هل يكون حيوان اللاما مفتاح التغلب على فيروس كورونا؟
١٥ يوليو ٢٠٢٠
توصلت عدة دراسات إلى أن الأجسام المضادة لدى حيوانات اللاما قد تقاوم الإصابة بفيروس كورونا. فهل تكون اللاما هي مفتاح الخلاص من الوباء؟
إعلان
توصلت دراسة أمريكية بلجيكية نشرت بدورية (Cell) العلمية إلى أن مفتاح الخلاص من فيروس كورونا قد يكون في حيوان اللاما. فبحسب ما نقلت صحيفة الغارديان البريطانية خلصت نتائج الدراسة أن دم حيوانات اللاما قد يحمل أجساماً مضادة تستطيع مواجهة فيروس كورونا المستجد.
وكان باحثون من جامعتي جنت البلجيكية وتكساس الأمريكية تمكنوا من عزل جسم مضاد صغير نسبياً من دم حيوان لاما بالغ من العمر أربع سنوات، ونجحوا في ربط هذا الجسم المضاد بفيروس كورونا، مما أدى إلى تحييده، بحسب ما نقل موقع صحيفة كوريير (Kurier) النمساوية.
ويعني هذا أن الجسم المضاد المستخلص من دم اللاما يقوم بالربط مع أطراف فيروس كورونا بشكل يمنعه من التكاثر والدخول للخلية.
نتائج مبشرة
وأضافت "كوريير" أن العلماء تمكنوا من تجربة هذه الأجسام المضادة على مجموعة من حيوانات "الهامستر"، وجاءت التجربة بنتيجة مبشرة بمنع الأجسام المضادة فيروس كورونا من إصابة مجموعة "الهامستر" بالعدوى.
وشرحت مجلة "دير شبيغل" الألمانية خصائص الأجسام المضادة لدى حيوانات اللاما التي تمكنها من مقاومة فيروس كورونا. وحسب المجلة فهي تتميز بنوعين، أحدهما نوع متناهي الصغر يستطيع الدخول إلى الفتحات الصغيرة لما يعرف باسم "البروتين المسماري" لفيروس كورونا وإبطال فاعليته.
فيروس كورونا ليس تحت السيطرة بعد.. لا لقاح ولا إغلاق
21:21
وكانت الأجسام المضادة في دم اللاما "وينتر" البالغة من العمر أربعة أعوام قد أثبتت من قبل فاعليتها في مواجهة متلازمة الالتهاب التنفسي الحاد (سارس) ومتلازمة فيروس كورونا التنفسية الشرق أوسطية (مرس)، حسبما نقلت صحيفة غارديان. وأضافت الصحيفة أن هذا الأمر لا يمثل مفاجأة لمحبي هذه الحيوانات، فاللاما لديها سمعة جيدة في المجال الطبي ويتم الاستعانة بها في محاربة الأمراض منذ سنوات.
محاولات حثيثة لتطوير لقاح
وانتشرت في الفترة الأخيرة محاولات علاج فيروس كورونا عن طريق استخدام الأجسام المضادة من أجساد المتعافين. غير أن نتائج هذه الدراسة ستسمح للعلماء بإنتاج الأجسام المضادة من دم حيوان اللاما دون الحاجة إلى دم المتعافين، حسبما نقلت شبكة بي بي سي البريطانية.
وكان جايمس نايسميث، وهو مدير معهد روزاليند فرانكلين البريطاني، قد أجرى دراسة شبيهة بالدراسة السابق ذكرها، وقال لشبكة بي بي سي: "تعد الأجسام المضادة للاما مثل المفاتيح التي لا تناسب الباب تماماً، فهي لا تدور بشكل يؤدي لفتحه، لذلك نأخذ نحن هذا المفتاح ونقوم بتعديله باستخدام البيولوجيا الجزيئية حتى نستطيع فتح الباب بنجاح."
وسيقوم فريق نايسميث ببدء تجارب العلاج على الحيوانات صيف العام الجاري وبدء التجارب السريرية في وقت لاحق من العام آملا في تطوير لقاح ضد فيروس كورونا.
س.ح/ أ.ح
بالصور: ما هي الحيوانات التي تنقل فيروس كورونا؟
أظهرت الدراسات أن القطط وحيوانات ابن مقرض حاملة لفيروس كورونا وتستطيع أن تنقله لحيوانات من نفس فصيلتها. حتى النمور قد تصاب بكورونا، لكن عند الحيوانات المنزلية لا يكون الخطر على نفس الدرجة.
