هل يمنع البرازيلي دا سيلفا الخسارة المستمرة للأمازون؟
٩ أغسطس ٢٠٢٣
لم تحقق قمة دول حوض الأمازون الكثير مما ينتظره نشطاء البيئة، لكن مع ذلك الآمال معلقة على اليساري دا سيلفا لوقف مسلسل اجتثات الأمازون الذي بدأه سلفه بولسونارو.
إعلان
تتحمل البرازيل، التي استضافت هذا الأسبوع قمة خاصة بغابة الأمازون، المسؤولية والعبء الأكبر للاهتمام بالأمازون، حيث تتواجد لديها 60% من الغابات.
وتمخض عن القمة قرار بإنشاء تحالف لمكافحة إزالة الغابات، حسبما جاء في إعلان مشترك صدر خلال قمّة في مدينة بيليم شمالي البرازيل، الثلاثاء الماضي.
وقالت الدول الموقّعة على الإعلان، وهي البرازيل وبوليفيا وكولومبيا والإكوادور وغيانا والبيرو وسورينام وفنزويلا، إنّ هذا التحالف "يهدف إلى تعزيز التعاون الإقليمي في مكافحة إزالة الغابات، لمنع الأمازون من بلوغ نقطة اللاعودة".
وتم التعهد كذلك بوضع نظام مراقبة جوية مشترك لمواجهة الجريمة المنظمة والتعاون بصورة أفضل في مجالات العلوم والتمويل وحقوق الانسان.
وتولى لولا دا سيلفا منصب رئيس البرازيل بداية هذا العام، وخلق انتخابه حالة من الأمل بين نشطاء البيئة، بحكم أنه في عهد سلفه جاير بولسونارو، تم اجتثاث مساحات شاسعة من الأمازون لإفساح المجال للصناعة ولتربية الماشية وللزراعة، إذ فقدت البرازيل في 2022 لوحدها حوالي 2 مليون هكتار من الغابات.
وبلغت خسائر الغابات في البرازيل عام 2022 حوالي 43 في المئة من نسبة خسائر الغابات في العالم. لكن انتخاب دا سيلفا أظهر بعض التغيير الإيجابي، إذ تباطأت عمليات إزالة الغابات من الأمازون، وتظهر الأرقام الرسمية انخفاضًا بنسبة 33.6٪ في الأشهر الست الأولى من 2023 مقارنة بالفترة نفسها من عام 2022.
ويرغب دا سيلفا بالذهاب أبعد، ووعد بوقف تام لعمليات الإزالة غير القانونية للغابات في منطقة الأمازون بحلول عام 2030. لكن هذا الطموح يتطلب التعاون بين الدول، لذلك كانت الآمال كبيرة على القمة.
لكن الدول الثمانية المشاركة في القمة، تعرّضت للانتقاد بعد إصدار الإعلان المشترك، بحكم أنها أخفقت في وضع أهداف ملزمة، وجعلت الأهداف متروكة لكل دولة.
وقال مارسيلو فورتادو، المشارك في تأسيس التحالف البرازيلي للغابات المناخية والزراعة لمنصة " جي وان" البرازيلية، إن القمة تناولت القضايا الصحيحة، ولكنها لم تقدم ما توقعه المجتمع والقطاع الخاص.
وتابع أن نشطاء البيئة كانوا يتوقعون مجموعة من الإجراءات قصيرة ومتوسطة المدى التي يمكن أن تغير المسار الحالي".
اتبع دا سيلفا، عندما كان رئيسا بين 2003 و2010، سياسة توسيع المناطق المحمية، وتحديد مناطق السكان الأصليين ، وتعزيز مراقبة الغابة، ما كان له نتائج إيجابية كبيرة، ويرى مراقبون أنه قد يعيد التدابير ذاتها.
إ.ع ( د ب أ، أ ف ب، DW)
2019... عام احترقت فيه رئات العالم
حرائق هائلة اشتعلت في أنحاء كثيرة من العالم خلال 2019، وتسببت في أضرار للنباتات والحيوانات والأشجار التي تخزن الكربون وهددت التنوع الحيوي، فضلاً عن تدمير منازل البشر وحيواتهم.
صورة من: DW/K. Zeineddine
غابات لبنان أنقذتها الأمطار
في 14 أكتوبر/ تشرين الأول، اجتاحت الحرائق مساحات شاسعة مزروعة بالأشجار وغابات الصنوبر في أنحاء عديدة من لبنان لا سيما في منطقة "جبل لبنان" حيث سجلت السلطات 104 حريق خلال 24 ساعة. واستعانت السلطات اللبنانية بطائرات من دول في المنطقة لإخماد النيران التي تسببت في مقتل شخص على الأقل والتهام مساحات واسعة وحاصرت مدنيين في منازلهم كما ساهم هطول الأمطار ليلاً في إخماد بعض الحرائق.
