1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

وأخيراً... الرعاية الروحية للجنود المسلمين سترى النور

٢ أبريل ٢٠٢٤

تبدو الخلافات المستمرة منذ عقود بشأن خدمة الرعاية الروحية للجنود المسلمين في الجيش الألماني على طريق الحل. آخر التطورات تفيد أن وزارة الدفاع تعمل على تنظيم هذه الخدمة والبدء بتقديمها.

صورة رمزية لعناصر في الجيش الألماني بتاريخ 12 تشرين الثاني/نوفمبر 2023
يقدر عدد الجنود المسلمين في الجيش الألماني بنحو 3000 فرداًصورة من: Christophe Gateau/dpa/picture alliance

إيفا هوغل هي مفوضة القوات المسلحة في  البرلمان الألماني (بوندستاغ). والهدف من منصبها أن يكون لمخاوف واحتياجات الجنود الألمان صوتاً في البرلمان. في منتصف شهر آذار/مارس، قدمت هوغل تقريرها السنوي الثالث، وجددت فيه دعوتها لإدخال  الرعايا الروحية للمسلمين والمسلمات المنخرطين في الجيش.

وبغض النظر عمن كان  يشغل منصب وزير الدفاع وخلفيته الحزبية، قوبل الطلب في الماضي بالرفض. أما تبرير ذلك فيكون على أساس أنه لا يوجد شريك للعمل معه من الجانب الإسلامي. لكن تبرير كهذا لم يعد ذي معنى اليوم في عام 2024 بالنسبة إلى إيفا التي تنتمي للحزب الديمقراطي الاشتراكي. وقد علت انتقاداتها أكثر وأكثر إذا تقول بهذا الخصوص: "غياب الرعاية الروحية للجنود والجنديات من المسلمين أمر غير مقبول على الإطلاق". ودعت وزارة الدفاع "للإسراع بإدخال تلك الخدمة  عن طريق التعاقد مع الأشخاص المناسبين من المسلمين في هذا المجال".

وتضرب إيفا هوغل مثالاً بالقول: شارك جنود مسلمون في مهمة الإغاثة التي قام بها الجيش الألماني والتي استمرت عدة أسابيع في جنوب شرق تركيا بعد الزلزال المدمر الذي وقع في شباط/فبراير 2023. ومع ذلك، تم توفير الرعاية الروحية من قبل اثنين من رجال الدين العسكريين من غير المسلمين. "أعضاء الجيش الألماني من المسلمين يشعرون في بعض الأحيان بأنهم يُتركون لوحدهم فيما يتعلق بالأمور المرتبطة بطقوسهم الدينية.

آلاف المسلمين والمسلمات في الجيش

ورداً على سؤال لـ DW، قالت متحدثة باسم وزارة الدفاع إنه وفقاً لدراسة أجريت عام 2023، يقدر عدد الجنود المسلمين في الجيش الألماني بنحو 3000 شخص.

منذ ما يقرب من 25 عاماً، قدم "مركز القيادة الداخلية"، الذي يشكل في نهاية المطاف صورة وهوية الجيش الألماني، ورقة بحثية بعنوان "المسلمون في الجيش الألماني". جاء في الورقة أن المطالب بالرعايا الروحية تتردد منذ أكثر من عشر سنوات.

وتضغط كنائس مسيحية لتوفير تلك الخدمة للمسلمين والمسلمات. يقول الأسقف العسكري البروتستانتي، بيرنهارد فيلمبرغ، لـ DW إن جنوداً اتصلوا به وبقساوسة عسكريين بروتستانت للتعبير عن حاجتهم إلى الرعاية الروحية: "علينا إدراك واستيعاب تلك الاحتياجات".

وحسب بيرنهارد فيلمبرغ، فإن الرعايا الروحية متوافقة مع الحرية الدينية المنصوص عليها بالدستور: "بالنظر لدخول أعداد متزايدة من المسلمين إلى صفوف الجيش، فإنني أؤيد صراحةً منح هؤلاء الجنود الفرصة لتلقي الرعاية الروحية وفق تعاليم دينهم". وقد أدلى ممثلو الرعاية الروحية من الكنيسة الكاثوليكية ومن اليهود بتصريحات مماثلة في الأشهر الأخيرة.

وتعد الولايات المتحدة الأمريكية وكندا وفرنسا وهولندا وسويسرا والنمسا والنرويج من بين الدول التي يوجد بها خدمة الرعايا الروحية للجنود المسلمين ومعظم من يتولى تلك المهمة من الأئمة العسكريين. ومع ذلك، لا يوجد في ألمانيا لائحة تنظيمية خاصة بهذا الأمر، لأنه لا توجد منظمة جامعة أو اتحاد تنضوي تحته جميع الطوائف الإسلامية. وللمقارنة كان إدخال الخدمة الدينية اليهودية في عام 2019 ممكناً لوجود  مجلس مركزي لليهود كمؤسسة تفاوض نيابة عن الاتجاهات المختلفة لليهودية في ألمانيا. ويبلغ عدد اليهود في الجيش ما يصل إلى 500 فرداً.

ضغط من داخل الحكومة

ومع ذلك، يرى ثلاثة نواب أعضاء في الائتلاف الحاكم في ألمانيا أن الوقت قد حان لإدخال تلك الخدمة للجنود والجنديات من المسلمين. فقد دعا نائب رئيس المجموعة البرلمانية للحزب الديمقراطي الحر (الليبرالي)، كونستانتين كوهلي، ونائبة رئيس البرلمان، أيدان أوزوغوز، من الحزب الاشتراكي الديمقراطي (يمين الوسط)، وفيليز بولات، المدير البرلماني لكتلة حزب الخضر، الحكومة الفيدرالية في أيار/مايو 2023 إلى إدخال الرعاية الروحية للمسلمين في الجيش الألماني، ودعوا إلى اعتبارها  "أولوية قصوى".

وبعد شهرين، وبحسب معلومات DW، رد وزير الدفاع بوريس بيستوريوس أنه مهتم بالموضوع بشكل خاص وأنه وافق على الشروع بتنفيذ المطلب، الذي من المفترض أن يرى النور خلال عمر الحكومة الحالية.

"لا جنود من الدرجة الثانية"

ويقول الباحث في الشؤون الإسلامية وأحد من سيتولى تأهيل الرعاة الروحيين، بولنت أوكار، في تصريح لـ DW: "كنا نتمنى منذ سنوات إدخال خدمة الرعاية الروحية". ويستشهد بالرعاية الروحية المتنامي دعمها للجنود اليهود: "نرغب كمسلمين في الحصول على دعم مماثل"، مطالباً الدولة بتحمل التكاليف. وحذر من أن  المسلمين والمسلمات في الجيش الألماني "ليسوا جنوداً من الدرجة الثانية أو الثالثة".

ومنذ منتصف شهر آذار/مارس، يتولى متخصص في وزارة الدفاع العمل على وضع التصور للرعاية الروحية للمسلمين والمسلمات وسيشرف على تنفيذه من الناحية التنظيمية، حسبما قالت متحدثة باسم وزارة الدفاع لـ DW.

أعده للعربية: خالد سلامة

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد
تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW