1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

هل يفتح سقوط نظام الأسد آفاقا لتحقيق الاستقرار؟ خبراء يجيبون

١١ ديسمبر ٢٠٢٤

بينما يحتفل سوريون في جميع أنحاء العالم بسقوط نظام بشار الأسد، يحاول خبراء رسم خريطة جديدة لموازين القوى في الشرق الأوسط قوامها تقليل التوتر. كما يأمل البعض أن يسهم طي صفحة آل الأسد بسوريا في تعزيز استقرار المنطقة.

احتفالات سوريين في دمشق، 8 ديسمبر/كانون الأول 2024.
احتفالات سوريين في دمشق، 8 ديسمبر/كانون الأول 2024.صورة من: Bekir Kasim/Anadolu/picture alliance

يرى خبراء أن السقوط السريع لنظام بشار الأسد في سوريا بعد الهجوم المباغت للمعارضة بقيادة هيئة تحرير الشام، من شأنه أن يعيد ترتيب علاقات سوريا مع جيرانها.

وفي مقال نُشر الاثنين (9 ديسمبر/كانون الأول)، كتب ريتشارد لوبارون، الزميل الأول غير المقيم في برامج الشرق الأوسط في مؤسسة "أتلانتيك كاونسل" البحثية ومقرها واشنطن، "زعزعة الاستقرار السوري لن ينال إعجاب القادة العرب".

ولسنوات، ظلت إيران وروسيا وحزب الله حلفاء الأسد الرئيسيين. وفي مايو/أيار العام الماضي، وافقت الجامعة العربية على استعادة النظام السوري مقعد سوريا الشاغر في الجامعة منذ نوفمبر/تشرين الثاني 2011.

ويرى لوبارون أن قطر، التي عارضت النظام السوري بشدة منذ بدء الانتفاضة السورية عام 2011، قد تكون في طليعة الدول العربية التي ستساعد في إعادة إعمار سوريا التي باتت في وضع اقتصادي وسياسي صعب بعد سنوات من الاقتتال والدمار.

ويأمل قادة هيئة تحرير الشام، أو جبهة النصرة سابقًا، في رفع اسمها من لائحة المنظمات الإرهابية.

وصنفت الولايات المتحدة عام 2018 "جبهة النصرة" آنذاك، الكيان المتطرف الوليد، على قائمة المنظمات الإرهابية ومازال هذا التصنيف قائمًا.

مع بدء هجوم المعارضة، انتقل الجولاني من خطاب إسلامي متطرف إلى نوع من الاعتدال في مسعى واضح لتغيير صورته، حيث عمد إلى الإشارة إلى نفسه باسمه الحقيقي، أحمد الشرع، وليس اسمه الحركي "أبو محمد الجولاني" الذي لُقب به لسنوات طويلة.

ونقلت وكالة أسوشيتد برس عن الجولاني قوله إن هيئة تحرير الشام لن تفرض قواعد لباس على النساء ولن تتدخل في الحريات الشخصية.

يشار إلى أنه بعد بدء هجوم الفصائل المباغت أواخر نوفمبر/تشرين الثاني، سعى الجولاني إلى طمأنة الأقليات خاصة المسيحيين والدروز.

بعد سنوات طويلة من الدمار، يرى مراقبون أن سوريا سوف تكون في حاجة إلى مساعدات دولية كبيرة لإعادة الإعمارصورة من: Bilal Alhammoud/Middle East Images/AFP/Getty Images

دول الجيران.. الهاجس الأمني

ومع بدء هجوم المعارضة، عمد جيران سوريا، لبنان و الأردن و العراق وإسرائيل، إلى تعزيز التدابير الأمنية الحدودية.

وفي مقابلة مع DW، قال نانار هواش، المحلل البارز في شؤون سوريا بمجموعة الأزمات الدولية، إنه من المبكر "الوقوف على التداعيات الإقليمية الشاملة لسقوط الأسد، لكن المخاوف الأمنية تهيمن على ردود أفعال الدول الجوار السوري".

وأضاف هواش أن إسرائيل رحبت بسقوط الأسد، "لكنها اتخذت خطوات كبيرة فيما يتعلق بالأمن، بما في ذلك التوغل في القنيطرة وجبل الشيخ، حيث أنشأت منطقة عازلة على طول الحدود كجزء من الاحتياطات الأمنية".

