"هيئة تحرير الشام" تسيطر على إدلب بعد اتفاق عقب معارك شرسة
٢٣ يوليو ٢٠١٧
قال شهود والمرصد السوري لحقوق الإنسان إن تنظيم مايسمى "بهيئة تحرير الشام" التي تضم جماعات كانت تابعة لتنظيم القاعدة الإرهابي قد فرضت سيطرتها على محافظة إدلب بالكامل بعد إنسحاب جماعة أحرار الشام.
إعلان
قال سكان ومقاتلون من المعارضة السورية إن "هيئة تحرير الشام" التي تضم جماعة كانت تابعة لتنظيم القاعدة عززت سيطرتها على مناطق واسعة من محافظة إدلب شمال غرب سوريا اليوم الأحد بعد انسحاب منافسيهم الرئيسيين من معبر حدودي أساسي مع تركيا.
وقال شهود إن حركة أحرار الشام نقلت قافلة ضخمة تضم عتادا عسكريا ثقيلا ودبابات ومئات من عناصرها بعيدا عن معبر باب الهوى على الحدود مع تركيا وتوجهت إلى مناطق خاضعة لسيطرتها نحو الجنوب في محافظة إدلب وفي محافظة حماة المجاورة.
وجاء الانسحاب بموجب اتفاق لوقف إطلاق النار توصلت له الجماعتان يوم الجمعة بعد ثلاثة أيام من المعارك الشرسة. وقبل الاتفاق طوقت هيئة تحرير الشام، وهو تحالف يضم جبهة فتح الشام التي كانت تعرف سابقا باسم جبهة النصرة المرتبطة بالقاعدة، مقاتلي حركة أحرار الشام قرب المعبر الحدودي بين سوريا وتركيا بعد أن حققت مكاسب في منطقة استراتيجية على طول الحدود بطرد خصومها من بلدات وقرى في المحافظة. واسفرت هذه المواجهات عن 92 قتيلا على الاقل بينهم 15 مدنيا بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.
من جانبه، قال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس إن حركة احرار الشام التي تحظى بدعم تركيا ودول خليجية انسحبت من مدينة ادلب وباتت هيئة تحرير الشام تسيطر على المدينة واداراتها". واضاف أن "مئات من مقاتلي المعارضة غادروا المدينة في عشرات الاليات في اتجاه جنوب محافظة ادلب"، لافتا الى ان "تحرير الشام اقامت حواجز في انحاء المدينة".
في غضون ذلك، سقط عشرات القتلى والجرحى في انفجار سيارة مفخخة في مدينة ادلب شمال غرب سورية اليوم الأحد. وقال مصدر مسؤول في الدفاع المدني في مدينة ادلب لوكالة الأنباء الألمانية إن "تسعة قتلى على الأقل سقطوا وأصيب أكثر من 27 في انفجار سيارة مفخخة عند دوار الزراعة وسط مدينة ادلب استهدف تجمعاً لعناصر هيئة تحرير الشام بعد سيطرتهم على مدينة ادلب اليوم".
وشهدت جماعات المعارضة المسلحة التي تقاتل ضد حكم الرئيس بشار الأسد انقسامات حادة أذكاها التنافس على مناطق السيطرة وصلاتهم بدول أجنبية وخلافات أيديولوجية بشأن الأهداف التي يسعون لتحقيقها. وتصاعد التوتر بين أكبر جماعتين معارضتين في محافظة إدلب بسبب خلاف أيديولوجي بين المتشددين الإسلاميين والمعارضين الذين يميلون نحو الفكر القومي. كما تنافست الجماعتان على النفوذ في المحافظة السورية الوحيدة التي تخضع بالكامل لسيطرة مقاتلين من المعارضة.
ويمثل انسحاب أحرار الشام من معبر باب الهوى، الذي سيطرت عليه الحركة لأكثر من ثلاث سنوات وكان مصدرا أساسيا لعائداتها، ضربة كبرى للجماعة. وينص اتفاق وقف إطلاق النار على أن إدارة مدنية ستدير المعبر في اتفاق لاقتسام السلطة عليه.
كما أضعف أحرار الشام انشقاق مئات من مقاتليها وانضمامهم لهيئة تحرير الشام. كما سلمت عدة وحدات أخرى من الحركة أسلحتها وذخيرتها للإسلاميين وقررت التخلي عن القتال.
وأضعف الاقتتال الداخلي المعارضة السورية منذ بدء الانتفاضة ضد الأسد في 2011 وساعد ذلك الرئيس وحلفاءه على استعادة مساحات كبيرة من الأراضي في الشمال وحول العاصمة دمشق.
