هولندا - من الذي سينتخب اليميني الشعبوي فيلدرز؟
١٨ فبراير ٢٠١٧
" كان يُطلق عليه أسم "زنجي مدينة فيلنو" هذا ما يوريه عنه صاحب مطعم " الأمير بيرنارد" في وسط هذه المدينة ذات 100.000 نسمة. ولكن ليس من الواضح إن كان السيد ماتيوس يُعيد أقوال الناس في المقاهي أم إن ذلك يدخل في إطار دردشات الإعلام المحلي. السيد مايتوس يؤكد أن الناس جميعا يتحدثون في مدينة فينلو عن قصة الطفل خيرت فيلدرز الذي كان أطفال آخرون يضربونه ، لأن أمه تنحدر من أندونيسيا وملامحه مختلفة عن ملاحمهم بعض الشيء.
السيد ماتيوس سينتخب فيلدرز وهو يعترف بذلك بشكل واضح. "سنغلق الحدود كاملا، حتى لا يدخلها الأجانب. إنهم جميعا لاجئون لأسباب اقتصادية". وبذلك فهو يعيد شعارات حزب الحرية، علما أن عدد الأجانب بالمدينة قليل وعدد المحجبات يعد على رؤوس الأصابع. لكن ماتيوس يتحدث عن المغاربة الذين ينهبون المسنين، رغم أنه لم يشاهد ذلك، كما يقول، ولكنه يثق بدعايات الحزب.
ماتيوس لا يخشى إغلاق الحدود وتأثير ذلك على معاملاته التجارية، مشيرا إلى أن الزبائن من ألمانيا وبلجيكا يتوافدون دائما على مطعمه في المدينة. " إنهم يأتون دائما" ولكنه يدعو في نفس الوقت إلى ضرورة خروج هولندا من الاتحاد الأوروبي من أجل عودة القرار إليها. ويرى المتحدث أن الاتحاد الأوروبي هو السبب في النقص الحاصل في السكن في هولندا وفي ضعف القدرة الشرائية للمواطنين. كما يعتبر أن عملة اليورو رفعت أسعار كل السلع قائلا: "إذا أعدنا استخدام عملة الغولدن فستنخفض الأسعار إلى النصف." والسيد ماتيوس متأكد من ذلك بالكامل!
هولندا للهولنديين فقط!
كما يتحدث روبيرت هاوسمان بنفس المواقف مثل خيرت فيلدرز وكأنه مستنسخ منه. هاوسمان هو رئيس جناح حزب الحرية اليمني في البرلمان المحلي في ليمبورغ ويشكل أقوى قوة سياسية فيه. ويقف هاوسمان في المرتبة 20 من اللائحة الحزبيةعلى صعيد هولندا، حيث له فرصة الحصول على مقعد في البرلمان الهولندي. " نحن نريد عود السيادة إلينا" كما يشرح بذلك موقف حزبه المعادي للإتحاد الأوروبي. " لانريد ضخ أموال لليونان" ورغم أن هولندا تنهج سياسة صارمة في السماح باللجوء إليها، فهو يعتبر أن على الهولنديين أن يقرروا بنفسهم من يدخل إلى بلدهم.
هاوسمان أيضا يتحدث عن قصص عصابات السرقة التي تعبر حدود بلاده ولا يرى أي إشكالية اقتصادية في خروج بلاده من الاتحاد الأوروبي. " يكفي أن تكون هناك اتفاقيات ثنائية مع ألمانيا و بلجيكا وفرنسا"، حسب المتحدث. ويضيف إلى ذلك تصريحات خاصة بمعاداة الاسلام قائلا: الاسلام هو إيديولوجية تهدف إلى السيطرة على العالم" وهي الأقوال التي ما فتئ رئيس حزبه خيرت فيلدرز يعيدها في كل مناسبة. كما يشير الى الروابط المسيحية اليهودية مع المدينة على مدى 3000 سنة، متناسيا أنه ليس بإمكان هولندا العيش لوحدها دون وجود بلدان شريكة لها.
إعادة الثقة!
أما بالنسبة لمارتين فان هيلفيرت، وهو مرشح الديمقراطيين المسيحيين في بلدة إيشتي، فهو يصرح أن " العديد من الناس يشعرون بالغضب وخيبة الأمل". ولهذا الحزب نسبة 14 بالمائة من مجموع عدد المقاعد البرلمانية، بعد أن كان يشكل سابقا الحزب الحاكم في هولندا. ويعود شعور خيبة الأمل هذا إلى " الوعود التي لم يتم الوفاء بها من كل الأطراف، والوعود الفارغة بشأن خفض الضرائب وضعف العلاوات للمسنين وغيرها.
ومن خلال تحركاته السياسية يسعى الناشط الشاب من الحزب الديمقراطي المسيحي إلى اقامة علاقات تواصل مع الناخبين من خلال الحديث معهم عن مشاكلهم والعمل على حلها. ويلاحظ أنه من الصعب حقا جعل الحكومة مسؤولة عن كل شيء، ولكن هناك خيبة أمل لدى الناس، مثلا عندما يجب على مواطنين هولنديين الإنتظار طويلا للحصول على سكن اجتماعي، في حين يحصل لاجئون عليه بسرعة. إن ذلك يساهم في تسميم الأوضاع. وهو يرى أن سبب وجود عدد كبير من الناس الغاضبين، رغم النمو الاقتصادي بنسبة 2 بالمائة، يعود إلى وجود عدد كبير من المواطنين غير المستفيدين، كما هو الشأن في الولايات المتحدة.
"أقواله تعبر عن الجنون"
عودة الى وسط مدينة فيلنو، بحثا عن ناخبي فيلدرز: "نحن نعيش هنا جيدا. أنا مسرور، ولا أحب فيلدرز أبدا. فهو لا يناقش في العمق ويعمل على ارسال رسائل التويتر، وما يقوله يعبر عن الجنون". المتحدث هو أحد المواطنين المسنين. كما يعتبر شابين من نفس المدينة أن فيلدرس أنسان لا يجد تعاطفهما وهما يرفضان توجهه السياسي. ويقول أحد المارة إنه يعرف بعض الناس الذي سيصوتون على فيلدرز: " له بعض الأفكار، حيث إن هناك في هولندا أيضا فقراء ولا يجب علينا أن نرسل كل شيء الى إفريقيا" ورغم ذلك فهو لا يريد الادلاء بصوته لصالح فيلدرز ملاحظا: " الأمر معقد بشكل أكبر وليس بتلك السهولة التي يتحدث بها فيلدرز!"
أما إحدى السيدات وهي بائعة للجبن فإنها غير راضية عن النظام بالكامل وتقول: هناك 28 حزبا في الانتخابات. إنه عدد كبير جدا. بعض الاحزاب - من اليسار ومن اليمين ومن الوسط – كافية. إنها الفوضى الكاملة في نهاية الأمر." وهي أيضا لا تود التصويت لصالح فيلدرز. ولكن كان هناك أحد المتقاعدين الذي اعترف بتأييده لليميني الشعبوي فيلدرز، موضحا أن هذا الأخير " سيقوم بطرد الأتراك والمغاربة وبعدها ستذهب الأمور كما يجب." ولكن في نفس الوقت، هو يرفض مثل العديد من المواطنين خروج هولندا من الاتحاد الأوروبي.
باربرا فيسل/ ع.ع