واشنطن تحذر من هجوم برفح يسبب فوضى ولا يحل مشكلة حماس
١٣ مايو ٢٠٢٤
تجددت الغارات الإسرائيلية على قطاع غزة. وكررت واشنطن تحذيرها لإسرائيل من عملية واسعة النطاق في رفح المكتظة ومن تسببها بـ"فوضى وأضرار جسيمة للمدنيين بلا حل لمشكلة حماس".
واصل فلسطينيون بممتلكاتهم المكدسة الخروج من الأحياء الشرقية لمدينة رفح في جنوب قطاع غزة بسبب الهجمات الإسرائيلية المستمرة.صورة من: Ali Jadallah/Anadolu/picture alliance
إعلان
تعرض قطاع غزة لضربات إسرائيلية مكثفة، يوم الإثنين (13 مايو/أيار 2024)، فيما تستعد الدولة العبرية لإحياء الذكرى السادسة والسبعين لتأسيسها، في سنة تطغى عليها حرب متواصلة مع حركة حماس، أحيت لدى العديد من الفلسطينيين ذكرى مرارة النكبة.
واستهدفت الغارات الجوية الإسرائيلية خصوصا مدينة رفح - في أقصى جنوب قطاع غزة- قرب الحدود مع مصر، والتي يصل عدد سكانها حاليا الى 1,4 مليون شخص، بحسب الأمم المتحدة، معظمهم نزحوا بسبب القصف والقتال في أنحاء أخرى من غزة.
وبعد منتصف ليل الأحد/الإثنين أفاد مراسلون لوكالة فرانس برس بوقوع غارات إسرائيلية في مناطق مختلفة من القطاع. في غضون ذلك أعلنت كتائب عز الدين القسام -الجناح العسكري لحركة حماس المجموعة المسلحة الفلسطينية الإسلاموية التي تصنفها ألمانيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ودول أخرى على أنها منظمة إرهابية- أنها استهدفت يوم الأحد "جنودا وآليات العدو" قرب معبر رفح.
وخلال ذلك يواصل مئات الآلاف من الفلسطينيين الفرار من مناطق رفح بشتى الوسائل المتوافرة: سيرا أو بمركبات وعلى متن دراجات أو عربات تجرها الدواب، في محاولة لإيجاد ملجأ في أماكن أخرى من القطاع الذي استحالت معظم مناطقه ركاما جراء الحرب الأطول في تاريخ الصراع.
انتقادات أمريكية لأسلوب إدارة إسرائيل لحرب غزة
من جانبها انتقدت الحكومة الأمريكية -وهي الداعم الأبرز لإسرائيل- أسلوب إدارة الأخيرة لحرب غزة، وتحديدا فيما يتعلق بمدينة رفح في جنوب قطاع غزة. وقال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، في مقابلة تلفزيونية يوم الأحد: "سيكون هناك دائما الآلاف من أعضاء حماس المسلحين"، حتى بعد عملية في رفح، مشيرا الى أن الحركة الفلسطينية "عادت إلى المناطق التي حررتها إسرائيل في الشمال، حتى في خان يونس"، كبرى مدن جنوب القطاع التي شهدت عمليات عسكرية مكثفة على مدى أشهر.
إسرائيل تزيد الضغط العسكري على رفح
02:43
This browser does not support the video element.
وأضاف أن إسرائيل في مسار يحتمل أن تخلف بموجبه تمردا من الكثير من مقاتلي حماس المتبقين أو إذا غادرت، فسيكون هناك فراغ مليء بالانفلات، مليء بالفوضى، وربما إعادة صنع حماس. وشدد بلينكن، قائلا "تحدثنا معهم بشأن وسيلة أفضل بكثير للحصول على نتائج دائمة، وأمن دائم، كلاهما في غزة نفسها، وعلى نطاق أوسع، في المنطقة". وأضاف أن " تلك المحادثات مستمرة"، وأن "هذا ما يقوم به الشركاء والحلفاء".
وعند سؤاله قال بلينكن إن الولايات المتحدة أطلعت إسرائيل على تقديراتها بشأن عدد القتلى المدنيين في صراع غزة الذي يفوق عدد قتلى مقاتلي حماس حتى الآن. واستشهد المحاور بتصريح أدلى به رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، زعم فيه أن 14 ألفا من مقاتلي حماس قتلوا على يد القوات الإسرائيلية حتى الآن، مشيرا إلى أن استخدام حماس للمدنيين كدروع بشرية تسبب في مقتل 16 ألف مدني في الوقت ذاته. وأضاف نتنياهو في الحوار أنه بالنسبة لإسرائيل فإن مقتل كل مدني أمر مأساوي- وبالنسبة لحماس، فهو استراتيجية.
