هولندا توقف عشرات المؤيدين للفلسطينيين تحدّوا حظر الاحتجاجات
١٠ نوفمبر ٢٠٢٤
ألقت الشرطة الهولندية القبض على أكثر من 100 متظاهر مؤيد للفلسطينيين بعد تحديهم لحظر على التظاهر في أمستردام . يأتي ذلك فيما حثت إسرائيل مواطنيها على تجنب حضور أي أحداث ثقافية ورياضية في الخارج.
إعلان
أوقفت الشرطة الهولندية الأحد (العاشر من نوفمبر/تشرين الثاني) عشرات المتظاهرين المؤيدين للفلسطينيين في أمستردام الذين تحدوا أمرا قضائيا يحظر الاحتجاجات بعد صدامات بين مشجعي كرة قدم إسرائيليين وشبان الخميس (السابع من نوفمبر/تشرين الثاني).
وفي وقت سابق من اليوم الأحد، أيدت محكمة منطقة أمستردام قرارا أصدرته رئيسة بلدية المدينة فيمكه خالسيما بحظر الاحتجاجات، بعد ثلاثة أيام على الصدامات التي وقعت على هامش المباراة بين فريقي أياكس أمستردام ومكابي تل أبيب.
وكتبت المحكمة على موقع "اكس" "قررت رئيسة البلدية فرض حظر على التظاهر في المدينة خلال عطلة نهاية الأسبوع". وبناء على ذلك، "رفض" طلب المحتجين إقامة تظاهرة.
رغم ذلك، تجمع مئات المتظاهرين في ساحة دام في المدينة، رافعين لافتات كتب عليها "نريد استعادة شوارعنا" وهاتفين "فلسطين حرة"، كما شاهد مراسل وكالة فرانس برس.
وتقدم الناشط الهولندي فرانك فان دير لينده بطلب للحصول على تصريح عاجل للتظاهر في ساحة دام الشهيرة في المدينة، على الرغم من الحظر الموقت على الاحتجاجات الذي أعلنته رئيسة البلدية الجمعة. وقال ألكسندر فان ستوكوم أحد المشاركين في التظاهرة "هذا الاحتجاج لا علاقة له بمعاداة السامية".
وقال المسؤولون إن مئات من الشرطة كانوا في الخدمة وأجبروا المتظاهرين على مغادرة ساحة دام المركزية في العاصمة الهولندية إلى الشوارع المحيطة.
واقتيد الموقوفون إلى حافلات كانت مركونة في مكان قريب وأفرج عنهم في مناطق أخرى من المدينة على ما أفادت وسيلة الاعلام المحلية "أيه تي 5". ولم توضح الشرطة إن كان بعض المتظاهرين لا يزالون موقوفين.
وقالت بلدية أمستردام إنها مددت إلى الخميس المقبل التدابير المتخذة في المدينة والتي تشمل حظر وضع أقنعة وحشد قوات شرطة إضافية.
السلطات تجري تحقيقا كاملا
وبعد الصدامات التي أثارت الغضب في جميع أنحاء العالم، أدخل مشجعون لفريق مكابي تل أبيب إلى المستشفى لفترة وجيزة بعد المباراة مساء الخميس. وقد وصفت رئيسة بلدية أمستردام أعمال العنف بأنها ذات طابع "معاد للسامية". وأكدت الشرطة الهولندية أن التوتر بدأ قبل 24 ساعة من موعد المباراة بين أياكس ومكابي تل أبيب على ملعب يوهان كرويف أرينا الخميس.
إعلان
وقال قائد شرطة أمستردام بيتر هولا إن مشجعي مكابي أحرقوا علما فلسطينيا في ساحة دام المركزية وحطموا سيارة أجرة. وقالت السلطات في أمستردام إن الاستفزازات من مشجعي كرة القدم الإسرائيليين لا تبرر استهدافهم.
وتحدثت خالسيما عن مجموعات استهدفت مشجعي النادي الإسرائيلي بالضرب والركل. وقالت "هذا ثوران معاد للسامية وآمل ألا أرى هذا مرة أخرى"، معربة عن شعورها "بالخجل" من أعمال العنف. وفتحت الشرطة تحقيقا واسع النطاق.