صورة من: DW/K. Zeineddine
رئات الأرض تحترق
لأسابيع احترقت أكبر غابة مطيرة في العالم خلال عام 2019، على نحو غير مسبوق منذ سنوات. بين يناير/ كانون الثاني وأغسطس/ آب، زادت الحرائق بغابات الأمازون بنسبة 82 في المائة مقارنة بالفترة الزمنية نفسها من العام الماضي، وفي أغسطس/ آب نفسه جرى الإبلاغ عن أكثر من 30 ألف حريق. ويعتقد أن معظم الحرائق كانت بسبب مزارعين بهدف زراعة المحاصيل وتربية الماشية.
صورة من: REUTERS
التنوع البيولوجي مشتعل
لم تكن الأمازون المنطقة الوحيدة في البرازيل التي اشتعلت فيها الحرائق هذا العام. فقد اندلعت مزيد من الحرائق بغابات السافانا في سيرادو جنوب البلاد. تلك المنطقة واحدة من أكثر مناطق العالم من حيث التنوع البيولوجي. وسيرادو أكثر مناطق التنوع الحيوي عرضة للخطر، حيث فقدت نحو نصف مساحاتها الخضراء من أجل زراعة فول الصويا.
صورة من: DW/J. Velozo
احتراق موطن "إنسان الغابة" (أورانغوتان)
دمرت حرائق الغابات التي استمرت لمدة شهر في منطقتي سومطرة وبورنيو الإندونيسية أكثر من 40 ألف هكتار هذا العام. وقُتلت حيوانات من إنسان الغاب المهددة بالانقراض، وتلك التي نجت تضررت مساكنها. وواجهت السلطات صعوبات في إطفاء تلك حرائق تلك الغابات الغنية بالكربون مما تسبب في أضرار كبيرة على المناخ بعد إطلاق 700 مليون طن متري من ثاني أكسيد الكربون في الجو.
صورة من: REUTERS
نار في الأراضي الاستوائية
كما اشتعلت النار في أكبر الأراضي الاستوائية الرطبة في العالم بمنطقة بانتانال هذا العام. تقع معظم غابات بانتانال في البرازيل لكنها تمتد إلى بوليفيا وباراغواي. حطم عدد الحرائق هناك جميع الأرقام القياسية هذا العام مع تسجيل 8 آلاف حريق. ودُمر نحو 1.2 مليون هكتار من الغابات في بوليفيا وحدها. ووصفها العلماء بأنها أكبر كارثة تشهدها البلاد من حيث التنوع البيولوجي.
صورة من: Getty Images/AFP/A. Raldes
غابات كاليفورنيا تلتهمها النيران
أيضاً طالت الحرائق غابات ولاية كاليفورنيا الأمريكية هذا العام. ويعتقد أن تلك الحرائق ناجمة عن الشرر المنبعث من البنية التحتية القديمة والمدفوعة بالرياح الحارة والجافة والتي تسارعت بسبب الظروف الجافة في المنطقة وتحولت بسرعة إلى جحيم، ودمرت المنازل والأراضي مما أسفر عن مقتل ثلاثة أشخاص وأُجبر عشرات الآلاف على الإخلاء وتُرك مليون شخص بلا كهرباء.
صورة من: Imago Images/ZUMA Press/H. Gutknecht
حتى القطب الشمالي وصلته النيران
حتى داخل الدائرة القطبية الشمالية اندلعت فيها الحرائق هذا العام. في سيبيريا، دمرت مئات الحرائق على مدى ثلاثة أشهر أكثر من 4 ملايين هكتار من الغابات، مما خلق سحابة سوداء ورماد بحجم الاتحاد الأوروبي بأكمله. وكان لا بد من نشر الجيش الروسي. عبر ألاسكا، كان هناك 400 حريق هائل هذا العام. كما لم تنجُ غرينلاند وكندا من الحرائق أيضاً.
صورة من: Imago Images/ITAR-TASS
نفوق ألف حيون كوالا
حرائق غابات أستراليا لم يسبق لها مثيل هذا العام واحترقت بكثافة عالية للغاية. وخلّف الجفاف ودرجات الحرارة المرتفعة والرياح الجافة أكثر من مليون هكتار محترقة مما أودى بحياة أربعة أشخاص وما يصل إلى 1000 من حيوان الكوالا. وتُصنّف الكوالا من الحيوانات المهددة بالانقراض.
إعداد: آني-صوفي بريندلن/م.م