هل يشكل العالم الافتراضي لـ”ميتا“ خطراً كبيراً على البشرية؟
٦ نوفمبر ٢٠٢١
التنمر الإلكتروني والتحكم بالسياسة، والتأثير على طبيعة التفكير البشري - مخاطر قد تصبح أعظم في ظل مشروع ”فيسبوك“ الجديد. علماء ونقاد للمشروع يطالبون بجهة ”ضابطة“ للشركة العملاقة.
إعلان
بدأت شركة ”ميتا"، والتي كانت تحمل اسم العلامة التجارية "فيسبوك"، بالاستثمار في مشروع تكنولوجي جديد يعد بخلق عالم فاضل. ولكن هل يكون هذا العالم ديستوبي بعكس ما تعد الشركة، وتذهب مليارات الدولارات هباءً منثوراً؟
هذا ما يعتقده أستاذ الذكاء الاصطناعي والحوسبة المكانية في جامعة ليفربول هوب، الدكتور ديفيد ريد، إذ يرى بأن المشروع الطموح قد يعمق مشاكل وسائل التواصل الاجتماعي والإنترنت الحالية، مثل مخاوف خصوصية البيانات والتنمر الإلكتروني.
وذكر ريد، في بيان نشر على موقع الجامعة، أن مشروع "ميتا" يأتي مع الكثير من التوقعات والمزايا الرائعة، ولكن أيضاً المخاطر المخيفة، ولهذا يجب إنشاء نظام ضبط عالٍ لمراقبة المشروع، مضيفاً أن الناس يخشون تأثير "تويتر على السياسة الآن، ولكن تأثيرك على رأيهم سيختلف بشكل كبير حينما يمكنك نقل شخص إلى منطقة حرب مثلاً وإظهار لهم ما يحدث حقاً".
من بين القضايا الأخرى التي تطرق لها ريد، يبرز التنمر الإلكتروني، والذي يرى أنه سيصبح أكثر تأثيراً على الصحة النفسية للأفراد، إذ من المحتمل أن يصبح المتنمرون أكثر تطرفاً، ويرى أن هذا التطور التكنولوجي سوف يطمس الخطوط الفاصلة بين الواقع الافتراضي والواقع، إذ أن المسيطر على هذا الواقع سيكون لديه حق الوصول إلى كم غير مسبوق من البيانات، وبالتالي قدر هائل من "النفوذ".
ويشرح ريد أن العديد من النماذج الأولية لأنظمة الواقع الافتراضي تتمتع بتقنيات تتبع الوجه والعين والجسم واليد، ويحتوي معظمها على كاميرات متطورة، حتى أن البعض يدمج تقنية المخطط الكهربائي للدماغ (EEG) من أجل التقاط أنماط الموجات الدماغية، بمعنى أن كل ما تقوله أو تتلاعب به أو تنظر إليه أو حتى تفكر فيه يمكن مراقبته في العالم الافتراضي، وبالتالي فإنه سيولد قاعدة بيانات هائلة عن الأفراد. ولهذا يرى أن من الخطورة سيطرة شركة واحدة فقط على هذه المعلومات.
الباحث ريد ليس الوحيد الذي ينتقد المشروع، فهناك ناقد بارز آخر لمشروع "ميتافيرس"، هو روجر ماكنامي، وهو مستثمر مبكر في "فيسبوك"، والذي أصبح منذ ذلك الحين منتقداً لاذعاً للشركة. ففي حديثه في قمة الويب في لشبونة، قال إنه يعتقد أن فيسبوك قد تسرعت بالمشروع الجديد في محاولة للتغطية على الفضائح الأخيرة التي تعرضت لها الشركة، حسبما نقل موقع "آي إف إل ساينس" العلمي.
وأكد ماكنامي في لقاء مع هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي)، أنه يجب منع "فيسبوك" من إنشاء ”ديستوبيا ميتافيريس"، مضيفاً: ”يجب على فيسبوك فقدان الحق في اتخاذ قراراتهم الخاصة بهم. يجب أن تكون هناك جهة ضابطة تعطي موافقة مسبقة على كل ما يفعلونه، فمقدار الضرر الذي تسببوا فيه لا يحصى".
م.ش/ ي.أ
هكذا يدمر "إنستغرام" البيئة
يتدفق كثير من الأشخاص إلى مناطق طبيعية خلابة لالتقاط بعض الصور ونشرها على إنستغرام. غير أن سلوكهم غير المسؤول يساهم في تدمير الطبيعة. هكذا يفسد المؤثرون في وسائل التواصل الاجتماعي بعض الأماكن المذهلة التي يحبونها:
صورة من: instagram.com/publiclandshateyou
من تفتح الزهور إلى الدمار
بعد فصل الشتاء الذي كان غنياً بهطولات الأمطار، جاء الربيع في جنوب ولاية كاليفورنيا مع مساحات كبيرة من الأزهار البرية الرائعة، والتي تشكل خلفية مثالية لاتفوت للصور، الأمر الذي كان سبباً في تدفق حوالي 50 ألف شخص إلى المنطقة بحثاً عن الصورة المثالية. ولكن عندما تداس هذه الزهور وتقطف وتسحق من قبل الأشخاص الذين يجوبون المكان لالتقاط الصور، فإنها لن تنمو مرة أخرى.