وأضاف "اغتنمت إسرائيل الفرصة لإضعاف من سيحكم سوريا بعد الأسد من الناحية العسكرية من خلال قصف أهداف عسكرية، بما في ذلك الدفاعات الجوية ومطار المزة في دمشق".

ماذا عن استقرار سوريا سياسيًا؟

وبعيدًا عن التداعيات الإقليمية لسقوط الأسد، يرى مراقبون أنه يتعين على من سيحكم البلاد التركيز على الاستقرار السياسي إذا رغبوا في الحصول على اعتراف دولي خاصة من قبل تركيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة.

وقال محمد أوزالب، أستاذ مشارك في الدراسات الإسلامية في جامعة تشارلز ستورت الأسترالية، إنه من المرجح "أن تعترف كل هذه الدول بالحكومة الجديدة [هيئة تحرير الشام] بشرط أن تشكل إدارة معتدلة، وتمتنع عن محاربة وحدات حماية الشعب الكردية فضلاً عن وقف دعم حزب الله أو حماس".

وأضاف في مقال أنه من المرجح أن "تقبل المعارضة هذه الشروط في مقابل حصولها على اعتراف دولي ومساعدات".

ومتحدثة إلى DW، قالت بورجو أوزجليك، الباحثة البارزة في الشؤون الأمنية للشرق الأوسط في المعهد الملكي للخدمات المتحدة ومقره لندن، إنه في الوقت الذي تمتلك فيه سوريا "خبرة ضئيلة في إدارة مؤسسات ديمقراطية بالتزامن مع تزايد خطر حدوث فوضى وحتى تفتت إقليمي، إلا أن هذا قد يكون دافعًا حقيقيًا وراء أن يؤدي ذلك إلى بدء عهد جديد من التسوية السياسية".

وتعتقد أوزجليك أنّ المرحلة الجديدة سوف تشهد تنفيذ القرار الأممي رقم 2254، الذي يدعو إلى انتخابات حرة وديمقراطية في سوريا.

وفي ذلك، قالت "سيكون من الضروري الشروع بعملية سياسية شاملة مع الحد الأدنى من التدخل الخارجي لدعم خارطة طريق خاصة بسوريا".

 

عودة النازحين

وفور إعلان سقوط الأسد، بدأ النازحون و اللاجئون السوريون في العودة إلى ديارهم؛ إذ شهدت المعابر البرية الحدودية بين تركيا وسوريا حركة كبيرة.

وأعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن بلاده ستعيد فتح أحد معابرها الحدودية المغلقة مع سوريا بهدف تسهيل عودة اللاجئين.

وفي أوروبا، عاد الجدل حول استقبال اللاجئين السوريين إلى الواجهة حيث أعلنت عدة دول منها ألمانيا، تجميد إجراءات طلب اللجوء للسوريين.

في هذا الأثناء، دعا مفوض الأمم المتحدة السامي لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي إلى التحلي بالصبر بينما يقيّم ملايين اللاجئين السوريين فرص العودة إلى بلادهم بعد سقوط الأسد.

وقال غراندي إن احتمالات العودة من المرجح أن تعتمد على ما إذا كان القادة الجدد في سوريا سيعطون الأولوية للقانون والنظام.

وأضاف "الانتقال الذي يحترم حقوق جميع السوريين وحياتهم وتطلعاتهم، بغض النظر عن العرق أو الدين أو المعتقدات السياسية، أمر بالغ الأهمية حتى يشعر الناس بالأمان". وأوضح أن المفوضية مستعدة لمساعدة الدول في تنظيم العودة الطوعية.

وفي ذلك، قال ديفيد كاردن، نائب منسق الأمم المتحدة الإقليمي للشؤون الإنسانية للأزمة السورية، في مقابلة مع DW "لقد سجلنا وصول أكثر من 370 ألف شخص إلى إدلب من محافظات أخرى".

وأضاف "ما زال وضع النزوح متقلبًا. ما زلنا ملتزمين بالبقاء وتقديم المساعدة ومساعدة الأشخاص الأكثر ضعفًا في سوريا عبر كافة الوسائل".

أعده للعربية: محمد فرحان

جنيفر هولايس محررة ومحللة تركز على منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا
تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد

تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW