رحب الاتحاد الأوروبي بسقوط نظام الأسد، لكن من يمسكون بالسلطة حاليا يمثلون تحديا كبيرا، فهم كانوا على علاقة سابقة مع تنظيم القاعدة. فكيف سيتعامل الاتحاد الأوروبي مع هذا التحدي؟
إعلان
الاتحاد الأوروبي، مثل معظم المجتمع الدولي، صُدم من سرعة انهيار نظام الرئيس السوري بشار الأسد بعد تعرضه لهجوم من قبل المتمردين بقيادة هيئة تحرير الشام، وهي جماعة كان تابعة سابقاً لتنظيم القاعدة، ما منعه من تحرك سريع لوضع استراتيجية للرد.
رحب الاتحاد الأوروبي بسقوط الأسد، لكنه غير متأكد من كيفية التعامل مع هذه الجماعة المتحكمة في المشهد حاليا، وزعيمها أحمد الشرع، 42 عاما، الذي كان معروفا باسم "أبو محمد الجولاني". هيئة تحرير الشام هي جماعة إسلامية متشددة، كانت تسمى سابقا "جبهة النصرة"، وهي مصنفة منظمة إرهابية من قبل الأمم المتحدة وحكومات غربية مختلفة، بما في ذلك الولايات المتحدة.
وصرّح متحدث باسم الاتحاد الأوروبي للصحفيين بأن الاتحاد ليس لديه أي اتصال مع قادة المتمردين السوريين. ويواجه الاتحاد الأوروبي العديد من التحديات في التعامل مع الجولاني وجماعته، لكنه حالياً في وضع "انتظار ورؤية" لتقييم كيف سيتصرف المتمردون في المستقبل.
زعيم محسوب سابقا على القاعدة
نظرة سريعة على سيرة الجولاني تشرح تردد الاتحاد الأوروبي، فقد انضم إلى القاعدة لمحاربة الغزو الأمريكي للعراق، وسُجن في سجن بوكا (معسكر اعتقال سابق غرب مدينة أم قصر في العراق)، حيث قضى وقتاً مع أعضاء من جماعات جهادية مختلفة ذات أجندة عالمية.
اعترف في مقابلة مع هيئة الإذاعة الأمريكية (PBS) قبل سنوات بأنه عند عودته إلى وطنه، حصل على دعم مالي مما يسمى بـ"تنظيم الدولة الإسلامية" (داعش)، الذي احتل مساحات شاسعة من العراق وسوريا في فترات. خلال صراع نفوذ اندلع بين تنظيمي القاعدة وداعش، اختار الجولاني التنظيم الأول، لكنه في عام 2016، قطع علاقاته مع القاعدة وقدم نفسه كإسلامي وطني يهدف إلى إسقاط نظام لأسد.
حقق الجولاني هدفه وهو الآن يسيطر على مناطق سورية كانت خاضعة لحكم نظام الأسد، بما فيها العاصمة دمشق، لكنه مع ذلك لا يزال مطلوباً، وتقدم الولايات المتحدة مكافأة قدرها 10 ملايين دولار لكل من يدلي بمعلومات قد تؤدي إلى القبض عليه، لكن لم يعد العثور على الجولاني صعبا، فقدأجرى لقاءات إعلامية متعددة ويظهر في الحياة العامة.
يعتقد بعض المحللين أنه قد حان الوقت لإلغاء تصنيف الجولاني وهيئة تحرير الشام من قوائم الإرهاب، لكن مع بعض الشروط، إذ يكتب تشارلز ليستر، مدير برنامج سوريا في معهد الشرق الأوسط، على منصة إكس، إن "إلغاء التصنيف مسألة معقدة وصعبة".
ويضيف: "في ظني، هناك شروط متسلسلة ستُطرح على هيئة تحرير الشام للوفاء بها (لأجل إلغاء التصنيف)، تتضمن إصلاحات عسكرية وسياسية وإجراء حوكمة، وتحركات نحو المساءلة عن الجرائم الموثقة سابقاً".
اتهامات بالقتل في مراكز الاحتجاز
احتج سوريون في إدلب، شمال سوريا، التي سيطرت عليها هيئة تحرير الشام لسنوات، منذ فبراير/شباط من هذا العام، على ممارسات هذا التنظيم "بما في ذلك التعذيب والموت في الاحتجاز"، وفقاً لتقرير للأمم المتحدة صدر في سبتمبر/أيلول.
