تطور كفاءة الذكاء الاصطناعي وتعدد استعمالاته تجعله محط أنظار العلماء الذين يعتمدون عليه، حتى بات البعض يتوقع أن نرى قريباً استعمالاً كبيرا للأجهزة التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي. وهذا ما جعل شركات التكنولوجيا العملاقة، مثل "غوغل" و"ميكروسوفت" وحتى "فيسبوك"، تحاول دخول هذا السوق التجاري الجديد.
ويعتبر البروفسور جيفري هينتون، أستاذ الذكاء الاصطناعي في كلية الكمبيوتر والعلوم بجامعة تورنتو الكندية، من أحد الرائدين في هذا المجال واشترت شركة "غوغل" بعض مشاريعه، خاصة في مجال التعرف على المجسمات والأصوات، لتطويرها في أجهزتها مستقبلاً. وكان البروفسور هينتون من المتنبئين بقدرة الذكاء الصناعي على قيادة المستقبل، وكانت إحدى نظرياته تقول إنه يمكن في المستقبل صناعة روبوت ذكي يمكنه التعلم والتفكير وحتى الفهم. ويقول هينتون: "اعتبرنا البعض آنذاك علماء مجانين". أما في الوقت الحاضر، فيُحتفل بهينتون وزملائه في هذا المجال ويوصفون بأنهم طليعة العلم.
في وقتنا الحالي نشهد الكثير من الإنجازات العلمية التي كانت تعد وحتى أوقات قريبة من الخيال العلمي، مثل إمكانية تعرف موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" على مستخدميه وطبائعهم وسلوكياتهم ووضع إعلانات مناسبة لهم في الصفحات التي يزورونها. مثال أخر على تطبيقات الذكاء الاصطناعي القابل للتعلم هو تمكن شركة "غوغل" من توقع أسئلة المستخدمين والإجابة عليها حتى قبل إكمالهم لكتابتها، بحسب ما يذكر موقع "سبكتروم" الألماني.
إذا كنت تعتقد أن الروبوتات موجودة فقط قي أعمال استكشاف الفضاء ومختبرات التكنولوجيا المتقدمة أو في أفلام الخيال العلمي، فملف الصور هذا سيدهشك، لأنها موجودة في كل مكان من حولنا وتقوم بمهمات مفيدة عديدة في حياتنا اليومية.
صورة من: picture-alliance/dpaنتعايش مع الروبوتات كل يوم في حياتنا دون أن ندري: فهي في منازلنا ومدارسنا وأسواقنا وسياراتنا، إنها في كل مكان نذهب إليه. فهي تجيب على مكالماتنا الهاتفية وتفتح لنا الأبواب، تضيء لنا الأضواء وتضمن بقاءنا في حالة دفء أو برودة كافية. إنها تبيعنا الطعام والمشروبات، تستوفي المال، بل وحتى تحرص على أن لا نضيع مشاهدة برنامجنا التلفزيوني المفضل.
صورة من: dapdمشهد من فيلم "ستار وورز" يعرض لنا روبوتا متكلما يشبه الإنسان في قصة لفيلم أطلق عليه سابقا اسم الخيال العلمي، لكن الآن وبعد مرور 35 عاما على إنتاج هذا الفيلم أصبح هذا الخيال العلمي حقيقة نعيشها كل يوم في حياتنا. لا تبدو الروبوتات الحديثة في الغالب مماثلة لتلك التي نعرفها من الأفلام والكتب ولذلك لا ندرك أنها روبوتات في الحقيقة.
صورة من: picture-alliance/dpa... فشركات تصنيع السيارات مثلا اعتمدت بصورة كبيرة على الروبوتات في صناعتها، كما يظهر في الصورة لروبوت في شركة فولكسفاغن وهو يؤدي عمله في ربط الركائز الحديدية لسيارة غولف الشهيرة.
صورة من: picture-alliance/dpa... والإشارة الضوئية هذه، رغم بساطتها، فهي عبارة عن روبوت يعمل بصورة مبرمجة أوتوماتيكية ويمكن التحكم به من على بُعد.
صورة من: Fotolia/sogmillerلكن استعمالات الروبوت اتسعت لتدخل مجالات مختلفة من الحياة، كلعبة كرة القدم مثلا.
صورة من: IRNAومن منا لا يرغب بامتلاك هذا الروبوت الذكي الذي يحضر لنا طعامنا، ويمكنه في المستقبل القريب القيام بكثير من الخدمات التي يحتاجها المرضى والعجزة وكبار السن؟
صورة من: DW/G. Ketelsأو من منا لا يرغب بامتلاك هذا الروبوت الذي يمسح لنا نوافذ المنزل بعناية فائقة ويخفف عنا أعباء العمل المنزلي الرتيب.
