واشنطن تتوعد بعقوبات جديدة وأنقرة تحاول طمأنة المستثمرين
١٦ أغسطس ٢٠١٨
في خطوة تعتبر تصعيدية في العلاقات بين واشنطن وأنقرة، قال ستيفن منوتشين وزير الخزانة الأمريكي الخميس إن الولايات المتحدة مستعدة لفرض عقوبات إضافية على تركيا إذا لم تفرج عن القس الأمريكي المحتجز لديها أندرو برانسون.
إعلان
حقائق عن الاقتصاد التركي .. لهذه الأسباب انهارت الليرة!
01:56
توعدت الولايات المتحدة بفرض مزيد من العقوبات على تركيا اذا لم يتم الافراج عن القس الاميركي أندرو برانسون في وقت سعت فيه أنقرة الى طمأنة المستثمرين الأجانب القلقين من تدهور الليرة. وبذلك تستمر الإدارة الأمريكية على نهجها التهديدي المعروف بفرض عقوبات جديدة على أنقرة في حال لم تستجب لطلبها الخاص بإطلاق سراح برانسون المحتجز لديها بتهمة دعم الإرهاب.
ونقل تقرير لوكالة أنباء (بلومبرغ) اليوم الخميس (16 آب/أغسطس 2018) عن وزير الخزانة الأمريكي ستيفن منوشين قوله خلال جلسة لمجلس الوزراء في البيت الأبيض، إن هناك المزيد من العقوبات جاهزة للتطبيق في حال رفضت تركيا إطلاق سراح القس. ومن المتوقع أن تؤدي هذه الخطوة إلى تأجيج الأزمة بين واشنطن وأنقرة، حيث يمكن أن تتعرض عملة الليرة التركية لانهيار من جديد.
واعتقلت السلطات التركية برانسون المنحدر من ولاية كارولاينا الشمالية في تشرين الأول/أكتوبر 2016 بتهمة التجسس وممارسة أنشطة "إرهابية" وهو حاليا قيد الإقامة الجبرية. كان ترامب قد طالب مرارا بالإفراج عنه، وكانت إدارته قد فرضت مطلع آب/أغسطس الجاري عقوبات على وزيرين تركيين، وردت تركيا بإجراءات مضادة.
من جانبه، طمأن وزير المالية التركي براءت البيرق مستثمرين عالميين اليوم الخميس إلى أن تركيا ستخرج من أزمة عملتها أكثر قوة، مصرا على أن بنوك البلاد قوية ومشيرا إلى أنها ستتجاوز خلافها مع الولايات المتحدة. وفي مؤتمر عبر الهاتف مع آلاف المستثمرين وخبراء اقتصاديين، قال البيرق، وهو صهر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إن تركيا تتفهم تماما وتدرك جميع التحديات الداخلية التي تواجهها لكنها تتعامل مع ما وصفه بوضع غير مألوف في السوق.
حقائق عن الاقتصاد التركي .. لهذه الأسباب انهارت الليرة!
01:56
This browser does not support the video element.
بيد أن وكالة رويترز ذكرت في خبر عاجل أن قيمة الليرة التركية انخفضت إلى 5.8561 مقابل الدولار بفعل تقرير بأن أمريكا تجهز المزيد من العقوبات إذا رفضت تركيا إطلاق سراح القس برانسون. لكن لم يتم التأكد من هذا النبأ بعد.
ويرى مراقبون أن من شأن المواقف الاميركية الجديدة ان تشكل مزيدا من الضغوط على العملة التركية التي سجلت انتعاشا منذ الثلاثاء بفضل تدابير اتخذتها انقرة للحد من مضاربات المصارف الاجنبية. ولا تزال الاسواق مستاءة من إحجام البنك المركزي التركي عن رفع معدلات الفائدة رغم تدهور العملة.
ح.ع.ح/أ.ح(د.ب.أ، أ.ف.ب، رويترز)
أزمة الليرة التركية.. خلفيات قصة القس برونسون
تدهورت الليرة التركية إلى أدنى مستوياتها منذ 17 عامًا أمام الدولار، وذلك بعد أن فرضت واشنطن عقوبات ورسوما جمركية إضافية على وارداتها من منتجات الألمنيوم والحديد التركية، لكن هذا الأجراء له جذورٌ أعمق مهدت لهذا التدهور.
صورة من: picture-alliance/A.Gocher
بداية القصة
في 25 تموز/ يوليو أعلنت تركيا وضع القس الأميركي أندرو برونسون تحت الإقامة الجبرية، بعد أن سجن لنحو عامين في إطار ما تقول تركيا إنها قضية "إرهاب" و"تجسس"، طالبت الولايات المتحدة بالإفراج عنه فورًا، ثم قامت في الأول من آب/ أغسطس بفرض عقوبات لأول مرة على مسؤولين بدولة حليفة في الناتو، هما وزير العدل عبد الحميد غول ووزير الداخلية سليمان سويلو على خلفية احتجاز برانسون.
