تسعى منظمة هيومان رايتس ووتش إلى تقديم ولي العهد السعودي محمد بن سلمان للعدالة في الأرجنتين. رجل القانون الأرجنتيني كريستيان زومر يشرح إن كان هذا ممكنا.
إعلان
رفعت منظمة هيومان رايتس ووتش دعوى قضائية في الأرجنتين ضد ولي العهد السعودي بتهمة "المشاركة المفترضة" في قتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي، وبسبب جرائم حرب في اليمن. وحث القاضي المسؤول أرييل ليخو النيابة العامة على التحقيق في الطلب. وحسب القوانين المعمول بها في الأرجنتين يمكن ملاحقة هذه الجرائم بغض النظر عن مكان الجريمة والجنسية. وبما أن محمد بن سلمان موجود حاليا في الأرجنتين للمشاركة في فعاليات قمة مجموعة العشرين في الأول والثاني من ديسمبر، فبإمكان السلطات الأرجنتينية أن تعتقل ولي العهد.
DW: السيد زومر أنت رجل قانون في قرطبة بالأرجنتين، حسب وجهة نظرك ما هي الفرص المتاحة لاعتقال محمد بن سلمان فعلا؟
زومر: حتى وإن كان من المفهوم أن تطالب منظمات الدفاع عن حقوق الإنسان فتح محاكم قضايا ضد مواطنين أجانب مشتبه بارتكابهم جرائم مقززة وعنيفة أو مسؤولين عنها، فهذا من الناحية القانونية غير ممكن.
إذن دعوى هيومان رايتس ووتش لن تُكلل بالنجاح؟
هيومان رايتس ووتش تعتمد في موقفها على اعتراف الدستور الأرجنتيني بمبدأ العالمية. لكن هذا له حدود بحيث أنه يجب أولا فرض محاكمة خاصة على الشخص المعني.
هل هذا سبق أن حصل؟
أكيد. لكن إحدى الحدود تتمثل في أن تكون هناك علاقة مع الأرجنتين مثل الجرائم ضد الإنسانية لديكتاتورية 1970. والضحايا الإسبان لدكتاتورية فرانكو كان بإمكانهم إجراء محاكمات في الأرجنتين. لكن في حالة محمد بن سلمان المشتبه به قد يكون ذلك صعبا.
ما الذي يجعل في الدستور الأرجنتيني أن تأمل هيومان رايتس ووتش في تحقيق نجاح برفع دعوى؟
يوجد في الدستور الأرجنتيني منذ تبنيه في القرن الـ 19 عُرف قانوني يسمح للقضاة بالتعاطي مع حالات أجنبية عندما يتعلق الأمر بخرقات ضد القانون الدولي. وبهذا نريد تفادي أن تظل الجرائم ضد الإنسانية بدون ملاحقة.
لماذا هذا لا يكفي للمضي قدما مع دعوى هيومان رايتس ووتش؟
لأن الدستور المعني يفرض أن يسن البرلمان قانونا من أجل ذلك. وفي حالة ولي العهد السعودي يكون الوقت ببساطة ضيقا.
ما هي الإمكانيات الأخرى الواردة أمام الأرجنتين لتقديم ولي العهد أمام المحكمة؟
لو فتحت المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي محاكمة بسبب الأحداث في اليمن، يجب البحث إذن كيف يمكن للأرجنتين كدولة عضو في المحكمة الجنائية الدولية أن تساهم في ذلك ـ مثلا إذا أصدرت النيابة العامة في لاهاي أمر اعتقال. وإلى حد الآن لم يحصل هذا الأمر.
اعتمادا على مبدأ العالمية تمكن القاضي الإسباني بالتزار غارسون في 1998 من إصدار الأمر لاعتقال الدكتاتور الشيليني السابق أوغوستو بينوشيت في لندن. لماذا كان ذلك ممكنا؟
لأنه كان يوجد بين ضحايا نظام دكتاتوريته مواطنون إسبان.
ما هو الأثر السياسي الممكن لدعوى هيومان رايتس ووتش على الأرجنتين؟
في الحقيقة لا أثر. فالحكومة لم تهتم بشكل خاص بالقضية. العدالة في الأرجنتين مستقلة، كل شيء يعود للنيابة العامة.
هيومان رايتس ووتش تعلن بأن التحقيق ينتظر محمد بن سلمان في الأرجنتين. ثم لا يحصل شيء. ما هي العبرة التي يمكن استنتاجها من هذا؟
طلب العدالة هو جزء من مهام منظمات حقوق الإنسان. وهيومان رايتس ووتش نجحت في الكشف عن التورط المفترض لولي العهد السعودي الذي يتحمل المسؤولية كوزير دفاع عن المجاعة في اليمن والتعذيب في العربية السعودية والاغتيال المقزز لصحفي في تركيا.
كريستيان زومر أستاذ القانون الدولي في الجامعة الكاثوليكية في قرطبة بالأرجنتين.
