هل يستحق بوغبا لقب الصفقة الأعلى في تاريخ الانتقالات؟
و.ب/ أ.ح٨ أغسطس ٢٠١٦
دفع مانشستر يونايتد 120 مليون يورو لاستعادة ابنه المفقود في أعلى صفقة في تاريخ كرة القدم على الإطلاق. أرقام فلكية تثير تساؤلات حول جدوى هذه الصفقات في لعبة تعد الأكثر شعبية. فهل يستحق بول بوغبا كل هذا؟
إعلان
انتشرت الشائعات وسكب الكثير من الحبر حول صفقة مانشستر يونايتد الإنجليزي لضم الفرنسي بول بوغبا. لأشهر كانت الأرقام تتفاوت بين 100 إلى 160 مليون يورو كقيمة محتملة للصفقة. أما الآن فقد أصبح الأمر رسميا، ليس فيما يخص عودة بوغبا إلى بيته الأول مانشستر الانجليزي فحسب، وإنما كتأكيد على أنها الصفقة الأعلى في تاريخ انتقالات لاعبي كرة القدم في العالم. فقد استقرت القيمة النهائية للصفقة عند 120 مليون يورو، حسب مينو رايولا مدير أعمال الدولي الفرنسي، الذي نابه منها 20 مليون كاملة.
وهكذا سيبلغ الدخل الأسبوعي لبوغبا /23 عاما/ 230 ألف يورو، في تحول نوعي جديد تعيشه كرة القدم، يبعث على درجة أكبر من الذهول، فما تفسير ذلك؟! أو لم تمتد الأمور في عالم الساحرة المستديرة إلى ما وراء الخيال، بعد أن اعتقد كثيرون أن صفقة الدون كريستيانو رونالدو (80 مليون يورو إلى ريال مدريد) وزميله غاريث بيل (106 ملايين يورو) الحد الأقصى الذي يستحيل تجاوزه؟!
هل سيتحق بوغبا كل هذا المبلغ؟
السؤال الذي قد يطرحه البعض حول ما إذا كان بوغبا كرويا يستحق كل هذا المبلغ؟ وهناك من يشير إلى إمكانيات اللاعب لشرعنة الصفقة. ومن أبرز هؤلاء المدرب المثير للجدل جوزيه مورينيو، الذي كان أول من أكد عودة بوغبا ابن مانشستر يونايتد الضائع بوصفها بـ"المذهلة"، ليتابع "أخيرا حصلنا عليه!". وذلك قبل حتى أن يؤكد نادي "الشياطين الحمر" الأمر إلى حين إجراء الفحص الطبي الروتيني.
في المقابل، هناك إجماع بين الجيل السابق من اللاعبين بعدم وجود أي لاعب على الأرض يستحق كلّ هذه المبالغ، مهما كان اسمه وتعددت قدراته وإمكانياته الفنية. ويقول هؤلاء إن رأيهم هذا ليس من باب التقليل من شأن اللاعبين بل بسبب حجم المبالغ الفلكية التي بدأت تفرض نفسها على سوق الانتقالات، والتي كان حتى نصفها ضربا من ضروب الخيال قبل عقدين من الزمن.
ولكن، في الوقت الراهن تمضي الأندية الكروية الكبرى بإصرار في هذا الاتجاه ولا مؤشر على نية في التراجع مستقبلا. والسبب يعود بالدرجة الأولى إلى المداخيل الهائلة التي تجنيها الأندية من المستثمرين والرعاة ومن النقل التلفزيوني والإعلانات، والدوري الإنجليزي الممتاز في المقدمة.
الكرة الأوروبية من أكبر المستفيدين
إلى جانب كل هذا، تبدو الكرة الأوروبية من أكبر المستفيدين من العولمة. ويكفي أن الطلب يزداد يوما بعد يوم في الأسواق الآسيوية والإفريقية، على قمصان رونالدو وبوغبا وزلاتان إيبراهيموفيتش وذلك على سبيل المثال لا الحصر.
يورو 2016 ـ لحظات تبقى في الذاكرة
اللحظات الأكثر إثارة في بطولة الأمم الأوروبية لكرة القدم 2016 المنتهية بفرنسا وفاز بها منتخب البرتغال: كرة تصطدم بالعارضة، عفريت صغير وطرد من الملعب وضربة جزاء وسيلفي، كلها صور تعكس عرسا كرويا ممتعا.
