لم تعلن السلطات نتائج التحقيقات النهائية لهجومي هاناو "الإرهابيين"، بيد أنه ومنذ أول أمس لم تهدأ نار النقد بحق اليمين الشعبوي، ووصل الأمر بالبعض للمطالبة بإخضاعه للمراقبة الأمنية ومنع نشطائه من شغل وظائف حكومية.
إعلان
وجد اليمين الشعبوي الألماني نفسه في موقف دفاعي عقب الهجومين العنصريين في هاناو، إذ يُتهم بتشجيعهما من خلال خطابه المعادي للاجئين، ويطالب البعض بإخضاعه للمراقبة الأمنية. وقال رئيس البوندستاغ (البرلمان) فولفغانغ شويبله في حوار مع صحيفة هاندلسبلات الألمانية نشر اليوم السبت (22 شباط/فبراير 2020) "نعلم منذ وقت طويل أن الخطابات يمكن أن تتبعها أفعال، ولا يمكن لنواب الشعب التنصل من هذه المسؤولية". وأضاف شويبله، العضو في حزب المستشارة أنغيلا ميركل المحافظ: "المشكلة أن حزب البديل من أجل ألمانيا لا يعرف حدوداً"، ونعت زعيم الجناح الأكثر تشدداً داخله بيورن هوك بأنه "فاشيّ".
وشارك هذا الأخير الاثنين في مظاهرة جديدة لحركة بيغيدا المتطرفة والمعادية للمسلمين ليعزز الخوف، مثلما دأب على الفعل منذ أعوام، إذ تحدث عن حلول أعداد كبيرة من المهاجرين محل السكان الألمان الأصليين.
وحزب البديل هو الأكبر بين أحزاب المعارضة في البرلمان منذ انتخابات عام 2017 بعد حصوله على 89 مقعداً من خلال استغلاله مخاوف الناس عقب وصول أكثر من مليون طالب لجوء إلى ألمانيا بين عامي 2015 و2016.
"البديل" الذراع السياسي للمتشددين اليمينين؟
اعتبر الأمين العام للحزب الاشتراكي الديمقراطي، شريك المحافظين في السلطة، لارس كلينغبيل، أن حزب البديل من أجل ألمانيا يمثل "ذراعاً سياسية" للعناصر الأكثر تشدداً في الحركة اليمينية القومية ومن يتبنى أطروحاتها، على غرار منفذ هجومي هاناو اللذين أوقعا 9 قتلى بالإضافة للمجرم وأمه.
وقدّر الخبير السياسي كارستن كوشمايدر في ظهور تلفزيوني أن "الأمر لا يتعلق بمسؤولية جنائية، لكن من الواضح أن ما يقوله حزب البديل من أجل ألمانيا وبعض قيادييه يساهم في مثل هذه الأفعال". وفي "بيان" كتبه منفذ هجومي هاناو، المهووس بالأفكار العرقية، يبدي قلقاً تجاه ما اعتبره إضعافاً للعرق الجرماني من خلال تجنيس الأجانب. ويرى كوشمايدر أن "ذلك بالضبط خطاب حزب البديل من أجل ألمانيا".
لكن يقول الحزب إنه ضحية حملة افتراء. ويرى زعيمه الأول ألكسندر غاولاند أن النقد الموجه لهم يمثل "توظيفاً بائساً" لفعل غير مرتبط بهم. ويحرص جميع قادة حزب البديل من أجل ألمانيا على اعتبار الهجومين فعلاً ارتكبه إنسان مختل لم يكن يجب السماح له بامتلاك سلاح.
في الأثناء، يزداد التوتر ويطالب اليسار بإخضاع الحزب برمته للرقابة الأمنية. ولا يطبق ذلك في ألمانيا إلاّ على المنظمات التي تمثل خطرا على الدولة. وبالفعل، يوجد الجناح الأكثر تشدداً في حزب البديل من أجل ألمانيا على رادار جهاز الاستخبارات.
اليوم السبت، خرجت مطالبات بمنع نشطاء حزب البديل من شغل وظائف حكومية. وقال النائب عن حزب الاتحاد الديموقراطي المسيحي باتريك سنسبرغ لصحيفة هاندلسبلات "ننتظر من جهاز الخدمة المدنية على وجه خاص أن يكون مرتبطا بديموقراطيتنا" وأضاف "لا يمكن في رأيي أن يكون الانتماء إلى حزب البديل من أجل ألمانيا متوافقا مع ذلك".
