قال مجلس الأمن القومي الأمريكي، في بيان الثلاثاء (27 ديسمبر/ كانون الأول 2022)، إن الولايات المتحدة تشعر بالقلق إزاء النشاط الصيني "الذي يسبب زعزعة الاستقرار ويخاطر بحسابات خاطئة، ويقوض السلام والاستقرار الإقليميين"، بحسب ما أوردته وكالة بلومبرغ للأنباء.

وكانت حكومة تايوان قد ذكرت أمس الاثنين أن 71 طائرة تابعة للقوات الجوية الصينية، من بينها طائرات مقاتلة ومسيرة، دخلت منطقة الدفاع الجوي التايوانية خلال الأربع والعشرين ساعة المنصرمة وذلك في أكبر توغل صيني يعلن عنه حتى الآن.

وقالت وزارة الدفاع التايوانية في بيان إن 43 من تلك الطائرات عبرت خط المنتصف بمضيق تايوان، وهي منطقة فاصلة غير رسمية بين الجانبين تقع داخل منطقة الدفاع، في الوقت الذي تواصل فيه بكين أنشطتها العسكرية بالقرب من الجزيرة التي تعدها الصين جزءا من أراضيها. وقالت تايوان، التي ترفض بشدة مزاعم الصين بالسيادة عليها، إن التدريبات تظهر خرق بكين للسلم الإقليمي ومحاولتها ترهيب الشعب التايواني.

وأضاف مجلس الأمن القومي الأمريكي في بيانه: "سنواصل مساعدة تايوان في الحفاظ على قدرات كافية للدفاع عن نفسها، بما يتوافق مع التزاماتنا طويلة الأمد، ومع سياسة صين واحدة". ورغم أن قضية تايوان لا تزال مصدرا للتوتر بين الصين والولايات المتحدة، لا يبدو أنها تعيق الجهود الأخيرة من الجانبين لتحسين العلاقات.

ومن المقرر أن يقوم وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكين بزيارة بكين أوائل عام 2023 لمتابعة ما أسفر عنه لقاء الرئيس الأمريكي جو بايدن ونظيره الصيني شي جين بينغ على هامش قمة مجموعة العشرين في إندونيسيا خلال شهر تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي.

وأشار سفير الصين لدى الولايات المتحدة، تشين جانغ، في تعليق له نشرته مجلة ناشيونال انترست الأمريكية، أمس الإثنين، إلى متانة العلاقات الثنائية. وذكر تشين، أحد المرشحين الرئيسيين ليصبح وزير الخارجية التالي للصين: "ستتواصل الاختلافات بين الصين والولايات المتحدة - في التاريخ والثقافة والنظام الاجتماعي ومسار التنمية- على الأرجح خلال 100 عام".

وأضاف تشين: "ولكن بما أننا نعيش في نفس العالم، يتعين علينا، ويمكننا، الاستماع إلى بعضنا البعض، وأن نعمل على تضييق الفجوة في تصوراتنا للعالم، واستكشاف سبل للتوافق على أساس الاحترام المتبادل، والتعايش السلمي والتعاون المفيد للجانبين".

ح.ز/ ع.ش (د ب أ، رويترز)