واشنطن تتوعد "ميليشيات إيران" في العراق بمزيد من الضربات
٣٠ ديسمبر ٢٠١٩
ارتفعت حصيلة قتلى الغارات الأمريكية على قواعد حزب الله العراقي إلى 25 قتيلاُ و 55 جريحا، في وقتِ أكدت فيه واشنطن أنها عازمة على اتخاذ إجراءات أخرى لـ"الدفاع عن النفس وردع الميليشيات أو إيران " من ارتكاب أعمال معادية.
إعلان
في أوّل تعليق له على الغارات الجوية التي نفذتها قوات بلاده على قواعد تخصّ فصيلاً عراقيا موالياً لإيران، قال وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، إننا " لن نقف مكتوفي الأيدي أمام ما تقوم به جمهورية إيران الإسلامية من إجراءات تُعرّض الرجال والنساء الأمريكيين للخطر".
وتابع بومبيو، وفقا لوكالة أنباء بلومبرغ الأمريكية، إن ما فعلته بلاده "يجعل ما قاله الرئيس دونالد ترامب منذ شهور كثيرة واضحا"، مضيفاً أن الهجمات التي نفذها الفصيل العراقي، وهو عضو في ميليشيات الحشد الشعبي، على منشآت أمريكية تضمّ أفراداً أمريكيين، "ليس الهجوم الأول الذي يعرّض حياة الأمريكيين للخطر".
وارتفع عدد قتلى الغارات الجوية الأمريكية، التي شُنت يوم الأحد في العراق وسوريا (29 ديسمبر/كانون الأول 2019)، إلى 25 مقاتلاً و55 جريحا، وفق مصادر أمنية عراقية، وجاءت رداً على هجوم صاروخي قالت واشنطن إن قواعد حزب الله الموالية لإيران شنته على قاعدة عسكرية في محافظة كركوك، ما أسفر عن مقتل أمريكي، وهو هجوم ضمن سلسلة هجمات نفذتها هذه الميليشيات منذ أسابيع، لكن الجمعة كانت المرة الأولى التي تتعرّض فيها الولايات المتحدة لخسائر بشرية.
ومن جهته، صرّح وزير الدفاع الأمريكي مارك إسبر إن طائرات من طراز إف 15 قصفت خمسة أهداف، ثلاثة في غرب العراق واثنان في شرق سوريا، مشيرا إلى أنها كانت إما منشآت قيادة أو مخازن أسلحة، مبرزاً أن الضربات "كانت ناجحة"، وأن الطائرات عادت إلى القاعدة بـ"أمان".
وتوّعد إسبر بالمزيد من الضربات، إذ قال: "سنتخذ مزيدا من الإجراءات إن لزم الأمر من أجل الدفاع عن النفس وردع الميليشيات أو إيران" من ارتكاب اعمال معادية. بينما صرّح متحدث باسم البنتاغون أن الغارات الأمريكية تهدف إلى "إضعاف قدرات كتائب حزب الله على شن هجمات مستقبلا".
غير أن الضربات الأمريكية لم تنه صواريخ الميليشيات المعادية للوجود الأمريكي في العراق، إذ صرّح مسؤول أمني عراقي أن أربعة صواريخ كاتيوشا سقطت مساء في محيط قاعدة التاجي التي تضم جنودا أمريكيين دون أن تسفر عن ضحايا، ساعات قليلة بعد القصف الأمريكي. في هذا السياق حذر قيادي كبير في قوات الحشد الشعبي العراقية، التي تنضوي تحت لوائها جماعات شبه عسكرية تتألف في معظمها من فصائل شيعية تحظى بدعم إيراني، من رد قوي على القوات الأمريكية في العراق. وقال القيادي جمال جعفر إبراهيمي، المعروف بالاسم
الحركي أبو مهدي المهندس، في وقت متأخر من مساء أمس الأحد "دماء الشهداء لن تذهب سدى وردنا سيكون قاسيا جدا على القوات الأمريكية في العراق".
