تمت في ألمانيا الموافقة على لقاحين هما: "بيونتيك وفايزر" الألماني الأمريكي، ولقاح "موديرنا" الأمريكي، ومن المنتظر أن تتم الموافقة على لقاح "أسترازينيكا" أيضا. لكن هل سيكون هناك إمكانية أن يختار الشخص اللقاح الذي يريده؟
إعلان
منذ بداية جائحة كورونا ينتظر العالم بفارغ الصبر إنتاج اللقاح المناسب للتخلص من هذا الكابوس الذي يخيم على كافة أنحاء العالم. وما إن ظهرت النتائج الإيجابية للتجارب السريرية للقاحات متعددة مثل بيونتيك وفايزر ولقاح موديرنا وغيرها حتى بدأ العالم يتنفس الصعداء في استقبال بداية نهاية الأزمة.
وقد وافقت وكالة الأدوية الأوروبية (EMA) على لقاحين ضد فيروس كورونا في الاتحاد الأوروبي وهما (بيونتيك وفايزر) الألماني-الأمريكي، أحد اللقاحات التي تعتمد على الحمض النووي الريبوزي (mRNA)، و"مودرينا" الأمريكي الذي يتميز بسهولة تخزينه.
وأفادت الوكالة التي تتخذ مقراً لها في أمستردام في بيان أنها تلقت "طلباً للسماح بشروط توزيع اللقاح ضد كوفيد الذي طورته أسترازينيكا وجامعة أكسفورد في السوق".
ويعد إنتاج لقاح أسترازينيكا/أكسفورد أقل كلفة من منافسيه. كما أن تخزينه ونقله أسهل، وبخاصة من لقاح بيونتيك وفايزر، الذي يتطلب تخزينه درجة حرارة منخفضة جداً (-70 درجة مئوية).
غير أن لقاح أسترازينيكا كان قد تعرض للانتقاد بسبب الغموض الذي شاب نتائج التجارب السريرية المؤقتة. وكان المختبر البريطاني قد أعلن سابقاً أن نسبة فعالية لقاحه هي 70 في المائة مقابل أكثر من 90 في المائة للقاحات الأخرى.
وتثير هذه الاختلافات بين اللقاحات مخاوف العديد من الأشخاص، مما يؤدي إلى الشعور بالثقة في لقاح معين دون غيره، غير أن الاختيار بينها قد لا يكون متاحاً نتيجة لأسباب عديدة قد تتعلق بالإنتاج والتخزين أو عدم القدرة على تأمين كميات كبيرة منه.
فيما قال توماس ميرتنز، رئيس لجنة اللقاحات الألمانية إن كلا اللقاحين "متكافئان في الفعالية والأمان". ويحتاج متلقو اللقاحين إلى جرعتين يفصل بينهما فترى تتراوح بين ثلاثة إلى أربعة أسابيع. ولن يتاح لمتلقي اللقاحات الخيار بين اللقاحين "موديرنا" أو (بيونتيك وفايزر".
من جهة أخرى، تتبع حكومة ولاية برلين استراتيجية خاصة فيما يتعلق بالتطعيم، حيث يمكن لسكان العاصمة الاختيار بين اللقاحات بحسب ما نشره موقع (فوكس.دي إي) الألماني.
والجدير بالذكر أن أكثر من 600 ألف شخص قد تلقوا الجرعة الأولى من لقاح كوفيد19 في ألمانيا منذ بداية التلقيح، بحسب معهد روبرت كوخ الألماني لمكافحة الأمراض المعدية.
ر.ض/ ع.ح
تراجع الاستجابة المناعية أكبر عائق لتطوير لقاح كورونا
كشف علماء دلائل تشير إلى أن الاستجابة المناعية في جسم الإنسان ضد مرض كوفيد-19 قد تكون قصيرة الأجل، ما يزيد صعوبة التوصل لجرعات وقائية تكون قادرة بشكل دائم على حماية الناس في موجات تفشي محتملة في المستقبل.
