حذرت الخارجية الأمريكية من انهيار شامل لاتفاق وقف الأعمال القتالية في سوريا، داعية موسكو للضغط على نظام الرئيس السوري للتوقف عن شن غارات جوية على قوات المعارضة والمدنيين الأبرياء في حلب وضواحي دمشق".
إعلان
دعت الولايات المتحدة روسيا اليوم الاثنين (23 أيار/ مايو 2016) للضغط على نظام الرئيس السوري بشار الأسد لوقف الغارات الجوية على قوات المعارضة في حلب وضواحي دمشق. وأضافت أن واشنطن طالبت نظام الأسد بالتوقف فورا عن تصعيد الهجمات في حلب وداريا وعن حصار المدن وعرقلة وصول المساعدات الإنسانية.
وقال بيان لوزارة الخارجية الأمريكية إن "الوزير (جون) كيري عبر عن هذه المخاوف خلال اتصال هاتفي مع وزير الخارجية الروسي (سيرغي) لافروف في وقت سابق اليوم وحثه على الضغط على النظام للتوقف فورا عن شن غارات جوية على قوات المعارضة والمدنيين الأبرياء في حلب وضواحي دمشق".
وقال متحدث باسم الخارجية الأميركية إن كيري الموجود في فيتنام اتصل هاتفيا بلافروف وطلب منه "حث النظام على الوقف الفوري لضرباته الجوية ضد قوات المعارضة والمدنيين الأبرياء في حلب وفي محيط دمشق". وأضاف المتحدث أنه إذا استمر العنف في سوريا "فربما نكون أمام انهيار كامل" لاتفاق وقف الاقتتال.
بدورها قالت وزارة الخارجية الروسية اليوم إن الوزير سيرغي لافروف بحث مع نظيره الأمريكي جون كيري هاتفيا مقترحات موسكو للقيام بعمليات مشتركة ضد المسلحين الذين لا يلتزمون بوقف إطلاق النار في سوريا.
وكانت روسيا قد اقترحت الأسبوع الماضي على التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة شن ضربات جوية مشتركة على جماعات من المعارضة السورية المسلحة منها جبهة النصرة، التي تعتبر فرع القاعدة في سوريا. بيد أن واشنطن ردت بفتور على هذه المقترحات.
بان كي مون يدين اعتداءات طرطوس وجبلة
في غضون ذلك دان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون "الاعتداءات الإرهابية" التي استهدفت مدينتي طرطوس وجبلة على الساحل السوري، كما أعرب عن "قلقه الشديد" إزاء تصعيد المعارك قرب دمشق. وقال ستيفان دوجاريك المتحدث باسمه إن الأخير "كرر دعوته كل أطراف النزاع في سوريا للامتناع عن مهاجمة المدنيين" والتقيد باتفاق وقف الأعمال القتالية.
وأضاف أن بان كي مون طلب من جميع الدول الأعضاء "التحرك بشكل جماعي وفوري وحاسم لإنهاء المأساة الجارية في سوريا". وحسب المتحدث باسمه أيضا أعرب بان كي مون عن الأسف "لسقوط المزيد من الضحايا المدنيين" حول حلب وإدلب وفي شمال حمص خصوصا في الحولة.
وأوقعت سلسلة اعتداءات الاثنين 148 قتيلا في مدينتي طرطوس وجبلة حيث معقل النظام السوري برئاسة بشار الأسد. ويشار إلى أن قوات النظام السوري تشن من جهة ثانية هجوما يستهدف مدينة داريا الواقعة جنوب غرب دمشق، والمناطق الواقعة شرق العاصمة.
أ.ح/ح.ع.ح (أ ف ب، رويترز)
حلب تدفع الثمن... ولا نهاية للدمار
بعد خمس سنوات على تفجر الصراع في سوريا ما زالت حلب محورا أساسيا للمعارك التي تسببت حتى الآن في مقتل 250 مئات الآلاف وتشريد الملايين بين نازحين ولاجئين. الصور التالية تكشف عن آثارالمعارك التي دمرت المدينة بالكامل.
صورة من: Reuters/A. Ismail
تبرر دمشق وموسكو تكثيف العمليات العسكرية على حلب بوجود جبهة النصرة، ذراع تنظيم القاعدة في سوريا، وهي غير مشمولة باتفاق وقف إطلاق النار، مثلها مثل تنظيم "الدولة الإسلامية". فيما تتهم المعارضة الحكومة بتعمد استهداف المدنيين في المناطق الخاضعة لسيطرتها لإخراجهم منها.
صورة من: Reuters/A. Ismail
28 نيسان/أبريل 2016 لقي 30 مدنيا على الأقل، بينهم ثلاثة أطباء، حتفهم إثر قصف جوي استهدف مستشفى القدس في القطاع الذي تسيطر عليه المعارضة في مدينة حلب. ولم يتسن التعرف على هوية الجهة التي نفذت الهجوم.
صورة من: Reuters/A. Ismail
أصيبت ست مستشفيات على الأقل في قصف في الجهتين الشرقية والغربية لحلب خلال الأيام الأخيرة، ما دفع بمجلس الأمن إلى مطالبة جميع الأطراف المتحاربة إلى حماية المستشفيات والعيادات الطبية.
صورة من: Getty Images/AFP/A. Alhalbi
أسفر التصعيد العسكري في شطري حلب المقسمة بين النظام والمعارضة خلال عشرة أيام عن مقتل أكثر من 250 مدنيا بينهم نحو 50 طفلا، بحسب حصيلة للمرصد السوري.
صورة من: Reuters/A. Ismail
على الرغم من اتفاق وقف الأعمال العدائية بين الأطراف المتحاربة، أشار المبعوث الدولي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا إلى أنه خلال المعارك الأخيرة قتل في حلب كل 25 دقيقة أحد المواطنين.
صورة من: picture-alliance/AA/B. el Halebi
الأطفال هم الضحيا الأوائل في المعارك الدائرة في سوريا، كما أن طبيب الأطفال الأخير في حلب قتل في القصف الذي استهدف أحد مستشفيات المدينة.
صورة من: Reuters/A. Ismail
هذه الصورة تعود إلى 2013، وقد نشرتها منظمة العفو الدولية وهي تظهر احد أحياء مدينة حلب قبل وبعد بدء الصراع في سوريا
صورة من: US Department of State, Humanitarian Information Unit, NextView License (DigitalGlobe)
الآثار التاريخية تشكل ضحية أخرى للصراع الدموي الدائر في حلب، فقد تعرض الجامع الأموي بحلب عدة مرات للقصف وذلك منذ بدء الصراع، كما دمرت في السنوات الماضية مئذنته التاريخية التي تعود إلى عهود قبل 1000 عام ، بالإضافة إلى تدمير مئذنة جامع العمرى الذي يعتبر أقدم مسجد في العالم.
صورة من: Getty Images/AFP/D. Dilkoff
بالرغم من المعارك الدائرة في حلب، مازال آلاف المدنيين داخل المدينة المدمرة، وهم يأملون في أن يتمكن المجتمع الدولي من إجبار الأطراف المتحاربة على الالتزام بوقف الإعمال العدائية، على الأقل لالتقاط الأنفاس وتفقد بيوتهم المدمرة.