صورة من: Reuters/Dha/Demiroren News Agency
ترامب: "الليرة تنهار أمام دولارنا القوي"
في العاشر من آب/ أغسطس 2108 أعلن ترامب عن مضاعفة الرسوم على الواردات الأمريكية من الحديد والألومينيوم من تركيا. وغرّد ترامب على تويتر: "أصدرت أمرًا بمضاعفة رسوم الصلب والألومنيوم على تركيا، في وقتٍ تنهار فيه الليرة أمام دولارنا القويّ جدًا، الضريبة على الألومنيوم سترتفع 20 بالمائة بينما سترتفع على الصلب 50 بالمائة".
صورة من: picture-alliance/dpa/C. Kaster
أردوغان يتلقى "طعنة في الظهر".. ويستعد للقادم
انخفضت قيمة الليرة التركية لتصل إلى أخفض مستوى أمام الدولار منذ عام 2001 ، حيث وصلت إلى أكثر من 6 ليرات مقابل الدولار الواحد يوم الأحد، بينما رد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بأن "الولايات المتحدة تحاول طعن تركيا في الظهر"، فيما أعلن البنك المركزي التركي أنه مستعد لاتخاذ "كل التدابير اللازمة" لضمان الاستقرار المالي.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/M. Yapici
خلافات واشنطن- أنقرة تبدأ من فتح الله غولن
الخلاف الدبلوماسي الأخير جاء تتويجًا لسلسلة من الخلافات حول عدد من الملفات الهامة التي لم تحسم بعد بين أنقرة وواشنطن، إذ أن تركيا تتهم القس برونسون بدعم منظمتين إرهابيتين، هما جماعة "خدمة" التابعة لفتح الله غولن، وحزب العمال الكردستاني الذي تصنفه أنقرة على أنه منظمة ارهابية، بينما ترفض واشنطن تسليم غولن الذي يعيش في أمريكا للسلطات التركية.
في المقابل لم تكن واشنطن مرتاحة للتنسيق بين تركيا وروسيا وإيران في أستانا لخفض التصعيد في مناطق محددة في سوريا، كما أنها ليست مرتاحة للتقارب الكبير بين موسكو وأنقرة في مجالات حيوية مثل مشاريع الطاقة ومشتريات تركيا من السلاح الروسي.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/S. George
الإعلام التركي يتهم واشنطن بالمشاركة في الانقلاب
عدا عن ذلك تتهم بعض وسائل الإعلام التركية المخابرات الامريكية بأنها كانت وراء محاولة الانقلاب الفاشلة على أردوغان، وأن قاعدة "أنجيرليك" الجوية، الموجودة في تركيا والتابعة لحلف الناتو، كانت مركز التخطيط لهذا الانقلاب.
صورة من: picture-alliance/abaca/F. Uludaglar
بعيدًا عن السياسة.. الأزمة لها جذور اقتصادية أيضًا
بعيدًا عن الأسباب السياسية فإن هناك جملة عوامل ساهمت في تراجع قيمة العملة التركية وبروز الأزمة الاقتصادية التي تواجهها تركيا حاليًا، حيث يشعر المستثمرون بالقلق من عدم قدرة الشركات التركية على سداد القروض التي أخذتها بالعملة الصعبة خلال فترة الفورة العقارية ومشاريع البناء الكبيرة.
صورة من: picture-alliance/NurPhoto/D. Cupolo
إجراءات تركية لإنقاذ الوضع
لوقف هذا التدهور، اتخذ البنك المركزي التركي مجموعة من التدابير لدعم الاستقرار المالي، وقال وزير الخزانة والمالية التركي، صهر الرئيس أردوغان، براءت ألبيرق، إن الوزارة بدأت تطبيق خطة عملها لمواجهة تقلبات سعر صرف الليرة التركية أمام الدولار، محذرًا من نشر شائعات كاذبة.
صورة من: picture-alliance/M. Alkac
أردوغان: "لديهم الدولار ولنا الله"
هدد أردوغان بأنه قد يلجأ إلى خطط وتدابير أخرى مثل "خطة حيال التجار ورجال الصناعة اذا استمروا في المسارعة إلى بيع الليرة التركية وشراء الدولار الأميركي"، وقال قبل ذلك: "إذا كان الغرب يملك الدولار فلدينا الله".
صورة من: picture-alliance/Xinhua/Turkish Presidential Palace
واشنطن تراقب.. وتساوم أنقرة
البيت الأبيض يؤكد أن إدارة ترامب تراقب الوضع المالي في تركيا "عن كثب" وأن العقوبات لوحدها لا يمكن أن تؤدي لهذا الانهيار لو لم يكن هناك خلل منذ البداية، بينما التقى مستشار الرئيس الأميركي للأمن القومي جون بولتون السفير التركي لدى الولايات المتحدة من أجل بحث قضية احتجاز القس أندرو برانسون من قبل أنقرة.
صورة من: picture-alliance/dpa/A. Druzhinin
ميركل: "لا نريد انهيار اقتصاد تركيا"
وفي تعليق على كل ما يجري، قالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل إن "زعزعة استقرار الاقتصاد التركي لا يصب في مصلحة أي طرف"، مشددةً على أهمية استقلال البنك المركزي التركي للمساهمة بشكل فعال في التعامل مع الوضع الحالي.