صورة من: Reuters/L. Nicholson
عندما تنتشر صور الطبيعة
ما اعتاد أن يكون مكاناً لعطلة عائلة محلية على نهر كولورادو بالقرب من غراند كانيون، أصبح أحد أكثر الأماكن شهرة على الإنستغرام في الولايات المتحدة. وتحولت منطقة " Horsehoe Ben" من جذب بضعة آلاف زائر إلى ملايين الزوار سنوياً. يتم توسيع مواقف السيارات لاستيعاب الحشود التي تسد الممرات وتسبب الازدحام المروري.
صورة من: imago/blickwinkel/E. Teister
دون قصد
بعد وقت قصير من نشر المصور المحلي يوهانس هولزر صورة لبحيرة بافارية بالقرب من المكان الذي نشأ فيه، انطلق رواد إنستغرام لالتقاط صور في المكان نفسه. في مقابلة مع قناة BR الألمانية، قال إن الطريق إلى البحيرة يبدو الآن وكأنه قد تعرض لهجوم جيش كبير. كما أن المكان أصبح مليئا بأعقاب السجائر والقمامة، ولم يعد مكاناً مناسباً للعزلة كما كان.
صورة من: picture-alliance/DUMONT Bildarchiv/R. Eisele
بلدة صغيرة يجتاحها ملايين الزوار سنويا
عندما اكتشفت قرية نمساوية صغيرة يبلغ عدد سكانها 700 نسمة فقط كخلفية مثالية لصور إنستغرام، بدأت حوالي 80 حافلة سياحية، و10 آلاف زائر بالتدفق إليها يومياً. ويشكو السكان المحليون من أن السياح يتجولون في ممتلكاتهم للعثور على أفضل زاوية ممكنة لصورهم، ويتركون المخلفات وراءهم، ويصورون بـ"درونز" طائرات بدون طيار التي بدورها تخيف الطيور، وتدمر السلام والهدوء بشكل عام.
صورة من: picture-alliance /Helga Lade Fotoagentur GmbH,
أبراج حجرية
يعتبر شاطئ "بلايا جاردان" في جزيرة تينيريفي الإسبانية مكاناً شهيراً بين المصورين الذين يبنون أبراجاً صغيرة بالحجارة التي جمعت من الشاطئ. قد تشكل تصميماتهم صوراً رائعة، غير أنها من ناحية أخرى تلحق الضرر بالنظام البيئي المحلي، لأن العناكب والحشرات والسحالي التي تعيش تحت الحجارة تفقد ملجأها عند إزالة الأحجار من الشاطئ.
صورة من: Imago Images/McPHOTO/W. Boyungs
لا تترك أثراً
علاوة على ذلك، تقتلع الكائنات الحية النباتية الضرورية لصحة الأرض عندما يتم تغيير موضع الحجارة. الأمر الذي قاد علماء البيئة إلى تفكيك التكوينات الصخرية في وقت سابق من هذا العام، ونشر تفسيرات على إنستغرام تحت هاشتاغ (#Pasasinhue) ويعني"لا تترك أثراً". بعد أيام قليلة من الحملة، بدأ رواد الإنستغرام بإعادة بناء الأبراج الحجرية.
صورة من: Imago Images/robertharding/N. Farrin
ليس تذكاراً!
أطلق على هذا الشاطئ اسم "شاطئ بوبكورن" لوجود الطحالب الميتة التي تشبه وجبة الـ"البوبكرون" الفوشار في جزيرة فويرتيفنتورا، حيث اكتسب هذا النوع من الطحالب اهتمام رواد إنستغرام. غير أن العديد من الأشخاص يأخذون بعض الطحالب معهم إلى المنزل كتذكارات. إذ هناك حوالي 10 كيلوغرامات تختفي كل شهر. وبناء على ذلك، انطلق مشروع "تنظيف المحيط" في مشاركة صور مثل هذه على إنستغرام.
صورة من: Clean Ocean Project
أيسلندا
بوجود أكثر من 10 مليون صورة على إنستغرام، أصبحت أيسلندا وجهة شهيرة للغاية للشخصيات المؤثرة. ولكن للحصول على الصورة المثالية، يقودون على الطرقات الوعرة الأمر الذي يلحق الضرر بالريف. ويجلسون على الأنهار الجليدية، ويمشون على الطحالب التي قد تموت جراء ذلك، وتحلق كاميرات "الدرونز" فوق الحيوانات البرية. أطلقت هيئة السياحة "Visit Iceland " الآن العديد من المبادرات لتعزيز السلوك المسؤول للسياح.
صورة من: picture-alliance/E. Rhodes
"الأماكن العامة تكرهك"
"الأماكن العامة تكرهك" - حساب مجهول على إنستغرام يهدف إلى تسليط الضوء على السلوك المهمل لبعض السياح. إذ يعيد هذا الحساب نشر صور لأشخاص ينتهكون القواعد في الطبيعة، مما دفع العلامات التجارية إلى إنهاء العمل مع بعض المؤثرين، وحتى إجراء تحقيقات من قبل خدمات المتنزهات القومية الأمريكية. غير أن الحساب قد تعرض لانتقادات لتسمية أشخاص دون موافقتهم.
آن صوفي براندلين/ ريم ضوا.