يبدو للوهلة الأولى أن هناك قواسم مشتركة بين الرئيس الأمريكي الجديد وحزب "البديل من أجل ألمانيا" اليميني الشعبوي الذي احتفى بفوز دونالد ترامب. هذا التقارب قد يضمحل حين يمعن المرء في المواقف الحقيقية للطرفين.
إعلان
حزب "البديل من أجل ألمانيا" اليميني الشعبوي كان من السباقين ممن هنئوا دونالد ترامب على فوزه. وعبر رئيسا الحزب فراوكه بيتري ويورغ مويتن في برقية عن تمنيات حزبهما "كشريك طبيعي" إلى جانب ترامب. وتوالت رسائل تضامن وتأييد أخرى من قيادة حزب "البديل من أجل ألمانيا". ولم يكن هذا الاحتفاء مفاجئا، حين يلقي المرء نظرة على النقاش الدائر حول ماهية الشعبوية.
فقد تحدث المؤرخ المقيم في برلين باول نولته في صحيفة "برلينر تسايتونغ" عن "نموذج أطلسي في خلاف بين رؤى ليبرالية ومستبدة". والباحث في شؤون الأحزاب كارستن غرابوف من مؤسسة كونراد أديناور وصف في صيف 2016 البرنامج الشعبوي بأنه "إصغاء للشعب البسيط المهدد من الخارج والمتعرض للخيانة من فوق". ويكفي فقط وضع خطب دونالد ترامب وبيورن هوكه (من قياديي حزب البديل) أو فراوكه بيتري (رئيسة الحزب) بجانب بعضها البعض للكشف مجددا عن تلك الأوصاف.
إخوة في الروح
وتبدو أطراف واسعة في "حزب البديل من ألمانيا" فرحة بترامب، ولا توجد إلى حد الآن استطلاعات للرأي، لكن من أصغى في الشهور الأخيرة إلى القاعدة الحزبية، يقابل في كل مرة مفهوم "الشعبوية الدولية"، التي تهدف إلى تعويض المؤسسة السياسية القائمة، وترامب يُعد خطوة هامة في هذا الاتجاه.
وتبجح حزب البديل وترامب "بإصغائهما لما يتردد على أفواه الشعب"، كما يقول خبير الشؤون السياسية والعارف بشؤون حزب البديل هندريك تريغر في حديث لـ DW.
هذا الموقف المبدئي يعترف به كذلك خبير الشؤون السياسية فيرنير باتسيلت، وبالتالي فإن ترامب سينعش آمال حزب البديل بوجود رجل في البيت الأبيض "طال انتظاره" اعتمادا على شعار إنه لا يتكلم فقط، بل يفعل أشياء. ولماذا التفاوض بشق الأنفس لإيجاد حلول وسط في الوقت الذي يمكن فيه التوقيع على أوامر تنفيذية. وحتى من الناحية البنيوية يوجد تشابه، "أي ثغرة في التمثيل يشعر فيها جزء لا يستهان به من الشعب بأنه غير ممثل من الناحية الإعلامية السياسية، ويجد له الآن متنفسا".
حزب البديل غير متجانس
لا يمكن وجود نموذج مماثل لترامب في المعطيات السياسية الألمانية، لأنه توجد في ألمانيا أحزاب قوية ونظام حكومي برلماني قوي. كما لا يرأس حزب البديل "ملياردير يريد قلب النظام الحزبي". وفي نموذج ترامب الشخص هو الأساس بينما حزب البديل مؤسسة متنوعة وفيه أجنحة متنافسة. ويقول تريغر إن الحزب تجمع لكثير من التوجهات لا تجد إلى حد الآن شخصية تجمع بينها. ويمكن أن يكون لترامب تأثير بحيث أن يقوى الجدل داخل حزب البديل الذي قد تخيفه انزلاقات ترامب، وبالتالي فإن أجنحة الحزب ستبتعد عن بعضها البعض أكثر.
وسيشعر حزب البديل بخسران الرهان عندما يتضح له أن ترامب يقود بلاده إلى الهاوية، وسيحاول أعضاء حزب البديل النجاة بأنفسهم ورفض المقارنة مع ترامب. بيورن وهوكه وغيره من قادة حزب البديل ليسوا بحاجة إلى ترامب لترديد تصريحاتهم "البشعة"، فهم معتادون عليها بدون الرئيس الأمريكي.
كاي ألكسندر شولتس/ م.أ.م
ترامب- مادة دسمة للرسوم الكاريكاتيرية
السخرية هي سلاح رسامي الكاريكاتير المسلط على الجميع. في جولتنا المصورة نعرفكم على ردود فعل بعض رسامي الكاريكاتير في شتى أنحاء العالم على فوز دونالد ترامب بالانتخابات الرئاسية الأمريكية.
صورة من: Getty Images/AFP/Y. Cortez
حائط مكسيكي لترامب
رداً على مشروع ترامب لبناء جدار يفصل بين المكسيك والولايات المتحدة دعا رسام الكاريكاتير المكسيكي آرتورو كيمكس بإقامة معرض للرسومات الكاريكاترية في متحف مدينة مكسيكو. وحصل رئيس اتحاد أمريكا اللاتينية لرسامي الصور الكاريكاتيرية على رسومات من مئات الفنانين الذين أرادوا المشاركة في هذا المعرض. ويعلق كيمكس قائلا إن "طبيعية الشخصية الهزلية التلقائية" لترامب سهلت عمل رسامي الكاريكاتير.
