمكنهم تحويل الأموال لإطلاق سراحه. أخبر خاطفيه أنه ليس لديه رقم. تعرض للضرب وتُرك دون طعام و ماء لعدة أسابيع. وفي إحدى الليالي، ضرب أحد المهربين ساقه بقضيب معدني. ورمى به في الصحراء. ليعثر عليه بعد ذلك سائق عابر وينقله إلى المستشفى حيث بترت ساقه هناك.
صورة من: picture-alliance/AP Images/N. El-Mofty
حالة نادرة من الرأفة
فاطمة وزوجها يعقوب وصلا إلى اليمن على متن قارب من جيبوتي برفقة طفليهما، وجود الطفلين معهما دفع المهربين إلى الرأفة بحالهما والإفراج عنهما. يسعى الزوجان للوصول إلى المملكة العربية السعودية، لكن ذلك سيكون شاقا عليهما خاصة وأنهما سيعبران طرقا صخرية وصحاري تضربها العواصف الرملية ودرجات حرارة قد تصل إلى 40 درجة مئوية.
صورة من: picture-alliance/AP Images/N. El-Mofty
ملعب مدمر يتحول لملجأ مهاجرين
يقع ملعب"22 مايو-أيار" لكرة القدم في مدينة عدن الساحلية معبر المهاجرين الشرقي. تحول هذا الملعب إلى ملجأ مؤقت للمهاجرين رغم تعرضه لدمار جزئي إبان الحرب. هذا المهاجر الإثيوبي البالغ من العمر 14 عاماً، يأخذ قسطا من الراحة على سرير في الإستاد بعد تعرضه لإيذاء جسدي أثناء رحلته إلى اليمن. قامت قوات الأمن بإيواء مهاجرين أسرتهم خلال جولاتها في الملعب.
صورة من: picture-alliance/AP Images/N. El-Mofty
في مرمى النيران
يسافر العديد من المهاجرين في اليمن الذين يرغبون في الوصول إلى المملكة العربية السعودية عبر محافظة الضالع، الواقعة على بعد عشرات الكيلومترات من الساحل الجنوبي. البقاء في الضالع أو السفر من خلالها خطير جداً. لجأ هؤلاء المهاجرون في كوخ صغير في سوق القات. يبعد خط القتال الأمامي بين رجال القوات المدعومة من التحالف الذي تقوده السعودية والحوثيين بضع مئات من الأمتار.
الكاتب: مارا بيرباخ/ حمزة الشوابكة