وندد المتحدث العسكري باسم رئيس حكومة تصريف الأعمال عادل عبد المهدي، بـ"انتهاك السيادة العراقية"، فيما كانت البحرين أوّل دولة عربية تشيد بالغارات الأمريكية، إذ قالت خارجيتها في بيان إن هذه الغارات "رد على الأعمال الإجرامية المتكررة التي تقوم بها هذه الكتائب الإرهابية"، وأشادت البحرين في الصدد ذاته بـ"الولايات المتحدة الأمريكية الصديقة التي تقوم بدور استراتيجي هام في التصدي للجماعات الإرهابية".
من جانبها نددت الخارجية الإيرانية بالضربات "الإرهابية" الأمريكية، وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية عباس موسوي إن "العدوان العسكري للولايات المتحدة على التراب العراقي والقوات العراقية محل إدانة شديدة باعتباره مثالا واضحا على الإرهاب... وتدينه إيران بشدة". حزب الله اللبناني من جانبه وصف الضربات الأمريكية بأنها "اعتداء سافر على سيادة العراق وأمنه واستقراره".
إ. ع/ع.م (د ب أ، أ ف ب، رويترز)
احتجاجات العراق.. أحداث ومحطات رئيسية
رغم استقالة رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي، أعمال العنف والاحتجاجات في العاصمة بغداد والمدن الجنوبية مستمرة للشهر الثالث على التوالي وسط تساؤلات عما ينتظر العراق بعد استقالة عبد المهدي؟
صورة من: AFP
استقالة لم تقنع المتظاهرين
استقالة رئيس الوزراء العراقي، عادل عبد المهدي، لم تقنع المتظاهرين بإنهاء احتجاجاتهم المتواصلة في بغداد والمناطق الجنوبية، مؤكدين عزمهم على "تنحية جميع رموز الفساد". فيما دعا نائب عراقي إلى محاكمة عبد المهدي وأركان حكومته.
صورة من: Getty Images/AFP/H. Faleh
لم يصمد أمام الاحتجاجات
دفعت المظاهرات عبد المهدي إلى الاستقالة في الـ 29 من تشرين الثاني/نوفمبر، بعد أن سحبت قوى سياسية دعمها له. مجلس النواب العراقي وافق على الاستقالة وأعلنت كتلة سائرون وهي الأكبر، تنازلها عن حقها في ترشيح خليفة لرئيس الوزراء المستقيل وتركت الاختيار للشارع. فيما أكد المتظاهرون أن ذلك ليس كافيا، ورفعوا شعارات منددة برجل الدين الشيعي مقتدى الصدر ومنافسه السياسي الشيعي الآخر هادي العامري.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/B. Ozbilici
الرصاص الحي ضد المحتجين
مع تواصل الاحتجاجات تزداد حدة العنف ويسقط عشرات الضحايا، كما حدث في محافظة ذي قار، حيث سقط في 29 تشرين الثاني/ نوفمبر فقط، نحو 32 قتيلا وأكثر من 250 جريحا. وقد أعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش عن قلقه العميق من استمرار استخدام الرصاص الحي ضد المتظاهرين.
صورة من: Reuters
صب مزيد من الزيت على نيران الاحتجاجات
في خضم الاحتجاجات، نشرت صحيفة نيوريورك تايمز وموقع ذي انترسبت الأمريكيين يوم 20 تشرين الثاني/ نوفمبر، وثائق مسربة من أرشيف الاستخبارات الإيرانية كتبت بين 2014 و2015، كشفت حجم التدخل الإيراني السافر في العراق. وحسب هذه التسريبات فإن البلاد سقطت تماما في قبضة النظام الإيراني بعد عام 2003 والانسحاب الأمريكي من العراق وليصبح معظم المسؤولين مجرد متلقين للأوامر من إيران!
