أفادت دراسة أن الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 20 و 24 عاما على وجه الخصوص نشروا فيروس كورونا. غير أن الدراسة التي قامت بها جامعة هارفارد مؤخرا أغفلت معطيات عديدة، كما أن الأمور المتعلقة بالفيروس أكثر تعقيدا في الواقع.
إعلان
ألقى فيروس كورونا بثقله على الأنظمة الصحية في جميع انحاء العالم، وزاد من نسبة الوفيات. وقد وجدت حكومات نفسها مجبرة على فرض حظر للتجوال وقيود على التواصل الاجتماعي. وخلال أزمة كورونا تحولت بلدان مثل كوريا الجنوبية ونيوزيلاندا والمانيا إلى صلب اهتمام الرأي العام العالمي، لأن الوباء انتشر بشكل خفيف نسبيا في هذه البلدان. وهذا ما أثار اهتمام العلماء المحترفين والهواة من علماء الأوبئة.
وعلى هذه الخلفية ليس عجبا أن تثير دراسة الفضول بسبب تناولها مدى تتبع الناس في المانيا قواعد حظر التجوال. تفيد الدراسة بأن الشباب بالتحديد هم الذين لم يلتزموا بحظر التواصل الاجتماعي وبالتالي ساهموا في انتشار فيروس كورونا. وهذه النتيجة توصل إليها باحثان من جامعة هارفارد. ونشرا نتائجهما في المجلة العلمية الخاصة بأمراض العدوى والأوبئة يوروسيرفيلانس/ Eurosurveillance . وصدرت دراستهما بعد نهاية أسبوع خرج فيه الكثير من الشباب إلى الحدائق للاستجمام في المدن الكبرى وشارك بعضهم في احتجاجات ضد إجراءات الحجر الصحي.
مخاطر أعلى بالنسبة إلى الشباب
"البالغون بين 20 و24 عاما يحفزون وباء كورونا في المانيا"، هكذا عنونت صحيفة "تاغسشبيغل" استنادا إلى دراسة هارفارد. لكن ما هي قوة هذه الإفادة عندما نلقي نظرة على البيانات؟ قام العالمان في مجال الأوبئة ادوارد غولدشتاين و مارك ليبسيتش بتقييم بيانات من معهد روبرت كوخ لدراستهما. واستخدم الباحثان أرقام حالات اصابة بكوفيد 19 من الأسابيع الأخيرة من مارس/ آذار وأوائل أبريل/ نيسان. وقد استنتجا من ذلك أن الخطر النسبي للإصابة بفيروس كورونا للأشخاص في المانيا بين 15 و 34، ولاسيما بين 20 و 24 عاما مرتفع أكثر منه لدى المجموعات العمرية الأخرى. ولاحظ العلماء وجود تطور مشابه للمرض في كوريا الجنوبية حيث أن غالبية الحالات ظهرت لدى الأشخاص بين 20 و29 عاما.
عوامل ناقصة لنتيجة أكثر واقعية
لكن الدراسة تبين أن العلماء لم يتمكنوا من الكشف عن أسباب خطر الإصابة المرتفع. ولم يهتموا بقضية أن الشباب يعملون في الغالب في مهن حيث يتواصلون مع كثير من الناس مثلا في الفنادق والمطاعم وتجارة التجزئة والحافلات والقطارات. وبعض هذه القطاعات وجب عليها الإغلاق خلال أزمة كورونا، لكن علماء هارفارد يستندون إلى بيانات أُخذت جزئيا قبل إجراءات منع التجول، وبالتالي يمكن للشباب أن يكونوا قد تعرضوا للإصابة في هذا الوقت في العمل.
كما أن الدراسة لا تهتم بقضية أن الشباب في الغالب لا يملكون سيارة، وبالتالي استمروا في زمن كورونا في استعمال وسائل النقل العمومي. كما لا يُسلط الاهتمام على حقيقة أن تفشي كورونا في المانيا يعود لشباب عادوا من مناطق التزلج على الجليد في النمسا أو احتفلوا بالكرنفال. ولذلك انتشر الفيروس بسرعة داخل هذه المجموعة العمرية.