صورة من: picture-alliance/F. Herrmann
هل بإمكاني مداعبة القطة؟
وجد باحثون بمعهد أبحاث الطب البيطري في مدينة هاربين الصينية أن فيروس كورونا المستجد يتكاثر بنجاح في القطط التي تنقله بدورها إلى قطط أخرى. لكن الفريق الذي يرأسه الطبيب البيطري "هوالان تشين" خلص إلى أن العدوى بين القطط لا تنتقل بسهولة، وهو ما نشروه في دراستهم التي ظهرت في مجلة بيو رفيكس العلمية مؤخراً.
صورة من: picture-alliance/dpa/K-W. Friedrich
لا داعي للقلق!
لكن لا ينبغي على أصحاب القطط القلق الآن: تطور القطط أجساد مضادة للفيروس بشكل سريع، مما لا يجعلها معدية لفترة طويلة. أما من لديهم أمراض مسبقة أو المسنين فمن الأفضل أن يتفادوا القطط في هذه الفترة. وعلى الأصحاء ممن لديهم قطط غسل يديهم جيداً بعد ملامستهم لها.
صورة من: picture-alliance/imageBroker
إعادة اعتبار للكلاب
وعلى عكس القطط أظهرت الدراسة أن الفيروس لم ينجح في التكاثر في الكلاب، لذلك لا ضرورة للخوف عند مداعبة الكلب أو التنزه معه.
صورة من: DW/F. Schmidt
من يخاف من الأخر؟
لا يحتاج هذا الخنزير الأليف في العاصمة الإيطالية روما للقلق من هذا الكلب اللطيف، لكن أيضاً الكلب لا يحتاج للخوف من الخنزير. فبحسب ما اكتشف الأطباء البيطريين، فإن الخنازير غير ناقلة لفيروس كورونا.
صورة من: Reuters/A. Lingria
حجر صحي لابن مقرض
يختلف الأمر عند حيوان ابن مقرض، فقد خلص الطبيب هوالان تشين لنتيجة غير مطمئنة: يتكاثر فيروس كورونا المستجد فيه مثلما يتكاثر في القطط. ينتقل كورونا بين الحيوانات عن طريق الرذاذ، ووجد العلماء الفيروس في عينات من جهاز التنفس العلوي للقطط وابن مقرض، لكنهم لم يجدوا له أثراً في الرئتين.
صورة من: picture-alliance/Mary Evans Picture Library/J.-M. Labat
هل الدجاج خطر على الإنسان؟
يجب ألا يخاف أحد من الدجاج، مثل هذا التاجر في مدينة ووهان الصينية. فقد خلص فريق العلماء إلى أن الدجاج والبط بالإضافة إلى طيور أخرى لديها مناعة ضد فيروس كورونا المستجد.
صورة من: Getty Images/China Photos
عندما يصبح البشر خطراً
لا ينتقل الفيروس من الحيوان للإنسان فقط، بل العكس أيضاً صحيح: فقد انتشر خبر إصابة النمرة الماليزية "ناديا" ذات الأربع سنوات في حديقة حيوانات نيويورك إثر نقل العدوى إليها من المسؤول عن رعايتها. وقال كبير الأطباء البيطريين بحديقة الحيوانات تعليقاً على الأمر: "على حد علمنا هذه أول مرة ينتقل فيها فيروس كورونا من إنسان إلى حيوان بري".
صورة من: Reuters/WCS
هل ظلمنا الخفافيش؟
يعتبر الجميع الخفافيش المتهم الرئيسي في جائحة كورونا، فأغلب العلماء يرجحون أن الفيروس بدأ من عندها. لكن الاطباء البيطريين يعتقدون أن هناك حيوان أخر كان وسيطاً في نقل الفيروس بين الخفاش والإنسان. فهل كانت القطط؟ أم حيوان إبن مقرض؟
صورة من: picture-alliance/blickwinkel/AGAMI/T. Douma
المتهم الحقيقي؟
يقع حيوان "آكل النمل الحرشفي" تحت إشتباه أن يكون هو الوسيط في نقل كورونا من الخفاش للإنسان. فقد وجد باحثون من الصين و هونغ كونغ وأستراليا في حيوان آكل النمل الحرشفي الماليزي فيروساً يشبه تماماً فيروس كورونا المستجد، ونُشرت هذه الدراسة في 26 مارس/ آذار بمجلة "ناتشور". ويذكر أن آكل النمل الحرشفي يُباع بطريقة غير مشروعة بأسواق الحيوانات البرية في الصين.