كما أكد تقرير صادر عن الولايات المتحدة عام 2022 حول حقوق الإنسان في سوريا أن "الجماعات المسلحة مثل هيئة تحرير الشام ارتكبت مجموعة واسعة من الانتهاكات، بما في ذلك القتل غير القانوني والاختطاف والاحتجاز غير العادل والإساءة الجسدية، ومقتل المدنيين وتجنيد الأطفال". كما اتهم التقرير عدة جماعات سورية أخرى متمردة بالسلوك ذاته.
من جهتها، ذكرت منظمة هيومن رايتس ووتش أن ستة معتقلين سابقين على الأقل تعرضوا للتعذيب أثناء احتجازهم من طرف هيئة تحرير الشام في عام 2019.
لكن الجولاني، الذي بات يرأس حاليا ما يسمى بـ"غرفة العمليات السورية المسلحة"، نفى التورط في هذه الجرائم، وقال مؤخراً لشبكة "سي إن إن" إن الانتهاكات "لم تتم بأوامرنا أو توجيهاتنا"، وإن المسؤولين عنها تمت محاسبتهم.
حكومة شاملة ضرورية للاعتراف الغربي
مع ذلك، لدى الاتحاد الأوروبي قائمة طويلة من المخاوف، إذ يشعر التكتل المؤلف من 27 دولة بالقلق إزاء سلامة الأقليات وحقوق المرأة والتمثيل المتساوي لمختلف جماعات المعارضة.
أحد الأسباب الرئيسية التي دفعت الاتحاد الأوروبي إلى عدم الاعتراف بنظام الأسد، بالرغم من أن جل اللاعبين الرئيسيين في الشرق الأوسط أعادوه إلى الساحة وعادت العلاقات بشكل طبيعي بينه وبين عدد من الدول الأخرى، هو رفضه تنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي 2254، وهو القرار الذي دعا إلى انتقال سياسي.
نشرت كايا كالاس، كبيرة الدبلوماسيين في الاتحاد الأوروبي، على منصة إكس بعد فترة وجيزة من استيلاء الفصائل المسلحة على دمشق: "ندعو إلى انتقال سياسي هادئ وشامل بالإضافة إلى حماية جميع السوريين، بما في ذلك جميع الأقليات".
حتى الآن، وعدت هيئة تحرير الشام بسلامة الأقليات الدينية، وأعلنت العفو عن جميع الجنود السوريين الذين تم تجنيدهم إلزاميا من طرف النظام السابق، وقررت التعاون مع محمد غازي الجلال، آخر رئيس وزراء من عهد بشار، لتشكيل حكومة انتقالية، كما تعهدت باحترام حقوق المرأة وحقوق الأقليات، وتم تشكيل حكومة انتقالية لإدارة شؤون البلاد.
يقترح البعض أن على الاتحاد الأوروبي اغتنام الفرصة وأن يتدخل بشكل أكبر من أجل التأثير على المتمردين، سواء من أجل السوريين، أو من أجل مصالحه الخاصة.
إعلان
دور أكبر للاتحاد الأوروبي
انتقل أكثر من مليون سوري إلى الاتحاد الأوروبي في ذروة الحرب السورية التي استمرت قرابة 14 عاماً، ولا يزال السوريون ضمن أكثر الجنسيات المتقدمة بطلبات اللجوء في القارة. وطالبت عدة أحزاب ومجموعات سياسية داخل الاتحاد بترحيل السوريين، كما أوقفت عدة دول أعضاء، بما في ذلك ألمانيا، البت في طلبات اللجوء المعلقة، وذلك بعد أقل من 48 ساعة على فرار الأسد من دمشق.
يقول جوليان بارنز-ديسي، مدير برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية، لـ DW إن الاتحاد الأوروبي يجب أن يوجه اهتماما سياسيا وموارد كبيرة لتشكيل حكومة شاملة في سوريا. ويؤكد أن على الاتحاد "العمل بسرعة على تحفيز مسار إيجابي" وأن يستغل ما تشير له هيئة تحرير الشام من تغيير في تفكيرها.