وهناك دراسة أخرى تجعل القضية أكثر تعقيدا، وتم نشرها في نفس اليوم من دراسة هارفارد وتهتم بالوضع في بلدة هاينسبيرغ، أحد مراكز كوفيد 19 في المانيا. وخضع 9000 من سكان المدينة الصغيرة لاختبار، والبيانات المستنتجة من ذلك كشفت أن 20 في المائة من المصابين تعرضوا للمرض بفيروس كورونا دون أن يشعروا بذلك. وقد يعني هذا أن ما يصل إلى 1.8 مليون شخص في المانيا ربما تعرضوا لكوفيد 19. وهذا الرقم يفوق المعطيات الرسمية من معهد روبرت كوخ. وفي حال تأكدت هذه الافتراضات، فإن الاستنتاجات المأخوذة من أرقام المعهد ستكون قائمة بشكل أكبر على التخمين.
دراسات عديدة تثير الريبة
في الآونة الأخيرة تعالت نداءات من الوسط العلمي تدعو إلى إلقاء نظرة أكثر انتقادا على مختلف الدراسات التي تروج في الانترنت حول فيروس كورونا. وهذه الدراسات لم تصدر في الغالب بشكل رسمي، وبالتالي لم تمر عبر اختبار مستقل. كما أن دراسة هارفارد أُنجزت بشكل سريع لا يتطابق مع المعايير العلمية. وهذا الاتهام موجه أيضا لدراسة هاينسبيرغ التي لم تخضع للتحقيق المستقل.
ورغم المشاهد المنقولة عبر وسائل الاعلام لأشخاص يستجمون في الحدائق وآخرون يحتجون، فلا يوجد دليل علمي على أن الشباب تجاهلوا قواعد البعد الاجتماعي في المانيا أكثر من الكبار. لكن هناك ما يكفي من الأدلة على أن الناس دون 35 عاما يتحملون العبء الاقتصادي والنفسي للوباء بطريقة خاصة. وهم ينتمون إلى جيل لا ينعم بالرفاهية مقارنة مع آبائهم وأجدادهم. والآن وجب عليهم خشية البطالة والركود.
اليزابيث شوماخير/ م.أ.م
في صور: كورونا تجعل من الكمامة مصدراً للإبداع
أصبح ارتداء الكمامات أمرا طبيعيا نشهده يومياً في دول كثيرة وخاصة في أوروبا، وبدأ التنافس على اابتكار أشكال جديدة وملفتة للنظر منها. في هذه الجولة المصورة أفكار مبدعة لبعض الفنانين الذين جعلوا من الكمامة أعمالا فنية.
صورة من: picture-alliance/Photoshot/H. Yan
كمامات "غرافيتي"
أصبحت الكمامات الطبية مصدر إلهام جديد لفناني الغرافيتي (الرسم على الجدران) حول العالم. نرى في الصورة شابا في السادسة عشرة من عمره يطلق على نفسه إسم S.F وهو يرسم وجها يرتدي كمامة على جدار فوق سطح بناية بمدينة أثينا اليونانية. انتشرت مثل هذه الرسمات في مدن أوروبية عديدة في الفترة الأخيرة، ومن المؤكد أن الفنان "بانكسي" سيقوم هو الآخر برسم الكمامة في عمل فني جديد.
صورة من: picture-alliance/ANE
على أحدث صيحات الموضة
دخلت الكمامة أيضاً عالم الموضة بقوة حيث عكف مصممو الأزياء على ابتكار أشكال جذابة ومتنوعة لها. لكن ليست جميع تصاميمهم ترتقي لمعايير منظمة الصحة العالمية. نرى في الصورة عارضة أزياء بأسبوع نيويورك للموضة في فبراير/شباط، أي قبل انتشار وباء كورونا بشكله الحالي في الولايات المتحدة. وبالرغم من أن الكمامة المصنوعة من قماش الأورغانزا الرقيق التي ترتديها العارضة تبدو جذابة، إلا أنها غير فعالة ضد أي عدوى.
صورة من: Getty Images/NYFW - The Shows
أشكال جديدة للكمامة
ينطبق الأمر أيضاً على هذه الكمامة التي ترتديها عارضة أزياء أخرى بأسبوع الموضة في نيويورك. فالكمامة تبدو هنا كقطعة من "الأكسسوارات" وليست ككمامة طبية. إلا أن ارتداء أي كمامة حتى وإن كانت من القماش أفضل من عدم ارتداء كمامة على الإطلاق، وقد تشجع هذه الأشكال المبتكرة البعض ممن يملون من شكل الكمامة التقليدي الممل.
