قبيل انعقاد اجتماع لمجلس الأمن دعت له واشنطن بشأن الاحتجاجات، طالبت المندوبة الأميركية لدى الأمم المتحدة بعدم السماح بتكرار السيناريو السوري في إيران: "بدأت الفظائع بنظام قاتل يحرم شعبه من حق التظاهر بشكل سلمي".
إعلان
حذرت المندوبة الأميركية لدى الأمم المتحدة نيكي هايلي قبيل اجتماع لمجلس الأمن الدولي الجمعة (الخامس من كانون الثاني/يناير 2018) من إمكانية تحول الاحتجاجات التي خرجت آخر الشهر الماضي في ايران إلى نزاع شبيه بما حصل في سوريا. وقالت هايلي في بيان صدر بوقت متأخر الخميس "شهد العالم الفظائع التي حصلت في سوريا، والتي بدأت بنظام قاتل يحرم شعبه من حق التظاهر بشكل سلمي". وأضافت "علينا ألا نسمح بحدوث ذلك في ايران".
وانتقدت روسيا سعي الولايات المتحدة لمناقشة ملف الاحتجاجات في ايران داخل مجلس الأمن، واتهمت واشنطن بالتدخل في شؤون ايران الداخلية، بعدما اعرب الرئيس دونالد ترامب عن دعمه للتظاهرات المناهضة للحكومة.
ورجح دبلوماسيون بأن تطالب روسيا بتصويت إجرائي في بداية الاجتماع لاتخاذ قرار بشأن إن كان ينبغي إدراج الوضع في ايران على جدول أعمال المجلس. ويتعين موافقة تسعة أعضاء على الأقل من 15 على إضافة ملف جديد لتتم مناقشته في مجلس الأمن. ولا يطبق الفيتو في هذه المسألة.
وأكدت هايلي على أن "هذه مسألة تتعلق بحقوق الإنسان الأساسية للشعب الإيراني وهي أيضا مسألة مرتبطة بالسلم والأمن الدوليين". واعتبرت أنه "سيكون من المفاجئ أن تحاول أي دولة حرمان مجلس الأمن من إجراء هذا النقاش كما يحاول النظام الإيراني حرمان شعبه من إمكانية إيصال صوته".
وبناء على الطلب الأميركي، سيعقد المجلس جلسة مفتوحة من الساعة 15،00 (20،00 ت غ) حيث سيقدم الأمين العام المساعد للأمم المتحدة تايي- بروك زيريهون إيجازا عن العنف الذي شهدته ايران.
وخلال الأيام الأخيرة، عملت الولايات المتحدة بنشاط لكسب الدعم لعقد الاجتماع خاصة من الدول الأعضاء غير الدائمين لدى المجلس، وفقاً لمصادر دبلوماسية.
ويشار إلى أنه بدأت كل من غينيا الاستوائية وساحل العاج والكويت وبيرو وبولندا وهولندا مهامها كأعضاء غير دائمين في مجلس الأمن في الأول من كانون الثاني/يناير.
وأفاد دبلوماسيون أنه لا يتوقع أن يصدر مجلس الأمن بياناً بشأن الاضطرابات في ايران وهو ما سينبغي أن يوافق عليه جميع الأعضاء الـ15.
خ.س/ ي. ب (أ ف ب)
زعماء العالم واحتجاجات إيران ـ مواقف متضاربة وحسابات مختلفة
في ظل تواصل الاحتجاجات في إيران لليوم السابع على التوالي، برزت مواقف متضاربة لساسة وزعماء العالم تجاه هذه الاحتجاجات المناهظة للنظام الحاكم في إيران. وتنوعت المواقف ين التأييد والتحذير والتزام الصمت أيضاً.
صورة من: picture-alliance/abaca/Stringer
الموقف الأمريكي
موقف الإدارة الأمريكية تجاه احتجاجات إيران واضح جدا، حيث سارع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى تأييد المتظاهرين في إيران من خلال دعوته عبر تغريدة له على تويتر في يوم السنة الجديدة بوضوح إلى تغيير النظام. ووصف ترامب، الذي يعتبر ايران عدوه اللدود في الشرق الأوسط، النظام الحاكم بـ "الوحشي والفاسد"، ووعد بدعم الشعب الإيراني "في الوقت المناسب".