بين تورينغن وهاناو
نتج عن اعتداءي هاناو تداعيات سياسية. كان الاتحاد الديموقراطي المسيحي يوازي بين اليمين القومي واليسار المتشدد المنبثق عن الحزب الشيوعي الحاكم في ألمانيا الشرقية سابقا، ويرفض أيّ تحالف مع أحدهما. لكن مساء الجمعة، قام الاتحاد الديموقراطي المسيحي بخرق هذه القاعدة، حيث دعم في ولاية تورينغن حكومة أقليّة يقودها عضو في حزب اليسار، لإنهاء التعطيل الحاصل. ومثل حزب البديل من أجل ألمانيا طرفا في تلك الأزمة، حيث تحالف مع اليمين المعتدل.
وأكدت رئيسة حزب الاتحاد الديموقراطي المسيحي أنيغريت كرامب-كارنباور التي أعلنت في 10 شباط/فبراير أنها ستستقيل قريباً عقب أزمة تورينغن، أن هاناو أظهرت "أنه لا يجب قيام أي تعاون مع حزب يتسامح مع وجود نازيين في صفوفه".
خ.س/ع.ج (أ ف ب)
ألمانيا - محطات في تاريخ العنف اليميني المتطرف
أحدثها جريمة قتل مروعة في مدينة هاناو يُشتبه بأن دافعها عنصري. منذ عام 1990 بلغ عدد ضحايا اليمين المتطرف 198 شخصا أغلبهم من أصول أجنبية. ملف الصور هذا يلقي نظرة على جرائم هذا اليمين وأنشطته خلال ثلاثة عقود.
صورة من: picture-alliance/dpa/S. Kahnert
أول ضحايا اليمين المتطرف انغولي
يعد الأنغولي آمادو أنتونيو كيوا من أول ضحايا عنف اليمين المتطرف في ألمانيا، وقد هاجمته مجموعة من النازيين الجديد في 24 تشرين الثاني/ نوفمبر 1990، وقتله المهاجمون ومثلوا بجثته.
صورة من: Amadeu Antonio Stiftung
ضحايا أتراك في هجوم بمدينة مولن
مبنى في مدينة مولن شمال ألمانيا، تعرض لهجوم نفذه النازيون الجدد في 23 تشرين الثاني/ نوفمبر 1993، وأسفر إحراق البناء عن مصرع 3 أشخاص من أصول تركية، والبمنى كان يسكنه بشكل أساسي مهاجرون أتراك إلى ألمانيا.
صورة من: AP
الخلية النازية السرية في 1996
يمينيون راديكاليون بمدينة أيرفورت. لأكثر من 10 سنوات ينشطون في إطار ما يسمي بالخلية النازية السرية انطلاقا من مدينة تسفيكاو بشرق ألمانيا. ومن بين المتهمين بجرائم متنوعة أوفه موندلوز وأوفه بونهارت ومانفريد لودر (صورة ملتقطة للثلاثة في عام 1996)
صورة من: privat/dapd
هجمات اليمين المتطرف طالت حتى المراقص
صورة تظهر 3 من ضحايا هجوم اليمين المتطرف، حيث هاجم ذوو الرؤوس الحليقة مرقصاً للديسكو في ألمانيا في 19 كانون الثاني/ يناير 2003، وقتلوا طعنا 3 شبان يظهرون في الصورة.
صورة من: DW/A. Grunau
الأجانب هدف دائم لخلية "إن إس يو"
قتلت خلية "إن إس يو" اليمينية المتطرفة عشرة أشخاص على الأقل من عام 2000 إلى 2007. تسعة من الضحايا من أصول أجنبية، كانوا يعيشون كلهم في ألمانيا. كما قتلت المجموعة الارهابية شرطية ألمانية. وقد قُتل الضحايا بدم بارد.
صورة من: picture-alliance/dpa
مسجد في لايبزغ تعرض لهجوم اليمين المتطرف
مجهولون يلقون براس خنزير في باحة مسجد بمدينة لايبزغ في 15 تشرين الثاني/ نوفمبر 2013. ويُحسب إضرام الحرائق في مآوي اللاجئين أو في البنايات المخصصة لإيواء اللاجئين أحداث - وإن لم تقتصر على ولايات شرق ألمانيا - على اليمين المتطرف وعلى كارهي الأجانب بصفة عامة واللاجئين بصفة خاصة.