وقال بلينكن إنه في حين أن إسرائيل تتخذ إجراءات لتخفيف معاناة المدنيين، إلا أنه انتقد حقيقة أن "هذه الإجراءات لم يتم تطبيقها بشكل متسق وفعال". وفي تقرير -نُشر يوم الجمعة- ذكرت الحكومة الأمريكية أنها تنظر في أن إسرائيل يمكن أن تكون قد انتهكت القانون الدولي الإنساني في قطاع غزة باستخدام أسلحة زودتها بها واشنطن. ولكن نظرا للوضع في منطقة الحرب فإنه من الصعب التوصل أي نتيجة حاسمة.
ودعا الجيش الإسرائيلي مطلع الأسبوع الماضي سكان الأحياء الشرقية من رفح الى مغادرتها بعد أسابيع من التهديد بشنّ عملية برية تؤكد الدولة العبرية أنها ضرورية للقضاء على "آخر معقل" لحركة حماس. واقتحمت الدبابات الإسرائيلية بعض أنحاء المدينة وسيطرت على المعبر الحدودي مع مصر اعتبارا من الثلاثاء الماضي، متجاهلة التحذيرات الأمريكية والأوروبية حيال مصير المدنيين.
وتؤكد الأمم المتحدة أنه لم يعد ثمة مكان "آمن" للسكان البالغ عددهم 2,4 مليون نسمة، والمهددين بالمجاعة بعد سبعة أشهر على حرب بلا هوادة، وتضييق إسرائيلي على إدخال المساعدات الإنسانية، وفق المنظمات الدولية.
ع.م/ف.ي (أ ف ب ، د ب أ، رويترز)
معبر رفح.. "شريان الحياة" لسكان غزة ونافذتهم الضيقة نحو العالم
يمثل معبر رفح بين مصر وقطاع غزة المنفذ الوحيد لنحو مليوني فلسطيني على العالم الخارجي. نشأ المعبر في ظروف خاصة وتعرض للإغلاق كثيراً بسبب حروب وخلافات سياسية.. فما هي قصته؟
صورة من: Hatem Ali/AP/picture alliance
معبر رفح .. شريان حياة
لا يختفي اسم "معبر رفح" من وسائل الإعلام منذ بدء الاشتباكات بين حماس والجيش الإسرائيلي، إذ يُعد المنفذ الرئيسي الذي تدخل منه المساعدات المختلفة من غذاء ودواء ووقود وغيرها إلى قطاع غزة. كان المعبر حجر أساس في اتفاق الهدنة الأخير بين الطرفين حيث تم الاتفاق على عبور المئات من شاحنات المساعدات المختلفة يومياً إلى جانب خروج حملة الجنسيات الأجنبية والمرضى والمصابين الفلسطينيين من خلاله.
صورة من: Fatima Shbair/AP/picture alliance
نقطة الاتصال بالعالم الخارجي
في أقصى جنوب قطاع غزة، وعند صحراء سيناء في الجانب المصري، يُشكل معبر "رفح" البري المنفذ الرئيسي للقطاع إلى العالم. يوجد في غزة ستة معابر أخرى منها ايريز (حاجز بيت حانون) في الشمال وكرم أبو سالم جنوب شرق القطاع لكنها تقع جميعاً تحت السيطرة الإسرائيلية بالكامل. يبقى معبر رفح هو نقطة الاتصال الوحيدة بين قطاع غزة والعالم الخارجي.
صورة من: Mustafa Hassona/Anadolu/picture alliance
كيف نشأ المعبر؟
نشأ المعبر عقب توقيع مصر وإسرائيل اتفاقية السلام عام 1979 وانسحاب إسرائيل من سيناء عام 1982. قبل عام 1967 لم تكن هناك حدود بين رفح المصرية والفلسطينية لكنهما فصلتا بعد تنفيذ الشق الخاص من ااتفاقية ترسيم الحدود. خُصص المعبر لعبور الأفراد فيما خصص معبر كرم أبو سالم الذي تسيطر عليه إسرائيل لعبور البضائع.
صورة من: BOB DAUGHERTY/AP/picture alliance
إدراة مشتركة وفق اتفاقية أوسلو
سمحت اتفاقية أوسلو لممثلي السلطة الفلسطينية بالتواجد في المعبر. لكن منذ الانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة عام 2005 وإلى اليوم تغيرت ظروف المعبر عدة مرات وفقاً للتطورات الأمنية والعسكرية في القطاع. تم إغلاق المعبر مع انتفاضة عام 2000 وبعدها ظل ما بين الإغلاق والفتح، فيما شددت مصر إجراءات العبور من وقتها وحتى اليوم.