أجرى المقابلة خوسي أوسبينا بالينسيا
قمة مجموعة العشرين..أصدقاء وأعداء
لقاء أقوى السياسيين في العالم قد يكون هذه السنة أكثر إثارة. فقمة مجموعة العشرين في بوينس ايريس تنعقد في ظروف استثنائية يمر منها العالم، بما في ذلك الحرب التجارية وتفاقم الأزمة الأوكرانية إلى غير ذلك من الملفات الساخنة.
صورة من: Reuters/K. Sasahara
الولايات المتحدة الأمريكية والعربية السعودية، هل يمكن لهذه الأعين الكذب؟!
بالنسبة إلى الأمير السعودي قد لا تكون قمة مجموعة العشرين سهلة. فمنظمة هيومان رايتس ووتش رفعت في الأرجنتين دعوى ضد محمد بن سلمان بتهمة "المساهمة المفترضة" في قتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي. وفي الحقيقة ليس هناك إلا الرئيس الأمريكي ترامب من يقف إلى جنب الأمير، فهو يشك في ذنب بن سلمان.
صورة من: picture-alliance/dpa/SPA
العربية السعودية وتركيا: علاقة مصالح
اغتيال الصحفي خاشقجي على الأرض التركية يؤثر على العلاقة بين بن سلمان والرئيس التركي أردوغان. فالأتراك يريدون الكشف عن ملابسات الاغتيال ـ والسعوديون يرفضون ذلك. وحتى الدعم التركي لقطر يؤثر على هذه العلاقة. إلا أن أردوغان يحتاج إلى الاستثمارات من العربية السعودية. وقد يحصل خلال قمة مجموعة العشرين لقاء خاص بين الرجلين.
صورة من: picture-alliance/AA/K. Ozer
الولايات المتحدة الأمريكية وتركيا: علاقة معقدة
لم يعد بالإمكان منذ مدة وصف الرئيسين بالصديقين. فهناك نقاط خلاف كثيرة تنغص العلاقات مثل مصير فتح الله غولن الذي يعيش في الولايات المتحدة الأمريكية. والآن قضية مقتل الصحفي خاشقجي، التي زادت من حدة التوتر، بسبب موقف ترامب الداعم لولي العهد السعودي، وفق أنقرة.
صورة من: picture-alliance/dpa/C. Licoppe
الولايات المتحدة الأمريكية والصين وسط حرب تجارية
يتبادل أكبر اقتصادين في العالم منذ شهور فرض العقوبات الجمركية والتهديدات. وقبل انعقاد قمة مجموعة العشرين لوح ترامب بفرض رسوم جمركية إضافية. وتتهم الولايات المتحدة الصين بسرقة الملكية الفكرية. ومن المحتمل أن يعقد لقاء بين رئيسسي البلدين، لكنه قد لا يقود إلى حلحلة الأزمة.
صورة من: Getty Images/AFP/J. Watson
الولايات المتحدة ألأمريكية وروسيا أزمة متزايدة
ترامب وبوتين سبق أن عايشا أوقاتا أفضل. وحتى لو أن ترامب يبذل الجهد من أجل علاقة جيدة مع بوتين، إلا أن الدعابات الأولى قد ولَت. فأزمة أوكرانيا والحرب في سوريا وكذلك اتهامات التدخل الروسي في الحملة الانتخابية الأمريكية تؤثر كثيرا على العلاقة. وكان ترامب قد أعلن قبيل انطلاق القمة لـ "الواشنطن بوست" إنه "قد لا يجتمع" ببوتين بسبب الأزمة الأوكرانية.
صورة من: Getty Images/B. Smialowski
فرنسا وكندا: علاقة ودية
بعد اللقاء الأول للرجلين بات واضحا أنه قد تحل علاقة صداقة بين رئيس فرنسا ماكرون ورئيس الوزراء الكندي ترودو. وكلا الرجلين يجتهدان لعرض علاقتهما الجيدة أمام الملأ، ويؤكدان باستمرار قناعاتهما المشتركة مثلا فيما يرتبط باتفاقية التجارة.
صورة من: Reuters/C. Platiau
فرنسا وألمانيا: أوروبيان ضد القومية
خلال إحياء ذكرى عيد شهداء الحرب في البرلمان الألماني حذر ماكرون مؤخرا من سقوط العالم في "القومية بدون ذاكرة وفي التطرف بدون قيم". وبالنسبة إليه تكون أوروبا موحدة الجواب على "انقسام العالم"، وهنا يجد المستشارة الألمانية ميركل بجنبه. فالاثنان يحاولان إظهار التضامن وتبني سياسة مشتركة من أجل أوروبا موحدة.
صورة من: picture-alliance/empics/J. Tang
الاتحاد الأوروبي واليابان: صداقة أوروبية يابانية
في الصيف وقع رئيس وزراء اليابان، آبي ورئيس المفوضية الأوروبية، جان كلود يونكر ورئيس المجلس الأوروبي، توسك على أكبر ميثاق تجاري أبرمه الاتحاد الأوروبي. فاتفاقية التجارة الحرة بين اليابان والاتحاد الأوروبي تصدر رمزية لصالح العولمة وتعارض الإجراءات الحمائية كما ينهجها ترامب. وفي الأرجنتين قد يتضامن اليابان والاتحاد الأوروبي. راهل كلاين/ م.أ.م