ويضيف في رد مكتوب لـDW: "هذا هو الطريق الوحيد القابل للتطبيق لتحقيق مصالح أوروبا، سواء كان الأمر يتعلق بالاستقرار الإقليمي ومنع إرهاب جديد أو السماح للملايين من السوريين أخيراً بالعودة إلى ديارهم أو إضعاف النفوذ العدائي الإقليمي للقوى الخارجية بشكل دائم مثل (نفوذ) روسيا".
"تحاول هيئة تحرير الشام الآن إظهار وجه ودود، للحصول على أكبر قدر من الدعم السوري لمشروعهم في بناء نظام جديد، وتقليل الاحتكاك مع الدول الغربية والعربية. لكن لن يكون الحال دائما على هذا النحو بالضرورة"، يقول آرون لوند، وهو باحث في منظمة التفكير الأمريكية سينتري، لـDW.
ويضيف: "عندما تتعرض جماعة كهذه للتهديد، فغالبًا ما تعود إلى قواعدها الأصلية الأكثر صلابة، وفي حالة هيئة تحرير الشام، هذه القواعد هي النواة الجهادية الصلبة".
يدرك الاتحاد الأوروبي المخاطر وقد تبنى حاليًا نهجًا حذرا لتقييم ما إذا كان تحول هيئة تحرير الشام واقعاً أم مجرد مناورة دعائية. تعتمد سياسة الاتحاد على كيفية تصرف هيئة تحرير الشام وزعيمها في المستقبل.
ويقول المتحدث باسم الاتحاد الأوروبي أنور العنوني: "بينما تتولى هيئة تحرير الشام مسؤوليات أكبر، سنحتاج إلى تقييم أفعالهم أيضاً، وليس فقط كلماتهم".
أعده للعربية: ع.ا
سوريا.. سقوط حكم عائلة الأسد بعد أكثر من خمسة عقود من السلطة
فر بشار الأسد من سوريا في الثامن من ديسمبر/ كانون الأول عام 2024. وكتب هذا الفرار نهاية حكم عائلة الأسد الذي استمر خمس عقود ونصف. هنا لمحة عن أبرز المحطات التي مرت بها سوريا منذ بدء حكم عائلة الأسد وحتى نهايته.
صورة من: Hussein Malla/AP/dpa/picture alliance
نهاية حقبة حكم بيت الأسد
8 ديسمبر/ كانون الأول، 2024 نقطة فاصلة في تاريخ سوريا.. فقد أسقطت المعارضة المسلحة نظام الرئيس بشار الأسد، الذي أضطر لترك منصبه وغادر دمشق إلى مكان مجهول، وذلك على وقع الأحداث المتسارعة التي بدأت في 27 نوفمبر/تشرين الثاني 2024.
صورة من: Iranian Presidency Office/ZUMAPRESS/picture alliance
هجوم المعارضة المسلحة
في الثاني من ديسمبر/كانون الأول 2024، اعتبر الأسد هجوم المعارضة المسلحة، الذي بدأ في 27 نوفمبر/ تشرين الثاني، "محاولة لتقسيم المنطقة وتفتيت دولها، وإعادة رسم الخرائط من جديد"، بيد أن هذه المزاعم لم تجد هذه المرة.
صورة من: Bakr Alkasem/AFP/Getty Images
حرب أهلية دموية مدمرة
أتى سقوط نظام بشار الأسد بعد أكثر من 13 عاما على بدء انتفاضة شعبية في خضم "الربيع العربي"، والتي تحولت إلى حرب أهلية دموية أسفرت عن مقتل أكثر 300 شخص ما بين 2013 و2021، بحسب الأمم المتحدة، وفرار الملايين إلى خارج البلاد أو نزوجهم داخل البلاد.
صورة من: Bulent Kilic/AFP/Getty Images
تهاوي سلطة بشار
تمسك بشار الأسد بالسلطة وقاوم بشرسة الاحتجاجات الشعبية والدعوات الدولية للتنحي عن السلطة، مستعينا بدعم عسكري من روسيا وإيران وحزب الله. لكن عندما تخلت عنه هذه الأطراف لم يكن أمامه سوى الفرار.
صورة من: Orhan Qereman/REUTERS
تراجع الدعم العسكري الروسي
كان للدعم العسكري الروسي المباشر لبشار ألأسد دورا في صموده خلال الحرب الأهلية، لكن بدأ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تجنب مواصلة دعم الأسد أمام هجوم المعارضة المسلحة، كونه بوتين لديه جبهة حرب أخرى مفتوحة في أوكرانيا.