صورة من: picture-alliance/dpa/S. Thew
تحولت إلى أغنية مشهورة، بل إلى نشيد البطولة الأوروبية، إنها أغنية Will Grigg,s on fire. لحن الأغنية طوره أحد المعجبين بمنتخب ايرلندا الشمالية ليلقى إقبالا واسعا على موقع يوتوب
صورة من: picture-alliance/dpa/Sampics/S. Pahnke
مشجعون ونساء ومتسابقون ـ كلهم يحيطون به كحشرات تحوم حول الضوء. كريستيانو رونالدو. بعد مباراة البرتغال والنمسا يدخل أحد المشجعين الملعب، وكريستيانو يمنع رجال الأمن من التصدي له، ويأخذ معه صورة سيلفي. هل كان النجم مهذبا أم هي فقط مراوغة لتحقيق مآرب تجارية؟
صورة من: picture alliance/dpa/S. Suki
وسائل التواصل الاجتماعي تبحث دوما عن شيء. فخلال المقابلة التي جمعت منتخب ألمانيا بنظيره الأوكراني رصدت الكاميرات مدرب المنتخب الألماني يوغي لوف وهو يدخل يده في ملابسه الداخلية، ما أثار الانتباه أكثر من آثار العرق التي تظهر على قميصه العادي.
صورة من: Reuters/C. Recine
أفضل مشهد للاعب جيروم بواتينغ فوق العشب عندما تصدى في حركة بهلوانية في الدقيقة الـ 37 لتسديدة رأسية ودفع الكرة إلى خارج خط المرمى لينقذ المنتخب الألماني ويرتمي في الشباك.
صورة من: picture-alliance/dpa/S. Thew
لم يمر كل شيء بسلام خلال هذه البطولة الأوروبية. فخلال المباراة التي جمعت كرواتيا بالتشيك ألقى مشجعون كروات بمفرقعات وسط الملعب، مما دفع الحكم إلى وقف المباراة، وجرت اشتباكات. وقرر الاتحاد الأوروبي لكرة القدم فرض غرامات مالية على الاتحاد الكرواتي وأن لا يحصل الجناة على تذاكر دخول الملاعب
صورة من: picture alliance/CITYPRESS24
الاتحاد الأوروبي لكرة القدم كان أكثر قسوة مع الروس، إذ فرض غرامة مالية أكبر على الروس بسبب أعمال الشغب التي كان وراءها مشجعون روس خلال المقابلة ضد الإنجليز في مارسيليا.
صورة من: picture-alliance/dpa/EPA/D. Zennaro
النجم السويدي زلاتان إبراهموفيتش يحمل عدة ألقاب منها "الملك"، إلا أنه لم يفز أبدا بأي لقب مع منتخب السويد. وقد خرج السويديون من البطولة بنقطة واحدة. وبالنسبة إلى زلاتان كانت المقابلة ضد بلجيكا هي آخر مشوار بقميص السويد الوطني
صورة من: picture-alliance/dpa/A. Haider
حارس المرمى الذي لا يبدل أبدا سروال التدريبات، حتى خلال البطولة الأوروبية: غابور كرالي من المجر يحتفل بالفوز أمام النمسا. ففريقه انتصر بهدفين لصفر، وكان عمره 40 عاما و 74 يوما ليكون أكبر لاعب في تاريخ البطولة ويخطف اللقب بذلك من الألماني لوتار ماتيوس.
صورة من: Reuters/C. Platiau
أجمل هدف في البطولة الأوروبية بعد تمريرة من ركاردو رودريغيس حولها شردان شاكري بضربة مقص في الدقيقة الـ 83. لكن سويسرا انهزمت أمام بولندا بعد ضربات الجزاء
صورة من: Reuters/M. Rossi
انتصار ثمين في ثمن النهائي ضد إسبانيا، فبعد الانتصار بهدفين لصفر أراد حارس المرمى الأسطورة جيان لويجي بوفون التعلق بالعارضة إلا أنه سقط ولم يتمكن من النهوض مجددا بسهولة. لكن الجمهورصفق له مع ذلك .
صورة من: Reuters/C. Platiau
ماذا يفعل هنا بواتينغ؟ أحسن مدافع في العالم يرفع ذراعيه في الدقيقة الـ 78 في المقابلة أمام إيطاليا وسط منطقة الجزاء. ليوناردو بونوتشي ينفذ الضربة ليحصل التعادل.
صورة من: picture-alliance/AA/M. Sohn
بعد التعادل 1 مقابل 1 تأتي الأشواط الإضافية، والمشجعون الإيطاليون يتساءلون ماذا يفعل هناك؟ سيمونه زازا يتم استبداله خصيصا لضربات الجزاء: يتقدم في خطى تشبه الرقص ويضيع الضربة.