صورة من: Getty Images/M. Wilson
الموقف الإسرائيلي
انتقد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو موقف أوروبا "المتحفظ" من الاحتجاجات في إيران واتهم حكومات أوروبية بعدم دعم المتظاهرين في كفاحهم لأجل الحرية في مقطع فيديو قال فيه إن" العديد من الحكومات الأوروبية ستراقب في صمت ما يجري في إيران، بينما يتعرض الإيرانيون الأبطال للضرب في الشوارع". ويشار إلى أن اسرائيل تعتبر البرنامج النووي الإيراني يشكل تهديداً لوجودها.
صورة من: AFP/Getty Images/M. Alexandre
الموقف الفرنسي
بعكس الموقفين الأمريكي والإسرائيلي اتسم موقف أوروبا من احتجاجات إيران بالحذر. فقد اتخذت فرنسا موقفا أكثر تحفظاً وشددت على احترام حقوق الإنسان. وأبلغ الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون نظيره الايراني عن "قلقه" حيال وقوع ضحايا على خلفية الاحتجاجات ودعا إلى "ضبط النفس والتهدئة". كما ألغى زيارة كانت مقررة لوزير خارجيته إلى طهران.
صورة من: picture alliance/AP Photo/L. Marin
الموقف الألماني
ولم يختلف موقف ألمانيا عن فرنسا، حيث دعت برلين على لسان نائبة المتحدث باسم ميركل طهران إلى "احترام حرية التجمع والتعبير" وحثت النظام الإيراني على الرد "بالحوار". وقال وزير الخارجية الألماني زيغمار غابرييل إن ألمانيا تشعر بقلق بشأن الوضع في إيران.
صورة من: picture-alliance/dpa/H. Hanschke
الموقف الروسي
ونقلت وكالة الإعلام الروسية عن مسؤول روسي قوله إن بلاده تعتبر المقترح الأمريكي الداعي لعقد اجتماع غير عادي لمجلس الأمن الدولي لبحث الاضطرابات في إيران "ضارا ومدمرا". وحثت روسيا الولايات المتحدة على عدم التدخل في الشأن الإيراني"، وذلك بعد أن أعرب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تأييده للمحتجين ضد النظام الحاكم في إيران.
صورة من: picture alliance/TASS/dpa/A. Nikolsky
الموقف التركي
موقف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان تجاه الاحتجاجات الإيرانية كان مفاجئاً. حيث ساند أردوغان في السابق ثورات الربيع العربي. في حين حذرت تركيا من ما وصفته بمحاولات التدخل في سياسة إيران الداخلية. وصدرت تصريحات أردوغان المؤيدة لإيران بعد تحسن العلاقات بين أنقرة وطهران اللتين تعاونتا في الشهور القليلة الماضية للحد من العنف في سوريا رغم تأييد كل منهما لطرف مختلف في الصراع المستمر منذ سنوات.
صورة من: picture-alliance/dpa/AP/H. Dridi
الموقف الإماراتي
في المقابل ساد نوع من الصمت في الجانب العربي، إذ لم تصدر لحد الآن تصريحات رسمية عن معظم الزعماء العرب. بيد أنه صدر موقف إماراتي من وزير الدولة للشؤون الخارجية أنور قرقاش. ووصف قرقاش في تغريدة له على تويتر هذه الاحتجاجات بأنها تعد: "فرصة للمراجعة العاقلة"، وأضاف قرقاش: "تغليب مصلحة المنطقة وإيران في البناء الداخلي والتنمية، لا إستعداء العالم العربي".
صورة من: Getty Images
الموقف السوري
من جانبها أعربت دمشق عن "ثقتها الكاملة" في تمكن حليفتها طهران من افشال ما وصفتها بـ" المؤامرة" التي تتعرض لها إثر الاحتجاجات وفق ما أفادت وكالة الأنباء السورية الرسمية. واعربت دمشق وفق المصدر ذاته عن"إدانتها الشديدة ورفضها المطلق للمواقفين الأمريكي والإسرائلي". وشكلت طهران منذ بداية النزاع السوري عام 2011، الداعم الرئيسي عسكرياً ومالياً لنظام الرئيس السوري بشار الأسد. إعداد: إيمان ملوك
صورة من: picture-alliance/AP Photo/Syrian Presidency