بدأت هولندا اليوم الاثنين (14 تشرين الأول/أكتوبر 2024) محاكمة مواطنة هولندية انضمت إلى تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) في عام 2015 بتهمة ارتكاب جرائم ضد الإنسانية على خلفية مزاعم استعبادها لامرأتين إيزيديتين في سوريا.

وتواجه حسناء عرب (33 عاماً) اتهامات بالمشاركة في جريمة ضد الإنسانية، وهي الاستعباد، لأنها احتجزت امرأتين إيزيديتين في المنزل خلال عامي 2015 و2016 وعاملتهما كجاريتين في الوقت الذي كانت تعيش فيه بمدينة الرقة مع ابنها الصغير وزوجها المقاتل في صفوف التنظيم الإرهابي.

وهولندا هي ثاني دولة فقط تحاكم شخصا يقال إنه عضو في تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) بتهمة ارتكاب جرائم ضد الإنسانية بحق الإيزيديين، وهم أقلية دينية قديمة تجمع بين المعتقدات الزرادشتية والمسيحية والمانوية واليهودية والإسلامية.

وسيطر تنظيم "الدولة الإسلامية" على مساحات شاسعة من العراق وسوريا في الفترة من 2014 إلى 2017 قبل هزيمته في آخر معاقله بسوريا عام 2019.

وكان التنظيم يعتبر الإيزيديين عبدة شيطان وقتل أكثر من ثلاثة آلاف واستعبد سبعة آلاف امرأة وفتاة منهم وشرد معظم أفراد هذه الأقلية، وعددهم 550 ألف نسمة، بعيداً عن موطنهم الأصلي في شمال العراق.

وفي قضايا سابقة، أدانت ألمانيا اثنين من أعضاء التنظيم بارتكاب جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب ضد الإيزيديين.

وتواجه حسناء عرب أيضاً اتهامات بالانضمام إلى منظمة إرهابية من عام 2015 إلى عام 2022 وتعريض ابنها البالغ من العمر أربع سنوات للخطر حين اصطحبته إلى منطقة حرب.

وقالت للقضاة اليوم الاثنين أنها كانت موجودة في المكان الذي عاشت فيه الإيزيديتان اللتان تم تعريفهما في المحكمة فقط بالحرفين "زد وإس".

ومع ذلك، نفت عرب أنها رأت أي علامات إساءة عندما تمت مواجهتها بشهادة "زد" التي قالت للقضاة في وقت سابق إنها تعرضت للإساءة والتهديد في المنزل. وأضافت حسناء عرب أمام المحكمة "كان من الواضح أنها جارية، لكنني لم أشهد تعرضها لأي إساءة". وأكدت أنها هي نفسها كانت تخضع لتحكم زوجها آنذاك لكنها لم تصدر أي أوامر للمرأتين الإيزيديتين.

وسيقدم الدفاع ما لديه بالكامل بخصوص القضية في وقت لاحق من هذا الأسبوع.

وبموجب قوانين الاختصاص القضائي العالمي الهولندية، من حق المحاكم الوطنية محاكمة المشتبه في ارتكابهم جرائم حرب أو جرائم ضد الإنسانية أو إبادة جماعية على أراض أجنبية ما دام للمتهم صلة بهولندا.

خ.س/أ.ح (رويترز)