تحفظ السيارات الحديثة بيانات السائق كل دقيقتين على الأقل. تقوم هذه السيارات المتطورة بتسجيل الكثير من البيانات مثل السرعة واستهلاك الوقود ووزن الركاب وغيرها.. فإلى أين تذهب هذه البيانات؟ ومن الذي يمكنه الاطلاع عليها؟
تثير مسألة جمع السيارات الحديثة للبيانات المختلفة عن السائقين وما يحدث خلال الرحلة قلقاً بخصوص حماية هذه البيانات ومن يمكنه الإطلاع عليهاصورة من: Sven Hoppe/dpa/picture alliance
إعلان
أفادت دراسة أجراها مركز حماية بيانات ساكسونيا السفلى في جامعة أوسنابروك للعلوم التطبيقية بألمانيا أن البرمجيات الملحقة بالسيارات الحديثة تقوم بشكل مستمر بقياس سلوك القيادة، ومدى شغل المقاعد، والسرعة.
وتعرف السيارات الحديثة أيضاً ذوق السائق في الموسيقى، كما تكتشف الأخطاء في القيادة وتقوم بتسجيل موقع السيارة. مع هذه الثروة من البيانات.
في هذا السياق، يقول فولكر لودمان، المدير العلمي للمركز إنه "من حيث المبدأ، فإن السيارات الحديثة تعرف تقريباً كل شيء عن سائقيها"، مشيراً إلى أن هذه السيارات المتطورة قد يصل عدد أجهزة الاستشعار بها إلى نحو 150 جهازاً، بحسب ما نشر موقع تاغس شاو الألماني.
ماذا يحدث لهذه البيانات؟
بهذا الشكل الذي يتم به جمع البيانات، يمتلك مصنعو السيارات ثروة من المعرفة حول السائقين والمركبات. فهل يمكن أن تصبح السيارة جاسوساً يمكن أن يستخدم لكسب المال؟
تفيد الدراسة بأنه تم استخدام بعض البيانات المتحصل عليها من السيارات داخل ورش العمل والإصلاح وذلك بهدف مراجعة الأخطاء التي وقعت خلال القيادة. في بعض الحالات، قد يكون جمع هذه البيانات مطلوباً بموجب القانون - على سبيل المثال - للتحقق من الامتثال للوائح الانبعاثات والعوادم عن طريق تسجيل كمية الوقود التي تستهلكها السيارة.
السيارات الألمانية رمزا عالميا للاستدامة
19:15
This browser does not support the video element.
ومنذ صيف 2022، أصبح يتعين تجهيز السيارات المسجلة حديثاً بذاكرة بيانات الحوادث. يوضح لودمان: "قد تكون الملاحظات الفردية وحدها غير ضارة، ولكن إذا تم دمج البيانات وتقييمها، فقد يؤدي ذلك إلى انتهاكات خطيرة للخصوصية"، وذلك في إشارة منه إلى عملية دمج البيانات المتعلقة بشغل المقاعد مع وجهات القيادة.
يضيف لودمان: "إذا زاد الوزن على المقعد بشكل مستمر على مدى تسعة أشهر وتم زيارة متجر متخصص للأطفال بشكل متكرر، فإن كل من لديه حق الوصول إلى هذه البيانات يعرف أن السائق أو الأسرة يواجهون تغييرات جذرية في حياتهم كاستقبال طفل جديد."
الاستفادة من البيانات اقتصادياً
لا يعرف السائقون عادة من الذي تصل إليه بياناتهم وماذا يحدث لها، لكن وفقاً للودمان فإنه يتم تخزين معظمها على خوادم الشركة المصنعة، مما يلقي بعض الضوء على حماية خصوصية البيانات.
ويشير الخبير الألماني إلى أن الشركات "يمكنها أن تقرر من يحصل على البيانات في النهاية"، مضيفاً أنه "حتى الآن، يمكن فقط لمصنعي السيارات الوصول إلى هذه البيانات واستخدامها. وهم يفعلون ذلك لأن كل من لديه حق الوصول إلى البيانات يقوم بالاستفادة منها".
يقول الخبير الألماني إنه حتى الآن يمكن فقط لمصنعي السيارات الوصول إلى هذه البيانات واستخدامها.صورة من: Sina Schuldt/dpa/picture alliance
وبحسب لودمان، لا يتعلق الأمر فقط ببيانات ركاب السيارة، "فنظام مكالمات الطوارئ في الاتحاد الأوروبي، أو ما يسمى بالمكالمة الإلكترونية، يقوم تلقائياً بإجراء مكالمة طوارئ إذا فتحت وسادة هوائية في السيارة."
ومع ذلك، إذا كانت المركبات متصلة بنظام المكالمة الإلكترونية، فلن يتم إرسال مكالمة الطوارئ إلى رقم الإنقاذ 110 أو 112، ولكن إلى الشركة المصنعة أو مزود الخدمة بتكليف من الشركة المصنعة." ثم يقرر مزود الخدمة إرسال خدمة القطر التي يتم تكليفها وأي مرآب آخر يتلقى أمر الإصلاح.
ومن المعروف أن هناك صراعا بين شركات صناعة السيارات، وخدمات الطوارئ، وشركات البرمجيات، وورش العمل، والمستشفيات، وشركات التأمين، حيث أدركوا جميعاً ما أثبته الخبراء بالأرقام وهو أنه من الممكن جني الأموال بسبب عدم معرفة العملاء بما يحدث لبياناتهم.
ووفقا لشركة ماكينزي الاستشارية، فإن ربط المركبات واستخدام البيانات من السيارة ينطوي على إمكانات اقتصادية كبيرة، ففي الإجمال، يمكن للمصنعين والموردين ومقدمي الخدمات تحقيق نحو 400 مليار دولار سنوياً بحلول عام 2030، عندما تكون 95% من جميع المركبات متصلة بالانترنت.
