هيومن رايتس ووتش تندد بترحيل مصر لطالبي لجوء إريتريين
٢٧ يناير ٢٠٢٢
"على السلطات المصرية وقف احتجاز المهاجرين الأطفال فورا"، تقرير جديد لهيومن رايتس ووتش يندد بترحيل مهاجرين إريتريين قسرا إلى بلادهم، ورصد "عراقيل" يواجهها طالبو اللجوء في مصر.
إعلان
نددت منظمة هيومن رايتس ووتش الحقوقية بقيام السلطات المصرية بترحيل بعض طالبي اللجوء الاريتريين قسرًا إلى بلادهم على الرغم مما قد يتعرضون له من "مخاطر".
وقالت المنظمة ومقرها نيويورك، في تقرير لها الخميس إن "مصر رحلت في 24 كانون الأول/ديسمبر، 24 طالب لجوء إريتري بينهم أطفال". ولم يكن هؤلاء مسجلين لدى مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين. وقال جو ستورك، نائب المدير التنفيذي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا بالمنظمة، "على مصر الكف إجبار الإريتريين على العودة إلى دولة يواجهون فيها مخاطر جسيمة بالتعرض للاحتجاز التعسفي والتعذيب، والسماح لهم بالوصول الكامل إلى إجراءات اللجوء".
في تشرين الثاني/نوفمبر أبدى خبراء أمميون "بالغ القلق إزاء إعادة السلطات المصرية سبعة من طالبي اللجوء الإريتريين قسريا، إلى بلادهم، من بينهم خمسة أطفال، على الرغم من خطر تعرضهم للاختفاء القسري والتعذيب وسوء المعاملة"، حسب بيان نُشر على الموقع الرسمي للأمم المتحدة.
وفي تقرير الخميس (27 كانون ثان/يناير 2022)، أشارت هيومن رايتس ووتش إلى العراقيل التي يواجهها طالبو اللجوء في مصر وضربت أمثلة على ذلك "التوقيف والاحتجاز التعسفي وعدم تمكين مفوضية شؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة من الوصول إليهم".
وقد وثقت المنظمة الدولية، حسب ما تقول، "الاحتجاز التعسفي الذي استمر لشهور في مصر وسط ظروف سيئة لتسعة من طالبي اللجوء الإريتريين، بينهم أربعة أطفال، بين أيار/مايو وتشرين الأول/أكتوبر من العام الماضي في أسوان" بجنوب البلاد. وقال ستورك "على السلطات المصرية أن توقف فورا احتجاز المهاجرين الأطفال".
وتشير احصاءات المفوضية الأممية لشؤون اللاجئين في مصر إلى أن نحو 21 ألف لاجئ إريتري كانوا مسجلين لديها حتى نهاية العام الماضي، بينما لا توجد إحصاءات توثق عدد اللاجئين غير المسجلين في البلاد.
وفي وقت سابق من الشهر الجاري وعلى هامش منتدى الشباب العالمي بمنتجع شرم الشيخ السياحي المصري، قال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إن هناك "ستة ملايين إنسان أتوا إلى مصر نتيجة الصراعات الدائرة أو حجم الفقر في دول قريبة منا"، في إشارة إلى اللاجئين. وأَضاف "نحن لا نقول عليهم لاجئين، وهم مندمجون في مجتمعنا يأكلون ويشربون ويتلقون العلاج ويتم إتاحة ما لدينا لهم".
ا.ف/ و.ب (أ.ف.ب)
دعم المواد الغذائية في مصر.. محطات وأزمات لا تُنسى
منذ عقود تطبق الحكومات المصرية برامج لدعم عدد من السلع الأساسية. وقد اختلفت طبيعة تلك السلع وكميتها بحسب الاحتياجات والظروف الاقتصادية والاجتماعية، وحظي الخبز بالقسم الأكبر من الدعم في تلك البرامج المطروحة للنقاش مجددا.
صورة من: Amr Abdallah Dals/Reuters
1910 - نهاية الحرب العالمية الاولى
في العقد الثاني من القرن الماضي اتخذت مصر لفترة طويلة خطوات للحفاظ على أسعار الخبز بأسعار معقولة. وبعد فترة وجيزة من نهاية الحرب العالمية الأولى، استوردت القمح ودقيق القمح من أستراليا وباعته بخسارة في متاجر مملوكة للحكومة في محاولة لخفض الأسعار المحلية.
صورة من: Glasshouse Images/picture alliance
الأربعينيات - آثار الحرب العالمية الثانية تصل المجتمع المصري
استحدثت مصر نظام التوزيع بالبطاقات لكافة المواطنين لمواجهة شح عدد من السلع الأساسية إبان الحرب التي أثرت بشدة على مستوى المعيشة، وذلك من خلال برنامج بلغت قيمته مليون جنيه مصري. في بعض الأحيان، كان يتم دعم المواد الغذائية ومواد أساسية أخرى شهرياً كالسكر، وزيت الطعام، والشاي والكيروسين. وبعد انتهاء الحرب العالمية الثانية واستقرار الأوضاع التجارية والاقتصادية عالمياً تم إلغاء الدعم الحكومي.