صورة من: Getty Images/NYFW - The Shows
ماركات عالمية
تتنافس الماركات العالمية على تصميم الكمامات المبتكرة كطريقة لإنقاذ مبيعاتها التي تراجعت بسبب أزمة كورونا. ولا يقتصر الأمر على الماركات الشهيرة فحسب، بل يحاول المصممون الشباب غير المعروفين وأصحاب الشركات الناشئة دخول المنافسة أيضاً لتحقيق الشهرة، وهو الأمر الذي يحدث حالياً في مدن ألمانية مثل برلين وكولونيا وميونيخ. بالتأكيد سنرى هذه الكمامات بالمتاحف في المستقبل كرمز على "زمن كورونا في 2020".
صورة من: Getty Images/S. Gallup
للرجال فقط
الرجال أيضاً يحبون التأنق من وقت لآخر، ويمكنهم ذلك حتى في زمن كورونا. فقد قام مصنع لإنتاج ربطات العنق في برلين بعرض مجموعة حصرية من الكمامات الحريرية التي تتسق ألوانها مع ربطة عنق الرجل العصري مثلما تظهر في الصورة.
صورة من: picture-alliance/dpa/C. Koall
كمامات بنكهة تقليدية
قامت كل ولاية ألمانية بتطبيق قواعد ارتداء الكمامة بشكل مختلف في البداية، ومنذ 27 أبريل/نيسان تم توحيد هذه القواعد في كل الولايات. استغلت بعض اتحادات الأزياء التقليدية في الولايات الفرصة لصنع كمامات تحمل شعارها أو تستوحي ألوانها. في بافاريا تتميز الكمامة باللونين الأبيض والأزرق، وهما لونا علم الولاية اللذان يرمزان لعائلة "فيتلزباخ" التي ينحدر منها الملك "لودفيغ" والإمبراطورة "إليزابيث".
صورة من: picture-alliance/dpa/F. Hörhager
تصاميم متنوعة
لا توجد حدود للإبداع فيما يتعلق بتصاميم الكمامات، ما يهم في الأمر هو قابلية الأقمشة المستخدمة للغسل. بالنسبة للتصاميم التي قد لا تكون مناسبة للغسل المستمر، من الممكن سكب الماء المغلي عليها وتركها لتبرد ثم لفها في منشفة وتصفيتها من الماء.
صورة من: picture-alliance/dpa/P. Kneffel
كمامة لكل مناسبة
يستطيع من يحبون التغيير ارتداء كمامة لكل مناسبة وترتيبها في جدول لأيام الأسبوع كما هو مبين في الصورة. فأيام السبت قد تكون أيام ممارسة رياضة كرة القدم للبعض، وهنا من الممكن ارتداء كمامة مزينة بأشكال كرات أو بألوان نادي الكرة المفضل.
صورة من: picture-alliance/dpa/F. Kästle
كمامات صديقة للبيئة
من يرى أن هذه التصاميم تشجع على ثقافة الاستهلاك المضرة للبيئة، يستطيع البحث عن كمامات طبيعية. فقط يجب مراعاة أن تغطي الكمامة الأنف والفم: فمن الممكن استخدام خيط أو شريط مطاطي خفيف لربط ورقة نبات حول الوجه مثلما فعلت هذه الطفلة الفلسطينية في قطاع غزة.
صورة من: Getty Images/AFP/M. Abed
الكمامة للجميع
في جميع المدن الأوروبية تظهر أعمال فنية أو إشارات ضد كورونا، مثل الدعوة للالتزام بالمنزل وتطبيق قواعد التباعد الاجتماعي. ولا يختلف الأمر في مدينة بريمن بألمانيا، حيث نرى في الصورة كمامة على التمثال الأشهر بالمدينة والمسمى بـ"موسيقيو بريمن"، وهم كلب وديك وقط وحمار من أحد قصص الأخوين غريم الشهيرة.
صورة من: picture-alliance/dpa/S. Schuldt
الفن في زمن الكورونا
حتى في مجال الفنون أصبحت الكمامة تظهر بشكل كبير. فنجدها على لوحات فنية وملصقات إعلانية، كما تظهر على وجوه شهيرة مثل وجه الموناليزا في رسوم كاريكاتير ساخرة. ونرى في الصورة تمثالا بمدينة كراكاو في بولندا للنحات إيغور ميتوراج، الذي قرر أن يحمي تمثاله من خطر فيروس كورونا بهذه الكمامة العملاقة.