صورة من: Valeriy Sharifulin/IMAGO/SNA
احتجاجات تحولت إلى نزاع دامٍ!
في العام 2011، لحقت سوريا بركب الثورات في دول عربية عدة، أبرزها مصر وتونس، في ما عُرف بـ"الربيع العربي". ومع اندلاع الاحتجاجات المناهضة لنظامه، قمع الأسد المتظاهرين السلميين بالقوة، وتحولت الاحتجاجات نزاعاً دامياً، سرعان ما تعددت جبهاته والضالعين فيه. وأودى النزاع المستمر بأكثر من 388 ألف شخص وهجّر وشرّد الملايين داخل البلاد وخارجها، وسوّى مناطق كاملة بالأرض.
صورة من: AFP/O. H. Kadour
بقاء على رأس السلطة بدعم روسي
في سنوات النزاع الأولى، فقدت قوات الحكومة السورية سيطرتها على مساحات واسعة من سوريا بينها مدن رئيسية. لكن وبدعم عسكري من حلفائها، إيران ثم روسيا، استعادت القوات الحكومية تدريجيًا نحو ثلثي مساحة البلاد، إثر سياسة حصار خانقة وعمليات عسكرية واسعة ضد الفصائل المعارضة والتنظيمات الجهادية. ولعب التدخل الجوي الروسي منذ خريف 2015 دوراً حاسماً في تغيير موازين القوى لصالح دمشق.
صورة من: Reuters/O. Sanadiki
الوصول إلى الحكم عبر التوريث
2000، ورث بشار الأسد الحكم عن والده الراحل، حافظ الأسد، الذي حكم سوريا من خلال زعامة حزب البعث الموجود في السلطة منذ أكثر من خمسين عاما. أصبح بشار الأسد، وهو في الرابعة والثلاثين من العمر، رئيسا عن طريق استفتاء لم يشهد أي معارضة.
صورة من: Louai Beshara/AFP
تولي الحكم بعد انقلاب "الحركة التصحيحية"
في 16 تشرين الثاني/نوفمبر 1970، نفّذ حافظ الأسد الذي كان يتولّى منصب وزير الدفاع انقلاباً عسكرياً عُرف بـ"الحركة التصحيحية" وأطاح برئيس الجمهورية حينها نور الدين الأتاسي. في 12 آذار/مارس 1971، انتخب الأسد الذي كان يترأس حزب البعث العربي الاشتراكي، رئيساً للجمهورية ضمن انتخابات لم ينافسه فيها أي مرشح آخر. وكان أول رئيس للبلاد من الطائفة العلوية التي تشكل عشرة في المئة من تعداد السكان.
صورة من: AP
"حرب تشرين"
في السادس من تشرين الأول/أكتوبر 1973، شنّت مصر وسوريا هجوماً مفاجئاً على إسرائيل من جهة قناة السويس غرباً، ومرتفعات الجولان شرقاً، في محاولة لاستعادة ما خسره العرب من أراض خلال حزيران/يونيو 1967، لكن تمّ صدهما. في أيار/مايو 1974، انتهت الحرب رسمياً بتوقيع اتفاقية فضّ الاشتباك في مرتفعات الجولان.
صورة من: Getty Images/AFP/GPO/David Rubinger
علاقات دبلوماسية بين واشنطن ودمشق!
في حزيران/يونيو 1974، زار الرئيس الأمريكي ريتشارد نيكسون دمشق، معلناً إعادة إرساء العلاقات الدبلوماسية مع سوريا، بعدما كانت مجمّدة منذ العام 1967. في الصورة الرئيس الأمريكي الأسبق ريتشارد نيكسون مع وزير الخارجية ومستشار الأمن القومي الأمريكي وقتها هنري كيسينجر.
صورة من: AFP/Getty Images
هيمنة على لبنان
في 1976 تدخّلت القوات السورية في الحرب الأهلية اللبنانية بموافقة أمريكية، وبناء على طلب من قوى مسيحية لبنانية. وفي 1977، بدأت المواجهات بين القوات السورية، التي انتشرت في معظم أجزاء البلاد ما عدا المنطقة الحدودية مع إسرائيل، وقوات مسيحية احتجت على الوجود السوري. وطيلة ثلاثة عقود، بقيت سوريا قوة مهيمنة على المستوى العسكري في لبنان وتحكمت بكل مفاصل الحياة السياسية حتى انسحابها في العام 2005.
