طلب الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم من الفيفا فرض عقوبات على إسرائيل بدعوى التواطؤ في انتهاكات للقانون الدولي ترتكبها الحكومة الإسرائيلية والتمييز ضد لاعبين عرب وإدراج أندية موجودة بالأراضي الفلسطينية في الدوري الإسرائيلي.
إعلان
ما هي الاتهامات الموجهة للاتحاد الإسرائيلي لكرة القدم؟
يستند الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم إلى المادة الرابعة من لائحة النظام الأساسي للفيفا. وتنص هذه المادة على أنَّ "التمييز من أي نوع ضد شخص عادي أو مجموعة من الأشخاص" يمكن للاتحاد العالمي لكرة القدم أن يعاقب عليه بـ"الإيقاف أو الطرد". ويتهم الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم دولة إسرائيل بـ"انتهاكات لحقوق الإنسان" والاتحاد الإسرائيلي لكرة القدم بـ"التواطؤ والمشاركة في هذه الانتهاكات".
وبالتحديد يصف الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم عمليات الحكومة الإسرائيلية في قطاع غزة إثر الهجوم الإرهابي الذي شنته حركة حماس في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023 بأنَّها "إبادة جماعية". ويذكر أنَّ هذه العمليات قد أسفرت عن قتل لاعبي كرة قدم وحكَّام وتدمير منشآت رياضية. ويضيف أنَّ الاتحاد الإسرائيلي يسمح بالعنصرية والتمييز ضد الفرق واللاعبين الفلسطينيين ويمنع الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم من أي عمل مستقل.
وبالإضافة إلى ذلك فقد اعترض الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم على أنَّ "الأندية في المستوطنات المقامة على أراضٍ فلسطينية" تلعب في الدوري الإسرائيلي، بحسب تعبير رئيس الاتحاد الفلسطيني اللواء جبريل الرجوب: وهذا الأمرأيضًا ينتهك قوانين الفيفا.
ماذا يقول الطرفان؟
وقال الرجوب في كلمته أمام كونغرس الفيفا في العاصمة التايلندية بانكوك في أيار/مايو الماضي: لا يمكن للفيفا "أن يبقى غير مبالٍ بهذه الخروقات والإبادة الجماعية المستمرة في الأراضي الفلسطينية"، وقد طالب بتجميد عضوية الاتحاد الإسرائيلي. وقال بشكل مباشر لرئيس الفيفا جياني إنفانتينو: "سيِّدي الرئيس، الكرة في ملعبكم".
بيد أنَّ الاتحاد الدولي لكرة القدم واثق من أنَّ طلب الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم لن يأتي بشيء. وقد صرَّح للبرنامج الرياضي في القناة الأولى الألمانية ARD بأنَّ "الإيقاف غير وارد على الإطلاق. نحن متأكدون من أنَّ التحقيق سيكون موضوعيًا وعادلًا وأنَّه سيؤكد من جديد جميع حججنا". ومن جانبه وصف رئيس الاتحاد الإسرائيلي، شينو موشيه زواريس، مطالب زميله الفلسطيني بأنَّها "محاولة ساخرة لإلحاق الضرر بكرة القدم الإسرائيلية".
إعلان
مَنْ الذي يقرِّر بشأن الطلب؟
ومن المفترض أنَّ القرار حول فرض عقوبات على الاتحاد الإسرائيلي أو حتى تجميد عضويته سيُتَّخذ في مجلس الفيفا يوم غد الثالث من تشرين الأول/أكتوبر. وفي الأصل كان يجب أن يتخذ هذا المجلس قراره في تموز/يوليو قبل الألعاب الأولمبية في باريس، ولكن تم تأجيل القرار. وقد دُعي خبيران مستقلان من أجل استشارتهما. وهما بحسب معلومات البرنامج الرياضي محامية من رومانيا ورجل قانون من سويسرا.
ويضم مجلس الفيفا بالإضافة إلى رئيسه جياني إنفانتينو سبعة نواب للرئيس ونائبة للرئيس وثمانية وعشرين عضوًا آخر. ومن بينهم بيرند نويندورف رئيس الاتحاد الألماني لكرة القدم (DFB). ويتكون المجلس في مجمله من سبعة وثلاثين عضوًا: سبع نساء وثلاثين رجلًا. ولا يوجد حاليًا أي عضو في المجلس لا من الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم ولا من الاتحاد الإسرائيلي لكرة القدم.
