لكن يكن هولندي يظنّ أن لوحة اشتراها بـ75 سنتاً تعود لأدولف هتلر، لكن ابنته لم تعد راغبة بالحفاظ على هذه اللوحة في بيتهم.
إعلان
تبرّعت سيدة هولندية بلوحة زيتية رسمها أدولف هتلر إلى المعهد الوطني الهولندي للوثائق حول الحرب، بمبرّر أنها لا ترغب بالاحتفاظ بهذه اللوحة في بيتها بعد الآن. وتعود هذه اللوحة إلى والد هذه السيدة، الذي اشتراها من سوق لبيع الطوابع والتذكارات البريدية قبل مدة من الزمن بما لا يتجاوز 75 سنتاً، قبل أن يكتشف في وقت لاحق أن هذه اللوحة الزيتية تحمل توقيع أدولف هتلر، الزعيم الألماني النازي، حسب ما نقلته عدة جرائد هولندية.
السيدة الهولندية، والتي تدعى بالصدفة البحتة آن فرانك (على اسم الفتاة اليهودية صاحبة مذكرات اختباء عائلتها من بطش النازية، والتي توفيت فيما بعد في معسكر للإبادة)، هي من أسرة عائلة يهودية كانت ضمن ضحايا الترحيل النازي من هولندا. وقد حاولت بيع هذه اللوحة أكثر من مرة، لكن لم تقبل أي دار فنية شراءها.
ووفق معلومات المعهد الوطني الهولندي للوثائق حول الحرب، فاللوحة تعود فعلاً لأدولف هتلر عندما كان يعيش في فيينا ما بين عامي 1908 و1913. وقد أنشأت هولندا هذا المعهد بعد الحرب العالمية الثانية لأجل جمع أرشيف الاحتلال النازي لهولندا ما بين 1940 و1945.
وتحدث المعهد عن أن هلتر عمل في فترة من حياته بائعاً للتذكارات البريدية المرسومة، وقد جرى التعرف على 800 تذكاراً بريدياً مصدره هتلر.وأشار المعهد إلى أن وصول اللوحة الزيتية إلى خزانته أفضل من بيعها في المزادات العلنية.
وتعد هذه اللوحة الزيتية الأولى من نوعها لأدولف هتلر التي يعثر عليها في هولندا، إذ توجد جلّ لوحاته في النمسا وبريطانيا وألمانيا والولايات المتحدة.
إ.ع/ ي.أ (أ ف ب)
مرور ثلاثين عاما على فضيحة مذكرات هتلر
قبل ثلاثين سنة بدأت مجلة" شتيرن" الألمانية بنشر ما زعمت أنها مذكرات أدولف هتلر، معتقدة أنها حققت سبقا صحفيا عظيما، لكن سرعان ما تبين أن المذكرات مزورة، ليتحول السبق الصحفي لأكبر فضيحة إعلامية في تاريخ ألمانيا.
صورة من: picture-alliance/dpa
مؤتمر صحفي وحضور إعلامي كبير
في 25 أبريل/ نسيان قامت مجلة" شتيرن" الألمانية بدعوة عدد كبير من الصحفيين إلى مقرها في مدينة هامبورغ، وذلك لحضور مؤتمر صحفي أعلن فيه الصحفي غيرد هايدمان عن حصول المجلة على مذكرات الزعيم النازي أدولف هتلر. كان الفخر باديا على هايدمان الذي سيصبح بعد أيام محط سخرية الصحافة العالمية.
صورة من: picture-alliance/dpa
"صفقة العمر"
غيرد هايدمان كان يعمل في التحقيق الصحفي لدى مجلة "شتيرن" منذ سبعينات القرن الماضي. وكان يجمع قطعا تعود إلى العهد النازي، ثم أصبح مديونا بسبب شرائه ليخت تعود ملكيته لهرمان غورينغ أحد قادة الجيش النازي. وعندما عرض عليه أحد الأشخاص مذكرات هتلر، اعتقد أنها "صفقة العمر".
صورة من: ullstein bild
خبراء بلا خبرة
دعت مجلة "شتيرن" إلى المؤتمر الصحفي الذي عقدته، المؤرخ البريطاني المتخصص في شؤون هتلر، هيوغ تريفور-روبر وأستاذ التاريخ الأمريكي غرهارد لودفيغ فاينبيرغ، اللذان أكدا خلال المؤتمر أن المذكرات حقيقية. بعد ذلك بوقت قصير يفند خبراء ألمان إدعاءات الخبيرين الأمريكي والبريطاني.
صورة من: picture-alliance/dpa
دلائل أولى على التزوير
مساء يوم السادس من مايو/ آيار 1983 تناقلت وكالات الأنباء خبراً مفاده أن مذكرات هتلر مزورة، حيث أكد خبراء هئية مكافحة الجريمة والإدارة الاتحادية لفحص واختبار المواد، أن المواد التي كتبت عليها المذكرات مصنوعة بعد الحرب العالمية الثانية.
صورة من: picture alliance/AP Photo
حروف خاطئة
الأحرف الأولى التي جاءت بها المذكرات كانت محط استغراب. فعوض "أ. هـ" التي ترمز لأدولف هتلر.عُثر على أحرف "ف. هـ" على غلاف المذكرات. وتضاربت التفسيرات حول هذا الاختصار، الذي يبعث على الشك.
صورة من: picture-alliance/dpa
اكتشاف المزور
خلال أيام تم الكشف عن هوية مزور المذكرات، وهو الرسام كونراد كوجاو، حيث كان يتواصل مع صحفي مجلة "شترن" عن طريق رجل وسيط. قام كوجاو ببيع 62 مجموعة من المذكرات المزورة لمجلة "شترن" بما يعادل اليوم 4.75 مليون يورو. وكان كوجاو خلال عملية النصب يحمل اسما مستعارا.
صورة من: AP
المحاكمة والإدانة
تم تقديم كوجاو والصحفي هايدمان للمحاكمة. وحكم على كوجاو بالسجن لمدة أربع سنوات ونصف بعد إدانته بتهمة النصب والتزوير. أما هايدمان فحكم عليه بالسجن لمدة أربع سنوات وثمانية أشهر، بعد إدانته باختلاس جزء من المبلغ الذي دفعته مجلة "شتيرن" لشراء المذكرات.
صورة من: picture-alliance/dpa
فيلم كوميدي عن الفضيحة
في سنة 1992 تم تناول الفضيحة الإعلامية في السينما، ولكن في إطار كوميدي من دون الإشارة إلى الأسماء الأصلية، حيث لعب دور المزور في فيلم Schtonk أوفه أوكسين كنيشت تحت اسم كنوبيل، أما غوتس غيورغ فقد لعب دور الصحفي فيلي الذي قام بنشر الفضيحة، واشترك في الفيلم أيضاً كل من هارالد يونكه وفيرونيكا فيريس.
صورة من: imago stock&people
تجارة التزوير
قضى كوجاو ثلاث سنوات فقط من مدة عقوبة السجن، نظرا لإصابته بسرطان في الرأس. بعد الإفراج عنه استغل شهرته وفتح رواقا فنيا يبيع فيه أعمالا فنية مقلدة. توفي كوجاو في شتوتغارت في 12 سبتمبر/ أيلول 2000.
صورة من: picture-alliance/dpa
نهاية صحفي
قضى الصحفي هايدمان عقوبته كاملة، فيما انتهت حياته الصحفية إلى الأبد. في سنة 2002 نشرت مجلة "دير شبيغل" تقريرا كشفت فيه تعاون هايدمان مع مخابرات المانيا الشرقية "شتازي". يبلغ هايدمان اليوم الـ 81 ويعيش في هامبورغ.