ذوبان نهر ثويتس الجليدي قد يغرق مساحات واسعة من الأرض تحت البحر. فقد اكتشف العلماء في أبحاثهم في القطب الجنوبي نقطة ضعف هذا النهر المتجمد. فهل الخطر محدق؟ وهل ثويس، الذي يعتبر أعرض كتلة جليدية، هو الخطر الجليدي الوحيد؟
إعلان
أظهرت صور بثتها القناة الألمانية العمومية الثانية صور غرافيك لسيناريو محتمل لتفكك أعرض نهر جليدي في العالم، نهر ثويتس الموجود في المنطقة القطبية الجنوبية. فهل سيكون هذا التفكك مقدمة لذوبان النهر وبالتالي حصول تبعات كارثية على البشرية؟
حتى الآن لا يعرف العلماء الكثير عن نهر ثويتس الجليدي، وهذا ما يصعب الأمر. نجح العلماء، من خلال استخدام غواصات، في العثور على نقطة ضعف النهر الجليدي العملاق. والآن هم بصدد تحليل الموقف والإجابة على السؤال: هل ينزل العملاق الجليدي، الذي يبلغ عرضه 120 كيلومترا، في مياه المحيط بشكل متسارع؟
مساحة هذا العملاق الجليدي تعادل مساحة بريطانيا كاملة، وتبدو الجبال الجليدية العملاقة بجانبه مجرد أقزام صغيرة جدا. ولو ذاب هذا النهر المتجمد بشكل كامل فهذا يعني أنه سيرفع مستوى مياه البحر لأكثر من متر ونصف، كما يذكر موقع صحيفة "فيلت" الألمانية، وإغراق الكثير من المناطق الساحلية. كما أن مياهه التي ذابت ستؤدي إلى ذوبان مزيد من الكتل الجليدية العملاقة في المنطقة القطبية، وبالتالي مزيد من الارتفاع لمستوى المياه.
ورغم أن هذا السيناريو لن يحدث إلا بعد مرور مئات السنين أو حتى الآلاف، إلا أن هذا الخطر المتزايد على مستقبل البشرية، يجب أن يزيد من وتيرة الأبحاث العلمية في المنطقة القطبية الجنوبية، التي تحتاج لتمويل ضخم، سواء من أجل السفن المجهزة بمعدات البحث العلمي أو بإقامة محطات ثابتة هناك، وكذلك طائرات، وغواصات ومعدات خاصة للحفر لاستكشاف المنطقة.
مياه البحر ترتفع حاليا بمقدار 3,5 ميليمترات سنويا. ويحاول العلماء، من خلال تحذير أطلقوه في منتصف ديسمبر/كانون أول الماضي، إلى دفع السياسيين حول العالم لأخذ الأمر على محمل الجد، والعمل معا لإنقاذ مستقبل البشرية.
وفي منتصف يناير/كانون الثاني الماضي وصل 32 عالماً، على متن سفينتهم البحثية، إلى نهر ثويتس الجليدي، وسيعملون على مدار شهرين في استكشاف الجليد والمياه في المنطقة الغربية من القطب الجنوبي، في مهمة بلغت تكلفتها 50 مليون دولار أمريكي.
خشية العلماء هي من أن ارتفاع حرارة مياه المحيطات قد تؤدي إلى ذوبان الكتل الجليدية العملاقة، بما فيها نهر ثويتس الجليدي، وبالتالي تمتصه مياه المحيط بشكل بطيء إلى أن يذوب. ومن الممكن أن يشهد القرن الحالي تفكك أجزاء كثيرة من ثويتس، كما يشير تقرير المناخ الذي أصدرته الأمم المتحدة.
الانهيارات الجليدية...سُبل تمكّن من التصدي للأخطار الطبيعة!
مَنْ يعيش في المناطق الجبلية، يحسب ألف حساب للانهيارات الجليدية. لكن الإنسان يحاول قبل وقوع ضرر أن يتغلب على هذا الخطر الطبيعي بوسائل عدة، فما هي؟
صورة من: Imago/Eibner Europa/EXPA/Groder
ممنوع المرور
حين يصبح خطر الانهيار الجليدي محدقاً، فهذا يعني إغلاق الطريق فمن المستحيل التنبؤ مسبقاً بحصول بالانهيار الجليدي. وإلى جانب الإسراع بغلق الطرق بشكل مؤقت توجد آليات حماية دائمة حين يداهمنا الخطر الأبيض.
