همدت في الجزائر.. دول حوض المتوسط تكافح الحرائق العنيفة!
٢٦ يوليو ٢٠٢٣
فيما تستعد اليونان لارتفاع جديد في درجات الحرارة، هدأت الحرائق التي ضربت شمال شرق الجزائر وأودت بحياة 34 شخصًا. في المقابل تتواصل الحرائق والعواصف في دول أخرى في حوض المتوسط مخلفة حصيلة بشرية عالية وتداعيات بيئية.
إعلان
همدت الحرائق العنيفة التي اجتاحت شمال شرق الجزائر وأودت بحياة 34 شخصًا وقضت على عائلات لا سيّما قرب بلدة توجة حيث احترق 16 شخصًا وهم أحياء خلال فرارهم، الأربعاء (26 يوليو/ تموز 2023).
وكانت منطقة بجاية واحدة من أكثر المناطق تضررًا من الحرائق التي انتشرت تحت تأثير الجفاف وموجة الحر وارتفاع درجات الحرارة في بعض الأماكن إلى 48 مئوية.
وفي المجموع، انتشر 97 حريقًا منذ الأحد في نحو 15 ولاية في شمال شرق البلد أعنفها في بجاية والبويرة وجيجل. ودُفن بعض الضحايا الأربعاء. وأشار الدفاع المدني إلى إخماد "كلّ الحرائق" ووضع نظام للمراقبة.
وزير تونسي: سيطرنا بشكل كامل على الحرائق
في غضون ذلك قال وزير الداخلية التونسي كمال الفقي إن رجال الإطفاء التونسيين سيطروا بشكل كامل على الحرائق التي اجتاحت عدة مناطق في البلاد، مشيرا إلى أنها لم تسفر عن خسائر في الأرواح.
وأجبرت حرائق الغابات في تونس المئات على إخلاء منازلهم في ظل موجة حر غير مسبوقة تشهدها منطقة شمال إفريقيا وجنوب أوروبا. ووصلت درجات الحرارة إلى 49 درجة مئوية (120 فهرنهايت) في بعض مدن تونس هذا الأسبوع.
الحرائق لا تزال مشتعلة في دول أخرى
من جانبها أعلنت الحكومة اليونانية الأربعاء أنها كافحت أكثر من 600 حريق في الأيام الـ12 الماضية. بيد أنّ الحرائق لا تزال مشتعلة في جزر رودوس وكورفو وإيفيا (اليونان) بعدما تسببت أمس بمقتل ثلاثة أشخاص بينهم طياران من سلاح الجو كانا يكافحان النيران.
وفي إيطاليا قتل خمسة أشخاص على الأقل في حرائق في صقلية وعواصف قوية في الشمال يمكن أن تدفع الحكومة الى إعلان حالة الطوارئ في المناطق الأكثر تضررا.
وأظهرت أشرطة فيديو نشرت على مواقع التواصل الاجتماعي ألسنة اللهب على طول طريق سريع أمام مسافرين مذهولين بالقرب من سيراكيوز بينما التقط مستخدمو الإنترنت صورا لعاصفة قوية قرب فيرونا (شمال).
وفي البرتغال، يواصل مئات من رجال الإطفاء العمل على احتواء حريق غابات اندلع أمس في محيط منتجع سينترا السياحي، مما تسبب في ثماني إصابات طفيفة، بحسب الحماية المدنية.
"إنه التغيّر المناخي!"
وأثبتت شبكة "وورلد ويذر أتريبيوشن" أن موجات الحرّ الشديد التي تشهدها أوروبا والولايات المتحدة كان "مستحيلاً تقريباً" أن تحصل لولا التغيّر المناخي. وخلص الباحثون إلى أن "موجات الحرّ الأخيرة لم تعد أحداثاً استثنائية" وأنّ تلك التي ستحدث "ستكون أكثر كثافة وأكثر شيوعاً إذا لم يتم الحدّ من الانبعاثات بسرعة".
وقال مرصد المناخ التابع للاتحاد الأوروبي كوبرنيكوس إن انبعاثات الدخان من حرائق الغابات في اليونان هي الأعلى لهذه الفترة في السنوات الـ21 الماضية.
واليونان المعتادة على موجات الحر في الصيف، تقع في شرق المتوسط إحدى "النقاط الأكثر سخونة" في الاحترار المناخي. كما تشهد حاليا واحدة من أطول موجات الحر في السنوات الماضية بحسب خبراء الأرصاد الوطنية.
ع.ش/ أ.ح (أ ف ب، رويترز)
أشجار متفحمة ـ كفاح يائس في اليونان ضد حرائق تلتهم الغابات
جذوع أشجار محترقة وسحب الرماد وعمليات إطفاء خطيرة تهدد حياة رجال الإطفاء. مع الحرائق المدمرة التي اجتاحت جزيرة رودوس اليونانية، تستمر سلسلة حرائق الغابات هذا الصيف في أوروبا.
صورة من: HAZZ Slovak Fire and Rescue Services/Handout/REUTERS
المغادرة على عجل
يحمي أب نفسه وابنته من حرائق الغابات التي اندلعت في رودوس منذ أيام. تم إجلاء حوالي 30 ألف شخص، وتم نقل أكثر من 2000 منهم، بمن فيهم العديد من السياح، بواسطة سفن من الشواطئ. وكان على بعضهم السير على الأقدام، لأن بعض الطرق قد انقطعت وأغلقت جزئيًا بسبب النيران.