من جهته أعلن وزير الخارجية الهولندي كاسبار فيلدكامب الذي التقى نظيره الإسرائيلي جدعون ساعر السبت أن السلطات تجري "تحقيقا كاملا".
"رسالة تضامن" من ماكرون في مباراة فرنسا وإسرائيل
ودعت السلطات الإسرائيلية الأحد المشجعين الإسرائيليين إلى عدم حضور مباراة منتخبي إسرائيل وفرنسا لكرة القدم المقررة الخميس في باريس بسبب التوترات. وفي المقابل، أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أنه سيحضر هذه المباراة.
وحثت إسرائيل مواطنيها اليوم على تجنب حضور أي أحداث ثقافية ورياضية في الخارج يشارك فيها إسرائيليون على مدى الأيام المقبلة.
وذكر بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن إسرائيل حصلت على معلومات مخابراتية تفيد بأن جماعات مؤيدة للفلسطينيين تعتزم إلحاق أضرار بالإسرائيليين في مدن في هولندا وبريطانيا وفرنسا وبلجيكا وغيرها.
وأعلن مكتب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في الوقت نفسه أن ماكرون سينضم إلى مشجعي كرة قدم في ملعب فرنسا الدولي يوم الخميس حينما تواجه فرنسا إسرائيل في مباراة بدوري الأمم الأوروبية.
وذكر مكتب ماكرون أن مشاركة الرئيس هدفها توجيه "رسالة أخوة وتضامن عقب الأفعال المعادية للسامية التي لا يمكن التسامح معها والتي أعقبت المباراة في أمستردام".
هـ.د/ص.ش (أ ف ب، رويترز، د ب أ)
تعصب وتطرف أم خوف من الآخر؟ مظاهر العنف في أوروبا
لئن عاشت الأغلبية العظمى في أوروبا من أوروبيين ومن أصول مهاجرة من مختلف الأديان والثقافات في كنف السلام والاحترام، إلا أنها لم تخل أيضا من مظاهر للعنف تحت ذرائع مختلفة: دينية وقومية وغيرها، لكنها مرفوضة من الأغلبية.
صورة من: picture-alliance/dpa/SDMG/Dettenmeyer
مظاهر التطرف والدعوة إلى العنف باسم الدين لم تقتصر على الدول العربية والإسلامية، بل أيضا دول غربية على غرار ألمانيا شهدت بدورها مظاهرات لأقلية سلفية حمل بعض عناصرها الأعلام السوداء ودعا فيها للعنف. الصورة لمظاهرة تعود إلى عام 2012 في مدينة بون الألمانية حيث تظاهر سلفيون ضد يمينيين متطرفين واعتدوا خلالها على رجال شرطة.
صورة من: picture-alliance/dpa
استخدام الدين كذريعة لارتكاب جرائم إرهابية، مثلما حدث خلال الاعتداء على مقر صحيفة شارلي إيبدو مطلع هذا العام وقتل 11 شخصا من طاقمها بدافع الانتقام لصور كاريكاتورية للرسول محمد نشرتها الصحيفة، أثار استهجان الملايين ليس في فرنسا وأوروبا فقط وإنما ايضا في العديد من الدول الإسلامية والعربية.
صورة من: Reuters/Platiau
الإرهابيون لم يستهدفوا مقر صحيفة شارلي إيبدو الفرنسية فقط وإنما أيضا شرطيا مسلما واسمه أحمد وشرطية أخرى كانت تنظم حركة المرور وكذلك أربعة يهود، بينهم يهودي تونسي، كانوا في أحد المتاجر اليهودية بصدد التبضع لإحياء مراسم السبت. العمليات الإرهابية كانت من توقيع تنظيم "الدولة الإسلامية".
صورة من: AFP/Getty Images/K. Tribouillard
وبعد الهجمات الإرهابية التي طالت باريس واسفرت عن سقوط 18 شخصا، ها هو الإرهاب تحت ذريعة الدين يضرب العاصمة الدنماركية كوبنهاغن ويتسبب في مصرع رجل يهودي كان يحرس كنيسا يهوديا وآخر مخرجا سينمائيا، ذنبه أنه كان حاضرا في ندوة حول حرية التعبير.
