1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

هنية في المغرب.. زيارة في وقت حساس وبحسابات معقدة

١٧ يونيو ٢٠٢١

زيارة هي الأولى من نوعها تلك التي يقوم بها إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس والوفد المرافق له إلى المغرب، ماذا تأمل الحركة في هذا التوقيت الحساس من ورائها، وهل ينحصر هدف المغرب في توظفيها لأغراض سياسية داخلية؟

إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس يسير إلى جانب سعد الدين العثماني رئيس الحكومة المغربي
زيارة تاريخية لقيادات حماس إلى الرباط في توقيت حرجصورة من: AA/Stringer/picture alliance

بدعوة من حزب العدالة والتنمية الإسلامي الذي يقود الائتلاف الحكومي في المغرب يقوم اسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس على رأس وفد من 12 شخصية قيادية بينها موسى أبو مرزوق وعزت الرشق بزيارة غير مسبوقة إلى المغرب. وقد التقى الوفد خلال جولته رئيس الحكومة والأمين العام للحزب الدكتور سعد الدين العثماني.

وتندرج هذه الزيارة "في إطار العلاقات بين المملكة وفلسطين ومساهمة في دعم القضية الفلسطينية والتشاور وتبادل الأفكار وسبل الدعم"، متضمنة لقاءات مع بعض الأحزاب السياسية المغربية، وفق ما صرح نائب الأمين العام للحزب سليمان العمراني.

مغزى الزيارة

يقول الدكتور عبد الفتاح البلعمشي أستاذ العلاقات الدولية بجامعة القاضي عياض بمراكش إن هدف الزيارة ورد في كلمات إسماعيل هنية بعد اجتماعه بالدكتور سعد الدين العثماني ولقائه عدداً من الشخصيات السياسية والحزبية بالمغرب، فهو "يأمل أن تكون نتائج هذه الفعاليات على طاولة الملك محمد السادس، ما يعني أن الزيارة نفسها تحظى باحتضان مغربي رسمي على أعلى مستوى" بحسب ما قال خلال حوار له مع DW عربية.

وبحسب الموقع الإلكتروني لحركة حماس، تهدف الزيارات إلى "تحشيد الموقف العربي والإسلامي لخدمة القضية الفلسطينية، وحماية القدس والمسجد الأقصى من التهديدات المتواصلة".هنية قال بعد اجتماعه مع العثماني إن "المقاومة الفلسطينية انتصرت على العدوان الإسرائيلي" الأخير على غزة، مشيراً إلى أن الحركة "أمامها مهام كبيرة للغاية لمرحلة ما بعد النصر سنبحث فيها بعمق مع أشقائنا في المغرب".

ويضيف الدكتور البلعمشي أستاذ العلاقات الدولية أن كلمات إسماعيل هنية يمكن قراءتها من زاويتين "الأولى أن حماس بعد انتصارها في المعركة الأخيرة وبعد حصولها على هذا الدعم الشعبي والحكومي على مستوى العالم للقضية الفلسطينية تريد توسيع هامش تفاعلها وأن تحشد دعماً للقضية، فكلمات هنية في خطابه الأخير لم تتحدث عن غزة فقط أو القدس فقط أو حماس فقط وإنما عن كل فلسطين وكل حركات المقاومة فيها، وهو خطاب دبلوماسي شامل غير معهود من هنية أو حماس".

أما الزاوية الأخرى - يضيف البلعمشي - فهي "أن حماس تقول اليوم إنها أصبحت رقماً سياسياً هاماً لا يمكن تجاوزه فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية".

دعاية انتخابية؟

ويرى البعض أن حزب العدالة والتنمية قد رتب لهذه الزيارة كنوع من الاستثمار المبكر قبيل الانتخابات، خصوصاً وأن صورة الحزب تضررت شعبياً بعد توقيع العثماني باعتباره رئيسا للحكومة المغربية على اتفاق التطبيع مع إسرائيل.

تأمل حماس في الحصول على المزيد من الدعم للقضية الفلسطينية من خلال الدبلوماسية المغربية، فهل يتحقق لها ذلك؟صورة من: AA/Stringer/picture alliance

لكن الواضح أن زيارة وفد حماس ليست حزبية فقط وليست متعلقة بحزب العدالة والتنمية وحده بل ستشمل مسؤولين آخرين وفاعلين وقيادات لأحزاب أخرى في المغرب.

من جانبه، قال الدكتور سعد الدين العثماني رئيس الحكومة المغربية إن زيارة وفد حماس "لم تأت على عجل، إذ تم توجيه الدعوة إلى وفد حركة حماس منذ ستة أشهر لكنها لم تتيسر إلا اليوم".

في هذا السياق يقول الدكتور البلعمشي أستاذ العلاقات الدولية إن " حزب العدالة والتنمية يتفاعل داخل المجتمع المغربي الحزبي ولابد أن يطرح رؤيته في الداخل، وحتى وإن كان هناك استثمار سياسي قبيل الانتخابات فلا مانع من ذلك فهذا في النهاية عمل سياسي، لكننى أرى أن الأمر لا يتعلق بالعملية السياسية والانتخابية فقط، كما أن الزيارة والنقاش والحوارات لن يستأثر بها حزب العدالة والتنمية".

ويضيف البلعمشي أن دعم القضية الفلسطينية يصل إلى مستوى الملك من خلال الكثير من الأمور التي حدثت كالدعم المادي والسياسي "فالمنشآت التي تنشئها لجنة القدس لا تقف عند القدس وحدها وإنما تصل إلى غزة وغيرها، كما لا يمكن تصور حضور وفد من أكبر قيادات حماس دون وجود احتضان رسمي للزيارة".

لا يرى الدكتور عبد الفتاح البلعمشي أستاذ العلاقات الدولية مانعاً من أن يستثمر حزب العدالة التنمية زيارة قيادات حماس للمغرب لصالحهصورة من: Privat

ويشير البلعمشي إلى أن "المغرب يسعى بخطابه السياسي والدبلوماسي إلى أن يكون هناك سلام في فلسطين وأن أي تواصل مع إسرائيل لا يلغي جوهرية القضية الفلسطينية، ما يعني أن العلاقات ليست فقط لمصلحة وفائدة المغرب سياسياً وإنما لدفع عملية السلام وتقريب وجهات النظر بين الأطراف والتطلع لدور أكبر وأهم في عملية السلام بما يستثمر دور المغرب وأهميته على المستويين الإقليمي والدولي".

أوراق ضغط مغربية؟

تزامنت زيارة هنية مع برقية تهنئة من الملك محمد السادس لرئيس الحكومة الإسرائيلي الجديد نفتالي بينيت، وهو ما جعل البعض يعتقد أن الزيارة ماهي إلا ورقة في سياسة المغرب الخارجية سواء في ملف الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي أو في ملف الصحراء الغربية.

مسائية DW: إسرائيل تعرض دعم المغرب في قضية الصحراء. فما الثمن؟

22:41

This browser does not support the video element.

لكن رئيس الحكومة المغربية جدد التأكيد على أن "عمل المغرب من أجل ترسيخ مغربية الصحراء لن يكون أبداً لا اليوم ولا في المستقبل على حساب نضال الشعب الفلسطيني ومن أجل حقوقه المشروعة"، في إشارة إلى إعادة العلاقات الدبلوماسية بين المغرب وإسرائيل في العاشر من ديسمبر/كانون الأول الماضي بوساطة أمريكية مقابل اعتراف إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بسيادة المغرب على إقليم الصحراء الغربية.

وكان العاهل المغربي محمد السادس رئيس لجنة القدس التابعة لمنظمة التعاون الإسلامي قد أكد بدوره عقب استعادة العلاقات مع إسرائيل في اتصال هاتفي مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس إن المغرب يضع دائماً القضية الفلسطينية في مرتبة قضية الصحراء المغربية، وأن عمل المغرب على ترسيخ مغربيتها لن يكون أبداً على حساب نضال الشعب الفلسطيني.

ويرى الدكتور عبد الفتاح البلعمشي أستاذ العلاقات الدولية والقانون الدولي أن موضوع الصحراء الغربية وأولويات السياسة الخارجية المغربية أبعد ما تكون عن أن تستثمر في ملف الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي، "فملف الصحراء يدار بمستويات مختلفة، وسياسة المغرب الخارجية لا تقف فقط عند المصلحة المغربية - والتي هي أولوية بطبيعة الحال - وإنما أيضاً تتعدى ذلك ليكون المغرب شريكاً في أمور هامة كالتزام أخلاقي وأدبي والتزام بمساندة ودعم القضايا العادلة ومن باب الالتزام بمبادئ القانون الدولي وهي تتميز في هذا الشأن بكثير من الوضوح".

وقبل عدة أيام هنأ العاهل المغربي رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت بمناسبة انتخابه، مؤكداً حرص المملكة على مواصلة مساعيها "لخدمة سلام عادل ودائم" في المنطقة. وقال العاهل المغربي في برقية تهنئة "أؤكد لكم حرص المملكة المغربية على مواصلة دورها الفاعل ومساعيها الخيرة الهادفة لخدمة سلام عادل ودائم في الشرق الأوسط يضمن لكافة شعوب المنطقة العيش جنبا إلى جنب، في أمن واستقرار ووئام".

ويؤكد الدكتور البلعمشي أستاذ العلاقات الدولية والقانون الدولي أنه حينما يكون هناك علاقات دبلوماسية بين بلدين فلابد من حدوث أمور متعارف عليها في التعامل بين الدول، مضيفا: " عندما ترتبط دولة بعلاقة مع دولة أخرى تشهد أحداثا سياسية هامة كانتخاب رئيس أو رئيس حكومة أو وفاة لقيادة سياسية كبيرة أو اعتماد لسفراء فإن الاتصال بين البلدين يحدث عقب مثل هذه الأحداث." فكل هذه طقوس دبلوماسية متعارف عليها وبالتالي فهذا لا يدخل في إطار المواقف السياسية وإنما في إطار البروتوكول الدبلوماسي".

وكان المغرب رابع دولة عربية تستأنف علاقاتها مع إسرائيل أواخر العام الماضي بموجب اتفاق رعته إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب. وينص كذلك على اعتراف الولايات المتحدة بسيادة المغرب على الصحراء الغربية المتنازع عليها مع جبهة البوليساريو.

عماد حسن

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد
تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW