هيومن رايتس تندد بتمييز بحق الأقلية البهائية في قطر
عماد غانم أ ف ب
٢٥ مايو ٢٠٢٥
انتقدت منظمة هيومن رايتس ووتش ما اسمته بالتمييز الذي تمارسه قطر بحق أفراد الأقلية البهائية، وكشفت عن توقيفات تعسفية محذرة من "تهديد" لوجود هذه الطائفة في الدولة الخليجية الغنية بالغاز.
لفتت المنظمة أيضا إلى حالات إنهاء توظيف بهائيين آخرين و"رفض منحهم شهادات حسن السيرة والسلوك" في قطرصورة من: picture-alliance/AP Photo/K. Jebreili
إعلان
نددت منظمة هيومن رايتس ووتش اليوم الأحد (25 أيار/ مايو 2025) بتمييز تمارسه قطر بحق أفراد الأقلية البهائية، لافتة إلى توقيفات تعسفية ومحذرة من "تهديد" لوجود هذه الطائفة في الدولة الخليجية الغنية بالغاز. وفي هذا السياق قال مايكل بيج نائب مديرة الشرق الأوسط في المنظمة في بيان: "عانى البهائيون في قطر عقودا من التمييز والترهيب على يد الحكومة، وتجاهلت السلطات باستمرار جهود قادة الطائفة المتكررة للحوار مع الحكومة وطلب الإنصاف".
وأضاف بيج: "يُشكل هذا التمييز الذي ترعاه الدولة تهديدا لوجود الطائفة البهائية في قطر".
يُذكر أن الطائفة البهائية التي يقع مقرها العالمي في إسرائيل، تقول إن أكثر من سبعة ملايين شخص ينتمون إليها على مستوى العالم. وهي تتبع تعاليم بهاء الله الذي ولد في إيران عام 1817 وتعتبره نبيا. ولا تعترف السلطات الإيرانية بعقيدتها بخلاف أقليات دينية أخرى غير مسلمة.
ويحظر الدستور القطري الذي أُقر في 2003 أي "تمييز يقوم على الجنس والأصل واللغة أو الديانة" ويشدد على "حرية المعتقد".
وأوردت هيومن رايتس ووتش أن الحكومة القطرية رحلت بين عامي 2003 و2025 "ما يصل الى 14 فردا من الطائفة من دون سبب واضح سوى أنهم بهائيون".
وأشارت المنظمة خصوصا إلى حالة بهائي إيراني ولد في قطر وأجبر على مغادرة البلاد في آذار/ مارس 2025 بعد تهديد بترحيله بتهمة "الإخلال بالنظام العام" من دون تبرير مكتوب. كما أشارت إلى حالة ريمي روحاني الذي "اعتقل في 28 نيسان/ أبريل 2025" بالاستناد الى القانون القطري حول الجرائم الإلكترونية، بتهمة "نشر أخبار أو صور أو تسجيلات صوتية أو مرئية تتعلق بحرمة الحياة الخاصة أو العائلية للغير".
وأوضحت المنظمة أن روحاني يشغل منصب "رئيس المحفل الروحاني المركزي للبهائيين في قطر"، وكان قد "أُطلق سراحه في كانون الثاني/ يناير 2025 بعدما قضى عقوبة بالسجن لمدة شهر".
ولفتت المنظمة أيضا إلى حالات إنهاء توظيف بهائيين آخرين و"رفض منحهم شهادات حسن السيرة والسلوك".
تحرير: عادل الشروعات
البهائيون مضطهدون في بلد مهد ديانتهم
يحتفل البهائيون بمرور 200 عام على ميلاد مؤسس الديانة البهائية، لكن أتباعه لا يستطيعون أن يحتفلوا بذلك علناً في إيران، حيث مازالوا يتعرضون للاضطهاد والتمييز في بلد ديانتهم الأصلي. في ألبوم الصور هذا نتعرف على هذه الديانة.
صورة من: Getty Images/D.Silverman
احتفالات في كل مكان
في الثاني والعشرين من تشرين الأول/أكتوبر تحتفل الطائفة الدينية البهائية بعيد ميلاد مؤسسها بهاء الله. وتقام المراسيم الاحتفالية في مركزهم العالمي في حيفا بإسرائيل أيضاً. غير أن هذه المراسم غير رسمية، إذ لا توجد طقوس ثابتة في الديانة البهائية.
صورة من: Getty Images/D.Silverman
ولد قبل مئتي عام
ولد بهاء الله في طهران عام 1817 كأبن لوزير دولة. رفض المناصب، وقرر بدلاً من ذلك تكريس نفسه للعمل الخيري، ولذلك كان يسمى "والد الفقراء" منذ سن مبكرة.
صورة من: Imago/United Archives International
المؤسّس
انضم بهاء الله إلى الحركة البابية التي تأسست من قبل علي محمد الشيرازي، الذي أطلق على نفسه اسم "باب" وأثار اضطهادات عنيفة من جانب المؤسسات الدينية الشيعية. قُتل "باب" في عام 1850، ومن ذلك الحين يُعتبر بهاء الله المؤسس الحقيقي للديانة البهائية، وجاءت تسمية الديانة من اسمه.