صورة من: Reuters/S. Bidstrup
ولكن مساجد المسلمين بدورها تعرضت أيضا للاعتداء بالحرق وتهشيم النوافذ وحتى لهجوم بالمتفجرات. ففي فرنسا مثلا ارتفع عدد الأعمال "المعادية للإسلام" بنسبة 70 بالمائة منذ الاعتداءات التي قام بها جهاديون في باريس في كانون الثاني/ يناير، مقارنة بعام 2014، وفقا لجمعية التصدي لمعاداة الإسلام الفرنسية.
صورة من: Reuters/Y. Boudlal
حتى المقابر اليهودية لم تسلم من اعتداءات بعض المتطرفين إما بدافع العنصرية أو بدافع معاداة السامية. على أحد القبور اليهودية في مقاطعة الآلزاس الفرنسية كتب باللغة الألمانية "أرحلوا أيها اليهود" إلى جانب الصليب المعقوف، رمز النازيين الذين أبادوا ستة ملايين من يهود أوروبا.
صورة من: picture-alliance/dpa
حتى وإن كان هؤلاء لا يمثلون إلا أقلية مطلقة داخل المجتمع الألماني، إلا أن النازيين الجدد، الذين يستلهمون أفكارهم من النازية واليمين المتطرف، يشكلون مصدر قلق في ألمانيا، خاصة وأنهم لا يتوانون عن استخدام العنف ضد الأجانب أو من كان شكله أو مظهره يوحي بأنه ليس ألمانيا. وفي الفترة الأخيرة سجل في عدد من الدول الأوروبية صعود التيارات اليمينية المتطرفة، مستغلة أعمال الإرهابيين للإسلاميين المتطرفين.
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Balk
ولازال القضاء الألماني ينظر في قضية خلية تسيفيكاو النازية، والتي سميت نسبة لمدينة تسيفيكاو الواقعة شرقي ألمانيا، في محاكمة تحظى باهتمام دولي الواسع. هذه الخلية متهمة بقتل عشرة أفراد، تسعة أتراك ويوناني في ألمانيا، ذنبهم الوحيد أن أشكالهم توحي بأصولهم الشرقية. في الصورة العضوة الوحيدة المتبقة من الخلية، بعدما انتحر عنصران منها، والتي ترفض الإدلاء بأي تفصيل يساعد في الكشف عن الحقيقة.
صورة من: Reuters/M. Rehle
اليمينيون المتطرفون استغلوا مخاوف البعض في ألمانيا وعدد من الدول الأوروبية من عدم معرفتهم للإسلام والمسلمين وخلطهم بالتطرف الإسلامي، خاصة بعد الجرائم البشعة التي ارتكبها تنظيم "الدولة الإسلامية" في المناطق التي سيطر عليها في العراق وسوريا، للدعوة إلى مظاهرات مناهضة للإسلام. الصورة مظاهرة مناهضة للإسلام في مدينة هانوفر، شمالي ألمانيا.
صورة من: picture-alliance/dpa/J. Stratenschulte
وبعد الانتقادات اللاذعة والرفض الشعبي الألماني الواسع للمظاهرات المناهضة للإسلام، أصبحت هذه الاحتجاجات نقتصر على بعض اليمينيين المتطرفين الذين خرجوا للتظاهر ضد قدوم اللاجئين إلى ألمانيا، معللين رفضهم بأن ثقافة هؤلاء تختلف عن ثقافتهم وأنه لا يمكنهم الاندماج في المجتمع الألماني.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/J. Meyer
بعض المتطرفين اليمينيين أصبح يعمد بدل الاحتجاج إلى إضرام النيران في البنايات والمقرات التي من شأنها أن تأوي اللاجئين. حتى وإن لم تسفر عمليات إحراق المباني عن أي أضرار بشرية، إلا أن تكرارها في عدد من الولايات والمدن الألمانية أثار قلقا وجدلا واسعا في البلاد.