1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

هل يشكل اللاجئون اليد العاملة المؤهلة لألمانيا؟

هاينر كيزل/ م.أ.م٥ مارس ٢٠١٦

جلبت بورصة عمل أقيمت في برلين اهتمام آلاف الناس من طالبي اللجوء وكان ذلك مناسبة للالتقاء مع أرباب عمل. الأجواء كانت جيدة، لكن خبراء يحذرون من عقد آمال مفرطة على هذه البورصة بسبب وجود نقص في مؤهلات اللاجئين.

Deutschland Berlin Flüchtlinge und Arbeitsmarkt Jobbörse im Berliner Hotel Estrel
صورة من: DW/H. Kiesel

الشاب السوري تيسير جكدار وقف في أحد أروقة بورصة العمل داخل فندق ببرلين حيث كان يبحث عن فرصة عمل. جكدار ينحدر من دمشق حيث درس صناعة الآلات. "خبير فيالطاقات المتجددة"، يقول جكدار الذي كان ينظر إلى قائمة تضم أسماء الشركات التي كانت ممثلة في البورصة، وعددها نحو 200 شركة تعمل مثلا في مجالات خدمات التنظيف والرعاية الصحية أو الأمن والفندقة والطبخ. غالبية هذه الشركات تعرض دورات تدريبية على المهتمين.

ويقول الشاب السوري "ليس من السهل بالنسبة لي العثور على فرصة عمل جيد، حيث تنقصني الخبرة المهنية". كما إن العروض المقدمة في الرواق ليست كبيرة. الشاب السوري ركز اهتمامه على شركة تابعة لشركة السكك الحديدية الألمانية التي ذهب يبحث عن رواقها داخل المعرض الذي أقيم في جنوب مدينة برلين. واستقطب المعرض في هذا اليوم 5000 شخص فروا من بلدانهم وغالبيتهم من السوريين، وأيضا عراقيين وإيرانيين والذين يسعون للبحث عن عمل. أمام جناح شركة صيدلة كبيرة يقوم مارتن ريمكوس بتوزيع استمارات، لأن شركته لها برنامج للمبتدئين. وقال ريمكوس:"إنني مفاجئ بالمؤهلات التي يمتلكها هؤلاء الناس". إنهم شباب يحملون شهادات جامعية وهم صيادلة لهم تجربة يتحدثون إليه مثل فؤاد علي خان الذي عمل في باكستان كمدير مبيعات لأجهزة التشخيص. ويقول فؤاد إنه "يريد التقدم في مساره المهني". هذا الشاب البالغ من العمر 33 عاما سحب نسخة من سيرته الذاتية وقدمها إلى السيد ريمكوس الذي لاحظ مباشرة أن لفؤاد خبرة أكبر من مستوى الدورة التي قد يستفيد منها في شركة ريمكوس.

ميشاييل هوتر من معهد الاقتصاد الألمانيصورة من: DW/H. Kiesel

سوق العمل واحتمالات الاستفادة من اللاجئين

منذ سنوات والشركات الألمانية تشتكي من نقص في اليد العاملة المؤهلة ومن تراجع عدد السكان وشيخوخة المجتمع، والآن تشهد البلاد قدوم آلاف الشباب من بلدان أخرى. ميشاييل هوتر من معهد الاقتصاد الألماني يقلل من الآمال المعلقة على هذا التطور، ويقول:"هؤلاء الأشخاص لا يأتون إلينا لحل مشاكل سوق العمل الألمانية"، فهو يعتبر أن مؤهلات هؤلاء اللاجئين ضعيفة. "في المحصلة يمكن القول بأن اللاجئين قلما يتوفرون على تكوين تعليمي ومهني، فالقليل منهم أكاديميون". ويعتمد هوتر على دراسة صادرة عن مكتب شؤون الهجرة واللاجئين التي كشفت أن "62 في المائة من مجموع اللاجئين لم يدرسوا أكديميا ولم ينهوا تكوينا مهنيا". كما أن هوتر بحث في المجالات التي يمكن أن يعمل فيها اللاجئون وتُدرج في نظام التأمين الاجتماعي بألمانيا، وخلصت نتائجه إلى أن الغالبية ستعمل في مهن بسيطة، وفقط 7 في المائة من اللاجئين يعملون في مهن أكاديمية. وقال هوتر :"اللاجئون لا يعوضون سياسة هجرة منظمة".

تقييم الأرقام الذي أنجزه هوتر له أيضا خلفية سياسية. ففي القطاع الاقتصادي يسود قلق بشأن النقاش الدائر حول اللجوء وصعوبة اعتماد هجرة عمل منظمة. فالعدد الكبير من طالبي اللجوء يتسبب في إثارة مخاوف لدى جزء من المجتمع الذي يخشى المنافسة في سوق العمل، وهذا يدفع السياسيين بالتحفظ في تحرير قطاع هجرة اليد العاملة. ويشتكي هوتر في هذا السياق قائلا:"وزير الداخلية كان دوما ضد تبني قانون للهجرة، وهو يبرز حاليا أكثر تلك المعارضة"، ويشدد ميشاييل هوتر على موقفه الداعي إلى ضرورة نهج سياسة هجرة منظمة.

يوسف الخطيب من حلبصورة من: DW/H. Kiesel

مسألة كرامة

لم يأت طالبو اللجوء إلى ألمانيا بسبب وجود فرص عمل، غير أنهم يأملون بالطبع في الحصول على عمل، وهذا ما يبرهن عليه أيضا الإقبال الكبير على بورصة العمل في برلين التي قدمت جملة من العروض الواعدة للمضي قدما في الحياة اليومية وبشكل ملموس. وهناك أيضا عروض للتأهيل المهني والدراسة الجامعية وتعلم اللغات.

رجل الأعمال السابق يوسف الخطيب من حلب تحدث مع مستخدمة تمثل جامعة هومبولد ببرلين حول دروس اللغة ولاحظ قائلا: "بدون لغة يكون من المستحيل تقريبا العثور على فرصة عمل". ولم يجد هذا الشاب في المعرض شيئا يتناسب مع مؤهلاته كما مارسها إلى حد الآن في حلب، وهو لا يرغب في البقاء بدون عمل كما في الأشهر الماضية، ويقول:"إنه حقا شيء مهين لكرامتي أن أبقى عالة على الرعاية الاجتماعية الحكومية".

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد

تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW

المزيد من الموضوعات من DW