حذرت وزارة الدفاع الأميركية النظام السوري من أنها مستعدة لإسقاط أي طائرة تهدد قوات التحالف في شمال سوريا، لكنها امتنعت عن إعلان حظر طيران في هذه المنطقة.
إعلان
قال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية بيتر كوك أمس الاثنين (22 آب/أغسطس 2016 ) للصحافيين "نواصل نصح النظام السوري بالبقاء بعيدا عن هذه المناطق". وأضاف "سندافع عن عناصرنا على الأرض وسنفعل ما يلزم للدفاع عنهم".
وعلى الرغم من هذا التحذير الواضح، امتنع كوك عن استخدام عبارة "منطقة حظر للطيران" التي ترتدي طابعا سياسيا. وكان مسئولون عسكريون أميركيون أعربوا عن استياء كبير الأسبوع الماضي بعدما استهدف الطيران السوري قوات كردية ومستشارين من التحالف حول مدينة الحسكة شمال شرق سوريا.
وأرسل الجيش الأميركي مقاتلات مرتين باتجاه الطائرات السورية لكن لم يسجل أي حادث مباشر بين الجانبين.
وكان وزير الخارجية الأميركي جون كيري والمرشحة الديمقراطية للانتخابات الرئاسية هيلاري كلينتون عبرا عن دعمهما لإقامة مناطق حظر للطيران، لكن الرئيس باراك اوباما لا يريد تخصيص موارد وقوات لتنفيذ خطوة من هذا النوع.
ونقلت وكالة فرانس بريس عن كوك قوله:"إنها ليست منطقة حظر للطيران". وأضاف "لكن (...) سيكون من الحكمة للنظام السوري تجنب المناطق التي تعمل فيها قوات التحالف".
وكانت الولايات المتحدة وجهت تحذيرا إلى سوريا عبر حليفتها روسيا التي تقيم معها واشنطن خط اتصال لتجنب أي مشكلات بين المقاتلات الروسية والأميركية فوق الأراضي السورية.
وأوضح كوك ردا على سؤال أن هذا التحذير يشمل الطائرات الروسية أيضا التي تشن عمليات قصف إلى جانب طيران النظام السوري. وقال "إذا هددت القوات الأميركية، فإننا نملك دائما الحق في الدفاع عن أنفسنا". وأرسلت واشنطن الأسبوع الماضي للمرة الأولى مقاتلات قرب الحسكة.
وتريد واشنطن حماية المستشارين التابعين لقوات التحالف، وكذلك وحدات حماية الشعب الكردية المدعومة من الولايات المتحدة.
وتقود واشنطن منذ سنتين تحالفا ضد تنظيم "داعش" يشن غارات شبه يومية ويعمل مع قوات محلية على الأرض لمكافحة الإرهابيين. وبدأت روسيا العام الماضي حملة قصف جوي دعما للنظام السوري.
وتأتي تصريحات كوك بينما استمرت المعارك العنيفة الاثنين بين المقاتلين الأكراد وقوات النظام السوري في الحسكة حيث بات الأكراد يسيطرون على نحو 80% من مساحة هذه المدينة.
وتواصل القتال رغم استمرار الوساطة الروسية للتوصل إلى اتفاق ينهي هذه الاشتباكات التي اندلعت قبل ستة أيام.
م.أ.م/ح.ز (أ ف ب)
حلب تدفع الثمن... ولا نهاية للدمار
بعد خمس سنوات على تفجر الصراع في سوريا ما زالت حلب محورا أساسيا للمعارك التي تسببت حتى الآن في مقتل 250 مئات الآلاف وتشريد الملايين بين نازحين ولاجئين. الصور التالية تكشف عن آثارالمعارك التي دمرت المدينة بالكامل.
صورة من: Reuters/A. Ismail
تبرر دمشق وموسكو تكثيف العمليات العسكرية على حلب بوجود جبهة النصرة، ذراع تنظيم القاعدة في سوريا، وهي غير مشمولة باتفاق وقف إطلاق النار، مثلها مثل تنظيم "الدولة الإسلامية". فيما تتهم المعارضة الحكومة بتعمد استهداف المدنيين في المناطق الخاضعة لسيطرتها لإخراجهم منها.
صورة من: Reuters/A. Ismail
28 نيسان/أبريل 2016 لقي 30 مدنيا على الأقل، بينهم ثلاثة أطباء، حتفهم إثر قصف جوي استهدف مستشفى القدس في القطاع الذي تسيطر عليه المعارضة في مدينة حلب. ولم يتسن التعرف على هوية الجهة التي نفذت الهجوم.
صورة من: Reuters/A. Ismail
أصيبت ست مستشفيات على الأقل في قصف في الجهتين الشرقية والغربية لحلب خلال الأيام الأخيرة، ما دفع بمجلس الأمن إلى مطالبة جميع الأطراف المتحاربة إلى حماية المستشفيات والعيادات الطبية.
صورة من: Getty Images/AFP/A. Alhalbi
أسفر التصعيد العسكري في شطري حلب المقسمة بين النظام والمعارضة خلال عشرة أيام عن مقتل أكثر من 250 مدنيا بينهم نحو 50 طفلا، بحسب حصيلة للمرصد السوري.
صورة من: Reuters/A. Ismail
على الرغم من اتفاق وقف الأعمال العدائية بين الأطراف المتحاربة، أشار المبعوث الدولي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا إلى أنه خلال المعارك الأخيرة قتل في حلب كل 25 دقيقة أحد المواطنين.
صورة من: picture-alliance/AA/B. el Halebi
الأطفال هم الضحيا الأوائل في المعارك الدائرة في سوريا، كما أن طبيب الأطفال الأخير في حلب قتل في القصف الذي استهدف أحد مستشفيات المدينة.
صورة من: Reuters/A. Ismail
هذه الصورة تعود إلى 2013، وقد نشرتها منظمة العفو الدولية وهي تظهر احد أحياء مدينة حلب قبل وبعد بدء الصراع في سوريا
صورة من: US Department of State, Humanitarian Information Unit, NextView License (DigitalGlobe)
الآثار التاريخية تشكل ضحية أخرى للصراع الدموي الدائر في حلب، فقد تعرض الجامع الأموي بحلب عدة مرات للقصف وذلك منذ بدء الصراع، كما دمرت في السنوات الماضية مئذنته التاريخية التي تعود إلى عهود قبل 1000 عام ، بالإضافة إلى تدمير مئذنة جامع العمرى الذي يعتبر أقدم مسجد في العالم.
صورة من: Getty Images/AFP/D. Dilkoff
بالرغم من المعارك الدائرة في حلب، مازال آلاف المدنيين داخل المدينة المدمرة، وهم يأملون في أن يتمكن المجتمع الدولي من إجبار الأطراف المتحاربة على الالتزام بوقف الإعمال العدائية، على الأقل لالتقاط الأنفاس وتفقد بيوتهم المدمرة.