صورة من: Lefteris Damianidis/InTime News/AP/picture alliance
الهروب من النيران
تطلبت عمليات إجلاء الآلاف من الناس تضحيات كبيرة من السياح وجهودًا هائلة من رجال الإطفاء. وصرح محافظ رودوس جورجيوس هادجيماركوس للقناة اليونانية "سكاي تي في" بأن بعض الطرق لم تعد متاحة بسبب النيران، ويجب إيواء السياح وبعض السكان المحليين مؤقتًا في صالات الرياضة ومباني المدارس وقاعات المؤتمرات في الفنادق.
صورة من: Eurokinissi /Stringer/AFP
سحب الدخان تغطي السماء
الحريق الكبير في جزيرة رودوس مستمر منذ عدة أيام، وقد اندلع في جبل في وسط الجزيرة. ويشارك في مكافحة الحريق خمس طائرات هليكوبتر وحوالي 200 رجل إطفاء. لا تزال نهاية للحريق غير معروفة حتى الآن. وقال المتحدث باسم رجال الإطفاء فاسيليس فارثاكوجيانيس لقناة "سكاي تي في": إنه ليس حريقًا سينتهي غدًا أو بعد غد.
صورة من: Argiris Mantikos/Eurokinissi/REUTERS
الماء لغابات متفحمة
ليس فقط في رودوس تجتاح الحرائق الغابات. موجة الحر الشديد مع درجات حرارة تتجاوز 44 درجة مئوية، أدت إلى نشوب حرائق غابات في جميع أنحاء اليونان. والمنطقة الأكثر تأثرًا هي منطقة أجيا سوتيراس في بلدية تاناجرا بالقرب من أثينا، حيث تقوم هذه المروحية بإلقاء حمولتها من الماء لإطفاء الحريق. وسبق أن دُمرت المنطقة في حرائق كبيرة عام 2007.
صورة من: Tatiana Bolari/ANE Edition/IMAGO
قافلة محبي الخيول
ليس البشر فقط يفرون من نيران الحرائق، بل يجب إخلاء الحيوانات أيضًا. في 17 من يوليو/ تموز تعرضت مزرعة لتربية الخيول في كاليفيا بالقرب من أثينا للحريق. وتقود الموظفات الخيول في قافلة خارج منطقة الخطر وتحمين أنفسهن بأقنعة للوجه من السحب السامة.
صورة من: STELIOS MISINAS/REUTERS
الزلزال المدمر ثم الحرائق
ليس فقط في اليونان بل في جميع أنحاء أوروبا تؤدي موجة الحر الشديد هذا الصيف إلى اندلاع حرائق الغابات، حتى في تركيا. حيث ذكرت وكالة الأناضول التركية أن عدد حرائق الغابات في 18 يوليو/ تموز بلغ 19 حريقًا في جميع أنحاء البلاد. وقد تأثرت بذلك منطقة هاتاي أيضا، والتي كانت قد تعرضت لزلزال مدمر في فبراير/ شباط من هذا العام.
صورة من: DHA
سحب الرماد تغطي السماء
حتى جزيرة لا بالما الإسبانية تعاني من وضع حرج للغاية. فقط قبل عام تقريباً في 19 سبتمبر/ أيلول 2022 ثار بركان هناك. ابتلعت تدفقات الحمم 4000 مبنى و350 هكتارًا من الحقول. والآن تتصاعد سحب الرماد مرة أخرى ـ هذه المرة تشتعل الغابة. ودُمر ما يقرب من 3000 هكتار من الأراضي. ومع ذلك تمت السيطرة في الأثناء على الحرائق.
صورة من: Europa Press/EUROPA PRESS/dpa/picture alliance
دق ناقوس الخطر في كندا
تشتعل الغابات أيضًا خارج أوروبا. في كندا اندلعت حرائق الغابات في آن واحد في جميع المقاطعات في الفترة ما بين مارس/ آذار ويوليو/ تموز. وحتى 22 يوليو اندلع 4498 حريقًا مدمرًا في مساحة تقدر بحوالي 113 ألف كيلومتر مربع. وتم إجلاء نحو 155 ألف شخص حتى 8 يوليو، وهي أكبر عملية إجلاء تم تسجيلها في كندا.
صورة من: Kamloops Fire Rescue/Handout/REUTERS
ضباب الدخان يجتاز الحدود
انتقلت سحب دخان حرائق الغابات في كندا إلى الولايات المتحدة الأمريكية. ففي مدينة فيلادلفيا غطت غيوم الدخان السماء لعدة أيام (صورة). وفي نيويورك غطى الدخان الكثيف تمثال الحرية. وتجاوزت السحب الداكنة المحيط الأطلسي ووصلت إلى البرتغال. وآثار تلك السحب الدخانية وصلت حتى المانيا، وخاصة في ولاية زارلاند.
صورة من: Bill Streicher/USA TODAY Network/IMAGO
الجحيم في موقع تدريب للجيش
تندلع النيران من حين لآخر في ألمانيا أيضًا. وقد شب حريق في منتصف يونيو/ حزيران في غابة بمنطقة لوبتهين في ولاية ميكلنبورغ-فوربومرن، التي كانت موقعا لتدريب القوات العسكرية. وبفضل تحسين التدابير الوقائية تم إطفاء الحريق بسرعة هذه المرة، بالمقارنة مع عام 2019 عندما شب أكبر حريق غابات في تاريخ البلاد. بلغت المساحة المدمرة من الغابات هذه المرة 100 هكتار، وقبل أربع سنوات بلغت المساحة المدمرة 1000 هكتار.