ما موقف الاتحاد الألماني لكرة القدم؟
أما الاتحاد الألماني لكرة القدم فهو يدعم الاتحاد الإسرائيلي. إذ ما يزال يسري مثل ذي قبل ما ذكره في تصريح بعد وقت قصير من مذبحة حماس في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023: "في هذا الوضع الصعب تقف كرة القدم في ألمانيا بثبات إلى جانب أصدقائنا وشركائنا في إسرائيل".
هل كانت توجد في السابق حالات تجميد عضوية؟
علق الفيفا عضوية اتحادات رياضة كثيرة. ويتحرك الاتحاد الدولي لكرة القدم عند وجود أي تدخل سياسي أو من أي نوع ما في عمل الاتحاد الذي سيعاقب. وعلى سبيل المثال فقد تم في عام 2022 تعليق عضوية الاتحاد الهندي لكرة القدم (AIFF)، لأنَّ المحكمة العليا في الهند كانت قد حلته في وقت سابق وعيَّنت بدل قيادته السابقة لجنة من ثلاثة أعضاء. وفي العام نفسه تم أيضًا تجميد عضوية اتحادي كينيا وزيمبابوي بشكل مؤقت، لأنَّ حكومتي هذين البلدين مارستا تأثيرًا كبيرًا.
وفي حالة أخرى علق الفيفا عضوية روسيا وبيلاروسيا. فبعد بدء الحرب في أوكرانيا في شباط/فبراير 2022، أوصت اللجنة الأولمبية الدولية الاتحادات الأعضاء فيها - وأيضًا الفيفا - باستبعاد الفرق والرياضيين من روسيا وبيلاروسيا من المنافسة. وذلك بهدف الحفاظ على "نزاهة الرياضة"، بحسب اللجنة الأولمبية الدولية.
وقد عمل الفيفا بهذه التوصية. مما اضطر الاتحاد الروسي لكرة القدم إلى رفع دعوى قضائية ضد هذا القرار أمام محكمة التحكيم الرياضية الدولية (CAS)، التي رفضت قبول هذه الدعوى.
أعده للعربية: رائد الباش
السياسة وكرة القدم .. زواج مستمر رغم دعوات الطلاق!
كثيراً ما يتداخل السياسي في الرياضي داخل المستطيل الأخضر.. هذه هي أبرز الأحداث التي امتزج فيها الاثنان رغم محاولات الفصل بينهما.
صورة من: picture-alliance/Zumapress/M. Llop
انفانتينو في سوتشي
خلال جولة مطلع الشهر الماضي في سوتشي للاطلاع على ما أنجزته روسيا استعداداً لكأس العالم، قال رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم جاني انفانتينو للرئيس الروسي: "بإمكانكم أن تجعلوها النسخة الأفضل في تاريخ المونديال"، ورد بوتين بمطالبة اللاعبين أن يقدموا "كرة قدم خالصة". لم يتضح مقصد الرئيس المضيف إذا ما كان يخشى حضور السياسة في ملاعب بلاده أم لا. لكن إن كان ذلك ما يعنيه فهل هي مخاوف حقيقية؟
صورة من: picture-alliance/Russian Look/Kremlin Pool
الأرجنتين تعتذر عن لقاء إسرائيل في القدس
وجد النداء الذي وجهه الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم استجابة، وألغيت المباراة الودية الأخيرة التي كانت مقررة بين الأرجنتين وإسرائيل. أن تكون القدس مكاناً للقاء على العشب الأخضر فهذا اعتراف جديد بكونها عاصمة وليست أرضاً محتلة، وفق ما تقول الأصوات المؤيدة للقضية الفلسطينية، فيما يرد المسئولون الإسرائيليون بإعلان أسفهم لنجاح خطابات الكراهية في مسعاها.
صورة من: Getty Images/AFP/H. Bader
علم إسرائيل
أثار علم إسرائيل أزمة أيضاً، حين رفعه المدافع الغاني جون بيتسيل بعد انتصار منتخب بلاده على نظيره التشيكي. وأدت موجة الانتقادات للخطوة إلى اعتذار الاتحاد الغاني لكرة القدم عن الأمر.
