خلال زيارته المفاجئة إلى العراق، أكد وزير الدفاع الأمريكي أن هدف بلاده ليس الاستيلاء على النفط، مشددا على استمرار التحالفات القديمة. في حين أكد قوات التحالف الدولي ضد داعش بقاء هذه القوات في العراق حتى بعد معركة الموصل.
إعلان
شدد وزير الدفاع الأمريكي جيمس ماتيس من بغداد اليوم الاثنين (20 شباطم فبراير) على أن الولايات المتحدة لا تسعى لنهب احتياطي النفط العراقي، في محاولة لتخفيف قلق الشركاء العراقيين من تصريحات مثيرة للجدل أدلى بها الرئيس دونالد ترامب.
وكان ترامب أكد مرارا أنه كان على واشنطن الاستيلاء على النفط العراقي قبل أن تسحب قواتها من هذا البلد في 2011، وذلك لتمويل جهود الحرب ولحرمان الجهاديين من مصدر حيوي لتمويلهم.
لكن ماتيس الجنرال المتقاعد الذي كان حارب في أفغانستان والعراق سعى لطمأنة العراقيين. وقال في أول زيارة يقوم بها للعاصمة العراقية "نحن في أمريكا بشكل عام دفعنا لقاء الغاز والنفط، وأنا على يقين أننا سنواصل القيام بذلك في المستقبل (...) نحن لسنا موجودين في العراق للاستيلاء على نفط أحد".
وتأتي زيارة ماتيس غداة بدء مرحلة جديدة في العملية العسكرية لطرد تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) من معقله الموصل في شمال العراق. كما تاتي بعد جولة لوزير الدفاع الأسبوع الماضي في أوروبا والخليج في مهمة لطمأنة الحلفاء إلى أن الولايات المتحدة ليست في وارد التخلي عن التحالفات العسكرية القديمة.
من جانبه دعا قائد قوات التحالف الدولي ضد تنظيم "داعش" اليوم الاثنين إلى بقاء هذه القوات في العراق حتى بعد استعادة السيطرة على الموصل. وقال الجنرال ستيفن تاوسند في مؤتمر صحافي اختتم الزيارة القصيرة التي قام بها وزير الدفاع الأمريكي جيمس ماتيس لبغداد "لا أتوقع أن تطلب منا الحكومة العراقية المغادرة فورا بعد الموصل". وأضاف "أعتقد أن الحكومة العراقية أدركت أنها معركة معقدة جدا، وأنها ستحتاج إلى دعم التحالف حتى بعد معركة الموصل".
ويدعم طيران التحالف الذي يضم نظريا أكثر من ستين دولة القوات العراقية عبر شن ضربات جوية على مواقع الجهاديين منذ صيف 2014. كذلك ساهم التحالف في تدريب عشرات آلاف من القوات العراقية البرية التي تخوض الآن معركة كبيرة لاستعادة الجانب الغربي من الموصل (شمال) بعدما تمكنت من السيطرة على جانبها الشرقي.
وللتحالف نحو تسعة آلاف عسكري في العراق، أكثر من نصفهم أمريكيون، وينتشرون في القواعد العسكرية وأحيانا في مناطق القتال. وقال ماتيس الجنرال المتقاعد الذي سبق أن قاد قوات خلال اجتياح العراق في 2003 "إنها شراكة (...) كانت هناك أوقات صعبة ولكن لا شك (...) في أن المسؤولين العراقيين يقرون بقيمة التحالف".
ع.ج/ ع.ش (أ ف ب، رويترز)
أسلحة "داعش" في حرب الموصل..دروع بشرية ومذابح وكيماوي
ما الذي حدث على الأرض منذ بدء عملية استعادة الموصل من تنظيم "داعش" في شهر أكتوبر/ تشرين الأول؟
صورة من: picture alliance / AP Photo
أثناء تقدم الجيش العراقي لاستعادة السيطرة على الموصل من قبضة تنظيم "الدولة الإسلامية" الإرهابي، تم العثور على مقبرة جماعية فيها حوالي 100 جثة، العديد منها مقطوعة الرأس. وتظهر صوراً عرضتها وكالة "الاسوشيتد برس" عظاماً وجثثاً متحللة أخرجت بواسطة جرافة، وفي الصورة ضابط من الشرطة العراقية يحمل لعبة أطفال على شكل حيوان محشو وجدت بين الجثث.