صورة من: picture-alliance/AP Photo/H. Mizban
هجوم على قنصليات إيران
مع تصاعد المظاهرات المطالبة بوقف التدخل الإيراني، هاجم محتجون مبنى القنصلية الإيرانية في كربلاء مما أسفر عن مقتل ثلاثة أشخاص وإصابة 12 آخرين. وتكرر ذلك مع القنصلية في النجف بعدما أضرم متظاهرون النار في المبنى. واستنكرت إيران إحراق قنصليتيها وطالبت بغداد بحماية مقراتها الدبلوماسية. كما أجج الحادث العنف في العراق.
صورة من: AFP/H. Hamdani
السيستاني يدعم المحتجين
في نبرة متصاعدة، أبدى المرجع الشيعي الأعلى في العراق آية الله العظمى علي السيستاني مساندته للاحتجاجات في خطبته التي قرأها ممثل عنه يوم الجمعة 15 تشرين الثاني/ نوفمبر. وقال إنه لا يتدخل في أمور السياسة إلا في أوقات الأزمة، محذرا من أن التدخل الخارجي في شؤون البلاد سيجعل العراق ساحة لتصفية الحسابات.
صورة من: AFP Photo/Getty Images
تكتيك غير مسبوق!
مع تصاعد الاحتجاجات والعنف، بدأ المتظاهرون باستخدام تكتيك جديد في مواجهة حملات التضييق والقمع التي تشنها السلطات، حيث بدأوا بقطع الطرق ومنع الوصول إلى المدارس والدوائر الرسمية والدخول في إضراب طوعي، وبالتالي توقف العمل في غالبية مدن جنوب العراق من البصرة وصولاً إلى الكوت والنجف والديوانية والحلة والناصرية.
صورة من: Reuters/E. al-Sudani
"إيران بره بره".. وخامنئي يرد
كشفت الاحتجاجات حجم دور وتدخل إيران في العراق، حيث يطالبها المحتجون بالكف عن تدخلها. فيما وصف المرشد الأعلى للثورة الإسلامية علي خامنئي الاحتجاجات بـ"المؤامرة"، التي تهدف للتفريق بين العراق وإيران. وكانت وسائل إعلام إيرانية قد وجهت أصابع الاتهام إلى الولايات المتحدة الأمريكية والسعودية وأطراف أخرى في تأجيج الأحداث بالعراق.
صورة من: picture-alliance/abaca/Salam Pix
محاسبة الفاسدين والمتورطين في القمع!
بعد ثلاثة أسابيع من الاحتجاجات أوصت لجنة تحقيق في الإضطرابات التي شهدها العراق بإحالة عدد من كبار قادة الجيش والأجهزة الأمنية للقضاء على خلفية مقتل متظاهرين. كما تعهدت الحكومة بمحاسبة المتورطين في الفساد. لكن المحتجين الذين تصدرت قضايا الفساد والقمع والبطالة شعاراتهم، يواصلون مظاهراتهم ويطالبون برحيل النظام.
صورة من: AFP
مقتدى الصدر يسحب دعمه!
شهد موقف رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر تغيرا ملحوظا خلال الاحتجاجات، فمن داعم لحكومة عادل عبد المهدي إلى مطالب باستقالته. الصدر حذر من أن عدم استقالة عبد المهدي قد يحوّل الوضع في العراق إلى ما يشبه سوريا واليمن.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/K. Kadim
"بغداد حرة حرة"..
اندلعت الاحتجاجات السلمية بالعراق في الأول من تشرين الأول/أكتوبر 2019، ورفع المتظاهرون شعارات تطالب باستقالة الحكومة ووقف التدخل الإيراني. وقد شملت الاحتجاجات العاصمة بغداد والمدن الجنوبية، ورغم سلميتها قوبلت برد أمني عنيف سقط على إثره 257 شخصاً في الشهر الأول من الاحتجاجات.
إعداد: م. س/ م.م