واشنطن تؤيد إنشاء محكمة خاصة "للعدوان" الروسي على أوكرانيا
٢٩ مارس ٢٠٢٣
أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية أنها تؤيد إنشاء محكمة خاصة لمحاكمة "العدوان" الروسي في أوكرانيا، بتمويل وطاقم دوليين، معززة بذلك حملة لمحاكمة جريمة من هذا النوع منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية.
إعلان
بعدما عبر الاتحاد الأوروبي عن دعمه لإنشاء محكمة خاصة يمكن أن توجه اتهامات جديدة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ستكون أحدث سلسلة قانونية بعد أن أصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرة توقيف بحقه بشأن جرائم حرب مفترضة.
بدورها، قالت وزارة الخارجية الأميركية إن الولايات المتحدة ستعمل مع الحلفاء لإنشاء "محكمة خاصة لجريمة العدوان" بشأن غزو روسيا لجارتها في شباط/ فبراير 2022. وصرح متحدث باسم وزارة الخارجية فيدانت باتيل للصحافيين "نتصور محكمة من هذا النوع تحظى بدعم دولي كبير - خصوصا من شركائنا في أوروبا - وتتمركز في بلد آخر في أوروبا".
وأضاف أن هذه المحكمة يجب أن تكون "مستمدة من النظام القضائي الأوكراني وتشمل عناصر دولية". وأوضحت السفيرة الأميركية المتجولة للقضاء الجنائي العالمي بيث فان شاك أن الولايات المتحدة تريد أن يكون للمحكمة موظفون دوليون وموارد.
وقالت في كلمة الاثنين في الجامعة الكاثوليكية الأميركية إن ذلك "سيؤمن أوضح طريق لإنشاء محكمة جديدة وزيادة فرصنا في المحاسبة". وأكدت أن الولايات المتحدة "ملتزمة" العمل مع الدول الأخرى لتوفير الموارد لمحكمة من هذا النوع "بطريقة تحقق محاسبة شاملة عن الجرائم الدولية التي تُرتكب في أوكرانيا".
وهذه هي المرة الأولى التي تدعم فيها الولايات المتحدة - التي تتسم علاقاتها مع المحكمة الجنائية الدولية بالتوتر - صراحةً إنشاء محكمة خاصة بشأن أوكرانيا. وكان الاتحاد الأوروبي طرح في تشرين الثاني/ نوفمبر فكرة إنشاء محكمة، حظيت بدعم رسمي في كانون الثاني/ يناير في تصويت في البرلمان الأوروبي.
وتحدثت رئيسة المفوضية الأوروبية أورزولا فون دير لاين عن محكمة من هذا النوع في تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، بينما اقترحت ألمانيا في كانون الثاني/ يناير "صيغة جديدة" تسمح بأن تكون الولاية القضائية مستمدة من القانون الجنائي الأوكراني "لكن مع مدعين وقضاة دوليين وتمويل أجنبي".
من ناحيته، قال وزير الخارجية التشيكي يان ليبافسكي إن بلاده "تؤيد بشدة" المحكمة الخاصة، مؤكدا أن غزو بوتين لأوكرانيا أحيا ذكريات تنازلات تشيكوسلوفاكيا القسرية عن أراض لألمانيا في 1938.ولوحق مرتكبو جريمة العدوان التي عرفت حينذاك بجريمة ضد السلام، بعد الحرب العالمية الثانية وكانت أساس محاكمات نورمبرغ وطوكيو لمسؤولين من ألمانيا النازية واليابان الإمبراطورية.
ع.ش/ ح.ز (أ ف ب)
من فظائع روسيا في أوكرانيا: اغتصاب وإعدامات وقنابل عنقودية
بعد مرور أكثر من تسعة أشهر على بدء الغزو الروسي لأوكرانيا، رصدت كييف وحلفاؤها الغربيون وهيئات تابعة للأمم المتحدة ومنظمات غير حكومية آلاف الحالات التي يشتبه بأنها تشكل جرائم حرب.
صورة من: Valentyn Ogirenko/REUTERS
منشآت الطاقة
في 29 تشرين الثاني/نوفمبر، اعتبر وزير العدل الألماني ماركو بوشمان أن الضربات الروسية التي "تدمر بشكل منهجي امدادات الكهرباء والتدفئة" قبل أبرد أشهر الشتاء تشكل "جريمة حرب رهيبة". وأشار بوشمان إلى أن السلطات الأوكرانية سجلت حتى الآن نحو 50 ألف حالة جرائم حرب مفترضة. كما اعتبر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن "أي ضربة ضد المنشآت المدنية تشكل جريمة حرب ولا يمكن أن تبقى بدون عقاب".
صورة من: Gleb Garanish/REUTERS
تهجير وفصل أطفال عن أسرهم
في تشرين الثاني/نوفمبر، أفادت منظمة العفو الدولية أن روسيا ربما تكون ارتكبت جرائم ضد الإنسانية بإجبارها المدنيين في المناطق التي تحتلها على الانتقال إلى مناطق أخرى، مع فصل الأطفال عن عائلاتهم في انتهاك للقانون الإنساني الدولي. ويأتي هذا التقرير لمنظمة العفو بعد تقرير آخر في آب/أغسطس أغضب كييف لاتهامه أوكرانيا بتعريض حياة المدنيين للخطر من خلال إنشاء قواعد عسكرية في المدارس والمستشفيات.