صورة من: picture-alliance/AP Photo
المقبرة الجماعية وجدت قرب "حمام العليل" البلدة التابعة للموصل، وتبرهن على وحشية تنظيم "الدولة الإسلامية". حيث لا تعد هذه أول مجزرة يرتكبها التنظيم إذ نفذ سلسلة مجازر منذ استيلائه على مناطق واسعة من جنوب ووسط العراق في عام 2014. وتظهر هذه الصورة عنصر من قوات الأمن العراقية يتفقد مبنى كان يستخدم كسجن من قبل مسلحي "تنظيم الدولة الإسلامية" في حمام العليل.
صورة من: Reuters/T. Al-Sudani
رجال عراقيون من منطقة حمام العليل يحتفلون عند عودتهم إلى منازلهم التي نزحوا منها بعد استعادة السيطرة على القرية من قبل القوات العراقية وتحريرها من "تنظيم الدولة الإسلامية".
صورة من: Getty Images/AFP/A. Al-Rubaye
قام "تنظيم الدولة الإسلامية" بإحراق حقول النفط كرد فعل على الهجوم العسكري العراقي لطرد التنظيم من شمال العراق. وقال قائد عسكري إنه تم إجلاء أكثر من 5000 مدني من مناطق شرق الموصل حيث نقلوا إلى مخيمات. ويتبين من الهجوم المفاجئ أن تنظيم الدولة لا يزال يزرع الفوضى في مناطق حتى بعيدة عن قاعدته في الموصل كرد فعل على الحصار المضروب عليه من قبل القوات العراقية.
صورة من: Reuters/A. Al-Marjani
في بداية الأمر حاول "داعش" السيطرة على الموصل لإقامة "الخلافة"، فيما بعد أصبحت المنطقة رمزاً لقوة وسيطرة التنظيم ومصدراً للموارد، وتقول الأمم المتحدة ان التنظيم الإرهابي يستخدم المنطقة كمركز لتصنيع أسلحة كيميائية. كما شكلت المدينة الآشورية القديمة مصدرا حيويا لعائدات الضرائب وأعمال السخرة التي يقوم بها التنظيم. في الصورة دخان جراء اشتباكات عنيفة بين البيشمركة وداعش في بلدة بعشيقة شرق الموصل.
صورة من: Reuters/A. Lashkari
يقاتل الجيش العراقي في الموصل إلى جانب البيشمركة الكردية والميليشيات الشيعية في حرب استعادة السيطرة من "داعش"، وفي الآونة الأخيرة كثفت القوات العراقية عملياتها البرية في مناطق المدنيين دون غطاء جوي من قوات التحالف، التي تقودها الولايات المتحدة، تخفيفاً من ضرر المعارك على المواطنين. في الصورة تظهر القوات العراقية الخاصة وهي تقوم بعملية تغطية درءاً من رصاص قناصة "داعش".
صورة من: picture-alliance/AP Photo/M. Drobnjakovic)
تركز البيشمركة الكردية في قتالها ضمن معركة الموصل على المناطق الكردية بشكل عام، وخاصة على مدينة كركوك التي تطالب بها حكومة كردستان العراق، والتي بدأ "تنظيم الدولة الإسلامية" بشن حملة عنيفة على السكان فيها ردا على التقدم من الجيش العراقي نحو الموصل.
صورة من: picture-alliance/dpa/A. Dicenzo
تقدر الأمم المتحدة عدد النازحين من الموصل بحوالي 34 ألف شخص وذلك منذ بدء عملية تحرير الموصل يوم 17 أكتوبر/ تشرين الأول، وتشير الأمم المتحدة إلى أن نحو ثلاثة أرباع النازحين استقروا في مخيمات قريبة بينما نزح الباقي إلى مناطق أخرى واستقروا ضمن مجتمعات مضيفة. نادين بيرغهاوسن/ ر.ج