بعد أيام من إعلانه أنه قتل قياديا بارزا من تنظيم "داعش" في سوريا، كان مسؤولا عن التخطيط لهجمات في أوروبا، قال الجيش الأمريكي إنه اعتقل القيادي البارز في "داعش" حذيفة اليمني واثنين من مساعديه في عملية بطائرة هليكوبتر.
إعلان
قالت القيادة المركزية الأمريكية في بيان اليوم الأربعاء (12 أبريل/ نيسان 2023) إن الجيش الأمريكي نفذ عملية بطائرة هليكوبتر في شرق سوريا في ساعة متأخرة من يوم السبت واعتقل قياديا بارزا في تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) واثنين من معاونيه.
وحسب البيان فإن العنصر البارز هو القيادي في التنظيم الإرهابي "حذيفة اليمني". وأضاف البيان أن "اعتقال حذيفة اليمني ومعاونيه سيعطل قدرة التنظيم على التخطيط للعمليات وتنفيذها" مشيرا إلى أن العملية لم تسفر عن مقتل أو إصابة مدنيين.
وقال الجيش الأمريكي هذا الشهر إنه قتل قياديا كبيرا في تنظيم "الدولة الإسلامية" بسوريا يُدعى خالد أحمد الجبوري. وذكرت واشنطن أن الجبوري كان مسؤولا عن التخطيط لهجمات تنظيم "داعش" في أوروبا وتركيا وتطوير هيكل قيادة التنظيم في تركيا.
وقال مركز القيادة العسكرية الأمريكية في بيان إن الجبوري، قُتل في ضربة أحادية الجانب بشمال غرب سوريا.
وقال الجنرال مايكل كوريلا، قائد القيادة المركزية الأمريكية: "لا يزال (داعش) يمثل تهديدا للمنطقة، وخارجها". وأشار إلى أنه ليس هناك مؤشرات على وقوع إصابات بين المدنيين نتيجة للضربة.
وجاء في البيان أن "مقتل الجبوري سيعطل، بصورة مؤقتة، قدرة التنظيم على التخطيط لشن هجمات خارجية".
وفي سياق متصل، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان، المعني بمراقبة أعمال العنف التي تندلع في سوريا منذ عام 2011، إن الجبوري وصل قبل 10 أيام إلى منطقة تقع في ريف إدلب بشمال سوريا.
وقال المرصد إن "القيادي قتل بعد أن تم استهدافه بالقرب من منزله، أثناء سيره وهو يجري اتصالا هاتفيا". وأضاف أن طائرة مسيرة استهدفته، وأن دوي انفجار سُمع على طريق "كفتين- كللي" في ريف إدلب الشمالي.
جدير بالذكر أنه تم نشر القوات الأمريكية في سوريا في عام 2015، لمساعدة الأكراد السوريين وحلفائهم الآخرين، في القتال ضد تنظيم "داعش".
خ.س/ أ.ح (رويترز، د ب أ)
إدلب... مدن أثرية "منسية" تتحول لمخيمات للاجئين
لم يجد بعض من فرّ من نيران المعارك في سوريا إلا اللجوء لمواقع أثرية بائدة. في إدلب، التي يعيش فيها حوالي ثلاثة ملايين نازح، اتخذ البعض من "المدن المنسية" المهجورة التي تعود للعهد البيزنطي منزلاً لا يتطلب دفع أجار.
صورة من: Khalil Ashawi/REUTERS
ذكريات الرحلات المدرسية إلى المواقع الأثرية السورية لا تزال حية في ذاكرة محمد عثمان. لم يخطر على باله بالمطلق أن أحد تلك المواقع سيصبح بيته يوماً ما. خيمة العائلة مثبتة بحجارة يفوح منها عبق التاريخ وحبل الغسيل مشدود إلى رواق حجري في منطقة أثرية تعود للعهد البيزنطي.
صورة من: Khalil Ashawi/REUTERS
منذ سنتين ونصف يعيش محمد وزوجته وأربعة أطفال في "سرجبلة"، التي تقع قرب الحدود التركية. في هذا الموقع البيزنطي القديم تعيش حوالي 50 عائلة أخرى. لم يبق أمام محمد وعائلته إلا الفرار بجلودهم بعد تعرض مدينته معرة النعمان لقصف قوات النظام السوري.
صورة من: Khalil Ashawi/REUTERS
يطعم محمد عائلته مما يجنيه من بعض الأعمال الموسمية. ويضطر في بعض الأحيان للاستدانة ليسد رمق أطفاله. تعيش العائلة وغيرها من العائلات في هذا الموقع الأثري الذي يعود للقرن الخامس الميلادي لأنه لا يترتب عليها دفع أي إيجار لمجرد نصب الخيمة على الأرض. "لم نترك ديارنا بمحض إرادتنا لنعيش في هذا المكان المهجور منذ آلاف السنين"، يبرر محمد عثمان.
صورة من: Khalil Ashawi/REUTERS
لا يرتاد الأطفال المدارس. وتحولت الأوابد الأثرية لملعب لهم، رغم المخاطر المترتبة على ذلك. يقول محمد عثمان لمصور رويترز: "في الصيف نواجه خطر الأفاعي والعقارب. وفي الشتاء يحاصرنا البرد والثلوج". وقد كان شتاء هذا العام قاسياً جداً في إدلب، ما أدى لموت بعض اللاجئين تجمداً.
صورة من: Khalil Ashawi/REUTERS
غير بعيد عن "سرجبلة" تعيش 80 عائلة أخرى في موقع "بابسقا" الأثري، المصنف على قائمة اليونسكو للتراث الإنساني. يعيش محمود أبو خليفة وأسرته هنا. يقول إنه كان يملك أرضاَ قبل لجوئه إلى هنا: "كانت غلال الأرض والماشية تؤمن لنا حياة كريمة. اليوم نعيش بين الأحجار المهجورة والطين".
صورة من: Khalil Ashawi/REUTERS
تمكنت بعض العوائل من أخذ مواشيها معها عند فرارها من نار الحرب. وهذا ما فعله محمود أبو خليفة. ترعى الأغنام والماعز كل النهار بين أطلال المدينة المهجورة. ويبحث الدجاج في الأرض عن كل ما يؤكل. صنع محمود أبو خليفة حظيرة لمواشيه وقن لدجاجه من حجارة الموقع التاريخي. ويستخدم أحد الكهوف لتخزين علف المواشي وممتلكات بسيطة للعائلة.
صورة من: Khalil Ashawi/REUTERS
في السنوات الأولى للحرب اتخذت المعارضة المسلحة من "بابسقا" الأثرية موقعاً لها تشن منه هجمات على قوات النظام. وحتى اليوم يمكن العثور على بعض بقايا تلك المرحلة.
صورة من: Khalil Ashawi/REUTERS
لدى محمود أبو خليفة وزوجته زهرة سبعة أطفال. يسمي محمد وزوجته مخيم بابسقا "مخيم الخرابة". الوضع في إدلب لم يستقر؛ إذ أنها ما تزال تتعرض لقصف قوات النظام. يتمنى محمود أبو خليفة بأن يحيى أطفاله حياة أفضل ومطلبه الوحيد "العودة إلى قريتنا".
إعداد: ديانا هودالي/خ.س