صورة من: AP
قطيعة بين دمشق وبغداد!
في العام 1979، تدهورت العلاقات بين سوريا والعراق، اللذين حكمهما فرعان متنافسان من حزب البعث العربي الاشتراكي، بعد اتهام الرئيس العراقي آنذاك صدام حسين الوافد حديثاً إلى السلطة، دمشق بالتآمر. وقطعت بغداد علاقتها الدبلوماسية مع دمشق في تشرين الأول/أكتوبر 1980، بعدما دعمت الأخيرة طهران في حربها مع العراق. في الصورة يظهر الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين (يسار) مع الرئيس السوري السابق حافظ الأسد (وسط).
صورة من: The Online Museum of Syrian History
"مجزرة حماه"
في شباط/فبراير 1982، تصدّى النظام السوري لانتفاضة مسلّحة قادها الإخوان المسلمون في مدينة حماه (وسط)، وذهب ضحية ما يعرف بـ"مجزرة حماه" بين عشرة آلاف وأربعين ألف شخص. وجاء ذلك بعد قرابة ثلاث سنوات من هجوم بالرصاص والقنابل اليدوية على الكلية الحربية في مدينة حلب، أسفر عن مقتل ثمانين جندياً سورياً من الطائفة العلوية. وتوجّهت حينها أصابع الاتهام إلى الإخوان المسلمين بالوقوف خلف الهجوم.
صورة من: picture alliance /AA/M.Misto
محاولة انقلاب فاشلة
في تشرين الثاني/نوفمبر 1983، أصيب الأسد بأزمة قلبية نقل على إثرها إلى أحد مشافي دمشق. ودخل في غيبوبة لساعات عدّة، حاول خلالها شقيقه الأصغر رفعت الاستيلاء على السلطة عبر انقلاب فاشل، قبل أن يستعيد الأسد عافيته. وبعد عام، أُجبر رفعت على مغادرة سوريا. الصورة لحافظ الأسد (يمين) مع أخيه رفعت.
صورة من: Getty Images/AFP
تقارب مع الغرب!
بدأ الجليد الذي شاب علاقات سوريا مع أمريكا والغرب بالذوبان، عقب انهيار الاتحاد السوفياتي. انضمت سوريا إلى القوات متعددة الجنسيات في التحالف الذي قادته أمريكا ضد صدام حسين بعد غزو العراق للكويت. وفي تشرين الأول/أكتوبر 1994، زار الرئيس الأمريكي بيل كلينتون الأسد في دمشق. بعد أربع سنوات، زار الأسد فرنسا في أول زيارة له إلى بلد غربي منذ 22 عاماً، واستقبل بحفاوة من نظيره الفرنسي جاك شيراك.
صورة من: Remy de la Mauviniere/AP Photo/picture alliance
الابن يخلف أباه في الرئاسة!
توفي الأسد في 10 حزيران/يونيو 2000، عن عمر ناهز 69 عاماً، وكان شيراك الرئيس الغربي الوحيد الذي حضر جنازته.
وبعد شهر، تولّى نجله بشار السلطة، بعد تعديل دستوري سمح له بالترشّح. وحاز في استفتاء لم يضم أي مرشح آخر سواه على 97 في المئة من الأصوات.
صورة من: picture-alliance/dpa
انفتاح نسبي ولكن..!
بين أيلول/سبتمبر 2000 وشباط/فبراير 2001، شهدت سوريا فترة انفتاح وسمحت السلطات نسبياً بحرية التعبير. في 26 أيلول/سبتمبر 2000، دعا نحو مئة مثقّف وفنان سوري مقيمين في سوريا السلطات إلى "العفو" عن سجناء سياسيين وإلغاء حالة الطوارئ السارية منذ العام 1963. لكنّ هذه الفسحة الصغيرة من الحرية سرعان ما أقفلت بعدما عمدت السلطات إلى اعتقال مفكرين ومثقفين مشاركين في ما عُرف وقتها بـ"ربيع دمشق". م.ع.ح/م.ع/ع.ج.م