صورة من: picture-alliance/dpa/S. Frederic
هذا المصير حتى ولو لم يكن مهينا عانى منه ثلاثة من زملائه في الفريق وثلاثة لاعبين ألمان. كانت ضربات الجزاء الأطوال زمنيا في بطولة أوروبية وبطولة العالم. 7 ضربات لم تدخل المرمى والـ 18 هي التي حسمت المباراة وقد سددها لاعب غير معروف وهو يوناس هيكتور من فريق كولونيا
صورة من: picture alliance/dpa/C. Charisius
التصفيق المنظم الذي يبدأ بهدوء مصحوبا بصيحات هوـ هو ـ هو كان آلة التشجيع التي استخدمها الجمهور الإيسلندي لإثارة حماسة لاعبي منتخبه الذين برهنوا على لياقة بدنية قوية وتمكنوا كمبتدئين في البطولة من بلوغ ربع النهائي.
صورة من: Reuters/C. Hartmann
ويلز وصلت نصف النهائي، المنتخب المبتدئ فاجأ نفسه. اللاعب المعروف في المنتخب هو غريث بيل يتمتع مع ابنته ألبا فيولي بلحظات النتيجة الإيجابية. أما الاتحاد الأوروبي لكرة القدم فلا تسره هذه المشاهد، لأن البطولة الأوروبية ليست حفلا عائليا. ويراد مستقبلا منع الأطفال من دخول أرض الملعب.
صورة من: Getty Images/AFP/D, Meyer
هذا سبق وأن عايشناه في ربع النهائي مع بواتينغ ضد إيطاليا. قائد المنتخب باستيان شفاينشتايغر يرفع يده في جولة أخرى وكأن الحكم يسأل عن متطوع، علما أن الألمان كانوا أفضل في الأداء، الا أنّ الكرة أبت دخول شباك الخصم.
صورة من: Reuters/M. Dalder
لقب ب "العفريت الصغير" على ما يبدو بسبب شبهه بالعفاريت الصغيرة في فيلم رسوم متحركة. قبل سنوات لم يشأ أي ناد توقيع عقد مع أنتوان غريزمان الذي أقصى المنتخب الألماني في نصف النهائي بتسجيل هدفين واحتل بذلك صدارة الهدافين في البطولة.
صورة من: picture-alliance/dpa/F. Gambarini
"أستحق اللقب"، ردد كريستيانو رونالدو قبل المقابلة النهائية أمام فرنسا. وبعد مرور ثمان دقائق نراه يبكي فوق العشب بعد مخالفة من ديميتري باييت ظلت بدون عقاب. إصابة في الركبة. حاول رونالدو مواصلة اللعب، إلا أنه طلب الخروج في الدقيقة الـ 25
صورة من: Reuters/C. Platiau
الفريق الذي فاز بمقابلة واحدة ضمن سبع مقابلات في الوقت الرسمي أصبح بطل أوروبا. بفضل هدف اللاعب إيدر (الصورة) خلال الشوط الإضافي في الدقيقة 109 . ليحرز البرتغاليون اللقب لأول مرة . مبروك و هنيئا
صورة من: Reuters/C. Recine
19 صورة1 | 19
ومقارنة بأرباح نادٍ عريق مثل مانشستر يونايتد، التي بلغت في موسم 2015، 518 مليون يورو دون احتساب صفقات اللاعبين، فإن صفقة بوغبا لن تنهكه بل ولن تدفع به إلى الإخلال بقانون المنافسة المالية العادلة وفق قوانين الاتحاد الأوروبي لكرة القدم/ يويفا. وفي عام 2014 خرج مدير النادي إلى الصحفيين قائلا: "ماليا، نحن أقوياء جدا، وهذا ما يسمح لنا بالقيام بأشياء على مستوى سوق الانتقالات يصعب للآخرين القيام بها".
رغم ذلك، كان بإمكان مانشستر يونايتد ادخار كل هذه المبالغ، لأن بوغبا لعب في فريق الناشئين بمانشستر يونايتد بين عامي 2009 و2012. لكنه قرر الانتقال إلى اليوفي، والسبب كان أليكس فيرغسون، المدرب الذي حقق أكبر النتائج في تاريخ النادي الانجليزي لأنه لم يمنحه ثقته، ليظهر بعد سنوات أن قرار فيرغسون كلّف "الشياطين الحمر" 120 مليون يورو بالتمام والكمال.