صورة من: picture-alliance/dpa/Geisler-Fotopress
"يخبو سريعاً"
خلصت دراسات أولية أجريت في الصين وألمانيا وبريطانيا ودول أخرى إلى أن المرضى المصابين بفيروس كورونا المستجد يطورون أجساماً وقائية مضادة للفيروس كجزء من النظام الدفاعي لجهاز المناعة في الجسم، لكن يبدو أن تلك الأجسام لا تظل فعالة سوى لبضعة أشهر فقط. دانييل ألتمان، أستاذ علم المناعة من جامعة (إمبريال كوليدج لندن) قال إن "تأثيرها (الأجسام الوقائية المطورة ذاتياً) في الغالب يخبو سريعاً".
صورة من: Deutscher Zukunftspreis/A. Pudenz
خياران أمام مطوري اللقاح
يقول الخبراء إن الضعف السريع للمناعة يثير مشكلات كبرى أمام مطوري اللقاحات، وأمام سلطات الصحة العامة كذلك ممن يسعون لنشر تلك اللقاحات لحماية رعاياهم من موجات تفشي الوباء في المستقبل. وقال ستيفن جريفين، أستاذ الطب المساعد في جامعة ليدز: "لكي تكون اللقاحات فعالة في الحقيقة، فإن هناك خيارين: إما الحاجة لتطوير حماية أكثر قوة وأطول أمداً ... أو أن يجري الحصول على اللقاح بانتظام".
صورة من: picture-alliance/Geisler-Fotopress/C. Hardt
سباق عالمي
تسعى أكثر من 100 شركة وفريق بحثي لتطوير لقاحات، ومن بينها 17 لقاحاً على الأقل تجري تجربتها حالياً على البشر. وأعلنت شركة "موديرنا" الأميركية الثلاثاء (15 تموز/يوليو 2020) أنّ التجارب السريرية ستدخل المرحلة النهائية في 27 تموز/يوليو. وبذلك تكون "موديرنا" أول شركة تبلغ هذه المرحلة. وأعلنت روسيا أنها أكملت التجارب السريرية الأولى للقاح تجريبي اختُبر على البشر على أن تُنجز بالكامل بنهاية تموز/يوليو.
صورة من: picture-alliance/SvenSimon/F. Hoermann
جرعتان "أفضل" من واحدة
وفي تجارب قبل السريرية على الخنازير لرصد تأثير لقاح طورته شركة صناعة الأدوية (أسترازينيكا) لعلاج كوفيد-19، ويعرف باسم (إيه.زد.دي 1222)، تبين أن جرعتين من اللقاح أسهمتا في استجابة الأجسام المضادة بشكل أفضل من جرعة واحدة. لكن وحتى الآن ليس هناك بيانات سجلتها أي تجارب للقاحات على البشر تظهر ما إذا ما كانت أي استجابة مناعية للأجسام المضادة ستكون قوية أو طويلة الأمد بالقدر الكافي.
صورة من: Imago Images
ضغط الزمن
قال جيفري أرنولد، الأستاذ الزائر في علم الأحياء الدقيقة بجامعة أكسفورد البريطانية والخبير السابق في سانوفي باستور، إن التطوير والاختبار السريع جداً للقاحات المحتملة ضد فيروس كورونا يجريان منذ ستة أشهر فقط وهي مدة غير طويلة بما يكفي لإظهار المدة الزمنية التي ربما توفرها اللقاحات. ويتوقع الخبراء أن يستغرق إنتاج لقاح آمن وفعال بين 12 و 18شهراً من بداية التطوير.
صورة من: picture-alliance/dpa/Bosch
جرعات معززة
قال جريفين أرنولد إن أحد الأساليب قد يكون أنه عندما يتم تطوير تلك اللقاحات، فإنه يجب على السلطات أن تفكر في الحصول على جرعات معززة لملايين الأشخاص على فترات منتظمة أو حتى الجمع بين نوعين أو أكثر من اللقاحات لكل شخص للحصول على أفضل حماية ممكنة. غير أن ذلك ربما يمثل تحدياً كبيراً على المستوى العملي. وقال "إعطاء العالم كله جرعة واحدة من اللقاح شيء... وإعطاؤهم جرعات متعددة هو شيء آخر تماماً".