صورة من: Getty Images/AFP/H. Schneider
موانع داعمة
الوسيلة الأفضل للوقاية من خطر الانهيارات الجليدية هي عدم السماح بحدوثها. من أجل ذلك تساعد ما يُسمى بـ"الموانع الداعمة" المصنوعة من الفولاذ أو الشباك الثلجية على تفرق الانهيارات الجليدية. وتعمل هذه الهياكل على تثبيت الثلوج على المنحدرات وعدم انزلاقها في الأودية.
صورة من: picture-alliance/blickwinkel/W. G. Allgoewer
تحويل المسار
إذا ما حدث انهيار جليدي فيجب على الأقل ألا يتسبب بحدوث أي أضرار. يمكن للسدود أن توقف كتل الثلوج أو أن تعيد توجيهها إلى المناطق الخالية من المباني والسكان.
صورة من: picture-alliance/imagebroker
أسفين الانهيارات
كما يساعد ما يُسمى بـ"إسفين الانهيارات الجليدية" في تغيير مسار كتل الثلوج المنهارة لحماية المنازل وساكنيها من الإصابة بالضرر وحمايتهم من الطَمْر تحت الثلوج المنجرفة.
صورة من: SLF/Martin Heggli
طاقة روحية
للوهلة الأولى تبدو هذه الأكوام كمقابر ما قبل التاريخ، لكن هذه التلال الصغيرة في بلدة لساش النمساوية وظيفتها كتدبير وقائي من الانهيارات الجليدية. وتعمل هذه التلال كفرامل لإبطاء كتل الثلوج المنهارة. وقد أُقيمت هذه التلال في أربعينات القرن الماضي. ويعتقد سكان المنطقة أن ثمة طاقة روحية تنبعث منها.
صورة من: picture-alliance/dpa/F. Pritz
حاجر في مضيق طبيعي
كاسحات الانهيارات المصنوعة من الخرسانة يمكن أن تكون حاسمة في الوقاية من الانهيارات الجليدية، لكنها لا تُستخدم وحدها لهذا الغرض. لهذا يضع المتخصصون مصطلح "الإدارة المتكاملة للواقية من الانهيارات الجليدية".
صورة من: Imago/Plusphoto
سقوف حامية
تعد السقوف الحامية من الانهيارات الجليدية من أنجع الوسائل لحماية الطرق الجبلية من الخطر الأبيض الداهم لكن تكاليف إنشائها مرتفعة للغاية. وحين يحدث الانهيار فإنها تنزلق على الجانب الآخر من الطريق دون إعاقة حركة المرور فيه ودون أن يُصاب بأضرار أو الاضطرار إلى إغلاقه.
صورة من: picture-alliance/Keystone/U. Flueeler
مساعدة السلطات المختصة
تدخل قوات الوقاية أو الشرطة أو عيرها من السلطات والوحدات المتخصصة تظل عنوانا ضروريا لمن يشعر بخطر انهيار ثلجي، وذلك لمساعدته على إقامة الخطوات الاحترازية من أجل الوقاية.
صورة من: Imago/Eibner Europa/EXPA/Groder
الوقاية خير وسيلة للنجاة
تصنف الخارطة كل أنحاء سويسرا من حيث درجة تعرضها لخطر الانهيارات الجليدية. ويعني اللون الأحمر ارتفاع مستويات الخطر، لذلك عمدت السلطات إلى منع البناء فيها من أجل تجنب حدوث أضرار أو سقوط ضحايا. أما في المناطق المعلمة باللون الأزرق فيتم تطبيق شروط خاصة في البناء. المناطق الصفراء تشير إلى توقع حدوث أضرار قليلة جراء الانهيارات الجليدية، بينما يشير الأبيض إلى عدم تعرضها لهذا الخطر.
صورة من: Bundesamt für Landestopografie und Kanton Graubünden
تفجير مُسيطر عليه
للوقاية من الخطر يُلجأ أحياناً إلى تفرقة الكتل الثلجية بالانفجارات. هذه الطريقة تمنع الانهيارات الجليدية الكبيرة على وجه الخصوص. هذه الطريق منتشرة كثيراً في سويسرا، حيث يوجد نحو 300 وحدة تفجير مثبتة وفق معطيات معهد أبحاث الثلوج والانهيارات الجليدية.