صورة من: picture-alliance/dpa
عنف اليمين أكثر نشاطا في شرق ألمانيا
في عام 2014 سجل 47 اعتداء ذي دوافع عنصرية في شرقي ألمانيا، على الرغم من عدد السكان فيها لا يشكل سوى 17 بالمائة من إجمالي سكان البلاد. صورة لعنصر من حليقي الرؤوس في برلين عام 2015.
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Balk
اليمين المتطرف يرفض اللاجئين
كثيرا ما شهدت مدن شرق ألمانيا احتجاجات متكررة ضد اللاجئين وتنديد بالمستشارة ميركل التي يتهمونها بفتح الأبواب على مصراعيها أمام "من هب ودب" دون أن تعير اهتماما لمخاوفهم ومشاكلهم. الصورة من تظاهرات في مدينة فرايتال ضد اقامة مراكز ايواء اللاجئين عام 2015.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/J. Meyer
المشاعل من شعارات اليمين المتطرف
عناصر من اليمين المتطرف يستعرضون قوتهم في مدينة ماغديبورغ في 16 يناير 2015، وذلك في مناسبة لاحياء ذكرى قيام الحرب العالمية الثانية. وتسجل مدن شرق المانيا على وجه الخصوص ارتفاعا متسارعا في عدد الموالين لحركات اليمين المتطرف والنازيين الجدد.
صورة من: picture-alliance/dpa/J. Schlueter
المتهم بمهاجمة المرشحة لمنصب عمدة كولونيا
صورة من عام 2016، لعنصر من اليمين المتطرف ألقي القبض عليه بعد مهاجمته المرشحة لمنصب عمدة كولونيا هنريتا ريكر قبل يوم من انتخابها. الصورة تظهر المتهم وهو يدخل صالة المحكمة في دوسلدورف في 29 نيسان 2016.
صورة من: picture-alliance/dpa/R. Vennenbernd
اليهود مازالوا هدفاً للنازيين الجدد
أوفه أوتسي اوبالا صاحب المطعم اليهودي في مدينة كيمنيتس، يصف للصحفيين ما جرى في هجوم نفذته مجموعة من المقنعين المعادين لليهود والسامية، ويكشف عن اصابته في كتفه بحجر رماه به المهاجمون المقنعون في (27 آب / اغسطس 2018).
صورة من: Getty Images/AFP/J. MacDougall
الصليب المعقوف ما زال شعارهم
محموعة من النازيين الجدد يرفعون الصليب المعقوف وقد توهج فيه اللهيب في نيسان/ ابريل 2018. الصورة من طقوس خاصة جرت في منطقة لم يعلن عنها تمجيدا للحزب النازي.
صورة من: Reuters/G. Nakamura
اغتيال فالتر لوبكه
في الثاني من يونيو/ حزيران 2019 عُثِرَ على جثة فالتر لوبكه، رئيس المجلس المحلي لبلدية مدينة كاسل، في شرفة منزله مقتولا برصاصة في رأسه. ووجه الادعاء العام تهمة قتل لوبكه، لشتيفان إي. وداعمه المشتبه به ماركوس إتش.، وشتيفان معروف في السابق بأنه من النازيين الجدد. وكان لوبكه المتنمتي لحزب المستشارة ميركل من مؤيدي قضايا اللاجئين.
صورة من: picture-alliance/dpa/S. Pförtner
معبد يهودي كهدف ليميني متطرف
سكان مدينة هاله الألمانية (شرق) يرفعون شعار:"سكان هاله ضد اليمين - الاتحاد من أجل الشجاعة الأخلاقية"، احتجاجا على جريمة وقعت في مدينتهم في 09.10.2019 عندما كان 52 شخصا يحتفلون بيوم الغفران داخل المعبد اليهودي بالمدينة، وحاول شتيفان ب. وهو شاب يميني متطرف (28 عاما) اقتحام المعبد، ولكنه فشل فأطلق النار على امرأة وشاب وجدهما في طريقه وقتلهما. وكان يعتقد أن "المرأة مسلمة" وفق تصريحه أمام المحكمة.
صورة من: picture-alliance/dpa/H. Schmidt
هجمات بمدينة هاناو على مقاهي الشيشه
شهدت مدينة هاناو بولاية هسن مقتل 9 أشخاص في موقعين مختلفين ليلة 19 شباط/ فبراير 2020، ثم عثرت الشرطة بعد الجريمة بساعات على جثة المشتبه بأنه مطلق النار على الأشخاص التسعة وعلى على جثة والدته في مسكنه. إعداد م.أ.م / م.س