واحة جانت الجزائرية.. مصدر جذب لعشاق سحر وكنوز الصحراء
١٨ أغسطس ٢٠٢٣
يزور آلاف السياح الأجانب منطقة جانت الواقعة جنوب شرق الجزائر والتي تتضمن مواقع ساحرة مدرجة على قائمة اليونسكو للتراث العالمي. فما الذي يشد الزوار لهذه المنطقة الصحراوية؟
إعلان
يتدفق عدد متزايد من السياح الأجانب إلى واحة جانت في الصحراء الجزائرية، حيث يكتشفون مشهداً صحراوياً فريداً من نوعه في العالم يبعث فيهم "السلام الداخلي" و"الراحة التامة".
وتبيّن أرقام نشرتها وسائل إعلام محلية أنه منذ اعتماد نظام التأشيرات عند الوصول في عام 2021، زار أكثر من أربعة آلاف أجنبي منطقة جانت الواقعةعلى بعد 2300 كيلومتر في جنوب شرق الجزائر العاصمة، وطاسيلي ناجّر، وهو موقع ساحر مدرج على قائمة اليونسكو للتراث العالمي.
تتميز حديقة طاسيلي ناجّر الوطنية بمنظر قمري طبيعي تتخلله "غابات صخرية" من الصلصال الرملي المتآكل، وتشكيلات جيولوجية بألوان تتأرجح بين البرتقالي والأسود، ما يقدّم مشهداً آسراً يستقطب خصوصاً محبي التصوير عند غروب الشمس.
منحوتات تعود إلى 6000 سنة قبل الميلاد
ويقول كريم بنعاسين، وهو سائح فرنسي يبلغ 57 عاماً يعمل في مجموعة "يونيفرسال ميوزيك" للإنتاج الموسيقي، لوكالة فرانس برس "يكفي أن نأتي إلى جانت مرة لنرغب في العودة إليها. هذا بالضبط ما حدث لي. أتيت إلى هنا مع صديقين، وتنتابهما رغبة واحدة فقط، وهي العودة في أسرع وقت ممكن".
وتقول مواطنته أنتونين دو سان بيار (49 عاما)، التي التقتها وكالة فرانس برس في جانت نهاية تموز/يوليو "أرغب في المجيء إلى هنا بصورة متكررة لكي أعيد شحن طاقتي، سأحتاج إلى ذلك. وبعدما تعرّفت على المكان، أعتقد أنني سأفعل ذلك بانتظام".
وتضم منطقة طاسيلي، وهي هضبة شاسعة تتخطى مساحتها 70 ألف كيلومتر مربع، "إحدى أكبر المجّمعات الفنية الصخرية التي تعود إلى فترة ما قبل التاريخ في العالم"، عبر "15000 رسم ومنحوتة تعود إلى عام 6000 قبل الميلاد وتستمرّ حتى القرون الأولى من عصرنا"، وفق ما تؤكد اليونسكو عبر موقعها الرسمي.
وتتيح هذه الرسوم والمنحوتات "متابعة التغييرات في الطقس وهجرة الثروة الحيوانية وتطوّر الحياة البشرية في غياب الصحارى"، وفق اليونسكو.
أكثر من 2900 أجنبي من 35 جنسية
في عام 2021، أثناء جائحة كوفيد -19 التي أثرت بشدة علىقطاع السياحة العالمية، قررت السلطات الجزائرية الترويج للسياحة الصحراوية، من خلال السماح للأجانب بالحصول على تأشيرات دخول في المطار عند الوصول إلى جنوب البلاد، مع فتح خط جوي مباشر بين باريس وجانت.
في عام 2022، أمضى أكثر من 2900 أجنبي من 35 جنسية مختلفة، معظمهم من الغربيين، إجازات في جانت، مقارنة بـ1200 في العام الأول الذي سهّلت فيه الجزائر الحصول على التأشيرات.
إلى هؤلاء الزوار، في العام الماضي، يضاف 17 ألف جزائري جاؤوا للاستمتاع بسحر هذه المدينة الصحراوية.
وترى سميرة رموني (41 عاماً)، وهي عالمة نفس أتت من الجزائر العاصمة لتمضية إجازة في هذه الواحة، أن جانت توفر "السلام الداخلي والراحة التامة" مع الانفصال عن ضغوط الحياة بحثاً عن الهدوء و"تعلم أشياء جديدة" و"شحن الطاقة" للتمكن من استعادة القوة المطلوبة لمواجهة مصاعب الحياة.
أما عبد القادر رقاقدة، وهو مدير وكالة للسياحة في تمنراست، المنطقة الكبيرة في جنوب الجزائر على بعد 700 كيلومتر إلى الغرب من جانت، فيبدي ارتياحا لفتح السلطات "خطاً كبيراً للسياحة من أوروبا إلى الجنوب" الجزائري.
ويوضح هذا المرشد السياحي الذي ينظم رحلات في محيط الواحة، لوكالة فرانس برس أن "المسارات متعددة ومتنوعة" في جانت.
في عام 1982، أُدرج موقع طاسيلي ناجّر على قائمة التراث الثقافي العالمي والتراث الطبيعي العالمي لمنظمة اليونسكو، التي أضافت الموقع أيضاً عام 1986 إلى قائمة محميات المحيط الحيوي.
هـ.د/ع.ج.م(أ ف ب )
السياحة العربية في 2023.. وجهات واعدة وأخرى تبحث عن موطئ قدم
خلال عام 2023، تتجه الأنظار لعدد من الدول العربية المعروفة بقوة قطاعها السياحي، ومنها الإمارات ومصر والمغرب ونسبيا تونس. لكن هناك وجهات أخرى تبحث عن إثبات ذاتها وأخرى تعاني. نظرة على بعض الوجهات العربية في هذه الصور.