صورة من: Courtesy Everett Collection/picture alliance
الخمسينيات والستينيات - مظلة الدعم تمتد وتتسع
وسعت مصر نظام دعم المواد الغذائية، لكن تكلفة دعم القمح كانت ضئيلة في سنوات عديدة. شمل الدعم كل القطاعات، فيما قدمت الحكومة دعماً غير مباشر لهيئات حكومية لسد العجز لديها كالنقل العام والكهرباء والمياه والسكك الحديدية والوقود وغيرها. بدأ استخدام البطاقات التموينية لتوفير سلع رئيسية نقصت بعد 1967 نتيجة للحرب وتمكن المواطن من الحصول على حصص شهرية شملت الدقيق والسكر والصابون والأرز وزيت الطعام.
صورة من: Erich Lessing/akg-images/picture-alliance
عقد السبعينيات - أزمة إمدادات القمح العالمية تصل مصر
تمت إضافة بعض السلع التموينية مثل البقوليات وبعض المجمدات مثل الدجاج واللحوم، مع الإبقاء على دعم المواصلات والكهرباء والمحروقات لتصل قيمة الدعم المباشر عام 1970 إلى نحو 20 مليون جنيه. لكن زيادة حادة في أسعار القمح بالسوق العالمية أوائل السبعينيات أدت إلى ارتفاع تكلفة دعم المواد الغذائية الذي بدأ يستحوذ على نسبة كبيرة من الإنفاق الحكومي.
صورة من: Michel Dieuzaide/akg-images/picture alliance
1977 وانتفاضة الخبز
أعلن الرئيس الراحل أنور السادات عن زيادة أسعار بعض المواد الغذائية والسلع، كالخبز والشاي والأرز والسكر واللحوم والمنسوجات وغيرها من السلع الضرورية بنسبة تصل إلى الضعف، ما تسبب بغضب شعبي عارم وأحداث عُرفت وقتها بانتفاضة الخبز، وهذا ما دفع الحكومة لحظر التجوال ونزل الجيش إلى الشارع للسيطرة على أعمال تخريب استهدفت مبانٍ حكومية ومحلات تجارية. ولم يعد الهدوء حتى تراجعت الحكومة عن قراراتها.
صورة من: UPI/dpa/picture-alliance
الثمانينيات والتسعينيات - زيادات طفيفة في سعر الخبز
بقيت أسعار الخبز المدعوم عند نصف قرش حتى منتصف 1980، ثم تقرر زيادة سعره إلى قرش واحد. وخلال عام 1984 رفعت الحكومة سعر الخبز المدعوم إلى قرشين واستمر ذلك حتى عام 1988 عندما تقرر زيادة سعره إلى 5 قروش. خفضت مصر ببطء برامج الدعم خلال عقدي الثمانينيات والتسعينيات. وفي حين لم يتم رفع أسعار الخبز بشكل مباشر، تم إدخال تغييرات طفيفة تتعلق بحجم وجودة الأرغفة، مما ساعد في تقليل تكلفة البرامج.
صورة من: Herve Champollion/akg-images/picture-alliance
2011 - "عيش - حرية - عدالة اجتماعية"
"عيش" (خبز) كانت الكلمة الأولى في الشعار الرئيسي لانتفاضة 2011 التي أطاحت بالرئيس المصري السابق حسني مبارك. كانت الإشارة إلى "العيش - الخبز" رمزية كإشارة إلى عدم وجود ما يكفي من الوظائف وانخفاض الدخل لدى شرائح عديدة من المواطنين الذين لجأ عدد كبير منهم إلى العمل في وظيفتين وحتى ثلاث وظائف لسد الاحتياجات الأساسية من تعليم وصحة وغذاء وسكن. وفي ميدان التحرير رسم فنانو الغرافيتي "العيش" على الجدران.
صورة من: Amr Nabil/AP/picture alliance
2013 إلى اليوم
اتخذت الحكومة منذ 2013 عدة قرارات متعلقة برفع الدعم عن كثير من الخدمات والسلع، كان أبرزها رفع متتالي لأسعار الكهرباء والغاز الطبيعي والوقود، وامتد الأمر مؤخراً إلى حديث عن رفع الدعم عن رغيف الخبز، بهدف توفير الأموال اللازمة لمنظومة التغذية المخصصة للمدارس بقيمة 8 مليارات جنيه مصري. وتوفر الحكومة حاليا رغيف الخبز المدعوم لنحو 60 مليون شخص، بمعدل 5 أرغفة للفرد يومياً، بسعر 5 قروش للرغيف الواحد.