صورة من: DW/F. Schmidtكما غزت الروباتات ألعاب الأطفال في السنوات الأخيرة، وبدلا من الدمية الصامتة هناك روبوتات على شكل دمى أطفال يمكنها التفاعل مع الطفل كالكلام معه أو الغناء له. وبالفعل نجحت "الدمية الروبوت" في جذب الأطفال.
صورة من: dapdوبعض الشركات الكبيرة وظفت روبوتات وأسندت إليها مهمة استقبال الموظفين الجدد في الشركة وإجراء مقابلات التوظيف معهم.
صورة من: Mississippi State Universityكما طورت وكالة الفضاء الأمريكية ناسا روبوتا ذكيا – كيوريوسيتي - ليسبق الإنسان ويحط على سطح المريخ ويدهش العالم بالمهمات التي ينفذها: من التقاط الصور وحتى أخذ عينات من تربة الكوكب الأحمر وتحليلها وإرسال نتائجها إلى الأرض.
صورة من: picture alliance / Photoshotدور العجزة اقترحت روبوتات للجلوس مع نزلاء هذا الطابق في المبنى لتسليتهم وقضاء الوقت معم.
صورة من: DWيجري حاليا تطوير يد إلكترونية، وهي عبارة عن روبوت يستقبل أوامره من الدماغ ويستخدمه البشر الذين فقدوا إحدى اليدين . وربما يتم تطوير هذه اليد الإلكترونية وزراعتها في جسم روبوت متكامل.
صورة من: DWبعض الشركات في ألمانيا تستعمل روبوتات طائرة لمسح وتصوير المناطق التي يصعب الوصول إليها بطريق غير طريق الجو.
صورة من: Bernd Roselieb/photon-pictures.comوقد نجد في المستقبل كائنات مبرمجة ترافقنا في الشارع وتريد أن تتعلم أحاسيسنا لتتفاهم معنا، فهل يصبح ذلك حقيقة فعلا أم سيبقى محض خيال؟ الكاتب: زمن البدري
صورة من: picture-alliance/dpa
كما باتت أجهزة الكمبيوتر القابلة للتعلم اليوم متداولة بصورة كبيرة، كما يقول مايكل جوردان من جامعة كاليفورنيا وتوم ميتشيل من جامعة ميلون الأمريكيتين. ويمكن لأجهزة الكمبيوتر الحديثة الاستفادة من التجارب والمعلومات المتوفرة في صفحات الإنترنت وتحليلها والاستفادة منها وتطبيقها عملياً.
أما الباحث الألماني يورغ شميدهوبر، الذي يدير المركز السويسري لأبحاث الذكاء الاصطناعي، فيعتقد من جانبه أن استعمالاته ستتوسع في المستقبل القريب. وقال شميدهوبر في مقابلة مع موقع " شبيغل أونلاين" الألماني إن "الروبوتات يمكنها القيام بعمل العلماء في المستقبل وإجراء تجارب وصنع نظام جديد وتوقع ماذا يحدث فيه والقيام بتجاربهم عليه، والاستفادة من المعلومات المتوفرة لديهم للتوصل إلى نظريات جديدة، كما فعل آينشتاين ونيوتن وكيبلر باستخدام العلوم الطبيعية البسيطة من قبل".
لكن تبقى هناك بعض الصعاب التي يمكن أن تعيق غزو الروبوتات الذكية لحياتنا، مثل تعلم اللغة، كما تقول يوليا هيرشبيرغ من جامعة كولومبيا وكريستوفر ماننيغ من جامعة ستانفورد. ولا تكمن الصعوبة في ترجمة اللغة وتحليلها فحسب، وإنما في فهم الموضوع. وما تزال الروبوتات الحديثة بعيدة كل البعد عن الفهم الكامل للغة والتخاطب بها، كما نرى في أفلام الخيال العلمي.
ويرى شميدهوبر أن سيناريو غزو الفضاء، مثلاً، غير ممكن إلا بواسطة الروبوتات الحديثة، التي يمكنها التأقلم مع الأجواء والحياة هناك بكل سهولة، مضيفاً: "الروبوتات الذكية يمكنها احتلال الفضاء وبناء مستعمرات وقواعد فيه من خلال تطبيق نظريات الفيزياء الموجودة حالياً. ويمكن مثلاً عبر السفر والانتقال باستخدام واحد في المائة فقط من سرعة الضوء الذهاب إلى مناطق بعيدة جداً قد تقع في المجرات الأخرى ومن ثم بناء روبوتات ذكية يمكنها التعلم والتفكير هناك، ومن ثم بناء مستوطنات لها".
ز.أ.ب/ ي.أ (DW)