صورة من: picture-alliance/dpa/R. Weihrauch
أبو تريكة.. يتعاطف مع غزة
أوجد لاعب النادي الأهلي المصري محمد أبو تريكة لنفسه مكاناً خاصاً في قلوب الكثير من العرب بعد لقطة رفع فيها قميص منتخب بلاده لتظهر تحته عبارة "تعاطفا مع غزة" خلال احتفاله بهدفه في مرمى السودان في بطولة الأمم الأفريقية عام 2008، نال حينها بطاقة صفراء لكنه حصد شعبية كبيرة لتعبيره عن تضامنه مع أهالي القطاع في مواجهة الحصار المفروض عليهم.
صورة من: Twitter/ Yasser Ashour
أزمة مباراة مصر والجزائر في أم درمان
دخلت الاشتباكات بين جمهوري مصر والجزائر في مباراة التأهل إلى كأس العالم بالبلدين إلى مرحلة غير مسبوقة من التوتر والتراشق الإعلامي. انتقل العنف والسباب من ملعب أم درمان إلى شاشات التلفاز وأمام مبنى السفارة الجزائرية في القاهرة، لاحقاً اتهم كثيرون الإعلام الحكومي المصري بالتخطيط للأمر.
صورة من: Getty Images/AFP/K. Desouki
بي ان سبورت وأزمة بث المباريات
تيقن الجمهور السعودي من أنه لن يشاهد مباريات منتخب بلاده في المونديال بعد فشل مفاوضات إبرام صفقة مع شبكة بي ان سبورت القطرية، يحصل التلفزيون السعودي بمقتضاها على حق إذاعة مباريات منتخب المملكة، ونظراً للمقاطعة بين قطر والسعودية، توسطت فيفا بينهما، لكن المساعي فشلت في النهاية. السياسة تحرم الجمهور من التمتع بالساحرة المستديرة.
صورة من: picture alliance/sampics/C. Pahnke
صورة تميم في "خليجي 23 "
كانت الأزمة الخليجية فرصة أخرى لظهور السياسة في الملاعب، فبطولة خليجي 23 كانت مهددة بالإلغاء إن أُقيمت في قطر، لكن عودة النشاط الرياضي للكويت كان طوق نجاة فيما سيطر الشحن المتبادل على أجواء البطولة. انتشرت صورة للاعب حسن الهيدوسي يرتدي قميصاً رسم عليه وجه أمير قطر انتشار النار في الهشيم وتواترت أنباء وقتها عن انسحاب المنتخب السعودي نفاها لاحقاً رئيس هيئة الرياضة تركي آل الشيخ.
صورة من: Reuters/I. Al Omari
الألتراس في مصر.. ملاحقات لا تتوقف
وفي مصر أيضا تحولت رابطتا تشجيع الفريقين البارزين "الأهلي" و"الزمالك" إلى مجموعات تخشاها السلطة وتلقي القبض على المنتمين لها وتدخل في مفاوضات مع قياداتها. كانت أغنيات هذه المجموعات هتافات في ميدان التحرير إبان ثورة الخامس والعشرين من كانون ثان/يناير 2011، كما كانت تتردد في مدرجات الاستاد، لكن صوتها اختفى مع الإصرار على منع حضور الجماهير للمباريات "لأسباب أمنية".
صورة من: picture-alliance/dpa/EPA/A. Sayed
روكي أم جولن؟
بدت حينها مجرد لافتة. جمهور فريق جلطة سراي رسم وجه شخصية روكي للممثل سليفستر ستالون، وكلمة "انهض". لكن وسائل الإعلام المؤيدة للحكومة ربطت بين تلك اللافتة وجزء من خطاب للمعارض التركي "فتح الله جولن". وتحدث مكتب رئيس الحكومة بن علي يلدريم عن فتح تحقيق في علاقة الأمر بمحاولة الانقلاب التي جرت في عام 2016.
صورة من: Twitter/Galatasaray
أزمة انفصال كاتالونيا تنتقل إلى مدرجات برشلونة
تحول ملعب كامب نو في برشلونة من مقصد لمحبي الفريق الكاتالوني إلى ساحة سياسية للتذكير بمواقف الإقليم الراغب في الانفصال عن إسبانيا. تتوقف أصوات الجماهير عن الهتاف للاعبين وتتجه الحناجر عند الدقيقتين الرابعة عشر والسابعة عشر بصراخات الرغبة في الفراق، والتذكير بما جرى في حصار المدينة عام 1714.