صورة من: AP
معبد مع حدائق معلّقة
في النهاية تم القبض على بهاء الله وقضى السنوات الأربعين الأخيرة من حياته في المنفى. أولاً في بغداد، ثم في القسطنطينية وإدرنة، وأخيراً مات عام 1892 في عكا في إسرائيل. ويوجد المركز الإداري والروحي العالمي للبهائيين في حيفا، بالرغم من أن ديانتهم تأسست في إيران.
صورة من: Getty Images/D. Silverman
الرقم تسعة هو رمز الكمال
وتعتبر البهائية، التي انبثقت من الإسلام الشيعي، آخر الديانات التوحيدية، فأتباعه لا يعتبرون أن الرسول محمد هو آخر الأنبياء. ويعتقدون أن هناك إله واحد فقط وأن جميع الأديان والبشرية يشكلون وحدة، والنجمة التُساعية هي رمز هذه الوحدة، لأن تسعة هو أعلى رقم يتكون من مرتبة واحدة فقط.
صورة من: CC BY 2.0/Vandelizer
معابد في كل مكان
وعلى الرغم من الاضطهاد والقمع، تمكنت الديانة البهائية من الانتشار، وظهرت تجمعات لهم في أوروبا وأمريكا الشمالية. اليوم يتواجدون في الهند أيضاً، ويوجد في نيودلهي معبد اللوتس (الذي يظهر في الصورة)، بالإضافة إلى وجودهم في بلدان أمريكا اللاتينية. يوجد اليوم أكثر من ستة ملايين شخص في حوالي 230 دولة حول العالم ملتزمون بالديانة البهائية التي لا يوجد فيها رجال دين.
صورة من: picture-alliance/dpa/J. Kalaene
مجتمعهم في ألمانيا
وفقاً لبيانات خاصة، يعيش 6 آلاف بهائي فقط في ألمانيا. ومع ذلك، فإن مجتمعهم المحلي له أهمية كبيرة، لأن بيت العبادة في أوروبا يقع في ألمانيا، وبالتحديد في هوفهايم آم تاونوس في ولاية هيسن. وهو مفتوح لجميع الناس بغض النظر عن رؤاهم أو جنسياتهم. وهنا أيضاً يتم الاحتفال بعيد ميلاد بهاء الله.
صورة من: Imago
طهران ضد البهائيين
في إيران يتعرض البهائيون للاضطهاد حتى يومنا هذا. وقد بدأ هذا الاضطهاد في منتصف القرن التاسع عشر، حتى أن المعابد كانت تُدَمّر. ومنذ الثورة الإسلامية في إيران عام 1979، تعاديهم الدولة بشكل ممنهج. في عام 1983 تم حظر الديانة، وفي عام 1991 وُضعت عقيدة خاصة لهم في تلك الدولة، والهدف من ذلك هو القضاء على البهائيين كمجتمع قابل للحياة في إيران.
صورة من: 2008, Bahá'í International Community
حملة لإطلاق سراح مسؤوليهم
وفي أيار/مايو عام 2008، أصيبت الطائفة البهائية في إيران بصدمة شديدة، حيث ألقي القبض على أعضاء الهيئة الإدارية غير الرسمية للبهائيين والمكونة من سبعة أشخاص في طهران. وبعد أكثر من عامين من السجن بدون تهمة في سجن إيفين، حكم عليهم بالسجن لمدة 20 عاماً في عام 2010. ومن خلال حملة عالمية -على شبكة الإنترنت أيضاً- يدعو نشطاء حقوق الإنسان للإفراج عنهم.
صورة من: Monib Sabet
التضامن مع البهائيين المسجونين
وفي مدينة ريو دي جانيرو في البرازيل، نزل البهائيون المقيمون هناك إلى الشوارع للمطالبية بإطلاق سراح القياديين البهائيين في إيران.
صورة من: Getty Images/AFP/A. C. Fernandes
واحدة من المسؤولين البهائيين حرة
سواء بسبب ضغط الشارع أو لأسباب أخرى، أعلن مركز حقوق الإنسان في إيران في أيلول/سبتمبر أنه تم الإفراج عن ماهفاش سابيت في السنة العاشرة لسجنها، والتي كانت واحدة من سبعة معتقلين من القيادة البهائية. كما سيتم الافراج عن الستة الآخرين لأنه تم تخفيض العقوبات بالسجن إلى عشر سنوات.
صورة من: Center for Human Rights
تعليم قليل للبهائيين
ومع ذلك، لم يتغير شيء فيما يتعلق بوضع البهائيين في إيران والبالغ عددهم 300 ألف، والذين أعربوا عن أملهم في أن يستفيدوا من تخفيف العقوبات بعد الاتفاق النووي وفي عهد حسن روحاني الذي اعتبر أكثر اعتدالاً ممن سبقه. لكن الواقع أن وضعهم لا يزال سيئاً: فالمنازل تحترق، ويتم انتهاك قدسية المقابر، ويتم إبعاد البهائيين عن التعليم. ديانا هودالي/ محي الدين حسين