صورة من: Lee Frost/robertharding/picture alliance
رمال مرزوكة في المغرب
المغرب ليس فقط أكادير أو مراكش. هو كذلك كثبان الصحراء في مناطق منها مرزوكة التي تستقطب السياح الراغبين في اكتشاف السياحة الصحراوية. هذه الوجهة شهيرة خصوصا في فصل الشتاء والخريف حيث تكون درجات الحرارة منخفضة في أوروبا، لكنها مناسبة جدا في الجنوب الشرقي للمغرب، لأجل مغامرة لا تنسى مع الرمال.
صورة من: Lee Frost/robertharding/picture alliance
الأردن - وجهة عربية في الشرق الأوسط
زار الأردن خلال عام 2022 ما يقارب خمسة ملايين سائح، وهي من الوجهات العربية التقليدية في الشرق الأوسط. من أشهر معالمها مدينة البتراء، في الصورة، التي تعود إلى حوالي ألفي عام، وتعرف كذلك بالمدينة الوردية. كما يزور السياح البحر الميت، ومناطق أخرى من هذا البلد.
صورة من: Jonathan Carlile/imageBROKER/picture alliance
السياحة الدينية- نقطة جذب في مصر
تمثل السياحة الدينية إحدى عوامل الجذب السياحي في مصر. النموذج هنا من داخل مسجد السلطان حسن بالقاهرة والذي يعد من أضخم مساجد مصر. شيده السلطان حسن بن الناصر محمد بن قلاوون في القرن الرابع عشر ميلادي. ويزوره بشكل كبير سياح مسلمون، لكنه مفتوح كذلك أمام السياح الأجانب.
صورة من: Mohammed Fathi/DW
تباشير موسم سياحي واعد في تونس
آلاف السياح يتدفقون على البلد عبر سفن سياحية في موسم 2023. النموذج من هنا في ميناء حلق الوادي. حيث رست خلال الأيام الماضية سفينة "غرانديوزا" العملاقة التي أقلت ستة آلاف سائح من أوروبا، في واحدة من أصل 50 رحلة مبرمجة هذا العام، وهو أكبر رقم يصل إلى تونس من الرحلات منذ عام 2019.
صورة من: Khaled Nasraoui/DW
مصر.. بلد الأهرامات
أكثر ما يسأل عنه السياح في مصر هي الأهرامات الشاهدة على عراقة الحضارة الفرعونية. تستقطب مصر ملايين السياح سنويا نظرا لتنوع العرض المقدم وتخطط لاستقطاب 30 مليون سائح مستقبلاً. لكن الطموح يصطدم بعدة تحديات منها البنى التحتية ومشاكل التسويق. في الصورة جيل بايدن، عقيلة الرئيس الأمريكي جو بادين، في زيارتها لأهرامات الجيزة.
صورة من: Amr Nabil/AP/picture alliance
الجزائر- قطاع سياحي محتشم رغم المؤهلات
الجزائر واحدة من الوجهات السياحية الصاعدة في المنطقة، ومؤخراً بدأت تقارير عالمية تشير إليها. من ذلك منطقة تمرناست في الجنوب، التي تتيح مشاهدة منظر مبدع لشروق الشمس وغروبها. زار الجزائر عام 2019 حوالي 1.9 مليون سائح وهو رقم ضعيف مقارنة بجيرانها لأسباب منها عدم تطوير الجزائر للقطاع السياحي وغياب تسويق الوجهة الجزائرية، لكن هناك طموح لتطوير القطاع.
صورة من: Egmont Strigl/imageBROKER(picture alliance
دبي على عرش السياحة العربية
تتربع الإمارات على عرش السياحة العربية -عند استثناء أرقام السياحة الدينية في السعودية-، خصوصا إمارة دبي التي تجذب الراغبين في اكتشاف ناطحات السحاب العربية، وكذلك الباحثين عن خدمات السياحة العلاجية، فضلا عن سياحة الأعمال والأحداث الدولية. كما تتيح صحراء الإمارات مناسبة لاكتشاف صحراء الخليج وما تحمله من أسرار.
صورة من: Kamran Jebreili/AP/picture alliance
لبنان- تأثر شديد بالأزمة
كانت لبنان وجهة سياحية مفضلة لعدد من السياح عبر العالم. لكن البلد يعاني أوضاعا اقتصادية وسياسية صعبة للغاية منذ سنوات، أثرت بشكل كبير على القطاع السياحي. لكن مع ذلك استمر عدد قليل من السياح في التوافد، خصوصا المغتربين اللبنانيين الذين يساهمون كثيرا في اقتصاد البلد. من أشهر الوجهات هناك بعلبك، وهي مدينة أثرية قديمة في سهل البقاع.
صورة من: Hassan Ammar/AP/picture alliance
الهجمات الإرهابية.. صداع لعدد من دول المنطقة
عانت عدة دول أوروبية من هجمات إرهابية ضربت القطاع السياحي. ومن ذلك ما وقع في تونس عام 2015 عندما هاجم مسلح من تنظيم "داعش" السياح وقتل العشرات. ليست تونس وحدها، مصر هي الأخرى عانت وكذلك المغرب والأردن، لكن التأثر التونسي كان كبيرا خصوصا أن ذلك العام شهد عمليات أخرى في بلد يعول كثيراً على القطاع السياحي.