صورة من: Terje Bendiksby/NTB/picture alliance
من يتحكم في المعبر؟
سيطرت إسرائيل على المعبر خلال احتلالها للقطاع وحتى عام 2005 الذي انسحبت فيه من غزة. تم توقيع "اتفاقية الحركة والوصول" عام 2005 والتي جمعت بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية وبرعاية أمريكية، وهي الاتفاقية التي أقرت بأن يخضع المعبر للسيطرة الفلسطينية - الإسرائيلية برعاية أوروبية تراقب حق الجانب الفلسطيني في العبور والتبادل التجاري بما لا يمس الأمن الإسرائيلي.
صورة من: picture alliance / ASSOCIATED PRESS
ضرورات أمنية
عملت مصر وإسرائيل على تقييد الحركة من غزة وإليها منذ أن فرضت حركة حماس سيطرتها على القطاع في 2007 حين وصل الصراع بين حماس وحركة فتح إلى ذروته. تقول الدولتان إن ذلك ضروريا لأسباب أمنية. ورهنت مصر التعامل مع المعبر بموافقة كل من إسرائيل والسلطة الفلسطينية بالضفة الغربية. وخلال الحرب الأخيرة فرضت إسرائيل حصاراً شاملاً على قطاع غزة في 9 أكتوبر/تشرين الأول.
صورة من: Hatem Ali/AP/picture alliance
بين إغلاق وفتح المعبر
في عام 2010 قررت مصر فتح المعبر بشكل أكبر عقب ما عرف بواقعة "أسطول الحرية". ومع أحداث ثورة يناير/ كانون الثاني 2011، أمر المجلس الأعلى للقوات المسلحة في مصر باقتصار فتح المعبر على الحالات الطارئة. لم يفتح المعبر بشكل كامل إلا مع ثورة 25 يناير لكن منذ عام 2013 عاد الوضع إلى ما كان عليه سابقاً. في عام 2017، فُتح المعبر أمام حركة الأفراد الحاصلين على تصريح أمني مع الخضوع لعمليات تفتيش صارمة.
صورة من: Hatem Ali/AP/picture alliance
مخاوف مصرية
تكمن أكبر مخاوف مصر في أمرين؛ الأول هو حدوث تدفق هائل للاجئين الفلسطينيين الفارين من الحرب عبر معبر رفح. والثاني وهو الأخطر ويتمثل في احتمال دخول مسلحين إسلاميين إلى البلاد، خصوصاً وأن مصر تواجه جماعات إسلامية متشددة في سيناء وذلك على مدار أكثر من 10 سنوات. لذلك تولي مصر أهمية مشددة لتأمين معبر رفح.
صورة من: Hatem Ali/AP/picture alliance
تطبيق إجراءات مشددة
لا تسمح السلطات المصرية للفلسطينيين بمغادرة غزة بسهولة، إذ يجب على الفلسطينيين الراغبين باستخدام معبر رفح التسجيل لدى السلطات الفلسطينية المحلية قبل سفرهم بنحو شهر وقد يتم رفض طلبهم إما من قبل السلطات الفلسطينية أو المصرية دون إبداء الأسباب. وفيما يشكو فلسطينيون من سوء معاملة على المعبر، تُبقي إسرائيل سيطرتها كاملة على ما يمر عبر القطاع خوفاً من وصول أي مساعدات خاصة لحركة حماس.
صورة من: Mohammed Talatene/dpa/picture alliance
الأولوية للحالات الإنسانية
أعطيت الأولوية في الاتفاق الأخير بين حماس وإسرائيل لعبور المساعدات الإنسانية والحالات المرضية وخصوصاً الأطفال الخُدج (غير مكتملي النمو) حيث أصدر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قراراً باستقبالهم في المستشفيات المصرية.
صورة من: Egypt's State Information Center/Xinhua/picture alliance
مخاوف من كارثة إنسانية
في مؤتمر صحفي كبير عقد في أكتوبر/تشرين الأول 2023، حذر الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيرش من أمام بوابات المعبر في الجانب المصري من استمرار إغلاقه، منذراً بحدوث كارثة إنسانية إن لم تدخل المساعدات الإنسانية إلى غزة، وشدد على ضرورة ضمان عبور قوافل المساعدات بعدد كبير من الشاحنات كل يوم إلى قطاع غزة لتوفير الدعم الكافي لسكانه.
صورة من: picture alliance/dpa
القصف يعرقل انتظام عمل المعبر
خلال الحرب الأخيرة، أكدت مصر عدة مرات أن المعبر مفتوح من جانبها وأنه لم يتم إغلاقه منذ بدء الأزمة الراهنة، لكن تعرض مرافقه في الجانب الفلسطيني للدمار بسبب الغارات الإسرائيلية يحول دون انتظام عمله بشكل طبيعي، وفق ما ذكرت الخارجية المصرية. إعداد: عماد حسن.
صورة من: Russia Emergencies Ministry/dpa/picture alliance