1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

"هناك إمكانية حقيقية لإعادة مناقشة بعض نقاط اتفاقية السلام بين إسرائيل ومصر"

١٦ سبتمبر ٢٠١١

بعد تصريح رئيس الوزراء المصري بأن معاهدة السلام بين بلاده وإسرائيل مفتوحة دائماً للنقاش، اعتبرت الأخيرة أن المعاهدة "ليست مطروحة من جديد للتفاوض". الخبير الألماني فولكهارد فيندفور في حوار مع دويتشه فيله حول هذه التطورات.

هل حان الوت لإعادة التفاوض في اتفاقية كامب ديفيد؟صورة من: AP

استدعت وزارة الخارجية الإسرائيلية استدعت الجمعة (16 أيلول/ سبتمبر 2011) السفير المصري ياسر رضا للاحتجاج على تصريحات أدلى به رئيس الوزراء المصري عصام شرف، قال فيها إن معاهدة السلام مع إسرائيل "ليست مقدسة" وإنها "ليست شيئاً مقدساً"، بحسب صحيفة يديعوت احرونوت. وبحسب الصحيفة فإن المسؤولين الإسرائيليين أبلغوا رضا أنه "لا نية لدى إسرائيل لمراجعة معاهدة كامب ديفيد للسلام الموقعة عام 1979 وهي خطوة لا يمكن اتخاذها بشكل أحادي الجانب". في ضوء هذه المواقف المتضاربة بين الجانبين التقت دويتشه فيله بكبير المراسلين الأجانب في القاهرة ومراسل مجلة دير شبيغل الألمانية فولكهارد فيندفور وحاورته عن رؤيته لإشكالية تعديل المعاهدة وتأثيرات تصريحات شرف على العلاقة بين مصر وإسرائيل وفما إذا كانت ستقدم له ثقلاً سياسياً جديداً:

دويتشه فيله : رئيس الوزراء المصري عصام شرف صرح في مقابلة مع قناة تلفزيونية تركية إن معاهدة السلام مع إسرائيل ليست شيئاً مقدساً ومفتوحة دائماً للنقاش أو التغيير إذا كان ذلك يصب في مصلحة المنطقة ويعزز السلام. كيف تقييم هذه التصريحات؟

فولكهارد فيندفور: "أغلبية الشعب المصري لا تريد بأي شكل من الأشكال أعطاء أو منح إسرائيل المبرر لاستغلال ما يمكن أن يعتبر في يوم من الأيام انتهاكاً مصرياً لاتفاقية السلام"صورة من: picture-alliance / dpa

فولكهارد فيندفور: هذا لا يعد أول تصريح من هذا النوع من قبل رئيس الوزراء عصام شرف نفسه، بل سبتقها تصريحات مماثلة من قبل مسؤولين مصريين آخرين. وهي تصريحات واضحة وصريحة. وبعض المسؤولين الإسرائيليين عبروا عن آراء مشابهة إلى حد ما. وهذا يعني انه إذا قرأنا نص اتفاقية السلام/ كامب ديفيد نجد أن هناك إمكانية حقيقية لإعادة مناقشة بعض النقاط التي تم الاتفاق عليها من حيث المبدأ في إطار معين رابط. وبدون شك هناك إمكانية إذا وافق الطرفان على مبدأ إعادة مناقشة هذه النقطة، وذلك بأن يتم بالفعل تعديل بعض النقاط في اتفاقية السلام، منها على سبيل المثال عدد الوحدات العسكرية المتواجدة في شبة جزيرة سيناء ولاسيما في المنطقة القريبة من حدود قطاع غزة وإسرائيل. وأظن أن هذا سيتم في المستقبل المنظور، ربما بعد الانتخابات المصرية (الرئاسية والبرلمانية). وأعتقد أن هذا مبدأ غير مرفوض من قبل الجانب الإسرائيلي.

وزارة الخارجية الإسرائيلية استدعت السفير المصري لدى إسرائيل لتؤكد على أهمية معاهدة السلام "التاريخية". هل يعد هذا مؤشراً على أن، كما ذكرت، مبدأ مناقشة الاتفاقية من قبل الجانب الإسرائيلي غير مرفوض؟

منذ أسبوعين تحدثت مع الدكتور بطرس بطرس غالي، الأمين العام الأسبق للأمم المتحدة، وأردت أن أتأكد منه ما إذا كان بالفعل هنالك إمكانية لهذا الأمر في نص الاتفاقية. وأوضح لي أنه إذا ما دققنا في نص الاتفاقية قد نجد هذا فعلاً. ولكن شتان بين المبدأ وحقيقية ما تفكر فيه الأطراف التي تدلي بالتصريحات.

الشارع المصري يرى أن منصب رئيس الوزراء الحالي لا يأخذ البعد القوي الذي يجب أن يُتخذ، وكان هذا سبباً من الأسباب التي دفعت إلى تنظيم اعتصام 8 تموز/ يوليو الماضي لتوسيع صلاحيات رئيس الوزراء الحالي. إلى أي مدى يمثل تصريح شرف الأخير ثقلاً سياسياً بالنسبة إلى الشارع المصري؟

"أرى بدون شك غضباً عربياً ومصرياً حقيقياً، وليس إسلامياً أو إخوانياً فقط، من التصرف الإسرائيلي غير المسؤول والمتواصل من قبل المسؤولين الإسرائيليين حالياً ويجب أن يتخذوا خطوات حقيقية نحو السلام"صورة من: AP

اعتقد أن الشارع المصري ليس منقسماً فيما يتعلق بالأمور الأساسية، ومنها ضرورة التغيير الحقيقي وليس تغيير بعض المناصب وبعض الشخصيات، لكن فيما يتعلق بإسرائيل، وبصرف النظر عن بعض الأصوات غير الصادقة لأنه لديها مخططات سياسية غير مصرية والتي تطالب بما يمكن أن أشبهه بمحاولات إحراج أصحاب القرار حالياً في مصر ومستقبلاً أيضاً إن أمكن لتسخين العلاقات المصرية الإسرائيلية، فأغلبية الشعب المصري لا تريد بأي شكل من الأشكال أعطاء أو منح إسرائيل المبرر لاستغلال ما يمكن أن يعتبر في يوم من الأيام انتهاكاً مصرياً لاتفاقية السلام، هذا بصرف النظر عن المظاهرات أمام السفارة الإسرائيلية وتمزيق العلم لأنها بطولات فارغة. لكني أرى بدون شك غضباً عربياً ومصرياً حقيقياً، وليس إسلامياً أو إخوانياً فقط، من التصرف الإسرائيلي غير المسؤول والمتواصل من قبل المسؤولين الإسرائيليين حالياً ويجب أن يتخذوا خطوات حقيقية نحو السلام.

هل ترى أن تصريحات الدكتور شرف حول اتفاقية كامب ديفيد كانت من حيث توقيتها صحيحة بالنظر إلى الأوضاع الداخلية؟

اعتقد أن هذا التصريح في محله ووقته لأن الحكومة المصرية وأصحاب القرار الحاليين، ونحن أحرار في تسمية أصحاب القرار في القوت الحالي، جميعهم وبدون استثناء يعتريهم الغضب مثل الشعب المصري من التصرفات والتحذيرات والتهديدات الإسرائيلية. تصريح رئيس الوزراء عصام شرف يعبر عن موقف مصري حقيقي.

أجرت الحوار: هبة الله إسماعيل

مراجعة: عماد غانم

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد

تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW