هولاند وميركل يدعوان إلى تعامل موحد مع أزمة اللاجئين
٢٤ أغسطس ٢٠١٥
طالبت المستشارة ميركل وكذلك الرئيس الفرنسي هولاند دول الاتحاد الأوروبي بالتعامل مع أزمة اللاجئين بشكل موحد. فيما دعا وزير الخارجية الألماني شتاينماير إلى تقديم "نظام حصص ملزمة تضمن توزيعا عادلا للمهاجرين في أوروبا".
إعلان
دعت المستشارة الألمانية انغيلا ميركل والرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند الاثنين (24 آب/ أغسطس 2015) إلى تعامل "موحد" مع أزمة اللاجئين التي تعد الأسوأ التي تشهدها أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية. وقال هولاند في بيان مقتضب قبل المحادثات "علينا أن نضع نظاما موحدا بشان حق اللجوء"، واصفا تدفق اللاجئين من مناطق الأزمات في العالم بأنه "وضع استثنائي سيستمر لفترة من الوقت".
وقالت ميركل، التي تتوقع بلادها 800 ألف طلب لجوء هذا العام، إن ألمانيا وفرنسا تتوقعان من جميع الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي الالتزام بسياسات الهجرة الحالية التي تحكم الاتحاد "بالسرعة الممكنة". وأعربت عن أملها من جهة أخرى بان تتم "هذا العام (...) إقامة مراكز التسجيل في الدول التي يقصدها (المهاجرون) أولا وبينها اليونان وايطاليا".
ورغم أن قرارا اتخذ في هذا الشأن في نهاية حزيران/ يونيو، فأن أيا من هذه المراكز الهادفة إلى فصل المهاجرين الذين يحق لهم اللجوء عن سواهم لم ير النور حتى الآن. وأضافت ميركل "لا يمكننا القبول بتأخير" كهذا.
وشدد هولاند على "تضامن" فرنسا وألمانيا، لكنه أعرب هو الآخر عن أمله بـ"تقاسم عادل للاجئين الذين يحق لهم اللجوء" في أوروبا وبـ"إعادة الأشخاص الذين دخلوا في شكل غير قانوني مع الحفاظ على كرامتهم".
وأضاف "علينا أيضا أن نضع نظام لجوء موحدا" و"سياسة هجرة مشتركة مع قواعد مشتركة"، متحدثا عن "معايير الاستقبال" و"تحديد لماهية الدول الآمنة".
مبادرات إنسانية مبتكرة لمساعدة اللاجئين في ألمانيا
صورة من: picture-alliance/dpa/P. Pleul
أسس سفين بورخيرت وبعض أصدقائه في دورتموند مبادرة "فرييفونك"، وفيها يزودون اللاجئين في مراكز اللجوء بانترنيت مجاني. ويعمل القائمون على المبادرة على وضع جهاز "روتر" في مراكز اللجوء وجمع التبرعات لتمويل المشروع الخيري. أكثر من 400 لاجئ في دورتموند يستعمل الانترنت المجاني بفضل هذه المبادرة.
صورة من: picture alliance/dpa/B. Thissen
المعماري غونتر رايشيرت يقوم بتعليم الأطفال اللاجئين في ألمانيا القراءة والكتابة وتعلم الألمانية. وأسس في مدينة نورنبيرغ أول مكتبة لطالبي اللجوء اسماها "أزولوتيك"، التي يمكنهم فيها تعلم الألمانية واستعارة الكتب مجانا. ويقول غونتر : "هدفي أن تكون هناك 50 "أزولوتيك" في ألمانيا في نهاية هذا العام".
صورة من: picture alliance/dpa/T. Schamberger
طالبة قسم الفنون ناتاليا تعمل في وقت فراغها مترجمة متطوعة دون مقابل مالي في أحد مراكز تقديم اللجوء في برلين، الذي يعمل فيه 100 مترجم. وعملت ناتاليا سابقا كمترجمة للغة للعربية والروسية في الكثير من مراكز الاستشارة في ألمانيا. كما ترافق ناتاليا اللاجئين عند ذهابهم إلى مواعيد رسمية أو زيارة الطبيب.
صورة من: picture alliance/dpa/G. Fischer
هليدهغارد نيس ناختسهايم تسكن مقابل إحدى دور اللاجئين في ولاية براندنبورغ. وعندما قدم أول 180 لاجئ إلى مدينتها سنة 2013 أسست هليدهغارد مع زوجها فريقا لاستقبال اللاجئين الجدد. وتحاول هليدهغارد مساعدة اللاجئين بطرق شتى لتسهيل حصولهم على الخدمات الضرورية. وتدعوهم باستمرار لشرب القهوة وللحديث معهم.
صورة من: picture alliance/dpa/B. Settnik
أما السيدة كارولا لانغة فهي رئيسة تجمعات مساعدة اللاجئين في إحدى مدن ساكسن. وتحاول هي و40 شخصا آخرين مساعدة اللاجئين وتعليمهم اللغة الألمانية، وخاصة في تمضية أوقات فراغ اللاجئين وعن ذلك تقول : "هؤلاء الناس لا يعملون شيئا، إذ يترتب عليهم الانتظار. إنها مشكلة كبيرة تواجههم".
صورة من: picture alliance/dpa/J. Schurig
تعمل مؤسسة "غوته تات دي إي" الخيرية في برلين على تقديم المساعدات والاستشارات للاجئين في المدينة. وبسبب الإقبال الكبير من الألمان على العمل التطوعي المجاني أصبحت المؤسسة مركزا لتقديم الطلبات وتوزيع الراغبين في العمل على الأماكن في المدينة. وقدمت المؤسسة رقما مجانيا للاتصال بها وللتسجيل للعمل التطوعي.
صورة من: picture alliance/dpa/G. Fischer
بعض الطلبة في فرانكفورت قرروا إنشاء شبكة موقع إليكتروني للاجئين أصحاب الشهادات لتقديم المعلومات الأكاديمية لهم وللتعرف على كيفية معادلة شهاداتهم، بالإضافة إلى البحث عن فرص عمل مناسبة. وتقدم شبكة "أي إي في" أيضا برامج لتعلم الألمانية عن طريق التحاور الثنائي "تانديم".
صورة من: picture alliance/dpa/C. Schmidt
راينهارد ييليس يدير إحدى الشركات في مدينة مولهايم أن دير رور. وطلب قبل عام على صفحته في فيسبوك جمع تبرعات لعائلة عراقية لاجئة تضم عددا كبيرا من الأطفال. لقي نداء راينهارد تجاوبا وأسس بعدها مبادرة " أهلا بكم في مولهايم". المتطوعة نبيلة تعمل في مخزن التبرعات على توزيع المساعدات للاجئين.
صورة من: picture alliance/dpa/M. Hitij
نيكول تساناكيس وكورنيليوس كاوب بدؤوا في الشهر الحالي مبادرتهم في جمع تبرعات للاجئين. وسيقومان بالتجول عبر لوحات التزلج بدءا بمدينة دوسلدورف وإنتهاء بمدينة هامبورغ في الشمال. الشابان جمعوا لغاية الآن 7000 يورو وسيقومون بالتبرع بالمبلغ الإجمالي لمنظمة "ستاي" الخاصة بالعناية باللاجئين.
صورة من: picture alliance/dpa/M. Hitij
حتى المشاهير في ألمانيا يحاولون وبصورة علنية مساعدة اللاجئين. الممثل الألماني الشهير تيل شفايغر يحاول بناء مركز للاجئين في ألمانيا. ومن جهتها الممثلة سارة تكوتش ذهبت بنفسها إلى مراكز اللجوء لتعمل كمتطوعة لمساعدة اللاجئين.
صورة من: picture alliance/dpa/J. Carstensen
عضو البرلمان الألماني مارتن باتسيلت عن حزب الديمقراطي المسيحي استضاف في بيته لاجئان من إريتريا ليعيشا معه ومع أبنه في نفس الغرفة. بالإضافة إلى ذلك يعتني السيد باتسيلت باللاجئين ويذهب معهم للتنزه، فيما تعلم زوجته اللاجئين اللغة الألمانية في المنزل.
صورة من: picture alliance/dpa/P. Pleul
في منطقة سييت في شمال ألمانيا تم تحويل معسكر سابق للجيش إلى مركز لإيواء اللاجئين. وسيأتي نحو 600 لاجئ للمركز الجديد، الذي انضم عدد من المتطوعين للعمل فيه، وضمنهم السيدة بريغيته فوتكا التي تنظم التبرعات في المركز.
صورة من: picture alliance/dpa/B. Marks
12 صورة1 | 12
وشجبت ميركل الاحتجاجات العنيفة ضد لاجئين في شرق بلادها بمدينة هايدناو خلال اليومين الماضيين وقالت إن من المشين أن يحظى أعضاء اليمين المتطرف بأي دعم من المجتمع المحلي هناك. وقالت ميركل "أود أن أقول بعد الصور المروعة من هايدناو.. إني أندد بشدة بالعنف هناك.. وأجواء العنصرية التي شاهدناها غير مقبولة.
وكان وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير قد دعا مرة أخرى اليوم إلى حصص ملزمة للمهاجرين في جميع الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي مكررا مطالب قدمتها ألمانيا عندما زاد تدفق المهاجرين عليها.
وقال شتاينماير في افتتاح مؤتمر دبلوماسي في برلين "لا يبرر تدفق المهاجرين الأحوال الإنسانية الكارثية التي شاهدناها في الأسابيع القليلة الأخيرة في كثير من الأماكن في أوروبا: المؤسسات والمعايير المتساوية. ومن وجهة نظرنا يتطلب هذا تقديم نظام حصص ملزمة تضمن توزيعا عادلا للمهاجرين في أوروبا". وقال شتاينماير إن الحق الأساسي الذي قدمته أوروبا "بضرورة حماية الناس الذين يحتاجون إلى حماية" يجب التمسك به.