دانت منظمة "هيومن رايتس ووتش" الأميركية المدافعة عن حقوق الإنسان في بيان الثلاثاء اغتيال الكاتب الصحافي الأردني ناهض حتر، ودعت الحكومة الأردنية إلى سن تشريع في قانون العقوبات "يلغي تهمة التشهير بالدين".
إعلان
وقالت سارة ليا ويتسن، مديرة منطقة الشرق الأوسط في المنظمة في بيان صدر اليوم الثلاثاء(27 أيلول/سبتمبر 2016)، إن "المحاكمات التعسفية بتهمة ازدراء الأديان تشوّه الأفراد وتجعلهم أهدافا لأعمال انتقامية". وأضافت "على السلطات الأردنية الاعتراف بأن قوانين ومحاكمات "ازدراء الأديان" تساهم بشكل كبير في التطرف العنيف".
ودعت ويتسن الحكومة الأردنية إلى "إيقاف الملاحقات القضائية بتهمة التشهير بالدين فورا، والعمل على إلغاء الأحكام المتعلقة به من قانون العقوبات، والسماح للمواطنين بالخوض في أي نقاشات سلمية، بما في ذلك المواضيع 'المحرمة'".
وكانت منظمتا العفو الدولية واليونيسكو دانتا الاثنين اغتيال الكاتب حتر، واعتبرتها هجوما خطيرا على حرية التعبير.
يذكر أن حتر قتل صباح الأحد أمام قصر العدل وسط عمان عندما كان يهم بدخول البوابة الرئيسية لحضور جلسة محاكمته بعد نحو أسبوعين على إطلاق سراحه بكفالة مالية اثر نشره رسما كاريكاتوريا على صفحته على فيسبوك اعتبر انه "يمس الذات الإلهية".
وألقي القبض على مطلق النار البالغ من العمر 49 عاما، ووجهت له تهم "القيام بعمل إرهابي أدى إلى موت إنسان، والقتل العمد مع سبق الإصرار، وحمل وحيازة سلاح ناري دون ترخيص".
سلاحهم القلم ومصيرهم الموت - أبرز اغتيالات المفكرين العرب
ذنبهم الوحيد أن كتاباتهم ومواقفهم الفكرية لا تروق للبعض، فكان مصيرهم الاغتيال. جولة في صور لأبرز الاغتيالات ومحاولات الإغتيال التي راح ضحيتها عدد من أبرز المفكرين والمثقفين العرب.
صورة من: Reuters/Gaillard
الأديب المصري الشهير نجيب محفوظ كان ولايزال الروائي العربي الوحيد الذي حصل على جائزة نوبل للآداب عام 1988. الأديب الذي عرف بكتاباته، التي تصور واقع المجتمع المصري، تعرض عام 1994 لمحاولة قتل على يد شابين من الإسلاميين المتطرفين أرادا قتله بسكين فتسببا في إصابته بجروح بليغة في العنق بسبب ما وصفوه بـ"تطاول على الذات الإلهية" في روايته "أولاد حارتنا".
صورة من: picture-alliance/Bildarchiv
ناهض حتر هو أحدث اسم يضاف على قائمة اغتيالات المفكرين العرب. الصحفي الأردني قتل الأحد الماضي أمام قصر العدل حيث كان سيمثل للمحاكمة في اتهامات متعلقة بازدراء الأديان بعد أن نشر كاريكاتيرا اعتبر مسيئا للإسلام. حتر، وهو ناشط مناهض للتيار الإسلامي، اعتقل الشهر الماضي بعد أن أعاد نشر الكاريكاتير الذي يصور رجلا ملتحيا في الجنة في السرير مع نساء ويطلب من الرب أن يحضر له الخمر عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
صورة من: picture-alliance/dpa/J.Nasrallah
ناجي العلي، هو رسام كاريكاتوري فلسطيني اشتهر برسم "حنظلة" الطفل الفلسطيني اللاجئ الذي يظهر دوما من الخلف في رسماته ويدير ظهره ويعقد يديه خلف ظهره وكأنه يتفرج على ما يشهد أبناء جلدته من معاناة. العلي تعرض عام 1987 للاغتيال عندما أطلق عليه شاب مجهول النار في لندن فأصابه تحت عينه اليمنى، ومكث في غيبوبة حتى وفاته بعد تلك الحادثة بشهرين. ولا يزال الغموض يحوم حول الجهة المسؤولة عن اغتياله.
صورة من: Getty Images
سمير قصير هو صحافي ومفكر لبناني المولد لأب فلسطيني وأم سوري. تعرض في صيف عام 2005 للاغتيال بانفجار عبوة ناسفة وضعت بسيارته في منطقة الأشرفية التي تقطنها أغلبية مسيحية شرقي بيروت. وفيما لا يزال قتلته مجهولي الهوية، يوجه البعض أصابع الاتهام إلى النظام السوري، ذلك أن قصير كان يعد من معارضي التواجد السوري في لبنان.
صورة من: dpa
اغتيل لأنه كان يفكر بطريقة مختلفة، كان هذا مصير الكاتب والمفكر العلماني المصري فرج فوده، الذي كان طالب بفصل الدين عن الدولة وأثار بكاتباته الكثير من الجدل في صفوف المفكرين ورجال الدين.
صورة من: youtube
الأزهر أعلن فتوى بتكفير فرج فوده والجماعة الإسلامية قررت تصفيته عام 1992. أحد قتلته، الذي تم إلقاء القبض عليه برر جريمته بأن فوده كان مرتدا.
صورة من: Reuters
غسان كنفاني هو روائي وصحفي وسياسي فلسطيني. شغل في السبعينات منصب المتحدث باسم "الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين" قبل أن يتعرض عام 1972 للاغتيال بعدما زرع جهاز المخابرات الإسرائيلي قنبلة في سيارته التي انفجرت عندما كان بداخلها بالقرب من بيروت.
صورة من: picture alliance/AP Photo/N. Nasser
الاغتيال في وضح النهار كان أيضا مصير المفكر اللبناني حسن عبد الله حمدان والمعروف أيضا باسمه الحركي "مهدي عامل". حسن حمدان، الذي وُلد في جنوب بيروت عام 1926، كان أستاذا جامعا ومفكرا له عدة مؤلفات في السياسة. تعرض للاغتيال عام 1987 في بيروت عندما كان في طريقه إلى الجامعة.
صورة من: Loay Mudhoon
الموت قتلاً كان أيضا من نصيب حسين مروة، وهو كاتب ومفكر سياسي لبناني. مروة كان يعد أحد قادة التيار الشيوعي في لبنان والعالم العربي. ومن أشهر مؤلفاته "النزعات المادية في الفلسفة العربية الإسلامية" والذي أثار جدلا كبيراً حينها. في 1987 اغتيل مروة على فراش المرض في منزله في سن الـ77 عاما. البعض يوجه أصابع الاتهام لحزب الله في الضلوع في اغتياله.
صورة من: picture-alliance/dpa
قبرص كانت آخر محطة في حياة الأديب المصري ذو الخلفية العسكرية يوسف السباعي الذي تقلد عدة مناصب مهمة منها منصب وزير الثقافة في السبعينات. وقد تعرض السباعي للاغتيال عندما كان في قبرص عام 1978 عن عمر ناهز ال60 عاماً. وتردد حينها أن أحد قتلته برر اغتياله بالقول إن السباعي كانت له مواقف معادية للقضية الفلسطينية. الكاتب: ش.ع
صورة من: Getty Images/AFP/J. Ammar
10 صورة1 | 10
وكانت السلطات أفرجت عن حتر في 8 أيلول/سبتمبر لقاء كفالة مالية بعد نحو شهر على توقيفه على خلفية نشره رسما كاريكاتوريا على صفحته على موقع فيسبوك أعتبر مسيئا للذات الإلهية. ووجه مدعي عام عمان للكاتب اليساري المسيحي تهمتي "إثارة النعرات المذهبية" و"إهانة المعتقد الديني"، وأعلن حظر النشر في القضية.
ونفى حتر حينها ما اتهم به مؤكدا انه "غير مذنب". وكانت عقوبة أي من التهمتين المسندتين لحتر قد تصل، في حال إدانته، إلى الحبس ثلاث سنوات.