صورة من: Dimitar Dilkoff/AFP/Getty Images
اغتصابات
في 14 تشرين الأول/أكتوبر، دانت الممثلة الخاصة للأمم المتحدة جرائم الاغتصاب والاعتداءات الجنسية التي تتهم القوات الروسية بارتكابها في أوكرانيا، معتبرة أنها تمثل بشكل واضح "استراتيجية عسكرية" و"تكتيكاً متعمداً لتجريد الضحايا من إنسانيتهم". وطالبت السيدة الأوكرانية الأولى أولينا زيلينسكا بـ"رد عالمي" على استخدام العنف الجنسي كسلاح حرب قائلة إن مدعين في كييف يحققون بأكثر من مئة جريمة محتملة.
صورة من: Vuk Valcic/ZUMA Press Wire/ZUMAPRESS/Picture alliance
إعدام أسرى
في 27 أيلول/ سبتمبر، قال مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في إن القوات الروسية والجماعات المسلحة التابعة لها تُخضع أسرى أوكرانيين لعمليات إعدام خارج نطاق القضاء وعنف جنسي وانتهاكات أخرى. وقالت ماتيلدا بوغنر، رئيسة بعثة الأمم المتحدة لمراقبة حقوق الإنسان في أوكرانيا، "إنهم يتعرضون لمعاملة قاسية ومهينة من قوات الأمن الروسية والجماعات المسلحة التابعة لها بدت أنها منهجية".
صورة من: picture alliance / ASSOCIATED PRESS
أربع مناطق
وفي 23 أيلول/سبتمبر، اتهم محققو الأمم المتحدة موسكو بارتكاب "جرائم حرب"، عارضين تقريراً يخالف الاحتراس الذي أبدته المنظمة الدولية بهذا الصدد حتى ذلك التاريخ. في المقابل، اعتبر المحققون أنه لا يزال مبكراً جداً الحديث عن ارتكاب جرائم ضد الإنسانية، بخلاف ما تؤكده أوكرانيا ومنظمات غير حكومية.
وحسب التقرير، وقعت الانتهاكات في مناطق كييف وتشيرنيغيف وخاركيف وسومي.
صورة من: Oleksii Chumachenko/ZUMA/IMAGO
خيرسون
في 18 تشرين الثاني/نوفمبر، خلص باحثون من جامعة ييل في تقرير مدعوم من وزارة الخارجية الأمريكية إلى أن المئات اعتقلوا أو فُقدوا في منطقة خيرسون وأن العشرات ربما تعرضوا للتعذيب. وقال التقرير إن 55 على الأقل من حالات الاعتقال أو الاختفاء تضمنت مزاعم بالتعرض لمعاملة يمكن أن ترقى إلى التعذيب وفقاً للقانون الدولي، مثل الضرب والإيهام بالإعدام والروليت الروسي والصدمات الكهربائية وتعذيب الأقارب.
صورة من: Igor Burdyga/DW
خاركيف
في حزيران/يونيو، اتهمت منظمة العفو الدولية روسيا بارتكاب جرائم حرب من خلال الهجمات على خاركيف التي استُخدِمت في كثير منها قنابل عنقودية محظورة أدت إلى مقتل مئات المدنيين. وقالت منظمة العفو إنها كشفت عن أدلة في خاركيف على الاستخدام المتكرر من جانب القوات الروسية للقنابل العنقودية 9N210 و9N235 والألغام الأرضية المتناثرة وكلها محظورة بموجب الاتفاقات الدولية.
صورة من: Sofia Bobok/AA/picture alliance
إيزيوم
في أيلول/سبتمبر أعلنت السلطات الأوكرانية العثور على "450 جثة لمدنيين تحمل آثار موت عنيف وتعذيب" مدفونة في غابة عند مشارف إيزيوم في منطقة خاركيف في شمال شرق أوكرانيا. وتمكن مراسل لفرانس برس في الموقع من مشاهدة جثة واحدة على الأقل مكبلة اليدين بواسطة حبل. إثر ذلك دعت الرئاسة التشيكية للاتحاد الأوروبي إلى إنشاء محكمة دولية خاصة بجرائم الحرب في أوكرانيا.
صورة من: Goktay Koraltan/Depo/abaca/picture alliance
بوتشا
أضحت مدينة بوتشا، إحدى ضواحي شمال غرب كييف، في نظر الغرب رمزاً لـ"جرائم الحرب" الروسية في أوكرانيا. وعثر في أوائل نيسان/أبريل الماضي على مئات الجثث في بوتشا بعد انسحاب القوات الروسية. وتم اتهام جنود روس بارتكاب جرائم حرب ضد المدنيين هناك.
إعداد: خالد سلامة