ح.ع.ح(أ.ف.ب/رويترز)
أبرز قادة الجماعات المسلحة التي تقاتل نظام الأسد
تشارك في الحرب ضد النظام السوري عشرات الفصائل والمجموعات المسلحة بمختلف انتماءاتها الأيديولوجية والطائفية وتوزعها الجغرافي ومصادر تمويلها. الجيش الحر كان الفصيل المسلح الأول، لكن المشهد الميداني تغير كثيرا فيما بعد.
صورة من: Getty Images/AFP
حسين هرموش هو أول ضابط ينشق عن الجيش السوري برتبة مقدم، ومؤسس "حركة لواء الضباط الأحرار"، نفذ أول عملية ضد الجيش السوري في مسقط رأسه بمدينة جسر الشغور في إدلب، حيث أعلن مسؤولية حركته عن قتل 120 من رجال الأمن يوم الثلاثاء 7 يونيو/ حزيران 2011. هرب بعدها إلى تركيا، واعتقل في ظروف غامضة من قبل القوات السورية حيث يقال إن تركيا سلمته للنظام السوري، ليتم بعدها إعدامه.
صورة من: picture-alliance/dpa/Al-Arabiya
الملازم أول عبد الرزاق طلاس، انشق عن الجيش السوري ليؤسس كتائب الفاروق في حمص عام 2011، واتخذ من مدينة الرستن بريف حمص مقراً له، برز اسمه من خلال المشاركة في المظاهرات، ويعتبر أحد رموز الثورة السورية خاصة في حمص. في سبتمبر/ أيلول 2012 انتشرت على الانترنت فضيحة جنسية له واختفى بعدها.
صورة من: Reuters
رياض موسى الأسعد هو ضابط برتبة عقيد في الجيش السوري سابقاً ومؤسس الجيش السوري الحر في 29 يوليو/ تموز 2011، بعد ذلك استقر في تركيا، ثم عاد إلى الاراضي السورية في الشمال بعد سيطرة المعارضة عليها. تعرض لمحاولة اغتيال عام 2013 ما أدى لبتر ساقه، فيما لم يعد يذكر عنه شيء في الإعلام بعد ذلك، حيث تسلم سليم إدريس قيادة الجيش الحر من بعده.
صورة من: dapd
العقيد يوسف الجادر المعروف بـ "أبو فرات"، برز اسمه كقائد للجيش الحر في حلب وبمواقفه المعتدلة حيث كان يرثي الضحايا من الجانبين، وله مواقف تؤكد على وحدة السوريين. اشتهر بخطابه أثناء سيطرة الحر على مدرسة المشاة في حلب، حيث تحدث عن عبثية الحرب. قتل أبو الفرات بانفجار لغم أرضي عند محاولة تفكيكه، في حين تتهم بعض الجهات المعارضة بتصفيته.
صورة من: Getty Images/AFP/T. Mustafa
محمد زهران علوش، أفرج عنه بموجب عفو رئاسي في 2011 حيث كان معتقلاً بتهمة الدعوة السلفية. شارك بالعمل المسلح في ريف دمشق منذ انطلاقه أواخر عام 2011، وأسس "سرية الإسلام" التي تطورت إلى "لواء الإسلام" وأخيراً إلى جيش الإسلام، الذي قاده حتى نهاية 2015 حيث قتل بقصف روسي على ريف دمشق.
صورة من: Getty Images/AFP/A.AlmohibanyGetty Images/AFP/A.Almohibany
مراد فهيم عيسى قائد فرقة "السلطان مراد" وهي جماعة مسلحة أنشئت من مكون أغلبه ينتمي إلى تركمان سوريا. تدعم تركيا هذه الجماعة بالمال والتدريب والدعم الجوي. وهي الفئة الأكثر بروزا من بين كتائب تركمان سوريا وتنشط في ريف اللاذقية بشكل خاص وتحارب مع القوات التركية في الباب بريف حلب.
صورة من: picture alliance/AA/E. Sansar
أبو محمد الجولاني واسمه أسامة العبسي الواحدي ولد عام 1981 وأصله من محافظة إدلب. وهو قائد "جبهة النصرة" ا أعلنت انفصالها عن تنظيم القاعدة وتغيير اسمها إلى "جبهة فتح الشام" أواسط عام 2016. انضم الجولاني إلى القاعدة في العراق وكان من جماعة أبو مصعب الزرقاوي.
صورة من: picture alliance/abaca/Balkis Press
عبدالله المحيسني هو داعية سعودي، ذهب إلى سوريا عام 2013 و بدأ نشاطه كمقاتل مستقل وقاض شرعي يحكم بين الفصائل المختلفة في سوريا مثل تنظيم "داعش" وجبهة النصرة وأحرار الشام. لكن في فبراير 2014 بدأ يتخذ مواقف حادة وسلبية تجاه تنظيم داعش و بدأ يميل إلى جبهة النصرة. أصيب أكثر من مرة في عدة معارك.