صورة من: Getty Images/AFP/Y. Cortez
معرض متنقل
المعرض الذي يحمل اسم "ترامب: حائط كاريكاتوري" في شهر أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، ويتألف المعرض من رسومات تعكس وجهة نظر المكسيكين وكيفية رؤيتهم لمستقبل الرئيس الأمريكي المنتخب، كما ساهم في المعرض أيضاً رسامون أوروبيون، وأشار كثير من الفنانين في أعمالهم إلى الحقبة النازية. سيستمر المعرض حتى نهاية عام 2016، ثم ينتقل إلى مدن أخرى بعضها في الولايات المتحدة الأمريكية.
صورة من: Getty Images/AFP/Y. Cortez
نظرة ترامب للمرأة
يشبه مصمم الأزياء الألماني كارل لاغرفيلد نظرة ترامب السياسية إلى المرأة "بنظرة تاجر الأحصنة إلى الخيول". ويقول: "الشخصية المرسومة باللون الداكن والتي تقف في وسط الصورة تمثل السيدة فراوكه بيتري زعيمة الحزب اليميني "البديل من أجل ألمانيا" والغريب أن السيدة بيتري اعتبرت هذه الصورة في غاية الطرافة، لا بل وكانت أسعد حالاً عندما فاز ترامب بالانتخابات الرئاسية.
صورة من: picture-alliance/dpa/Frankfurter Allgemeine Magazin
شعر الرئيس المنتخب
أمسى شعر ترامب مصدر سخرية غني، فمنذ أشهر ظهر فيديو عن " باروكات شعر ترامب السرية"، والذي أطلقته محطة تلفزيون نرويجية، وأنهت الفيديو بتوضيح أن هذا ليس سوى "حقل نرويجي من القش الأصفر". أما رسام الكاريكاتير مارك نايت، فقد أوحى له شعر ترامب بفكرة كاريكاتير ولعب بالكلمات، فقد وجد شعر ترامب مناسباً لتغطية قمرة طائرة الرئاسة الأمريكية، وأطلق عليها "هير فورس" بدلاً من "إيرفورس".
صورة من: Twitter/@Knightcartoons
وجهة نظر إفريقية
يقول رسام الكاريكاتير النيجيري السيد عبد الكريم بابا أمينو- وهو من أشهر رسامي الكاريكاتير والصحفيين والناقدين في بلده: "نظراً إلى الكراهية الشديدة التي يَكِنها دونالد ترامب للسود في أمريكا فإننا سنُغادر أمريكا، عندئذٍ سيكون باستطاعة ترامب أن يفعل ما يحلو وما يطيب له في البلاد.
صورة من: DW/Abdulkareem Baba Aminu
تمثال الحرية "يطلب اللجوء"
يبدو تمثال الحرية وقد تملكه الذعر ويبحث عن "ملجأ"، فهو يقرع باب الجارة كندا طلباً للجوء والأمان. الفنان إيجريك لجأ لهذا الرمز الأمريكي في العديد من الرسومات المناوئة لترامب. يمكن الاطلاع على بقية أعماله من خلال حسابه على تويتر @ygreck.
صورة من: Twitter/@ygreck
أي شخص يمكن أن يصبح رئيسًاً
رسم الفنان البلجيكي ليكتر @lectr الكثير من الرسوم الكاريكاتيرية المتعلقة بترامب، وتظهر هذه اللوحة الكاريكاتيرية كيف تغيرت الفكرة التي تقول إن "بإمكان أي مواطن أمريكي أن يصبح رئيساً للولايات المتحدة الأمريكية" من مصدر فرح لتصبح مصدراً لليأس.
صورة من: Twitter/@lectrr
صدمة إسبانية
تعود هذه الصورة المرسومة على حائط في برشلونه والتي تمثل ترامب واللعاب يسيل من فمه إلى صيف عام 2016. إسبانيا أيضاً أصابتها الصدمة من الفوز غير المتوقع لمرشح الحزب الجمهوري ترامب بمنصب الرئاسة. وعلقت صحيفة البايس على فوزه قائلة: "إن الصعود المذهل لرجل الأعمال النيويوركي ووصوله إلى منصب الرئاسة أصاب نصف سكان المعمورة بالذهول".
صورة من: Getty Images/AFP/J. Lago
انتقادات قبل الترشح
كومة من المخلفات البشرية يُحيطُ بها الذباب من جميع الجوانب، تلك هي كانت رؤية رسام الكاريكاتير هنكسي لمرشح الرئاسة دونالد ترامب قبيل تزكيته من قبل الحزب الجمهوري. رُسِمت هذه اللوحة في شهر أغسطس/ آب 2015 على جدار يقع في شارع مشهور بالتسوق على الجهة الشرقية من مدينة نيويورك.
صورة من: picture-alliance/abaca/Van Tine Dennis
وعود ترامب
يعتبر الرسام الكيني غادو واحداً من أشهر رسامي الكاريكاتير في إفريقيا، وقد حصلت DW على بعض صوره الكاريكاتيرية المتعلقة بانتخابات الرئاسة الأمريكية، وتتضمن وعداً قطعه ترامب على نفسه وعلى الناخبين مفاده: "أتعهد بالمحافظة على إرث الديانة المسيحية"، بالمقابل يظهر ترامب وهو يقوم بصلب أحد المسلمين مستخدماً الصليب كرمز للديانة المسيحية.