شهد ملعب موزيس مابيدا في مدينة ديربان بعد ظهر اليوم (الاثنين 28 يونيو/ حزيران) خامس مباريات دور ثمن النهائي في مونديال 2010 الذي تستضيفه جنوب أفريقيا، والتي كانت ثاني مباراة في هذا الدور تجري بين منتخبين أوروبيين، فأمام زوار الملعب الذين بلغ عددهم حوالي اثنين وستين ألفا، وكذلك أمام ملايين مشاهدي التليفزيون من عشاق كرة القدم في أنحاء العالم لعب المنتخب الهولندي أمام منتخب سلوفاكيا.

ودخل المنتخب البرتقالي إلى المباراة بروح الفوز في المباريات الثلاث لدور المجموعات، وبالتصميم على إحراز نجاحات رائعة في هذا المونديال تصل إلى الفوز بلقبه، كما أعلن مساعد مدرب المنتخب، فرانك دي بور قبل المباراة، بينما خاض منتخب سلوفاكيا المباراة بالمعنويات العالية التي اكتسبها لاعبوه عبر فوزهم على بطل العالم ، منتخب إيطاليا، وإقصائه من البطولة من دورها الأول، وتأهلهم هم لدور ثمن النهائي، ما جعلهم يعتقدون، بل عازمين على تحقيق مفاجأة أخرى في مجرى المونديال.

روبين يحقق التقدم لهولندا

ولذلك بدأت المباراة سريعة وبسجال بين المنتخبين تبادلا فيه اللعب الهجومي ومحاولة الوصول المبكر إلى شباك المرمى، كما تبادلا الدفاع المحكم عن المرمى، مع تفوق واضح للاعبي هولندا في ذلك كله. ووسط محاولات لاعبي سلوفاكيا الانتشار الجيد في الملعب وقفل مفاتيح اللعب أمام منافسيهم، شهدت الدقيقة الثامنة عشرة إرسال لاعب الوسط الهولندي سنايدر كرة أمامية طويلة من أمام منطقة مرماه وصلت يسار ملعب سلوفاكيا ليلحق بها زميله آريين روبين ويستحوذ عليها.

وانطلق روبين بالكرة في اتجاه وسط حافة منطقة مرمى سلوفاكيا مراوغا لاعب الوسط السلوفاكي زابافنيك، وسددها بيسراه على يسار الحارس يان موتشا مسجلا هدفا لهولندا. وبينما زاد هذا الهدف من حماس لاعبي المنتخب البرتقالي لتعزيزه، زاد أيضا من تصميم لاعبي سلوفاكيا على تعديل النتيجة، فأخذوا في مبادلة منافسيهم الاستحواذ على الكرة والضغط المرمى، ليستمر السباق بين المنتخبين من أجل هز شباك المرميين، إلى أن أعلن الحكم الإسباني أونديانو نهاية الشوط الأول بتقدم هولندا بهدف نظيف.

عزم قوي على تعديل النتيجة

وبدأ منتخب سلوفاكيا الشوط الثاني بهجوم مكثف على مرمى هولندا، ما اضطر لاعبيها إلى التراجع للدفاع عن مرماهم. ووسط هذا الهجوم السلوفاكي وفي الدقيقة الخمسين نظم المنتخب الهولندي هجمة مرتدة سريعة، ارتدت فيها الكرة من الدفاع السلوفاكي يمين منطقة المرمى إلى لاعب الوسط المهاجم روبين الذي راوغ أكثر من لاعب سلوفاكي وسدد بيسراه في الزاوية اليسرى الأرضية للمرمى، ولكن الحارس موتشا حولها ببراعة إلى ضربة ركنية لم تسفر إلا عن تحول دفة التفوق في الهجوم والضغط على المرمى إلى لاعبي المنتخب البرتقالي.

ولم يثن ذلك من عزم لاعبي سلوفاكيا على تعديل النتيجة، فواصلوا لعبهم الهجومي، لتشهد أواخر الدقيقة السادسة والستين و صول الكرة يسار منطقة مرمى هولندا إلى المهاجم ستوتش الذي انطلق بها داخل المنطقة وصوب بيمناه تسديدة قوية حولها الحارس مارتين ستيكيلينبرغ إلى ضربة ركنية. وفي الدقيقة السابعة والستين وصلت الكرة على بعد أربعة عشرا مترا من المرمى الهولندي إلى المهاجم السلوفاكي روبرت فيتيك الذي سددها ولكن ليس بالقوة الكافية ليمسك بها الحارس ستيكيلينبرغ.

سجال كفاحي مثير

ورد المنتخب البرتقالي على ذلك بالضغط الهجومي السريع على مرمى سلوفاكيا، وشهدت الدقيقة الثالثة والسبعون تسديدة قوية جدا للاعب الوسط الهولندي كويت من مسافة خمسة وعشرين مترا حولها موتشا إلى ضربة ركنية، توالت بعدها هجمات المنتخب الهولندي الخطيرة على المرمى السلوفاكي. وفي الدقيقة الرابعة والثمانين نفذ الظهير الأيسر الهولندي فان برونكهورست ضربة حرة مباشرة من يسار وسط ملعبه بإرسال الكرة أمامية طويلة إلى منطقة مرمى المنتخب السلوفاكي.

و قبل أن يمسك بها الحرس موتشا خطفها لاعب الوسط كويت في يسار المنطقة، ثم مررها في الجانب الآخر للمنطقة إلى زميله سناير المتابع ليسكنها شباك المرمى مسجلا الهدف الثاني لهولندا. وزاد هذا الهدف من قوة وإثارة السجال الكفاحي بين المنتخبين، لتشهد الدقيقة الثالثة والأخيرة من الوقت بدل الضائع من الشوط الثاني وصول الكرة في منطقة مرمى هولندا إلى لاعب الوسط السلوفاكي مارتين ياكوبكو ( نزل إلى الملعب في الدقيقة السابعة والثمانين بدلا من زميله زابافنيك) الذي راوغ قلب الدفاع الهولندي ماتييزين وانفرد بالمرمى.

وبينما حاول مراوغة الجارس ستيكيلينبرغ عرقله هذا، ليحتسب الحكم ضربة جزاء أحرز منها المهاجم فيتيك هدفا لسلوفاكيا قبل أن يعلن الحكم نهاية المباراة بفوز المنتخب الهولندي بهدفين مقابل هدف، والتأهل لدور ربع النهائي في بطولة الفيفا - كأس العالم 2010 ليقابل فيه الفائز في المباراة السادسة في دور ثمن النهائي بين المنتخب البرازيلي ونظيره التشيلي، بينما تودع سلوفاكيا أول مونديال تشارك فيه كدولة مستقلة.

الكاتب: محمد الحشاش

مراجعة: حسن زنيند