يقول لودمان: "في الواقع، فإن هوية من يمتلك كل هذه البيانات تبقى غير محددة"، لكن قانوناً أوروبياً جديداً سيتيح للمستخدمين لأول مرة تحديد ما إذا كان بإمكان أطراف ثالثة الوصول إلى بياناتهم وإلى أي مدى ولأي غرض. ومن المقرر أن يدخل القانون حيز التنفيذ في عام 2025.
ع.ح/ ا.ح
في معرض السيارات في ميونيخ.. مستقبل من الخيال!
في معرض السيارات في ميونيخ، يعرض صانعو السيارات وسائل نقل إلكترونية وكهربائية من أحدث ما أنتجه العلم. يهدف صناع السيارات من خلال المعرض إلى توصيل رسالة رئيسية وهي أن المستقبل للسيارات الكهربائية.
صورة من: Sven Hoppe/dpa/picture alliance
من السيارات العادية .. إلى السيارات الكهربائية
كان المعرض في السابق مخصص بشكل كامل للسيارات العادية .. واليوم انعكس الوضع وأصبح مخصصًا لوسائل النقل المستدام مع إضافة كلمة Mobility. خلال المعرض، يقدم المصنعون الألمان وغيرهم الشكل الذي ستبدو عليه سيارات المستقبل: رقمية، ومستدامة، وقبل كل شيء.. كهربائية.
صورة من: Sven Hoppe/dpa/picture alliance
سيارة CLA الكهربائية من مرسيدس
تكشف مرسيدس بنز، على سبيل المثال، عن سيارة CLA الكهربائية الجديدة ببطارية يبلغ معدل استهلاكها 12 كيلووات/ساعة فقط لكل 100 كيلومتر. على الرغم من أنها لا تزال سيارة اختبارية، إلا أنها قريبة من الدخول إلى خط الانتاج في المستقبل القريب.
صورة من: Cyril Zingaro/Keystone/AP Photo/picture alliance
Vision New Class من BMW
أيضاً شهد المعرض الكشف عن سيارة بي ام دبليو الجديدة BMW Vision New Class المزودة بمحرك كهربائي يعمل ببطارية تتميز بمعدل شحن أسرع بنسبة 30 بالمائة. ومن المتوقع أن تكون السيارة على الطريق خلال عامين.
صورة من: Matthias Schrader/AP Photo/picture alliance
ID GTI من فولكس فاجن
أما شركة فولكس فاجن فأعلنت عن أحد عشر طرازًا جديدًا يعمل بالكهرباء بالكامل بحلول عام 2027 منها سيارتها ID GTI. وأضافت الشركة أنها ستطلق نماذج خاصة من سياراتها بأسعار تبدأ من 25 ألف يورو خلال عامين.
صورة من: Sven Hoppe/picture alliance/dpa
حضور كثيف للشركات الصينية
وتشارك الكثير من الشركات الصينية أيضاً في المعرض بإنتاجها من السيارات الكهربائية مثل Leapmotor وSeres وSAIC وHinqi وXiaopeng Motors ما يجعل عدد الشركات الصينية المشاركة في معرض هذا العام أكبر بمقدار الضعف عن عدد الشركات التي شاركت في معرض العام الماضي.
صورة من: CFOTO/picture alliance
دولفين .. من (BYD)
قدمت شركة "بي واي دي" (BYD) الصينية سياراتها الجديدة ومنها السيارة الصغيرة "دولفين" بسعر يبدأ بأقل من 30 ألف يورو. أما بالنسبة للطراز الأكبر "سيل" فسيتم إطلاقها بتجهيزات كاملة بأقل من 45 ألف يورو. انخفاض أسعار السيارات الصينية أثار تذمر عدد من الشركات التي اعتبرت الأمر تحدياً حقيقياً لحصتها السوقية المتوقعة من بيع السيارات الكهربية.
صورة من: Uwe Lein/picture alliance/dpa
البطاريات سريعة الشحن .. نجم المعرض
شهد المعرض أيضاً طرح عدة نماذج مبتكرة من بطاريات السيارات الإلكترونية سريعة الشحن وهو أحد أكثر المجالات التي يشتعل فيها التنافس بين الشركات حول العالم.
صورة من: Sven Hoppe/picture alliance/dpa
حضور قوي للدراجات الإلكترونية والقابلة للشحن
على خلاف الأعوام السابقة، لم يعد المنظمون يريدون تقديم المزيد فيما يتعلق بقدرة المحركات العاملة بالكهرباء. لكن الجديد في معرض هذا العام تقديم وسائل الرفاهية المتصلة بالإنترنت والأقمار الاصطناعية التي تم إضافتها للسيارات، إضافة إلى أن الشركات المصنعة عرضت أيضاً منتجاتها من الدراجات الإلكترونية والدراجات القابلة للشحن.
صورة من: Zapotocky Ales/CTK/picture alliance/dpa
تقليل عدد السيارات العادية في الشوارع ..
تستهدف الحكومة الألمانية الوصول إلى تسجيل 15 مليون سيارة إلكترونية بحلول 2030 وتقليل عدد السيارات العاملة بالوقود الأحفوري وهو هدف يرى خبراء أنه صعب التحقق وأن الأقرب للمنطق هو تسجيل نحو ثمانية ملايين سيارة تعمل بالبطاريات فقط. وبحصة تبلغ 2.4 بالمائة ومخزون يبلغ 1.17 مليون مركبة، لا تزال السيارات التي تعمل بالبطاريات هي الاستثناء على الطرق الألمانية. إعداد: عماد حسن